نجحت بعض المزارع المحلية في الإمارات لأول مرة، بإدخال أصناف جديدة من الخضروات، تتسم بجودتها العالية، وقيمتها الغذائية، كونها تتم بالزراعة العضوية، ومن دون استخدام أي مبيدات كيماوية، بالرغم من الاختلاف الجذري في المناخ بين الإمارات وموطن هذه الأصناف الأصلي وهو بلدان أمريكا الجنوبية وهولندا.
وقال المهندس سمير الكاشف، مدير مزرعة اكساليبر للزراعة العضوية في أبوظبي، إن الأصناف الجديدة، والتي بدأت بطرح إنتاجها مطلع العام الحالي، تشمل 10 أصناف، هي الطماطم والبطاطا والباذنجان والبامياء الحمراء واليقطين والملفوف والفاصولياء، والتي يعود موطنها الأصلي إلى أمريكا الجنوبية وهولندا، كما أن هناك أصنافا جديدة، سيتم إدخالها إلى السوق المحلي، قبل نهاية العام الجاري، مثل الزنجبيل والأناناس، ويجري الإعداد لزراعة التوت الأحمر والأسود، الذي تعد أمريكا الجنوبية موطنه الأصلي، لكنه يستغرق في طرح إنتاجه عاما كاملا، كونه يعد من الأشجار المعمرة والمتسلقة.
500 كغم يومياً
وأكد أن هذه الأصناف، تمت زراعتها بتربة عادية، وجميعها تعتبر من المحاصيل العضوية، حيث إن الاختلاف الجذري في المناخ، لم يعد عائقا لتحقيق النجاح في زراعة محاصيل جديدة، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من المتسوقين، حيث إن بعضهم وجد تجربة تذوقها فرصة للإطلاع على أصناف بلدان أخرى في قارات بعيدة، وعادوا لشرائها من جديدة، كونها تتميز بطعم لذيذ وقيمة غذائية عالية.
وأوضح الكاشف أن منتوجات «اكساليبر» والحاصلة على شهادات الآيزو الأمريكية والأوروبية والإماراتية، توفر 500 كيلو غرام من مختلف الأصناف العضوية الجديدة يومياً في فروع جمعية الاتحاد التعاونية، التي توفر بدورها فرصة كبيرة لمزارع الدولة في عرض منتجاتها بأسلوب منافس.
مساحات عرض مجانية
من جهته، قال يعقوب البلوشي مدير إدارة مشتريات الأغذية الطازجة في جمعية الاتحاد التعاونية بدبي، إن الجمعية تخصص مساحات للعرض مجاناً للمزارع التي تنتج المنتجات العضوية، كما أنها تسوق المنتجات العضوية لعدد من المزارع في كل من أبوظبي، دبي، الشارقة، عجمان، رأس الخيمة، في إطار دعم مالكي المزارع العضوية، لخلق بيئة زراعية مستدامة، تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والصحي في الدولة.
وعن دور تعاونية الاتحاد في تبني ودعم الزراعة العضوية، أشار إلى أن الجمعية تبذل الكثير لتشجيع إقامة الزراعات العضوية، حيث تعتبر أول جهة في الدولة، تعرض وتسوق المنتجات العضوية منذ عام 2007، والتي يبلغ عددها حالياً 55 صنفاً من الخضروات والفواكه، وتقوم بالبحث عن المنتجين لها بالتعاون مع وزارة التغير المناخي والبيئة، لشراء منتجاتهم وتسويقها عبر منافذها المنتشرة في إمارة دبي، وتعمل على تسهيل الإجراءات والتعاقدات مع مزارعي المنتجات العضوية.
وبخصوص الخطط التي تنتهجها تعاونية الاتحاد لزيادة الإنتاج، أبان البلوشي أنها تقوم بالزيارات الدورية للمزارع، ومتابعة خطوط ومدخلات الإنتاج، كما تعقد اجتماعات دورية ومحاضرات للمزارعين، بهدف اطلاعهم على أفضل الممارسات العالمية للزراعة العضوية، وتوجيههم لزراعة أصناف مطلوبة ومرغوبة من قِبل المستهلكين.
