حضرموت تخشى تحولها إلى ساحة معارك بين مسلحي القبائل والجيش

صنعاء - عبدالرحمن أحمد عبده:
تعيش محافظة حضرموت، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، على وقع مخاوف من انزلاق الأوضاع في المحافظة إلى ما هو أسوأ، بعدما حذرت مكونات سياسية ومدنية ودينية من جر فعاليات الهبة الشعبية المرتقبة اليوم في المحافظة وبلدات جنوبية أخرى إلى مربع العنف، داعية إلى توخي الحذر والحيطة .
وناشد المؤتمر الوطني لشعب الجنوب إفشال المخطط الذي يحاك حالياً من قبل من وصفها ب "القوى الشمالية المتنفذة" التي تحاول جر هذه الفعاليات السلمية إلى مربع العنف بين أبناء الجنوب الواحد وبث ثقافة الكراهية والعنف واستهداف المواطنين المدنيين وتحويل الجنوب إلى ساحة صراع .
ودعا هذا التكتل الجنوبي، الذي انسحب عدد من قياداته من مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، أبناء شعب الجنوب للمشاركة في الهبة الشعبية الجنوبية السلمية وإحياء كل الفعاليات بسلمية مطلقة، وتوخي الحرص والحذر واليقظة وعدم السماح لأي أطراف أو قوى دخيلة تحاول حالياً جر هذه الفعاليات إلى العنف واستهداف المدنيين الأبرياء أو الإضرار أو التخريب للمصالح الخاصة والعامة .
وقال مؤتمر شعب الجنوب إنه تابع رد الفعل العقلاني لقبائل حضرموت خاصة والجنوب عامه والصبر الشديد وضبط النفس، بعد استهداف مقدم قبائل الحموم الشيخ سعد بن حبريش، "الذي قوبل بلامبالاة من نظام صنعاء لأكثر من أسبوعين بعد الحادثة من دون أي إجراءات عملية وواقعية على الأرض تصون وتحفظ كرامة المواطن الجنوبي بل إن اللامبالاة أشعلت النفوس ووسعت الجرح" على حد تعبير البيان .
من جانبها اعتبرت هيئة علماء اليمن، التي يتزعمها الشيخ عبد المجيد الزنداني، التداعيات التي أعقبت مقتل الشيخ سعد بن حبريش "وصلت إلى حد خطير من دعوة البعض لهبة شعبية للسيطرة على المؤسسات والمصالح العامة إذا لم تُستجب مطالبهم، ما يهدد الأمن والاستقرار ويمزق البلاد ويثير الفوضى والفتن" .
ودعت الهيئة إلى سرعة تشكيل محكمة مستعجلة من القضاة الموثوقين عند جميع الأطراف وتسليم الجناة لهم ومحاكمتهم محاكمة شرعية عادلة، واستجابة الدولة لكل مطلب شرعي لأبناء حضرموت والتعامل مع المشكلات بجدية والحذر من الإهمال وعدم المبالاة، ووجوب المحافظة على الأخوة الإسلامية بين أبناء اليمن ووجوب تعظيم حرمة الدماء والأموال والأعراض .
وقال بيان صادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية المقربة من الحراك الجنوبي الحرص على أن تكون الهبة الشعبية في الإطار السلمي والتواصل مع تحالف قبائل حضرموت والتنسيق معهم لكونهم هم أصحاب الفكرة والمبادرين فيها، وأكدت أن الهبة الشعبية هي انتفاضة شعبية سلمية عارمة تبدأ بتشكيل اللجان الأمنية لحماية الممتلكات العامة والخاصة وتنتهي بالسيطرة على أرض الجنوب وثرواته والحذر من الانجرار نحو العنف واتباع سياسة ضبط النفس .