عادي
قفزت من المركز 24 إلى 19 خلال أقل من خمس سنوات

الإمارات.. نحو مدينة المعرفة عالمياً

04:32 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: ميرفت الخطيب

حققت دولة الإمارات تقدماً كبيراً في مؤشر المعرفة العالمي 2018 بواقع ست مراتب مقارنة بنتائج العام الماضي، لتحلّ في المركز 19 بدلاً من 25، ما جعلها في صدارة الدول العربية.
وكشفت نتائج مؤشر المعرفة العالمي 2018، الذي أعدته مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بالشراكة مع المكتب الإقليمي للدول العربية، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، تصدر سويسرا في مؤشر المعرفة، ثم فنلندا، وبعدها السويد، وحلت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الرابعة، ولوكسمبرج في المرتبة الخامسة.
وعلى الصعيد العربي أظهرت نتائج المؤشر الذي استهدف 134 دولة في نسخة 2018، حلت مملكة البحرين المرتبة 44، والكويت في المرتبة 50، وسلطنة عمان في المرتبة 62، والسعودية في المرتبة 66، ولبنان 74، والأردن 76.
وانطلاقاً من تحقيق دولة الإمارات العربية المتحدة للمركز 19 في مؤشر مدن المعرفة العالمي، وقفزها من المركز 24 إلى 19 خلال أقل من خمس سنوات، يطرح السؤال، هل الوصول إلى لقب مدن المعرفة أمر صعب تحقيقه؟ أم أن هناك فريقاً، أو جهة تسير عكس التيار، وهي المدن اللاهثة وراء الحروب وتحقيق المنافع الشخصية بعيداً عن مصلحة الكل؟
هناك مدن للمعرفة في مقابلها مدن للحرب، ودولة الإمارات، بقيادتها وبشعبها، تسعى وبقوة لتحقيق لقب مدينة المعرفة، التي تركز كثيراً على ربط الشباب بالمعرفة، وعلى ربط الاقتصاد المعرفي وغيره بالشباب.
نتعرف إلى الفرق بينهما من خلال المشاركين في القمة العالمية للمعرفة، وهي أكبر قمة مختصة بالمعرفة على مستوى العالم.
مدن المعرفة ثابتة مستدامة
رأى جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن مدن الحرب هي مدن طارئة، ومدن المعرفة هي مدن ثابتة مستدامة، وستتحول الأولى إلى مدن معرفية في نهاية المطاف، وستتخلص من الحروب فيها والإرهاب، وتعود إلى وضعها الطبيعي.
ويضيف: لقد تعلمت من التاريخ ألاّ شيء يبقى على ما هو عليه، إنما ما يبقى هو المجد والمجتهد الذي يريد أن يرفع مستوى معيشة أهله وشعبه، وهو الحاكم العادل مثل حكومة دولة الإمارات، وهي حكومة رشيدة وضعت نصب عينيها الشعب، ورفعت من مستواه في كل الجوانب، وأتمنى أن تصنع بقية الدول العربية الشيء نفسه، وبوجود القادة الذين يدفعون الشباب «يمثلون 70% من تعداد السكان في العالم العربي» إلى الأمام، وإلى التعلم، سيصلون إلى مكانة مرموقة، ولا خوف على مستقبلهم من الذين يمشون وراء مدن الحروب، لكونهم متسلحين بالعلم والمعرفة.
ومدن المعرفة سباقة دوماً لرفعة شعبها، وبالتالي رفعة اقتصاد المعرفة، وأيضاً العمل والاهتمام بصناعة المعرفة وإنتاجها، وبناء مجتمعات قائمة عليها بعكس المدن الأخرى، والتي تجنح إلى وأد المعرفة فيها. وأي دولة تريد الرفعة لشعبها واقتصادها عليها أن تركز على المعرفة للجميع.
أكبر عدو للتنمية
خالد عبد الشافي، مدير المركز الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكد أن مدن الحروب تدمر المعرفة، وتخلق بيئة غير مناسبة لإنتاج ونشر المعرفة، وقال: من المؤكد أن الحروب هي أكبر عدو ليس للمعرفة فقط، بل وللتنمية البشرية بشكل عام، ولا يمكن تحقيق أهداف التنمية وأجندة التنمية المستدامة في2015- 2030 والتي وافقت ووقعت عليها كل الدول في العالم، من دون تحقيق القضاء على الحروب والنزاعات، وليس مصادفة أن أحد أهداف التنمية وهو الهدف 16، يتناول أهمية إنهاء النزاعات والحروب ضمن الأهداف ال17 للأجندة، وبالتالي فإن الحروب تعيق عملية بناء ونشر المعرفة، ومن المؤكد أن المعرفة هي التي ستنتصر في النهاية.
المعرفة على حسب الحاجة
الدكتورة الشفاء علي حسين، مديرة كرسي «اليونيسكو» للمرأة في العلوم والتكنولوجيا، والفائزة بجائزة مشروع مبادرة محو الأمية في عامها الأول، قالت إن كل مدينة تشكل المعرفة على حسب احتياجاتها، أما مدينة الحرب فتشكل المعرفة للتصنيع الحربي، وللدمار، والمشاكل التي تنتج عنها الحروب، وتكون المعرفة بالنسبة إليها مفيدة مادياً، لكنها مهلكة للإنسان، في حين أن مدن المعرفة، هي للخدمة البشرية، ولها وضع آخر فهي التي تسعى لمعرفة أنواع المعرفة لتصل بالإنسان إلى الرفاه، ولخدمة الإنسانية، ولخدمة البشرية.
د. رفيعة غباش تقول: مدن المعرفة كلها زرع أخضر ينبت خيراً، ويستمر عطاؤه، وتربي أجيالاً قادرة على احترام كوكب الأرض، واحترام الإنسان، وإذا اجتمعت المعرفة في مدينة مثالية فستكون بمثابة نموذج ناجح للآخرين، ودولة الإمارات تحاول أن تكون هكذا، وندعو الله أن يتحقق ذلك فعلياً.
أما مدن الحرب فيحكمها شياطين لا يزرعون، إنما يقضون على كل ما هو أخضر، وتديرها عصابات تدار بطريقة فيها تدمير ولا يوجد احترام للذات الإنسانية، وحتى الآن لم نجد امرأة تحكم مدينة حرب.
جودة المخرجات
الدكتور هاني تركي، مدير مشروع المعرفة العربي ورئيس المستشارين التقنيين في مشروع المعرفة العربي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أشار إلى أن هناك مدناً تسعى إلى الحروب، ومدناً أخرى تسعى إلى المعرفة، والدول التي فيها حروب ونزاعات تعاني الكثير من المشاكل وستبقى تعاني لما بعد الحرب، ما يؤثر فيها من النواحي كافة، إلا إذا تداركت مشاكلها عن طريق المعرفة، بحيث تصبح قادرة على التعاطي مع القطاعات المختلفة بالاهتمام نفسه، فستستطيع حينها أن تنجو بنفسها، في حين لو أنها تعاملت مع قطاع واحد وبقيت القطاعات الأخرى ضعيفة، فهي ستضعف، بل ستدمر النتائج التي حققها القطاع القوي، وهذا يعني أن على الدول التعامل مع كل القطاعات بشكل أفقي، لتعلو بشكل تدريجي على ألا تهتم بقطاع من دون آخر.
وأضاف: إن ملامح المدن المستقرة تلك التي تكون سياساتها واضحة ومستقرة، خاصة اهتمامها بالشباب، بحيث تظهر النتائج بشكل واضح فيها، في حين أن الدول التي تبتعد عن الشباب وتقصيهم ولا تهتم بربط الاقتصاد بالتعليم، فهي مهما أنفقت على التعليم، فلن يكون لديها مخرج ذو كفاءة، فالأهم من الإنفاق هو كفاءة المخرجات الناتجة عن التعليم وربطها بسوق العمل، أما ما يرجح كفة القطاعات على بعضها بعضاً فهو السياسة والاستراتيجيات الموضوعة من قبل القادة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"