عادي
التجريب والصدق أبرز سماتها

بدايات شائكة للقصة النسوية القصيرة

04:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة: «الخليج»

لم تكن بدايات القصة النسوية في الإمارات معبدة بالورود، بل كانت شائكة، لاسيما أن النهضة الثقافية في الإمارات في العصر الحديث ارتبطت بالدرجة الأولى بعوامل محلية ثم إقليمية وعربية،. هكذا قدمت الدكتورة ناجية علي راشد أستاذ مساعد، الدراسات العربية والإماراتية، قسم اللغة العربية - جامعة الشارقة لمحاضرتها «القصة القصيرة النسائية الإماراتية.. 1970 - 2000» في أمسية في المقهى الثقافي بالمعرض، وأدارت الأمسية وعقبت عليها مسؤولة الإعلام في دائرة الثقافة في الشارقة الكاتبة عائشة العاجل.
تطرقت د. راشد للبدايات، مستعرضة أسماء العديد من القاصات الرائدات، ضمن محاور عدة، أولها يتعلق بخصوصية إنتاج المرأة الإماراتية المتمثل في الصدق، ورصد ملامح مجتمع الإمارات وحراكه الإنساني، وما أفرزته التطورات المادية بعد ظهور النفط، وثانيها، له صلة بريادة المرأة الإماراتية لفن الإبداع القصصي شكلا ومضمونا.
تناولت د. راشد القصة النسوية الإماراتية في عدة محاور: (الإبداع القصصي النسائي في الإمارات وتطوره) كما أكدت تميز الإبداع القصصي النسوي الإماراتي في ارتباطه بقضايا المجتمع الإماراتي المتحول، وتطور الكتابة القصصية عبر ثلاثة أجيال، وأساليب الكتابة الباكرة لدى كاتبات النشأة، وبشكل خاص لدى الكاتبة شيخة الناخي ومريم جمعة فرج.
تقنيات التجديد والتجريب، ومغادرة الشكل التقليدي، هو ما يميز الملامح الفنية المشتركة في الشكل والمضمون بحسب د. راشد، الأمر الذي مهد لريادة نسوية في القصة القصيرة والحركة الأدبية بوجه عام من حيث مقوماتها ومضامينها وهواجسها مرورا بالتحول الاجتماعي، كل هذا وغيره كما أكدت د. راشد شكل ملامح واتجاهات الفن القصصي النسوي الذي درسته ضمن ثلاث مراحل هي: جيل النشأة ونموذج شيخة الناخي ومريم جمعة فرج، وجيل الوفرة والتأصيل ممثلا بظبية خميس، وعرضت لجماليات هذا السرد، كما قدمت مزيدا من التفصيل لإبداعات جيل التجريب والانفتاح ممثلا بسلمى مطر سيف.
وقالت د. ناجية علي راشد «من سمات بداية القصة الإماراتية تميزها بالخصوبة في الإنتاج والغزارة في طرح القضايا الاجتماعية، وهذه دلالة على أن القصة الإماراتية، وفرسانها في المجمل من النساء، قد انطلقت قوية ومؤثرة وتعبر عن ذاتها وزمنها وعن مجتمعها».
واستعرضت د. راشد تقنيات كتابة القصة ومفهوم السرد القصصي لدى كثير من الأسماء الموجودة على الساحة اليوم: أسماء الزرعوني، أمينة بوشهاب، حصة جمعة الكعبي، سعاد العريمي، عائشة الزعابي، فاطمة محمد، ليلى محمد، باسمة يونس) كما درست بالتحليل نماذج ما قدمته كاتبات لم يصدر لهن مجموعة قصصية كابتسام المعلا، وأسماء المعلومي، وأسرار المنهالي، وسارة الجروان، وسارة النواف، وشيخة عبدالله وعائشة الكعبي، وصالحة غابش، وفاطمة السويدي وفاطمة أحمد ومريم سعيد المري.
من جانب آخر، فقد شهد المقهى أمسية شعرية بعنوان«مكامن الدهشة» والتي تخللها حوار حول أشكال الشعر، وموضوعاته، أدارته الكاتبة أمل المشايخ من الأردن، بمشاركة الشاعرين حسن النجار من الإمارات، والدكتور عبد الرزاق درباس من سوريا.
تنوعت قصائد الأمسية موضوعا وشكلا، حسن النجار في ميله الواضح إلى قصيدة النثر، ودرباس في تمسكه بالقصيدة العمودية، واقترابه من التفعيلة، رغم عدم معارضته لقصيدة النثر، وكانت أمسية فيها انزياحات شعرية واضحة.
قرأ حسن النجار العديد من القصائد القصيرة واحدة منها بعنوان «الرصيف» وجاء فيها:
يقول الرصيف: أيا ليتني خطوة تتهادى على الطرقات /‏ أنا بعض آلام هذا الرصيف /‏ اختنقت بأوهام روحي وهذا الجسد /‏ قابعا للأبد /‏ أتلصص مثل الشبابيك /‏ والعابرون هنا لا أحد /‏ أنا منفضة تحت أعقابهم /‏ والسجائر بعض عزاء /‏ فأمتص آخر أنفاسها وأنا قبرها -لا حسد-
بدوره قرأ درباس عدة قصائد منها واحدة بعنوان «لو تضحكين» وقال فيها:
اضحكي اليوم كي تضيء حياتي
                          أنت نوري ومنتهى غاياتي
اضحكي واهمسي، لأجلك أنسى
                     كل شيء إلا صدى الضحكات

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"