تظاهر، أمس الأحد، عشرات الآلاف في مدريد بدعوة من اليمين واليمين المتطرف، ضد رئيس الحكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز، الذي يتهمونه ب«خيانة» إسبانيا كونه يتحاور مع أنصار استقلال كتالونيا، داعين إلى إجراء انتخابات جديدة، رافضين التساهل مع الانفصاليين في إقليم كتالونيا.
وقدر المسؤولون الإسبان، عدد المشاركين في التظاهرة ب 45 ألفاً. وجاء كثيرون منهم من أنحاء أخرى من البلاد على متن حافلات مجانية. وجاءت التظاهرة الكبيرة في ساحة «بلازا دي كولون» وسط مدريد، بدعوة من أحزاب المعارضة المحافظة وحزب «فوكس» اليميني، وانطلقت تحت شعار: «من أجل إسبانيا موحدة: الانتخابات الآن».
ورفع المتظاهرون، أعلاماً إسبانية، ولافتات كتب عليها «سانشيز كفى»، وتجمعوا بساحة كولون وسط العاصمة، وذلك قبل يومين من بدء محاكمة تاريخية غداً ل 12 من المسؤولين الكتالونيين السابقين، لدورهم في المحاولة الانفصالية للإقليم قبل عامين.
وشارك في التظاهرة، رئيس الحكومة الأسبق مانويل فالس، المرشح لرئاسة بلدية برشلونة. وقال رئيس الحزب الشعبي بابلو كاسادو في مستهل التحرك: «إن عهد حكومة سانشيز انتهى».
من جانبه، قال ألبرت ريفيرا، رئيس حزب «المواطنة»: «نحن هنا لنقول لا للانفصال، ونعم لإسبانيا»، في حين ندد رئيس حزب «فوكس» سانتييجو اباسكال ب«خيانة حكومة غير شرعية وكاذبة مدعومة من أعداء إسبانيا» في إشارة إلى أنصار استقلال كتالونيا. وترفض هذه الأحزاب التي توحدت مؤخراً، الحوار الحكومي مع القادة الانفصاليين الكتالونيين.
ودعت الأحزاب التي تتهم سانشيز، بالخضوع «لابتزاز» القادة الكتالونيين، أنصارها للنزول إلى الشارع بعد الغضب الذي أثارته هذا الأسبوع موافقة الحكومة على الحوار مع الأحزاب الكتالونية.
وكتب رئيس حزب «سيودادوس» الليبرالي عبر موقع «تويتر»: «خدعنا سانشيز، وقال إنه ستكون هناك انتخابات، لكن لم يحدث هذا حتى اليوم. والآن سوف يستمع إلينا».
وتخوض الحكومة، انتخابات مهمة الأربعاء المقبل لتمرير ميزانيتها لعام 2019، ومن المرجح أن تفشل في ذلك، من دون دعم أحزاب كتالونيا. لكن هذه الأحزاب قالت إن تصويتها لصالح الميزانية مرهون بطرح قضية الاستقلال في المحادثات، وهي قضية لن تضمها الحكومة إلى المناقشات. ويؤدي رفض الميزانية في البرلمان إلى انتخابات مبكرة قبل الموعد المقرر في 2020. (وكالات)