عادي
خدمة الصائمين أولوية قبل الإفطار

العمل التطوعي تآزر شبابي في رمضان

00:39 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة - علي كامل خطاب:

مع ظهور هلال رمضان المبارك، وحلول أيام الصيام، يقبل المسلمون في شتى بقاع الأرض على فعل الخيرات، والإسراع في تقديم الخدمات للصائمين كافة، لاسيما أن الأجر يتضاعف، والثواب يزداد في هذه الأيام، التي تفتح فيها أبواب الجنة، وتعتق فيها الرقاب من النار، ويسعى الجميع وراء اكتساب الأجر الذي يمحو الله به السيئات.
يقبل المتطوعون على عمل الخير وتقديم المساعدات التي تخرج الكثيرين من المآزق، وتدخل السعادة والفرحة في قلوبهم، وفي الأيام المباركة، يكون الإحساس بعمل الخير، أكثر عمقاً، ووقعه على النفس عظيماً.
الجميع في رمضان يدعمون صيامهم بأعمال الخير، التي تزيد من حسناتهم، وملتزمون بقول النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم: «خير الأعمال إلى الله تعالى، سرور تدخله على قلب مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجته حتى أقضيها له، خير لي من أن أعتكف في هذا المسجد (مسجد المدينة) شهراً».

الإمارات بلد الخير والأمن، يجد القاطنون بها، مواطنون ومقيمون الخير ظاهراً في الشوارع والطرقات في أوقات الإفطار، وهو من وجوه الخير يلتزمه كثير ممن عاش على أرضها، واستظل بظلها، وارتوى من مائها، معيناً كل محتاج، فتكاد لا تجد منهم جائعاً ولا محروماً، ولا ترى فيهم مغبوناً، في الأيام المباركة، من كثرة ما يقدم من أعمال الخير، التي تشمل الدولة كلها، بأيدي متطوعين.
والمتطوعون وجه آخر من وجوه الخير، حضوره قوي في رمضان، وصورة رائعة للمجتمع العربي المسلم، في التكافل الاجتماعي، حتى أصبح ثقافة يحرص عليها الكبار والصغار على السواء.
رسول خان أحد المتطوعين يقول: «أحرص على العمل التطوعي وأعتبره من أولوياتي في برنامجي الخيري الرمضاني، منذ أربع سنوات، حيث أقوم بالالتحاق بإحدى الجهات الخيرية التي تقوم على عمل الخير، فأخدم الصائمين، وأكون سعيداً بهذه الخدمة التي تزيد الحسنات وترفع الأجر، ولها من الثواب ما يتمناه الجميع».
ويرى خان مثل هذا العمل التطوعي على بساطته يسهم في إسعاد الآخرين ويقصد من ورائه الأجر ويرجو الثواب، وشجعه على هذا العمل الذي يقوم به في رمضان من كل عام أحد أصدقائه الذي يتبادل معه العمل خلال أيام الشهر المبارك.
أما علي الحمودي أحد المتطوعين، فيقوم على خدمة الصائمين في إحدى الخيام التابعة للجمعية الخيرية بعجمان، حيث يعد الطعام لمرتادي الخيمة منهم، ويحرص على خدمتهم كل يوم ومساندة آخرين في إعداد الوجبات لهم عندما يرفع الأذان.
يقول الحمودي: «أمارس العمل الخيري في رمضان منذ أربع سنوات، وأحضر بعد انتهاء دوامي الرسمي كل يوم ولا يعيقني هذا العمل التطوعي عن دوامي الأصلي في إحدى الجهات الحكومية».
ويضيف الحمودي أن المتعة الحقيقية في الصيام الشعور بضرورة تقديم الخدمات للآخرين، لاسيما الصائمين، ولذا التحقت بالجمعية الخيرية من أربع سنوات، أمارس العمل الخيري، وأكون في خدمة أخواني من الصائمين وأتمنى الأجر والثواب من الله تعالى.
أما خليفة حمدان من شرطة عجمان الذي يقوم على خدمة المارة وقت الإفطار، وتقديم بعض الوجبات السريعة فيقول: هذا عمل تطوعي تابع للشرطة أقوم به منذ عامين وسعيد بما أقوم به حين أشعر بقيمة التآزر وإعلاء روح التعاون والتآخي بين المسلمين في أفضل أيام السنة.
أما فريق «رمضان أمان» فيتكون من بركة عامر التميمي ونبراس وشيماء ونور اليافعي وسعيد المنهالي، وهم فريق لا يتبع أي جهة بحد قولهم.
تقول نبراس اليافعي: «التحقت مع أفراد أسرتي بالعمل التطوعي عن طريق التقديم في أحد المواقع الخيرية ونقوم بتقديم الوجبات للمارة في وقت الإفطار حتى لا يتسرع في سيره للوصول للمنزل، ومن هنا يكون رمضان أمان».
وتقول بركة اليافعي: «يستمر العمل التطوعي طول اليوم ففي الصباح نقوم بترتيب الوجبات وإعدادها وفي المساء يتم التوزيع»، وترى أن تشجيع ثقافة التطوع في الدولة يخرج جيلاً مؤهلاً قادراً على تحمل المسؤوليات المجتمعية، وحاملاً لقضايا بلاده، وبه يصبح الجيل قادراً على تلبية متطلبات المجتمع.
أما بركة عامر التميمي فترى التطوع ثقافة لا بد من التدريب عليها، لاسيما في الأيام المباركة وأن الاختيار الصحيح لمكان وزمان التطوع يدعم الشاب ويجعل منه شخصية طيبة تشعر بالآخر فيما بعد.
سعيد محمد المنهالي يقول: «نحافظ من خلال ما نقوم به الآن على حياة السائقين والمارة على السواء في وقت الإفطار، لأن التسرع ربما يودي بحياتهم، لذا تطوعنا للحد من الحوادث ويكون رمضان أماناً».
ويرى المنهالي أن التطوع يدعم خبرات الشباب في المجال الذي يحبونه ما يساعدهم فيما بعد في خدمة المجتمع.
عماد حامد أحد المتطوعين التابعين للهلال الأحمر الإماراتي بعجمان يقول: «قمنا بحملة تطوعية بها الكثير من الشباب والفتيات والغرض منها الحرص على حياة المارة والسائقين وقت الإفطار من التسرع بتقديم وجبات خفيفة لهم تعينهم على تحمل مشاق الطريق إلى الوصول إلى المنزل».
ويضيف حامد: «نحن جهة مساندة ندعم المتطوعين من الشباب التابعين لمركز الإحسان الخيري ونسعى لتقليل نسب الحوادث في هذا التوقيت».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"