عادي
استنساخ يشغل الجمهور عن نقاط ضعفه

«جيميناي مان».. بطولة مشتركة بين ويل سميث و«الديجيتال»

03:31 صباحا
قراءة 3 دقائق
مارلين سلوم

ومن الخيال ما جعل صناع الأفلام يستنسخون أبطالهم «إلكترونياً»، ويعيدونهم إلى عمر الشباب دون الحاجة إلى البحث عن دوبلير أو شبيه. على الشاشة ترى ويل سميث بصورة مزدوجة، إحداها في ال 51 من العمر، والثانية في ال 25، وتسأل نفسك إن كانت هذه حرفية عالية من فريق عمل الماكياج، أم هي لعبة «الديجيتال». يشغلك فيلم «جيميناي مان» بهذا الاستنساخ والازدواجية، فتغض البصر عن كل نقاط الضعف فيه، وتخرج منه خالي الوفاض. «جيميناي مان» فيلم يشبه الألعاب الإلكترونية؛ قتال وقفز ومطاردات، تبدو فيها الحركة مفبركة بشكل واضح وأقرب إلى الرسوم المتحركة في بعض اللقطات، وهي من نقاط الضعف التي وقع فيها المخرج التايواني آنج لي، الحائز أوسكار أفضل مخرج عام 2012 عن «حياة باي». ربما وافق على القصة التي كتبها دافيد بينيوف، ودارن ليمكي، ليدخل عالم الديجيتال السينمائي من أوسع أبوابه، ويشارك في صناعة سينما الغد إن جاز التعبير التي من وجهة نظره ستعتمد أكثر فأكثر على التقنيات.
ومن يشاهد الفيلم وكواليس تصويره، يدرك أن الصناعة تتحول سريعاً نحو عالم الألعاب الإلكترونية، ولاحقاً لن تتطلب من البطل بذل أي مجهود، سوى ذرف بعض الدموع والركض قليلاً وتحريك عضلات الوجه! إنها قصة هنري بروجان (ويل سميث) القاتل؛ بل القناص المأجور الذي اشتهر بشدة دقته وسرعته في إصابة الهدف دون أي أخطاء، يتم تكليفه بقتل رجل يجهل هويته، قيل له إنه إرهابي. بعدها يقرر الاعتزال، فيقصد صديقه يوري كوفاكس (إيليا فولوك)، الذي يخبره بأن الرجل الذي قتله ليس إرهابياً، إنما هو عالِم عبقري عمل لدى مجموعة كلاي فيريس (كليف أوين) بمشروعه السري وقرر الاعتزال؛ لذا تم استخدام هنري للتخلص منه.
فيريس هو من يقود عمليات الاغتيال ويخطط وينفذ من خلال قناصة فائقي المهارة، وكان هنري أحدهم. ولشدة إعجاب فيريس به، وحقده عليه في آن واحد، «صنع» منه نسخاً بشرية؛ لذا وضعت المعلومات هنري ويوري في دائرة الخطر، فيرسل فيريس من يقتل يوري، بينما تبدأ رحلة المطاردات الطويلة للتخلص من هنري. أما المفاجأة فهي لحظة اكتشاف هنري أن المكلَّف بقتله ما هو إلا نسخة منه، شاب مستنسخ من بروجان اسمه جونيور، صنعه فيريس من البصمة الوراثية لبروجان، فجعل من جونيور ابنه ونسخة كربونية منه، وهناك العشرات من «النسخ» مثله تشكل جيشاً يتلقى أوامره من فيريس ومستعد لقتل بروجان.
من سقطات المؤلفين والمخرج أنهم يوحون إلينا أحياناً بأن جونيور رجل آلي ينفذ الأوامر، ويتبع الهدف بشكل أوتوماتيكي. وأحياناً أخرى نراه عاطفياً يذرف الدموع ويحسن التفكير والاختيار، فينقلب على من أوهمه أنه والده، ليقف بجانب من حسبه عدواً ثم اكتشف أنه نسخة منه. ومن السقطات، أن كل المستنسخين يتحركون فعلياً مثل الروبوت، ومن الصعب قتلهم، بينما المفروض أنهم نسخة من جونيور ومن هنري.
ويل سميث اسم يجذب ملايين المشاهدين ويضمن إقبالهم على الصالات لمتابعة أي عمل يقدمه، سواء كان كوميديا أم أكشن أم دراما اجتماعية عائلية، فهو بارع يجيد التلوّن مع الأدوار، ويترك دائماً بصمة مختلفة. في «جيميناي مان»، يمنح سميث شخصية البطل كثيراً من الحنان، ليكسب ود الجمهور وتعاطفه معه، وليثبت مرة جديدة تألقه في دور الأب؛ إذ يفيض حباً وعطفاً ويدفعك إلى تصديقه. ويمكن القول إن البطولة في هذا العمل مشتركة بين ويل سميث والديجيتال.
النجم شكل ثنائياً ناجحاً مع ماري إليزابيث وينستيد التي لعبت دور داني زاكارويسكي، وترافقه في رحلة المغامرات لتكون مساعدته التي لا تقل عنه شراسة وعناداً في القتال، ومعهما النجم بينديكت ونج «بارون» المساعد خفيف الظل المحبب، وهو الشخصية التي تجدها في تسعين في المئة من أفلام الوسترن والأكشن أو الجاسوسية الأمريكية.
لا يمتلك «جيميناي مان» تركيبة الإبهار السحرية، على الرغم من تقديمه كماً من المطاردات التي تغري الشباب بالسينما. ولا يذهب في مضمونه حول مواجهة الإنسان لذاته ولماضيه إلى العمق، وكأنه يلتقط قشور الفكرة ويطفو على سطحها، لينشغل بالتقنيات والديجيتال وكيفية تحويل وجه ويل سميث ليعود شاباً في العشرينات من العمر.
بوستر الفيلم والدعاية (التريلر) التي سبقت عرضه، لعبا دوراً مهماً في استثارة فضول المشاهدين، لرؤية ويل سميث فتى في العشرينات، في مواجهة قتالية مع ذاته. وعلى الرغم من ذلك، فإن مجموع الإيرادات جاء ضعيفاً. 138 مليون دولار تكلفته الإنتاجية، بينما بلغت إيرادات أسبوعه الأول أقل من ستين مليوناً، مما يعتبر «فشلاً» واضحاً، حتى ولو صنّفه بعض النقاد متوسطاً أو مقبولاً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"