عادي
مثقفون مصريون في معرض القاهرة الدولي للكتاب:

الجناح الإماراتي يقدم بانوراما للتقدم الفكري والإبداعي

02:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
القاهرة - عيد عبدالحليم:
وصف عدد من المثقفين المصريين مشاركة الإمارات في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بأنها تمثل حالة خاصة في هذا التوقيت، وتؤكد أواصر المحبة التي تربط بين الشعبين المصري والإماراتي، مشيرين إلى أن الجناح الإماراتي يعد من أكبر الأجنحة المشاركة في المعرض من حيث المساحة ومن حيث الإصدارات .
ويرى القاص سعيد الكفراوي، أن مشاركة الإمارات في المعرض دائماً ما تكون مشاركة فاعلة ومثمرة ومختلفة، وذلك لتنوع مصادر الثقافة الإماراتية، التي خرجت من حيز التقليد إلى حيز الابتكار والتجديد على مستويات متعددة، وفتحت أفقاً مغايراً للثقافة قائماً على النظر إلى المستقبل، وأضاف الكفراوي: لذا يجيء جناحها كل عام، ليقدم الشيء الجديد المختلف، وهذا العام أرى أن كل هيئات المجتمع المدني تشارك بقوة بمطبوعاتها، فهناك مطبوعات لوزارة الشباب والثقافة والسياحة وللمؤسسات المستقلة مثل "مؤسسة سلطان العويس"، إضافة إلى الهيئات الثقافية الكبرى في الشارقة ودبي وأبوظبي، وكل هذه الإمارات لها دور فاعل في نهضة الثقافة الإماراتية والعربية، حيث أصبحت مركزاً للإشعاع الثقافي .
ويؤكد الروائي صلاح عبدالسيد، أهمية المشاركة الإماراتية في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، كحالة من الدعم المعنوي للاستقرار في مصر، وتأكيد أواصر المحبة التي تجمع الشعبين المصري والإماراتي .
ويضيف عبدالسيد: الجناح الإماراتي متنوع ويغري القارئ، فهناك كتب التاريخ، خاصة التي تعنى بتاريخ منطقة الخليج العربي، وهذه الكتب يقوم على إخراجها مجموعة من مراكز الدراسات المتخصصة، التي يوجد بها مئات الباحثين الجادين من مختلف الأقطار العربية والأجنبية، وهي دراسات تتميز بجودة في التحقيق العلمي، كذلك أحرص شخصياً على اقتناء كتب الأعلام الذين أثروا الحياة السياسية والاجتماعية في تلك المنطقة الحيوية من الوطن العربي .
ويشير القاص طارق المهدوي، إلى أن كثرة العناوين المطروحة في الجناح الإماراتي تعطي فرصة أكثر للاختيار من بينها، فهناك كتب الأدب، وكتب التاريخ، وكتب الاقتصاد، وكتب في الشأن السياسي، وأخرى في الترجمة .
وقال المهدوي: يوجد عروض للمشاريع الثقافية الكبرى التي تقوم بها دولة الإمارات، مثل "مشروع كلمة" و"جائزة الشيخ زايد" للكتاب والمشاريع الثقافية الرائدة التي تقوم بها إمارة الشارقة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، الذي يحبه كل الأدباء والمثقفين المصريين نظراً لمواقفه الثقافية، ورعايته لعدد من المشاريع الثقافية في مصر مثل "مكتبة جامعة القاهرة" و"مبنى دار الوثائق القومية الجديدة" وتبرعه لاتحاد كتّاب مصر . . كل هذه المواقف جعلت المثقفين المصريين يحسون بود عميق تجاه هذه الشخصية الفريدة .
ويتفق مع هذه الرؤية الروائي والباحث، طلعت رضوان، الذي قال: أكثر الكتب التي تلفت نظري في المعرض هي كتب التاريخ، وأعتقد أن الجناح الإماراتي مملوء بهذه الكتب، فهناك سلاسل خاصة بتاريخ منطقة الخليج والاتفاقيات الدولية، إضافة إلى تحقيق عدد من المخطوطات النادرة .
وأعتقد أن هناك مراكز متخصصة في هذا المجال تتميز بالدقة وكثرة المتخصصين العاملين بها، وقد وجدت مجموعة من المطبوعات التي أبهرتني في هذا المجال، إضافة إلى مطبوعات إمارة الشارقة التي تتميز بجودتها من الناحية الإبداعية، وكثرة تنوع مجالاتها، سواء في المسرح أو القصة أو الشعر أو النقد، وأعجبتني هذه السلاسل التي تقدم أجيالاً جديدة من المبدعين .
ويؤكد الروائي فؤاد قنديل، أن الإمارات دائماً ما تقدم مثالاً واضحاً على عمق المحبة بينها وبين الشعب المصري، ومشاركتها في ظل الأحداث الراهنة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، تعد دعماً حقيقياً لمسيرة الديمقراطية في مصر . ودعما لثقافة التنوير التي يجب أن تسود في المرحلة القادمة، فهي الوحيدة القادرة على مواجهة الإرهاب الأعمى .
ويضيف قنديل: "أحب الاطلاع على كل مجالات المعرفة، وأرى أن الجناح الإماراتي يتسم بأنه جناح شامل لكل المجالات، خاصة الثقافة العلمية، التي نأمل أن تعم مدارسنا وجامعاتنا، لأن التعليم هو قاطرة المستقبل، وهذه الثقافة العلمية لا غنى عنها، فهي الأساس الذي يجب أن تربى عليه ذائقة الأجيال الجديدة، فالجناح فيه العديد من كتب ومشاريع البرمجيات والثقافة العلمية، إضافة إلى كتب السياسة والأدب .
ويشير المترجم، محمد إبراهيم مبروك، إلى أنه حريص دائماً على زيارة الجناح الإماراتي للوقوف على أهمية الكتب المترجمة من خلال "مشروع كلمة"، الذي يعتبره أحد المشاريع الثقافية الرائدة في الوطن العربي، "فخلال الأعوام الماضية قدم عشرات الأعمال النادرة التي تترجم للمرة الأولى إلى اللغة العربية" .
ويضيف مبروك: الحضور الإماراتي له طابع خاص، فالمواطن المصري مرتبط روحياً بهذا البلد العربي العريق، لذا تجد إقبالاً أكثر من أي جناح آخر على الجناح الإماراتي، لأن الجمهور يحس بمعاملة أفضل مع وجوه بشوشة تقابله .
من جانب آخر احتفت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة في المعرض بالشعراء، حيث التقى عبدالله بن محمد العويس، رئيس الدائرة بالشعراء المكرمين في ملتقى الشارقة للشعراء الشباب الذي يقام بالتزامن مع المعرض .
وأكد العويس خلال اللقاء حرص الشارقة على إبقاء العلاقة التواصلية بينها وبين المبدعين والمثقفين في أطر من انفتاح ودعم تسهم الدائرة من خلاله في رفد الساحة الفكرية والأدبية بإبداعات الشباب ومواهبهم، وتواصل الشارقة دفعهم في اتجاه العطاء الإبداعي والاستمرار به من خلال مواكبتهم والتعرف إلى جديدهم ودعمهم .
وأشار إلى أن الدائرة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تسعى جاهدة لتكريس الفعل الإبداعي في المشهد الثقافي وتعميم الفكر التواق والعطاء المثري لتجارب الشباب والداعم لوجودهم في الساحة العربية، موضحاً أن الاحتفاء بالشعراء الشباب في مصر يأتي ضمن إطار اهتمام الشارقة بدعم الإبداعات الشابة وفي سياق مشروع الشارقة الثقافي الريادي على مستوى المنطقة .
وأعرب المحتفى بهم من الشعراء الشباب عن شكرهم للشارقة ولصاحب السمو حاكمها المثقف الذي يرعى الإبداع، والمبدع ويدعم مسيرتهم ويحرص على تجسير العلاقات معهم ومع المؤسسات الثقافية الراعية والحاضنة للمبدعين .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"