عادي

دراسة إماراتية: مرضى الزهايمر لا يفهمون الكلمات المكانية

04:25 صباحا
قراءة 3 دقائق
العين: هديل عادل

توصلت دراسة أجرتها الدكتورة زبيدة الشيباني، الباحثة في جامعة الإمارات والمتخصصة في علم الدماغ، إلى أن المرضى المصابين بأحد أنواع مرض الزهايمر والذي يطلق عليه مصطلح «الضمور القشري الخلفي للدماغ»، ليس لديهم أي مشكلة في فهم أنواع الكلمات التي تدل على الأرقام والألوان والأشكال وأدوات الربط، ماعدا الكلمات التي تدل على ظرف المكان مثل (خلف، أمام، تحت، فوق)، مما يعد دليلاً على أن المنطقة الخلفية من الدماغ تلعب دوراً مهماً في فهم الكلمات التي تدل على ظرف المكان، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تثبت هذه الفكرة، وأظهرت نتائج الدراسة أيضاً أن معرفة المزيد عن تنظيم اللغة في الدماغ يمكن أن تساعد في استرجاع بعض القدرات اللغوية وعلاج حالات أخرى.
تتحدث الدكتورة زبيدة الشيباني عن أهمية الدراسة، قائلة: على الرغم من تطور علم الأعصاب الإدراكي في الآونة الأخيرة، إلا أن ما نعرفه حول كيفية عمل الدماغ ومعالجته للمعلومات وتنظيم اللغة في الدماغ، وإلى أي مدى تسهم مناطق مختلفة منه في معالجة اللغة، قليل جداً، وتأتي أهمية الدراسة في أنها تعطينا فكرة واضحة عن المنطقة التي تتم فيها عملية تحليل المعاني والكلمات في دماغ الإنسان، وتوصّل عدد كبير من الباحثين إلى وجود منطقتين في دماغ الإنسان، مهمتين فيما يتعلق بالقدرات اللغوية للإنسان، وفي حال تعرّض الإنسان لأي حادث في هذه المناطق سواء كان بسبب تعرضه لجلطة أو ورم أو إصابة، فإنها تؤثر في قدراته اللغوية، وهذه النتيجة مثبتة علمياً، وحالياً أقوم كباحثة في مناطق الدماغ التي لها علاقة باللغة والذاكرة، بالبحث عن مناطق أخرى تلعب دوراً فعالاً في تحليل اللغة، وخلال السنوات العشر الماضية، اكتشف أكثر من باحث وجود مناطق أخرى قد تكون مهمة في فهم اللغة، وتأتي هذه الدراسة ضمن هذا الإطار، وأنها تهدف إلى استخدام بعض المرضى الذين لديهم ضرر في منطقة معينة في الدماغ، لاكتشاف قدراتهم في التعرف إلى بعض الكلمات التي تنتمي للفئة نفسها، مما يسهل علينا اكتشاف وتحديد سبب ومكان المنطقة المتسببة في حدوث هذا الخلل، واكتشاف المناطق المهمة في فهم اللغة في دماغ الإنسان.
وتشير الباحثة إلى أنها استخدمت في دراستها حول «العجز اللغوي عند المرضى الذين يعانون مشاكل في أجزاء مختلفة من الدماغ» التي نشرت في مجلة «كورتكس» المختصة بعلم الأعصاب، بالتعاون مع باحثين وأطباء أعصاب في كل من جامعة كامبريدج ببريطانيا، وجامعة برلين الحرة بألمانيا، عيّنة من مرضى أحد أنواع مرض الزهايمر والذي يطلق عليه مصطلح «الضمور القشري الخلفي للدماغ»، وتضم العيّنة عشر حالات تتراوح أعمارهم بين نهاية الخمسينات إلى بداية الستينات، وتقول: أغلب الدراسات عن المصابين بهذا المرض ركزت على أعراض أخرى كعدم القدرة على تقدير المسافات، حيث إن الجزء الخلفي من دماغ الإنسان مسؤول عن تحليل أماكن الأشياء، والمصابون بهذا المرض لا يستطيعون تقدير وتحديد أماكن الأشياء، والسؤال هنا هل لدى هؤلاء المصابين مشكلة أيضاً في فهم الكلمات التي تدل على ظرف المكان وطبيعته.
وللإجابة عن هذا السؤال، اختبرت خمس فئات من الكلمات تدل على الأرقام والألوان والأشكال وأدوات الربط وظروف المكان، واختبرت فهم المرضى لهذه الكلمات، واكتشفت أن هؤلاء المرضى ليس لديهم أي مشكلة في فهم أنواع الكلمات السابق ذكرها، ماعدا الكلمات التي تدل على ظرف المكان، وتثبت هذه النتيجة أن المنطقة الخلفية من الدماغ تلعب دوراً مهماً في فهم الكلمات التي تدل على ظرف المكان، وتعد هذه الدراسة الأولى التي تثبت هذه الفكرة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"