عادي

حب ووفاء لزايد العطاء . . يوم العمل الإنساني الإماراتي (19 رمضان)

03:05 صباحا
قراءة 107 دقيقة

الذكرى التاسعة لرحيل مؤسس الإمارات وباني نهضتها وعزتها

زايد نقش سيرته في التاريخ نموذجاً للقيادات الملهمة الحكيمة

يصادف اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك 1434 هجرية الذكرى التاسعة لرحيل مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وباني نهضتها وعزتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ستظل روحه حية وخالدة في ذاكرة ووجدان الوطن والمواطنين وقلوب ونفوس الأمة العربية والإسلامية بعد حياة مشهودة حافلة بالبذل والعطاء نذر خلالها نفسه وكرس كل جهده وعمل بتفان وإخلاص لخدمة وطنه وشعبه وأمته العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء ونقش سيرته في التاريخ كنموذج للقيادات الملهمة الحكيمة التي تجمعت وتوحدت قلوب البشر جميعاً حولها وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق .

وقد حفل سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بصفحات ثرية ناصعة من المنجزات الوطنية الباهرة التي سطرها التاريخ بأحرف من نور على مدى نحو 66 عاماً متواصلة من العطاء في العمل الوطني والقومي وذلك منذ توليه مهام ممثل الحاكم في مدينة العين بالمنطقة الشرقية في العام 1946 إلى توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس/ آب 1966 وحتى انتخابه رئيساً للبلاد بعد إعلان اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971 .

لقد وهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر منطلقاً من رؤية ثاقبة بتسخير عوائد الثروات الطبيعية لبناء الإنسان وإقامة المدارس ونشر التعليم وتوفير أرقى الخدمات الصحية وأحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية والمستوطنات البشرية التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين . . لقد كان بحق رجل التنمية ومن الزعماء القلائل الذين تفانوا وكرسوا حياتهم وأعطوا بكل سخاء من أجل عزة وطنهم وإسعاد شعبهم .

جسدت الاحتفالات التاريخية الرائعة باليوم الوطني الحادي والأربعين في العام الماضي بجلاء وصدق عمق الولاء والوفاء والحب الذي يكنه شعب الإمارات لزايد ومكانته في وجدانهم وذاكرتهم ورسخت المجد والتراث الوطني الأصيل الذي تركه وأكدت أنه يسكن قلوبهم ونفوسهم وأنه بحق روح الاتحاد وروح الوطن فقد كان زايد وطناً في رجل .

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن الثاني من ديسمبر الذي نحتفل اليوم بذكراه الحادية والأربعين هو يوم لترسيخ ثقافة المواطنة وتعميق حب الوطن وتأكيد الولاء الدائم له وتعزيز التلاحم والتواصل القائم بين الشعب وقيادته، يوم نستحضر فيه بالثناء والوفاء والعرفان سيرة مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ونتذكر إخوانه الكرام الذين أرسوا دعائم دولة نفتخر بالانتماء إليها والدفاع عنها، ندعو الله أن يسكن الراحلين من آبائنا المؤسسين فسيح جناته .

وقال سموه إن إعلان الاتحاد كان تحولاً تاريخياً فعلى هدى من ثوابته أسس آباؤنا هذه الدولة على التقوى وكريم الأخلاق نذروا النفس لما فيه صالح الناس ومصلحة الوطن وعلى نهجهم نحن سائرون مؤكدين أن العدل أساس الحكم وأن سيادة القانون وصون الكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة دعامات للمجتمع وحقوق أساسية يكفلها الدستور ويحميها القضاء المستقل العادل، وفي هذا اليوم ندعو إلى المزيد من الجهد لتعزيز المسيرة الاتحادية فحماية الاتحاد هدف وطني ثابت يتطلب منا جميعاً وعياً ووحدة وتلاحماً إعلاء لقيمه وتوطيداً لأركانه وتطويراً للتعاون القائم بين الأجهزة الاتحادية والمحلية وتنسيقا للسياسات والاستراتيجيات والبرامج بما يمكن مؤسسات الدولة من التصدي للهموم الوطنية بكل مسؤولية وشفافية حفاظاً على وطننا قوياً حر الإرادة يتفانى أبناؤه في خدمته والانتماء إليه والدفاع عنه لتظل قامته شامخة ومكانته راسخة بين الشعوب والأمم .

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قد قال في الاحتفال باليوم الوطني الأربعين في الأول من ديسمبر 2011 إن الأجواء الاحتفالية البهيجة في كافة أرجاء الوطن عكست روح الاتحاد الذي غرسه في نفوسنا جميعاً المغفور له والدنا مؤسس دولتنا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومعه الرواد من حكام الإمارات الذين انتقلوا إلى رحمة الله .

وأكد سموه ان هذا الاتحاد الذي نعيشه اليوم إنجاز سياسي وواقع اجتماعي واقتصادي لم يكن هبة أو منحة كما لم يكن مناله سهلاً يسيراً لقد جاء ثمرة غرس طيّب لآباء حملوا الفكرة أملاً وتولوها رعاية متفانين في إعلاء راية الاتحاد وتقويته، إنهم روح الاتحاد ومن سيرتهم تستخلص الأجيال العِبر وتواصل تحمّل المسؤولية في وطن زاه بماضيه ويفخر بحاضره المعطاء وغده الواعد .

ولم يغب زايد لحظة من الزمن عن ذاكرة الوطن ووجدان الأمة قيادة وشعباً فالنهج الذي أرساه في مجالات العمل كافة ظل نبراساً تقتدي به القيادة وهاديا للأمة في السير على طريقه والالتزام به .

لذلك ظلت ذكرى روحه الطاهرة حاضرة في كل إنجاز تحققه دولة الإمارات على الصعيدين الوطني والعالمي لما له من فضل وبصمة في وضع اللبنات القوية والقواعد الصلبة في مسيرة الإنجازات الوطنية الشامخة .

ففي الاحتفال بالإنجاز الذي حققته دولة الإمارات بتبوأها المركز الأول في الكفاءة الحكومية ما وضعها ضمن العشرة الأوائل عالمياً في التنافسية العالمية وفقاً للتقرير السنوي للمعهد الدولي للتنمية الإدارية بسويسرا للعام 2013 أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله . . إننا في هذا اليوم نذكر بالخير ونتذكر بالعرفان الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسين ونشعر جميعاً بأن ما غرس آباؤنا ورعاه بالعناية الأبناء والأحفاد أثمر إنجازات مشهودة فدولتنا الأولى عالميا في الكفاءة الحكومية والأولى عالميا في الترابط المجتمعي والأولى عالميا في القيم والسلوكيات والخامسة عالمياً في التوظيف والسادسة في ممارسات الأعمال إلى جانب تقدمها في 19 مؤشراً مختلفا لتصنف ضمن العشرة الأوائل عالمياً في التنافسية العالمية .

كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مستذكراً بهذه المناسبة ذكرى الأوائل المؤسسين في كلمة له في مجلس الوزراء في 3 يونيو 2013 قائلاً . .

إن شعب الإمارات يستحق أن يفرح، ونحن هنا كي نحقق له إنجازات تجعله يفرح ويفتخر ويعتز بدولته .

وقال سموه إن هذا الإنجاز أعاد له ذكرى زايد وراشد يجلسون في الصحراء يناقشون قيام الاتحاد ويتعاهدون على وضع الأساس ليرتفع الجدار وقامت الدولة وسط الكثير من التشكيك والكثير من التحديات التي واجهها الآباء المؤسسون وارتفع البنيان ليصبح بين الأوائل عالمياً .

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يمضي وفق نهجهم وطريقتهم ويهتم بكل مواطن ويعمر كل بقعة من أرجاء الوطن، وقال سموه خليفة بن زايد هو قائد المسيرة يوحد الجهود ويجمع الطاقات ويدعم المبادرات ويبني الإمارات . . مضيفاً نحن وضعنا ثقتنا في أبناء الإمارات واليوم نقطف ثمرة هذه الثقة تفوقاً في الكثير من المجالات .

وأشار سموه إلى أن هناك طاقات جبارة وكثيرة عند الموظفين لابد أن نستخرجها عن طريق عملية التطوير والتغيير المستمر، مؤكداً سموه إن شعب الإمارات لا يرضى إلا بالمركز الأول وزايد وراشد أورثونا حب المركز الأول وأنه كلما وصلنا لقمة تطلعنا للقمة التي تليها .

وحين تبوأت دولة الإمارات المركز الأول عربياً والمرتبة ال 17 على مستوى شعوب العالم لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب في المسح الأول الذي أجرته الأمم المتحدة وأعلنت عن نتائجه في إبريل 2012 كانت ذكرى زايد حاضرة حين أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي . .

إن تحقيق سعادة المواطنين كان نهج الآباء المؤسسين لهذه الدولة وهو رؤية للحكومة بجميع قطاعاتها ومؤسساتها ومستوياتها ومنهج عمل يحكم جميع سياساتنا وقراراتنا .

واعتمد مجلس الوزراء في الاجتماع التاريخي الذي عقده بدار الاتحاد في دبي في 27 نوفمبر 2012 في ذكرى اليوم الوطني الحادي والأربعين حزمة من المبادرات الوطنية إحياء لذكرى زايد والآباء المؤسسين وممن بينها مبادرة تسمية يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يوماً للعمل الإنساني الإماراتي وذلك إحياء لذكراه وعرفاناً بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات .

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذه الجلسة التاريخية إنه من دار الاتحاد كانت البداية ومنها اليوم نجدد الانطلاقة، لا نجتمع اليوم هنا لإحياء ذكريات بل نجتمع لنجدد عزيمتنا ونشحذ طاقاتنا ونستذكر روح الطموح الكبيرة التي كانت لدى الآباء المؤسسين والرؤية العظيمة التي قادت لولادة دولة واستطاعت أن ترسخ لها مكاناً عالمياً خلال واحد وأربعين سنة فقط وبهذه الروح نفسها وهذا الطموح العظيم نستطيع أن نمضي بكل ثقة وقوة نحو المستقبل .

وأضاف سموه إن أهم ما يميز الآباء المؤسسين وأهم ما تعلمناه منهم هو أن المواطن هو الأولوية وبناء الإنسان قبل بناء العمران ونهج أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله أن المواطن يأتي أولاً وثانياّ وثالثاً . . ونحن نمضي وفق هذا النهج ونقول إن إنجازات عام 2013 ستفوق إنجازات 2012 وكل سنة أفضل من التي قبلها ولا مكان للتقاعس أو التردد في تحقيق طموحات شعبنا . . ونعلن اليوم من هذا المكان أن عام 2013 سيكون عاما للتوطين والذي سيكون أولوية وطنية لابد أن تتكاتف الجهود للتعامل معها .

وأشار سموه إلى أن روح الاتحاد هي العمل كفريق واحد وفق رؤية موحدة وأهداف محددة والإنجاز سيتحدث عن صاحبه . . وأحب أن أذكركم بمقولة شهيرة لوالدنا الشيخ زايد رحمه الله بأن الإنسان يفنى والمال يفنى ويبقى الوطن وستبقى الأعمال التي قدمناها من أجل الوطن .

وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: إن زايد هو منبع الجود وأصله وبأنه هو من غرس في شعبه حب العطاء والبذل دون مقابل ولابد لصاحب هذا الفضل أن يذكر في هذا اليوم . . وخير ما نذكره به رحمه الله إنسانيته وعطاؤه وكرمه الذي لم يميز به بين قريب وبعيد والذي جعل الإمارات محطة إنسانية عالمية للعطاء .

قال: الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي

زايد آمن أن الاتحاد طريق القوة والعزة والمنعة

بادر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد نحو عامين من توليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي التي كانت قد قطعت شوطاً كبيراً على طريق النهضة والتقدم إلى دعوة إخوانه حكام الإمارات إلى الاتحاد في دولة واحدة قوية انطلاقاً من توجهه الوحدوي المتأصل في فكره وفلسفته منذ أن كان حاكماً على منطقة العين في عام 1946 والذي ينبع من إيمانه القوى بالتراث العربي والإسلامي الذي يدعو إلى التعاون والتآزر والترابط والعمل على إعمار الأرض وإسعاد البشر مؤكداً إن الاتحاد هو طريق القوة وطريق العزة والمنعة والخير المشترك وان الفرقة لا ينتج عنها إلا الضعف وان الكيانات الهزيلة لا مكان لها في عالم اليوم . . فتلك كما كان يقول عبر التاريخ على امتداد عصوره .

ولاقت المبادرة الخيرة أصداء واسعة واستجابة وقبولاً سريعين من أخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي وإخوانهما الحكام وتواصلت بعدها سلسلة من المشاورات واللقاءات بين حكام الإمارات أثمرت في الثاني من ديسمبر 1971 عن عقد أصحاب السمو حكام الإمارات الست جلسة تاريخية بقصر الضيافة بالجميرة بدبي برئاسة زايد أقروا فيها الدستور المؤقت للدولة الاتحادية وتم انتخاب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً لدولة الإمارات العربية المتحدة والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائباً للرئيس وتعيين المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيساً لأول وزارة اتحادية في البلاد .

وهكذا شهد التاريخ في ذلك اليوم بعزيمة زايد وراشد وإخوانهما الحكام ميلاد دولة حديثة أصبحت يوم إعلانها الدولة الثامنة عشرة في جامعة الدول العربية والعضو الثاني والثلاثين بعد المائة في الأمم المتحدة .

ولم يعمل زايد على بناء الاتحاد بل جاهد وكافح وصبر من أجل الحفاظ عليه واستمراره وإعلاء صروحه وأكد في هذا الخصوص، إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن اسمح بالتفريط به أو التهاون نحو مستقبله .

وأضاف إلى ذلك . لو كان لدى بعض الشجرات مثلاً وزرعتها وسقيتها ثم أثمرت فهل يهون على أن أفرّط فيها أو أن اسمح لأحد بالعبث بها فكيف الحال إذا كان الأمر يتعلق بدولة ولدت ثم ترعرعت ثم ازدهرت ثم أخذت مكانها العظيم بين الدول فهل يهون علي أو على أي ممن شهد بناء هذه الدولة وشاركوا فيها التفريط في أي شئ من مصالح وكيان هذه الدولة . . لا أعتقد .

وأعلن في حديث آخر مهم وقتها حرصه على دعم الكيان الاتحادي والحفاظ على مكاسب المواطنين فيه قائلاً إنني على استعداد لأن أعطي أكثر مما أعطيت أعطي لأحافظ على مكاسب المواطنين في الاتحاد أعطي لأحافظ على الوطن الذي كبر ونما أعطي لأحافظ على الكيان الاتحادي من أجل هذا الجيل والأجيال القادمة وسأعطي كل ما أملك وكل ما اقدر عليه من أجل هذه الأرض وهذا الشعب لا شيء عندي غال بالنسبة للوطن والمواطن وسأكافح من أجل هذا . وأضاف إلى ذلك مؤكداً أن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجداني ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط به أو التهاون نحو مستقبله .

وتمكن زايد من قيادة مسيرة الاتحاد بحكمة وصبر رغم العديد من المشكلات والصعاب التي اعترضت المسيرة حيث أوضح ذلك بحكمته العظيمة في حديث لصحيفة الرأي العام الكويتية في 7 نوفمبر 1987 بعد سبع سنوات من المسيرة الاتحادية .

كسوة الأطفال المحرومين في يوم العمل الإنساني

في مطلع شهر رمضان المبارك أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في 11 يوليو 2013 حملة يوم العمل الإنساني الإماراتي تستمر حتى اليوم (19 رمضان) الذي يصادف الذكرى التاسعة لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتهدف هذه الحملة إلى كسوة مليون طفل محروم حول العالم .

وأكد سموه إن الخير والعطاء أصبحا نهجاً ثابتاً وإرثاً تميزت به إمارات الخير من خلال مسيرتها الإنسانية العامرة بالبذل ومساندة الضعفاء وإن شهر رمضان الكريم يمثل فرصة استثنائية للاحتفاء بقيم الخير والعطاء والتعاون الأمر الذي يزيد من أهمية إطلاق المبادرات الاجتماعية والخيرية البناءة خلال هذا الشهر خاصة المبادرات التي يتشارك ويتعاضد فيها أبناء الإمارات بمختلف فئاته وأطيافه .

وقال سموه منذ تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد والشيخ راشد ومسيرة الخير لم تتوقف لأن المؤسسين بنوا هذه الدولة على أسس العطاء والبذل ومساعدة المحتاج وإن زايد رحمه الله كان أصل العطاء وبدايته وكان المعلم والملهم لشعب الإمارات الكريم للبذل والكرم الذي لا يعرف حدودا ولا يفرق بين الإنسان وأخيه الإنسان .

وقال سموه رمضان كغيره من المناسبات الدينية فرصة للتقرب ومد يد العون للفئات الأقل حظاً خاصة الأطفال لأنهم الأضعف والأكثر حاجة للعطف والرعاية، ومن هنا تأتي أهمية الحملة التي تهدف إلى رسم الابتسامة والسعادة على وجوه هؤلاء الأطفال المحرومين .

وأضاف سموه تعودنا في إمارات الخير على مد يد العون للفئات الأقل حظاً في مختلف أنحاء العالم خاصة الفقراء والمساكين والمحرومين من الأطفال بغض النظر عن لونهم وعرقهم فعمل الخير والعطاء هي من شيم أبناء وبنات زايد وهي ثقافة مترسخة في مجتمعنا .

وتهدف المبادرة لجمع تبرعات خلال شهر رمضان المبارك لكسوة مليون طفل محروم حول العالم ومساندتهم ودعمهم في ظروفهم الصعبة التي يعيشونها وذلك بالتعاون مع هيئة الهلال الأحمر والذي يمتلك خبرة طويلة في مجال العمل الإنساني الدولي بالإضافة إلى وجود مكاتب وممثلين له في العديد من دول العالم الفقيرة في آسيا وإفريقيا إضافة لحضوره الفاعل في المناطق التي تضم مخيمات رئيسية للاجئين .

العلماء والشيوخ: حكمته وإنسانيته جعلته قدوة القادة

استذكر أصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة الذين يحيون ليالي رمضان المبارك في مساجد الدولة في هذا اليوم ذكرى زايد وسيرته في خطبهم وأحاديثهم لجموع المصلين وأشادوا بمآثره التي خلدها التاريخ له وإنجازاته الكبيرة داخل الدولة وخارجها وحكمته ورحمته وإنسانيته التي امتد عطاؤها إلى مختلف بلدان العالم الإسلامي وغير الإسلامي ما جعله في أعين الأجيال قدوة القادة الحكماء من أهل الخير والعطاء .

وأجمع العالم بأن زايد كان زعيماً رائداً ورجل دولة قوياً يتمتع بالحكمة وبعد النظر أسهم في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية من أجل تحقيق وحدة الصف والتضامن بين شعوبها والدفاع عن حقوقها كما دعم القضايا العالمية العادلة بمواقفه الصريحة والشجاعة ومبادراته العديدة على صعيد العمل القومي وفي ساحات العمل الإنساني لخدمة البشرية جمعاء .

كما ثمن العالم بتقدير كبير الجهود المتصلة لزايد في الدعوة إلى نشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال في الإسلام .

بريطانيا والولايات المتحدة في أولى جولاته الخارجية

شكّلت أول رحلة قام بها زايد خارج البلاد في العام 1953 إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والتي أعقبها بزيارات إلى عدد من الدول العربية والإسلامية رؤية واضحة زادت من قناعاته بمدى حاجة البلاد إلى التنمية والتطور واللحاق بركب الحضارة والتقدم .

وحظيت هذه الجولات لعدد من عواصم العالم المهمة بأصداء واسعة سياسياً وإعلامياً وقوبلت بارتياح محلي وباهتمام اقتصادي عالمي خاصة وأنها تزامنت مع بدء جهود التنقيب عن النفط في إمارة أبوظبي والإعلان عن اكتشاف البترول بكميات تجارية في العام 1958 ومن ثم تصدير أول شحنة من النفط الخام المنتج من حقل أم الشيف البحري في 1962 .

وبرزت بعد هذه الجولات شخصية زايد القيادية وقدراته السياسية ليكون رجل البلاد القوي المنتظر في إمارة أبوظبي .

وبالفعل سطعت شمس السادس من أغسطس من العام 1966 لتضيء بإشراقتها المستقبل الباهر الذي شهدته إمارة أبوظبي بإعلان القرار التاريخي بمبايعة أسرة آل نهيان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حاكماً لإمارة أبوظبي .

وقد قبل الشيخ زايد تحمل المسؤولية الجسيمة تجاوباً مع إجماع أسرة آل نهيان ونبض الشعب وبذلك بدأت مرحلة تحول تاريخي في البلاد .

وأعلن زايد منذ اللحظات الأولى لتوليه مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عزمه على تسخير عائدات الثروات النفطية لبناء تقدم الوطن وتحقيق سعادة المواطنين مؤكداً . . إذا كان الله عز وجل قد منّ علينا بالثروة فإن أول ما نلتزم به لرضاء الله وشكره هو أن نوجّه هذه الثروة لإصلاح البلاد ولسوْق الخير إلى شعبها . وتعهد زايد للرعية . . إن من حقوق الله علينا رعاية من ولاّنا الله إياهم بقدر ما في الوسع والطاقة وإن من رضوان الله على عباده أن يقوم بعضهم بالبعض الآخر وإن الله لا يولّي على عباده إلا من يرفق بهم ويطبق شريعته .

في قصر الحصن تفتحت عيناه

ولد في بيئة قاسية في قلب الصحراء

ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في نحو العام 1918 في قصر الحصن بوسط مدينة أبوظبي وهو رابع أربعة أبناء رزق بهم الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان الذي حكم إمارة أبوظبي بين أعوام 1922 و1926 وكان ترتيبه الحادي عشر في سلسلة حكام آل نهيان وقد عرف عنه شجاعته وحكمته وقدراته على بسط الأمن والسلام والنظام ونظمه للشعر والنشيد واهتمامه بالزراعة والمياه والري حيث بنى فلج المويجعي ما أدى إلى ازدهار قرية المويجعي في مطلع الستينات .

وقد تفتحت عينا زايد وسط البيئة القاسية والحياة الصعبة التي عاشها سكان إمارة أبوظبي في قلب الصحراء وعلى ضفاف السواحل في تلك المرحلة من تاريخها حيث بدأ في الاطلاع على أصول الدين وحفظ القرآن الكريم ونسج من معانيه نمط سلوكه ونهج حياته ورؤيته للمستقبل .

ثم بدأت المرحلة الثانية من حياته عندما انتقل من أبوظبي إلى العين حيث أظهر شغفه المتزايد بالمكونات التقليدية التي يتصف بها البدوي الأصيل كالصيد بالصقور وركوب الخيل والهجن وإتقان الرماية وقد أمضى في مدينة العين وضواحيها السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها وصحرائها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها واشتهر بشجاعته وإقدامه وهو لا يزال صبياً وشكلت مكونات تلك الفترة بكل تجربتها وأبعادها خصائص زعامته الفذة وفلسفته في الحياة .

وأتقن زايد عندما أصبح شاباً فنون القتال والصول والجول والإقدام وبدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً فولع بالأدب والشعر والتاريخ وأبدى اهتماماً كبيراً بمعرفة وقائع تاريخ العرب وأمجادهم وكان من أمتع أوقاته الجلوس إلى مجالس كبار السن ليستمع منهم عما يعرفونه من سِير الآباء والأجداد وبطولاتهم حيث بدأت الشخصية القيادية للشيخ زايد تتبلور وتظهر بجلاء خلال هذه الحقبة من بداية الأربعينات .

وبعد أن عين حاكماً للمنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي في العام 1946 أظهر زايد قدرات كبيرة في إدارة شؤون العين والمناطق التابعة لها وكرس كل طاقاته وجهوده لخدمة المواطنين وتحسين أحوالهم المعيشية . . وتقدم صفوفهم في العمل رغم شح الإمكانات التي كانت متاحة . . فقد لجأ زايد إلى تنمية الزراعة وحفر الأفلاج وكان يشارك الرجال النزول إلى جوف الأرض ويرفع معهم التراب حيث شهدت تلك الفترة عملية إصلاح زراعي محدودة أسهمت في تطوير المنطقة وازدهارها .

واستحدث، رحمه الله، أول نظام للري ألغى به تجارة الماء التي كانت سائدة في المنطقة الشرقية حيث أكد أن مياه الأفلاج الآتية من جوف الأرض يجب أن تكون من حق كل الناس الذين يعيشون فوق هذه الأرض .

وافتتح أول مدرسة في العين في العام 1959 وهي المدرسة (النهيانية) ثم أنشأ مستشفى العين وسوقاً تجارية وشبكة محدودة من الطرق نظراً لشح الإمكانات المادية وقتها واكتسب منذ ذلك الوقت حب مواطنيه وثقتهم فيه .

ووصف العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني صورة الحياة الاجتماعية التي كان يعيش فيها المواطنون في تلك الحقبة والتفافهم حول زايد وولائهم له في كتابه (ريح الصباح) بقوله لقد دهشت كثيراً من الجموع التي كانت تحتشد دوماً حوله في واحة البريمي وتحيطه باحترام واهتمام . .

كما روى النقيب البريطاني أنطونى شيرد في كتابه (مغامرة في الجزيرة العربية) انطباعاته عن زايد في تلك الفترة بقوله كان رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة وواحة البريمي .

آمن أن مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار

أبوظبي من جزيرة رملية الى عاصمة عالمية

كانت مدينة أبوظبي عندما تولى زايد مقاليد الحكم فيها كما هو الحال بالنسبة لمناطق إمارة أبوظبي الأخرى جزيرة رملية صحراوية قاحلة تحيط بها مياه الخليج من كل الجوانب لا يوجد بها سوى مجموعة من البيوت المتناثرة معظمها من العريش وكانت تفتقر إلى أبسط الخدمات من طرق أو مياه أو كهرباء أو مدارس أو مستشفيات وغيرها من الخدمات الأساسية الضرورية للسكان .

وكانت احتياجات الناس من السلع والبضائع تأتي إلى أبوظبي بواسطة الصنادل التي تقوم بنقل هذه السلع من السفن الكبيرة التي كانت ترسو قبالة كورنيش أبوظبي الحالي نظراً لعدم وجود أي موانئ أو حتى أي نوع من هياكل البنية الأساسية من طرق وجسور ومطارات واتصالات حديثة وغيرها من مرافق البنية التحتية وكان المواطنون يعيشون حياة قاسية وصعبة يعانون من شظف العيش والحرمان من الخدمات الضرورية .

وكان هذا الأمر يشغل بال زايد الذي كان يردد، كنت أفكر دائماً وقبل أن تتوفر لي الإمكانات التي أنعم الله بها علينا مع ظهور البترول أن شعبنا حرم كثيراً في الماضي من الخدمات والمرافق التي كان يتمتع بها غيره وآن الأوان لأن نعوض شعبنا عما فاته لينينعم بما أعطاه الله من خير وفير .

وبدأت مرحلة سنوات خالدة حافلة بالعمل الدؤوب والإنجازات المتلاحقة بأن سخر زايد عائدات الثروة النفطية لانتشال إمارة أبوظبي من حالة التردي الاقتصادي والاجتماعي التي كانت عليها حيث أكد في هذا الخصوص: إن مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار ويتوجب أن تسبق بالأولوية والاهتمام والغاية أية مصلحة أخرى .

وانطلقت عمليات التطوير والبناء بإرساء قواعد الإدارة الحكومية السليمة وبناء المؤسسات التنظيمية والمالية والإدارية والمرافق والدوائر الحكومية التي تتولى الإشراف على تنفيذ مشاريع التنمية وتدفقت عائدات الثروات البترولية بسخاء للإنفاق في إقامة مشاريع التطوير والخدمات والبنية الأساسية وبدأ العمل في تنفيذ برامج طموحة سريعة وأخرى طويلة الأجل للتنمية الشاملة التي استهدفت شتى نواحي الحياة بالتبديل والتحديث للحاق بركب الحضارة والتقدم فلا فائدة في المال كما كان يقول زايد إذا لم يسخر لصالح الشعب، ولم يسخّر زايد المال فقط ويوظفه لإسعاد أمته بل نذر نفسه لخدمتها وأخذ يجوب البلاد طولا وعرضا يتابع بنفسه عمليات التشييد والبناء ويتنقل بين الحضر والقرى والصحارى يتفقد مشاريع الإنماء والإعمار ويقود تحدياً غير مسبوق للحاق بركب الحضارة والتحديث والتقدم .

وحققت إمارة أبوظبي خلال سنوات قلائل منجزات عملاقة تم تنفيذها في زمن قياسي بكل المعايير والمعدلات الدولية للتنمية وشهدت تحولات جذرية على طريق التقدم والازدهار حيث تم في إطار خطط متلاحقة للتنمية الشاملة تنفيذ المئات من مشاريع التطوير والتحديث والخدمات في آن واحد والتي انطلقت من وضع أول مخططات حديثة لتطوير المدينة على أسس عصرية بإقامة العديد من المدن السكنية الحديثة وبناء المستشفيات والعيادات الصحية والهياكل الأساسية للبنية التحتية من طرق وجسور وأنفاق وكهرباء ومياه وخدمات المواصلات والاتصالات .

عطاءاته انعكست على جهود التنمية

كسب حب واحترام العالم

صدم العالم وفجع بخبر رحيل زايد، ووقع عليه النبأ كالصاعقة لما يكنه له من احترام كأحد الزعماء البارزين في محافله ولما تحلى به من حكمة وبعد نظر ورؤية ثاقبة سديدة ولعطاءاته السخية في ساحات المساعدات التنموية والعمل الإنساني والخيري والتي انعكست نتائجها الإيجابية على جهود التنمية والسلام والاستقرار في العالم .

وأقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة في مبادرة غير مسبوقة في 4 نوفمبر 2011 حفل تأبين تاريخياً تحدث فيه رئيس الجمعية وممثلو مجموعات دول المناطق الجغرافية العالمية الخمس في المنظمة الدولية من قارات آسيا وإفريقيا ودول أوروبا الشرقية ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي ودول أوروبا الغربية إضافة إلى ممثل الولايات المتحدة الأمريكية الدولة المضيفة .

واستعرض المتحدثون في هذه الجلسة الخاصة جوانب من الحياة السياسية والدبلوماسية الحكيمة والإنجازات العظيمة للمغفور له الشيخ زايد سواء على صعيد بناء دولة الإمارات العربية المتحدة وإنجاز نهضتها الحديثة أو في مجالات التعاون الدولي والعمل الإنساني وتقديم المساعدات السخية للدول الفقيرة والنامية وتكريس جهوده الدءوبة من أجل تعزيز علاقات الأخوّة والصداقة والاحترام المتبادل بين دول وشعوب العالم . . وأكدوا أن ذكراه ستظل مصدر إلهام لا ينضب لشعبه ولجميع الذين يعملون جاهدين من أجل قضايا السلام وبناء الإنسان وإسعاد البشرية .

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة وقتها معالي كوفي عنان في بيان رسمي المغفور له الشيخ زايد بأنه كان أحد الزعماء البارزين في العالم الذي كرّس حياته وجهوده الدؤوبة منذ تولّيه لمقاليد الحكم في دولة الإمارات من أجل بناء الدولة والأمة . . وقال إن حكمة الشيخ زايد وإيمانه العميق في الدبلوماسية لحلّ الأزمات وكرمه في تقديم المساعدات للدول النامية مكّنه من أن يحظى بشعبية في بلاده والعالم الإسلامي والدولي . .

وأكد ان الشيخ زايد كان صديقاً باراً للأمم المتحدة وسعى دوماً نحو تعزيز أوجه العلاقات بين بلاده والمنظمة الدولية .

ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية حينها معالي عمرو موسى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه بأنه خسارة فادحة للعرب . . وقال إن الأمة العربية فقدت فارساً من فرسانها النبلاء ورجلاً من أكابر رجالتها شكلت مسيرة حياته نموذجاً فريداً للعطاء بلا توقف وللقيادة الواعية الرصينة والحكيمة .

وذكر أن الشيخ زايد كان قائداً متميزاً حمل على نفسه النهوض ببلاده وبذل الجهد والمال لبناء دولة الامارات العصرية وتوحيد الصف العربي وكانت له على مدى عقود طويلة أياد بيضاء على العمل العربي المشترك وفي دعم وتأييد الجامعة العربية .

وأكد البروفسور الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الإسلامي أن وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله هو خسارة فادحة أصابت ليس فقط دولة الإمارات العربية المتحدة بل الأمة العربية والإسلامية والعالم .

وقال إن الفقيد تميز بشخصية فذّة كان لها تأثيرها الكبير في مجريات الأحداث السياسية بمنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وكان له دور ريادي في حركة السلام العالمية .

مبادرات من دار الاتحاد تلامس قضايا الوطن ومنجزاته

اعتمد مجلس الوزراء خلال جلسته في دار الاتحاد مجموعة من المبادرات الوطنية، أولها تحديد عام 2013 عاماً للتوطين بجانب اعتماد المجلس وثيقة قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي التي تهدف لتنشئة جيل إماراتي واع بمسؤولياته وواجباته تجاه وطنه وأسرته ومجتمعه، فيما تحدد الوثيقة مفهوم المواطنة وأبعادها وصورها وأهم الخصائص والسلوكيات والقيم والمهارات التي ينبغي أن يتحلى بها المواطن الإماراتي وذلك بهدف بناء إطار عام وواضح للشخصية الإماراتية يعكس ثقافتها الخاصة وارتباطها بقيمها وعاداتها وتراثها ودينها الإسلامي حيث يمكن استخدام هذا الإطار العام في مختلف المجالات التربوية والثقافية .

ووجه مجلس الوزراء بتعميم هذه الوثيقة الوطنية على كافة الجهات ذات العلاقة واستخدامها كمرجع في كافة الجهود المعنية ببناء الجيل الإماراتي . كما اعتمد مجموعة من المبادرات المعنية بتخليد ذكرى الاتحاد وتاريخه حيث وافق على إنشاء متحف الاتحاد يتم إنشاؤه بجانب دار الاتحاد لتوثيق تاريخ الاتحاد وأهم محطاته والشخصيات المؤثرة فيه وحفظ ذلك للأجيال القادمة وسيضم المتحف العديد من الوثائق والصور والعناصر التي توثق لتاريخ الاتحاد وأهم مراحله لتكون مرجعاً معتمداً لجميع الباحثين والمهتمين بتاريخ الاتحاد ولجميع أبناء الإمارات وزوارها .

سيرة الآباء المؤسسين

اعتمد مجلس الوزراء قراراً بتوجيه وزارة التربية والتعليم تضمين سيرة الآباء المؤسسين في مناهج التاريخ والتربية الوطنية في مدارس الدولة . . وذلك بهدف استلهام الدروس والعبر من مسيرتهم التنموية والتطويرية وتخليد أعمالهم وإنجازاتهم التي حققت لدولة الإمارات مكانة عالمية مرموقة خلال سنوات قليلة .

وفي إطار تعزيز الثقافة والهوية الإماراتية في جامعات الدولة وجه المجلس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بإدخال موضوع الدراسات الإماراتية كمادة إلزامية لمتطلبات التخرج في كافة الجامعات الوطنية والخاصة حيث تشمل المادة الإلزامية الجديدة دراسات عن تاريخ الإمارات وثقافة المجتمع وعاداته وتضاريسه وجغرافيته وأنظمته وقوانينه وغيرها من الدراسات الخاصة بمجتمع دولة الإمارات .

وأقر مجلس الوزراء مبادرة بتسمية يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام والموافق لذكرى رحيل مؤسس الاتحاد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله بيوم العمل الإنساني الإماراتي وذلك إحياء لذكرى الشيخ زايد رحمه الله وعرفاناً بدوره في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في دولة الإمارات .

ويتضمن هذا اليوم إطلاق مبادرات إنسانية وخيرية في مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة احتفاء بذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله .

أكد في حوارات صحافية أن الإمارات دولة عصرية مزدهرة ينعم مواطنوها بالرفاه

زايد: تجربتنا الوحدوية برهان ساطع على أنها مصدر قوة ورفعة وفخر

عبر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حديث لوكالة أنباء الإمارات في 2 ديسمبر/ كانون الأول 1985 بمناسبة مرور 14 عاماً على قيام الاتحاد عن ارتياحه لما وصلت إليه المسيرة الاتحادية من ثبات وقال: إننا والحمد لله نشعر بالارتياح والسرور إن الاتحاد يسير في طريقه الصحيح وتنتقل دولة الإمارات معه من مرحلة إلى أخرى حتى أصبحت مدعاة فخر للجميع بالمنجزات التي تحققت على أرض هذا الوطن انطلاقاً من القناعة بأن الاتحاد هو الضمان الوحيد للاستقرار الأمني والرفاهية في هذا الجزء من الوطن العربي وهذا يضع مصالح الاتحاد فوق جميع المصالح الأخرى . وأكد إن تجربتنا الوحدوية في دولة الإمارات هي البرهان الساطع على أن الوحدة والتآزر هي مصدر كل قوة ورفعة وفخر .

وقال لقد استطعنا بالحكمة والتأني والإيمان بالله والوطن أن نخطو خطوات حثيثة نحو التقدم في هذه المسيرة لأننا على يقين بأن الوحدة والتآزر هما جناحا القوة لشعوب المنطقة .

وتحولت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال سنوات قلائل من بناء اتحادها إلى دولة عصرية مزدهرة ينعم مواطنوها بالرفاه والرخاء بفضل القيادة الحكيمة والعطاء السخي والجهود المخلصة لزايد الذي أعلن إن الاتحاد ما قام إلا تجسيداً لرغبات وأماني وتطلعات شعب الإمارات الواحد في بناء مجتمع حر كريم يتمتع بالمنعة والعزة وبناء مستقبل مشرق وضاح ترفرف فوقه راية العدالة والحق، وقال إننا سخّرنا كل ما نملك من ثروة وبترول من أجل رفع مستوى كل فرد من أبناء شعب دولة الإمارات العربية المتحدة إيماناً منا بأن هذا الشعب صاحب الحق في ثروته وأنه يجب أن يعوض ما فاته ليلحق بركب الحضارة والتقدم .

ورسم زايد في أحد أحاديثه صورة حية وصادقة لما كان عليه حال الوطن عند قيام الاتحاد وكيف أصبح الآن قائلاً إن بعض المدن في الإمارات لم يكن فيها قبل الاتحاد مدرسة واحدة وأصبح فيها الآن عشرات المدارس الحديثة وبعض المدن لم يكن فيها قبل الاتحاد صيدلية وأصبح فيها الآن العديد من المستشفيات والعيادات وبعض الإمارات لم يكن فيها طريق معبد والآن أصبحت الطرق الحديثة السهلة تربط بين المدن والقرى وتسهل انتقال المواطنين من الصحراء إلى المدن .

أكد لقد تحققت الأماني بفضل قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة الذي أسهم كثيرا في تغيير صورة الحياة في هذه الأرض وإنجاز العشرات من المشاريع العملاقة في شتى مجالات البنية الأساسية والخدمات الصحية والتعليمية وغيرها وتحقيق التقدم والازدهار في كل ناحية من النواحي . وأضاف إننا لم نكن ننعم بكل هذه الإنجازات التي تفوق كل تصور وبهذه السرعة التي تفوق كل معدلات التنمية المعروفة .

الوحدة الوطنية

عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان خلال المسيرة الاتحادية على تحقيق الوحدة الوطنية بين المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم مؤكداً إن هدف إقامة اتحاد الإمارات العربية المتحدة هو توحيد الكلمة، وهدف الاتحاد الأول هو خدمة المواطنين ورفع مستواهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم والاهتمام بثقافتهم وصحتهم وأمنهم، كما أكد لقد أثبتت تجربتنا أن الوحدة هي السبيل إلى تحقيق الإنجازات الضخمة والانتقال من التخلف والحرمان إلى التقدم والخير، مشيراً إلى أن المواطن يحصد الآن ثمرات هذا الاتحاد الذي انتقل بنا من التفكك إلى التلاحم ومن التخلف إلى البناء والازدهار .

وعبر زايد في أكثر من حديث عن ارتياحه ورضاه برسوخ المسيرة الاتحادية واستقرارها وما حققته من منجزات شامخة قائلا إن ما تنعم به البلاد اليوم من رخاء وأمن واستقرار إنما هو ثمرة الصبر والمثابرة والعمل الدؤوب والجهد المستمر الذي بذلناه فما كلت أمام الشدائد عزائمنا ولا وهنت أمام الصعاب إرادتنا ولا احتجبت في الظلمات غاياتنا وأهدافنا في بناء اتحاد شامخ بل ذللنا الصعوبات بإيمان راسخ لا يتزعزع وبتصميم لا يتقهقر وببصيرة وإرادة قوية مهتدين في ذلك كله بمنهاج ديننا الحنيف وسنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وأضاف قائلاً ونحمد الله ونشكره الذي أمدنا بمن من عنده وأخذ بأيدينا وأرانا الطريق الصحيح الذي أفلحنا به وأصبحت أمتنا كلها في سعادة ورخاء وأمان .

وأعرب عن ارتياحه لاستكمال بناء مقومات الدولة الراسخة قائلا لقد قام بناء دولة الإمارات العربية المتحدة على قاعدة دستورية ثابتة يعضدها العديد من القوانين والأنظمة التي تحقق جميعاً مبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية والأمن والطمأنينة وتستهدف بناء العلاقات وتوثيق أواصر الصداقة والتعاون على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والأخلاق المثلى الدولية الأمر الذي أدى إلى إيجاد مجتمع تضبطه القاعدة القانونية والمبادئ الأخلاقية الصحيحة . كما عبّر عن ثقته بصمود المسيرة الاتحادية وشموخها، مؤكداً لقد استطاع الاتحاد أن يخطو خطوات ثابتة سريعة في طريق العزة والتقدم والرخاء وأصبح راسخا كالطود الشامخ لا تهزه الرياح العاتية .

بناء الوطن

عمل الشيخ زايد على مدى سنوات حكمه الحافلة بالمنجزات الشامخة على بناء الوطن بصورة موازية مع بناء الإنسان ورعاية المواطن والنهوض بالمجتمع حيث كان يؤكد إن الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدم وإن أثمن ثروة لهذا البلد هي الإنسان الذي يجب أن نعتني به كل العناية ونوفر له كل الرعاية فلا فائدة للمال بدون الرجال، وكان يؤكد دائماً إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وأن تقدم الشعوب والأمم إنما يقاس بمستوى التعليم وانتشاره .

ويضيف إلى ذلك إن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض وهو أغلى إمكانات هذا البلد، ولا تنمية للقدرة المادية دون أن تكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية مؤهلة قادرة على بناء الوطن .

ووضع زايد الاهتمام ببناء الإنسان ورعاية المواطن في أولويات توجهات السياسة العامة للدولة عندما أعلن بكل الوضوح أن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة، فلا قيمة للقدرة المالية دون أن تكون هناك ثروة بشرية وكوادر وطنية مؤهلة وقادرة على بناء الوطن لأن طريق نهضة الوطن سيظل دائما يتطلب من كل فرد في هذا المجتمع بذل الجهود الشاقة لأجل أن تثمر جهودنا .

وأكد في حديث آخر إن الثروة ليست ثروة المال بل هي ثروة الرجال فهم القوة الحقيقية التي نعتز بها وهم الزرع الذي نستفيء بظلاله والقناعة الراسخة بهذه الحقيقة هي التي مكنتنا من توجيه كل الجهود لبناء الإنسان وتسخير الثروات التي منّ الله بها علينا لخدمة أبناء هذا الوطن حتى ينهضوا بالمسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقهم ويكونوا عوناً لنا ولأشقائنا .

وآمن الشيخ زايد بأن الإنسان هو أساس الحضارة ومحور كل تقدم، وكان يقول لقد كنت أردد دائما عن قناعة قوية أن الإنسان هو أساس الحضارة وأن اهتمامنا به ضروري لأنه محور كل تقدم فمهما أقمنا من منشآت ومدارس ومستشفيات وجسور وغير ذلك فإن كل هذا يبقى كيانا ماديا لا روح فيه لأن روح كل هذا هو الإنسان القادر بفكره وجهده وإيمانه على تحقيق التقدم المنشود، مؤكداً أن التقدم والنهضة لا تقاس ببنايات من الأسمنت والحديد وإنما ببناء الإنسان وكل ما يسعد المواطن ويوفر له الحياة الكريمة .

الدارسون في الخارج

وكان الشيخ زايد يحرص في إطار اهتمامه ببناء الإنسان على الالتقاء بأبنائه المواطنين الذين يدرسون في الخارج لحثهم على الجد والمثابرة في التحصيل العلمي لخدمة وطنهم ومواطنيهم والمساهمة في مسيرة البناء والتقدم بجد وإخلاص، وكان ينصحهم قائلا إن قيمة الإنسان بعمله وعلمه لأن العمل خالد يكسب صاحبه الاحترام والتقدير من أهله ومجتمعه وواجب على أبناء الوطن أن يتحملوا مسؤولية العمل الوطني كل في موقعه بجدية وإخلاص .

لا تبنى إلا بالعلم

وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يؤمن بأن الحضارات لا تبنى إلا بالعلم وأن الأمم تنهض وتتقدم بأبنائها المتعلمين لذلك أولى أهمية قصوى لنشر العلم والتعليم والثقافة وشجع المرأة بصورة خاصة على الخروج من عزلتها لطلب العلم، وكان يقول إن أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية بين فتيات الإمارات، كما كان رحمه الله قد أمر بزيادة رواتب المعلمين ومنح الطلاب مكافآت مالية منتظمة وتوفير وجبات الإفطار لهم في جميع مدارس الدولة تحفيزاً لهم على التعليم، وكان يردد دوماً إن رصيد أي أمة متقدمة هو أبناؤها المتعلمون وإن تقدّم الشعوب والأمم إنما يُقاس بمستوى التعليم وانتشاره، ويقول إن أفضل استثمار للمال هو استثماره في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين، علينا أن نسابق الزمن وأن تكون خطواتنا نحو تحصيل العلم والتزود بالمعرفة أسرع من خطانا في أي مجال آخر .

وأسس زايد انطلاقاً من هذه الرؤية في العام 1977 أول جامعة في البلاد هي جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين لتكون أول منارة للفكر الإنساني والنشاط العلمي الأكاديمي ليرتفع عدد الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في البلاد اليوم إلى أكثر من 80 جامعة ومؤسسة .

وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله تخليدا لإرث زايد في إعلاء قيمة الكتاب وبناء الإنسان ورفع شأن الثقافة وتعزيز حوار الحضارات قد أطلق في أكتوبر 2006 جائزة الشيخ زايد للكتاب وقيمتها 7 ملايين درهم وتهدف إلى تشجيع المبدعين والمفكرين في مجالات المعرفة والفنون والثقافة العربية والإنسانية، وتضم فروع عدة منها جائزة زايد لشخصية العام الثقافية وجائزة زايد في التنمية وبناء الدولة وجائزة زايد لأدب الطفل وجائزة زايد للمؤلف الشاب وجائزة زايد للترجمة وجائزة زايد للآداب وجائزة زايد للفنون وجائزة زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي وجائزة زايد للنشر والتوزيع .

كما سيتم إحياء وتخليداً لذكرى زايد افتتاح متحف الشيخ زايد الوطني في العام 2016 بالمنطقة الثقافية في منارة السعديات، ويضم المتحف الذي تبلغ مساحته 120 ألف قدم مربع 5 صالات للعرض كل منها مخصص ليعرض نبذة من تراث وإنجازات الشيخ زايد، وتشمل الأجنحة: جناح التراث والبيئة والتعليم والتغير الجذري في الإمارات وجناح الوحدة عبر القيادة الصائبة إلى جانب مركز تعليمي ومسرح ثقافي .

وحث زايد الشباب على معرفة أغوار التاريخ لحساب احتياجات مستقبلهم قائلا لهم يجب على الشباب أن يتتبعوا ويسألوا عن التاريخ ويراجعوه سواء أكان التاريخ القريب أم المتوسط أم البعيد حتى يعلموا ماذا مر بهذا الوطن وكيف عاصرته الأجيال التي مضت، لأنني أومن بأن من لا يعرف ماضيه فهو حتماً لا يعرف حاضره، أما إذا عرف المرء ماضيه فلا بد أن يعرف حاضره ويعرف ما يجب عليه أن يحسبه من حساب المستقبل .

وحرص زايد على توظيف قدرات الشباب وحثهم على العمل والإنتاج والالتحاق بمختلف ميادين العمل باعتبار أن العمل شرف وواجب مؤكداً لهم أهمية العمل وقيمته في بناء الإنسان وعلى أن نهضة الأمم تقوم على سواعد أبنائها، وكان يشدد في القول إن اهتمامنا بالشباب لابد أن تكون له المكانة الأولى فهؤلاء الشباب هم الجُند وهم الموظفون وهم أمل المستقبل، مؤكداً أن الشباب هو الثروة الحقيقية، وهو درع الأمة وسيفها والسياج الذي يحميها من أطماع الطامعين .

المرأة

واهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بنهضة المرأة وتقدمها وانتشالها من أغلال القهر التي كانت تكبلها، وأعلن أن المرأة نصف المجتمع وهي ربة البيت ولا ينبغي لدولة تبني نفسها أن تبقي المرأة غارقة في ظلام الجهل أسيرة لأغلال القهر، مؤكداً أنا نصير المرأة في كل ما يضيمها، ويشدد على ذلك قائلا أنا نصير المرأة، أقولها دائماً لتأكيد حقها في العمل والمشاركة الكاملة في بناء وطنها .

وحدد رؤية واضحة وشاملة لدور المرأة ومكانتها في المجتمع، وقال إن مشاركة المرأة في التنمية وإعادة تفعيل المجتمع أمر هام حيث إن الإسلام يحترم المرأة ويوقرها وخصص لها مكانتها اللائقة والمناسبة في المجتمع، ويضيف إنني أشجع عمل المرأة في المواقع التي تتناسب مع طبيعتها وبما يحفظ لها احترامها وكرامتها كأم وصانعة أجيال .

وعمل زايد على حث المرأة على اقتحام التعليم بجميع مراحله، وقال لقد كنا نعي منذ البداية أهمية تواجد المرأة في ميادين العمل الوطني في المجتمع المعاصر فهي تُشكل نصف المجتمع الذي لا يستطيع النهوض بدونه ولذا فقد وفرنا لها خدمات التعليم المناسبة في سائر الدراسة التي تكفل لها الارتقاء العملي في بيئة تربوية صحية، وقد حققت المرأة في بلادنا إنجازات كبيرة من خلال الاتحاد النسائي العام والمؤسسات النسائية التي تعمل بفعالية من أجل النهوض بالمرأة وتعزيز حضورها ودورها على الصعيد الوطني والعالمي . وكان يردد متطلعاً إن أملي في اليوم الذي أرى فيه الطبيبة والمهندسة والدبلوماسية بين فتيات الإمارات .

وسبقت دولة الإمارات الكثير من دول العالم بالإقرار في دستور البلاد على المساواة بين المرأة والرجل وتمتعها بنفس الحقوق والواجبات بما في ذلك حق العلم والعمل والحصول على الأجر المتساوي مع الرجل وحق التملك وإدارة الأموال والأعمال إضافة إلى امتيازات الوضع ورعاية الأطفال وغيرها من المكاسب التشريعية التي تكفل حقوقها الدستورية .

وأصبحت المرأة اليوم بفضل دعم زايد وقناعته بأهمية دورها ومسؤوليتها في تهيئة الأجيال الصاعدة تتبوأ مكانة عالية في خدمة المجتمع وتشغل أعلى المناصب المرتبطة باتخاذ القرار خاصة في مختلف المجالات وعلى كافة المستويات .

الشورى

وقد أسهم نهج الشورى الذي اتبعه زايد والذي يتمثل في حرصه على اللقاءات المباشرة مع المواطنين في مواقع عملهم وبواديهم ومدنهم من خلال جولاته الميدانية المنتظمة لأرجاء الوطن في ترسيخ ركائز الاتحاد وتدعيم بنيانه والتواصل مع المواطنين من خلال سياسة الأبواب المفتوحة بينه وبينهم حيث أكد دائماً هذا النهج بقوله إن بابنا مفتوح وسيظل دائماً كذلك ونحن نرجو الله أن يجعلنا دائماً سنداً لكل مظلوم، إن صاحب أي شكوى يستطيع أن يقابلني في أي وقت ويحدثني عن مظلمته مباشرة .

وحرص زايد خلال هذه الجولات الميدانية لأرجاء الوطن كافة على الالتقاء بالمواطنين على الطبيعة وتفقد احتياجاتهم والاطمئنان على أحوالهم ومتابعة سير العمل في مشاريع التنمية الزراعية والعمرانية والخدمية، كما حرص في هذه الجولات على الوقوف على الإنجازات التي تحققت لخدمة الشعب والاستماع إلى مطالب المواطنين واحتياجاتهم من مشاريع الخدمات بمناطقهم وهو يقول لهم بكل رحابة صدر إن هدفنا هو إسعادكم وكل ما تطلبونه هو رهن إشارتكم ما دام المال متوافراً وهذه الثروة ملك للجميع وهدفنا النهوض بهذه البلاد وهذه الثروة التي أنعم الله بها علينا يجب أن ينعم بها الجميع .

الحاكم العادل

أكد الشيخ زايد أن الحاكم العادل لا يخاف شعبه وإنما يوكل إليه بعض مسؤولياته حيث كان يقول في معرض حديثه إلى رؤساء وفود اتحاد البرلمانات العربية الذي انعقد في أبوظبي عام 1989 عن التجربة الديمقراطية في الدولة ودور المجلسين الوطني الاتحادي والاستشاري الوطني في تعميق هذه التجربة ودعمها إن ثقتنا بأبنائنا هي التي شجعتنا على تشكيل المجلسين وذلك استنادا إلى ما عرفناه عن أسلافهم وحبهم لهذا الوطن وإن الحاكم حين يكون مطمئناً وواثقاً يوكل إلى أبنائه وإخوانه المسؤولين مساعدته على الوصول إلى ما هو أفضل للوطن .

كما شكلت الجولات الميدانية المنتَظمة التي كان يقوم بها الشيخ زايد لكافة إمارات الدولة ومناطقها الأساس في بناء نهضة الوطن حيث كرس كل جهوده ووقته واهتمامه في توفير المساكن الملائمة للمواطنين حيثما وجدوا وإقامة مجمعات سكنية جديدة أشرف بنفسه في تحديد مواقعها التي أصبحت اليوم مدناً عصرية متكاملة تتوافر فيها أرقى الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية .

محمد بن راشد: زايد زعيم عالمي للإنسانية وحب الناس له منحة من عند الله

خليفة: زايد نبراس نهتدي بإرثه ورمز خالد في حياتنا

أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظة الله أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان رحمة الله سيظل بيننا نبراساً نهتدي بإرثه ورمزاً خالداً في حياتنا .

وقال سموه إن زايد لن يفارقنا فقد خلّد ذِكراه في نفوسنا وقلوبنا بجلائل أعماله وسيظل حاضراً بيننا ومعنا دائماً وأبداً .

كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في 8 أغسطس 2012 في الذكرى الثامنة لوفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه . . إن حب الناس لزايد هو منحة من عند الله يعطيها لمن يحب ضمن عباده ولمن يسخّر حياته لمنفعة الناس وخيرهم . . التاريخ لا ينسى الرجال العظام لأنهم ساهموا في صناعته وإنسان الإمارات سيظل وفياً لزايد الخير لأنه سخّر حياته في بناء هذا الإنسان . . سيظل اسم زايد محفوراً في جميع زوايا هذا الوطن وسيظل عطاؤه لدولته ولأمته نموذجاً نقياً على مَرّ الزمن وسنبقى أوفياء لمسيرته ومستلهمين لحكمته .

ووصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف والاعلاميين في 23 يوليو 2013 المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه بأنه زعيم عالمي للإنسانية، وقال سموه عاشرت العديد من زعماء العالم على مدار العقود الماضية لكنني لم أر في حياتي مثل إنسانية الشيخ زايد وتواضعه وحبه للخير وللناس بمختلف مشاربهم .

وأضاف سموه عندما نتحدث عن الشيخ زايد وقامته ورجولته وشهامته وقيادته فإننا نحتاج إلى امسيات ومجلدات ومع ذلك فإن أقل ما يمكن أن يقال عن هذا القائد الفذ إنه زعيم للإنسانية وعنوانها .

ولفت سموه خلال اللقاء إلى المبادرة التي أطلقها بأن يكون التاسع عشر من رمضان وهو اليوم الذي يصادف وفاة المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه يوما للعمل الإنساني الإماراتي تقوم خلاله المؤسسات وشرائح المجتمع كافة بإحياء ذكرى مؤسس مسيرة العطاء في البلاد الذي غرس في شعبه الرحمة والخير والعمل الإنساني الكبير وحول دولتنا إلى محطة عالمية للجود والإيثار فهو يوم ايضا لتكريم قائد عربي وزعيم إنساني عالمي .

القضية الفلسطينية وعروبة القدس الأولوية المطلقة في فكره

زايد: جمع الكلمة العربية يعزز مسيرة التضامن والتلاحم

حرص الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله على دعوة إخوانه الملوك والرؤساء العرب باستمرار إلى مراجعة شاملة للموقف العربي واتخاذ القرارات تجاه كل ما يحدث في الوطن العربي والعدول عن طريق الخسارة بالعقل والتحرك الواعي وتعويض ما مرّ على العرب من خسارة لدعم المصالح المصيرية المشتركة، وأكد في هذا الخصوص إن الأمة العربية كبيرة في حجمها وثرواتها وخيرها ولله الحمد ويجب علينا الالتزام بتحمل المسؤولية وأن نعدل عن طريق الخسارة والضعف الذي نسير فيه حالياً وأن نسعى بكل جهد ممكن ودون إبطاء لتعويض ما مرّ بنا من خسارة ونسير في الطريق الصواب .

كما كان يؤمن أن التسامح هو الطريق الذي يؤدي إلى التضامن قائلا إن التسامح هو مفتاح التضامن ونحن نادينا دائماً بضرورة جمع الكلمة وتعزيز مسيرة التضامن والتلاحم والوفاق بين الأشقاء .

وكانت للقائد الراحل وقفات شجاعة مشهودة ومبادرات متفردة في الأزمات التي مرت بها العديد من الدول العربية والإسلامية في العراق وفلسطين ولبنان واليمن والصومال والسودان والعراق وأفغانستان وباكستان والبوسنة والهرسك وكوسوفا ودول المغرب العربي وغيرها .

وتبوأت القضية الفلسطينية وعروبة القدس الأولوية المطلقة في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهمومه القومية، وقدّم طوال حياته الحافلة بالعطاء دعماً بلا حدود لنضال الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المغتصبة والصمود في وجه ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة دعم القدس في مواجهة عمليات الاستيطان ومحاولات طمْس هوية المدينة المقدسة وتفريغها من سكانها .

وأكد في أكثر من مناسبة إن دولة الإمارات لن تدّخر جهْداً من أجل شدّ أزر الفلسطينيين ودعمهم ونصرة القضية الفلسطينية بكل ما تملك .

وكان يؤكد أيضا إن الدفاع عن الأراضي المقدسة واجب كل مسلم وإن واجب الشقيق الوقوف إلى جانب شقيقه في السرّاء والضرّاء وإن العدو سيعمل ألف حساب عندما يكون العرب متضامنين .

وكان زايد يدين بشدة وصراحة وشجاعة كل عمليات العدوان والقصف والقتل والبطش ضد الشعب الفلسطيني وقياداته ويُعبر عن استيائه الشديد لمواقف المجتمع الدولي حيالها قائلا لو مورست هذه العمليات العدوانية على غير بشر كنا شاهدنا موقفاً أكثر قوة وشدة .

وأيد المغفور له الشيخ زايد انطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم إلا أنه عبّر عن قلقه لتعثّرها ووضْع إسرائيل العقبات أمامها، وحذر العالم برؤيته الثاقبة مبكراً في حديث لصحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية في 31 مايو 1998 من أنه إذا استمر التعثر في عملية السلام ستشعر الشعوب العربية باليأس والإحباط .

وقد تتعرض المنطقة للعنف والاضطرابات التي يصعب السيطرة عليها . مؤكداً: إن أي حاكم في هذه الحالة ماذا يقول لشعبه، فالحصان إذا أفلت جماحه تصعب السيطرة عليه .

كما حذر رحمه الله في حديث آخر في 5 مايو 1998 من أن الخطر الذي يمسّ الشعب الفلسطيني يمسّ إخوانه العرب أيضاً . وقال إن الذئب إذا اعتدى على الغنم ولم يتصد له أهلها وتركوه جاءت بعده كل الذئاب أما إذا تبعوه في نصف الطريق فلن يصل إلى مبتغاه .

وأكد زايد أيضاً في توجيهات إلى مجلس الوزراء في 30 مارس 1997 إنه لا سلام ولا أمن بدون القدس الشريف التي تحظى بالأولوية واهتمام المسلمين كافة . ودعا المغفور له الشيخ زايد في حديث قبل نحو عام من وفاته وكأنها وصية القوى الفلسطينية إلى الصبر والصمود، وقال إنني أدعوهم إلى الصمود والثبات وأقول لهم اصبروا . . المستقبل لكم رغم البغي والطغيان والاستبداد الذي تتعرضون له . . كونوا يداً واحدة . . وصوتاً واحداً . . وأقول لهم ليس كل من يملك القوة يتحكّم ويهيمن . . هذا هو قانون الحياة . . وعلى القوي أن يأخذ العِبر من التاريخ من الذين سبقوه من الدول . . هل اليوم لهم وجود .

وتكفّل ببناء مدن سكنية متكاملة وإعادة ترميم وإعمار المستشفيات والعيادات الصحية والمدارس والمساجد ومشاريع البنية التحتية والخدمية الأخرى التي تعرضت لدمار شامل نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني من بينها بناء وإعادة إعمار نحو 800 وحدة سكنية في حي السلطان في رفح وحي الزيتون في غزة وبناء مدينة الشيخ زايد شمال غزة إضافة إلى ترميم وصيانة المئات من المنازل المدمرة في مختلف مناطق فلسطين وإنجاز العديد من المستشفيات الكبيرة من بينها مستشفى الشيخ زايد في رام الله والمستشفى الإماراتي في مدينة البيرة وتجهيز مستشفى زايد الجراحي في رام الله بأحدث المعدات الطبية وبناء مجموعة من العيادات العلاجية في باحات المسجد الأقصى .

في كلمته الأخيرة في الأول من ديسمبر 2003

زايد أوصى أبناء الوطن بالجد والعمل للحفاظ على المكتسبات

أوصى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل رحيله بنحو عام في كلمته في الأول من ديسمبر 2003 بمناسبة العيد الوطني الثاني والثلاثين أبناءه المواطنين على الجد والعمل للحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققتها المسيرة الاتحادية والخير الوفير الذي ينعمون به .

وقال موجهاً حديثه بصورة خاصة إلى الشباب إن ما تحقق من خير وفير لن يدوم دون مزيد من الجهد والبذل والتضحيات، إن علينا أن نكدّ من أجل حماية مكتسباتنا الوطنية وتعزيز مسيرة اتحادنا وتحقيق المزيد من العزة للوطن والرخاء للمواطن وهذا لن يتأتى دون مشاركة بنّاءة وفاعلة من الجميع . لقد أصبحنا في نعمة ما كنا نحلم بها ولذلك أناشدكم ذكوراً وإناثاً أن تبذلوا كل جهد من أجل صيانتها ورعايتها حتى تحصدوا أنتم وأبناؤكم ثمارها على الدوام إن شاء الله . . عليكم ألا تدخروا جهداً من أجل العمل بكل ما أوتيتم من طاقات وإمكانات . . إياكم والكسل والتقاعس والتهاون فإن النعم لا تدوم إلا بالجهد والنشاط والعمل الجاد وشكر الله وحمده . . كونوا حسبما نتوقعه منكم رجالاً ونساءً تعملون من أجل بلدكم بكل جد وتفان وإخلاص . . إنكم اليوم والحمد لله في ذروة العز والازدهار تنعمون بالخير والاحترام فثابروا واستمروا وتفاعلوا مع العالم الذي من حولكم وخذوا منه ما يفيدكم وينفع بلدكم واطرحوا جانباً ما يضركم ويسيء إلى مجتمعكم وقيمكم وتراثكم العريق .

وأكد لهم إن العمل الوطني لا يتوقف عند حد والمسؤولية تقع الآن عليكم يا شباب الإمارات وشاباتها لتحوّلوا الفرص التي أتيحت لكم إلى نقاط انطلاق لمزيد من العطاء لوطنكم وشعبكم . . إننا ننظر إلى مفهوم المواطنة بمعنى الولاء للوطن والالتزام بالعمل من أجله . . المواطنة تستدعي من كل منا أن يكون العطاء للوطن نبراساً وهادياً فالوطن كل متكامل وبناؤه يستوجب تضافر جهود الجميع وتكاتفهم واستعدادهم لخدمته وحمايته .

زايد: الدين الإسلامي لا يعرف عنف وبطش الإرهابيين

اتخذ المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، مواقف ثابتة وشجاعة تجاه رفض وإدانة ظاهرة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره وأكد دعمه الكامل للجهود الدولية والإقليمية لمكافحة هذه الظاهرة التي لا تمثل الإسلام وسماحته والتي اعتبرها عملاً بغيضاً من وجهة نظر الإسلام والأديان السماوية وعدواً لدوداً للإنسانية جمعاء .

دعا زايد دوما إلى التسامح والتراحم في العلاقات الإنسانية بين الشعوب وأكد في أكثر من موقف أن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً وأن الإسلام هو دين المحبة والغفران والتسامح والرأفة وأن المسلم لا يجوز أن يقتل أخاه مسلماً كان أو غير مسلم .

كما دعا في كلمة وجهها إلى رجال الدين وأهل العلم في العالم العربي والإسلامي يوم 22 مارس 1993 إلى التصدي لظاهرة التطرف الديني الذي يرفضه الإسلام وتوعية الشباب بمبادئ الدين الحق الذي يدعو إلى التسامح والتراحم ويرفض قتل المسلم لأخيه المسلم، وقال في رسالته إن الواجب يحتم على أهل العلم أن يبينوا للناس جوهر الإسلام ورسالته العظيمة بأسلوب يليق بسماحة الدين الحنيف الذي يحث على الدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى يستجيب الناس ويواجهوا الإرهاب باسم الدين والقتل باسم الدين .

وأكد في لقائه مع الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا في 11 نوفمبر 1993 بأبوظبي أن الإسلام دين رحمة وتسامح وغفران وتفاهم وتقارب بين البشر ومعاملة بالتي هي أحسن وأن الدين الإسلامي لا يعرف العنف والبطش الذي يمارسه الإرهابيون الذين يدّعون الإسلام زوراً وباسم هذا الادعاء يذبحون إخوانهم وأهلهم للوصول إلى أهدافهم المغرضة تحت شعار الدين في سلوك مشين والإسلام منهم براء .

وكان الشيخ زايد قد أجرى إثر الهجمات الإرهابية التي وقعت في نيويورك اتصالاً هاتفياً في 17 سبتمبر 2001 مع الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أكد فيه موقف دولة الإمارات الثابت في رفض الإرهاب بكل صوره وأشكاله قائلاً: إن الإرهاب بغيض من وجهة نظر الإسلام والديانات السماوية الأخرى وهو عدو لدود للإنسانية جمعاء، وشدد على أن هذه الأعمال الإجرامية تستوجب تضامن المجتمع الدولي لمحاربتها والقضاء عليها واجتثاثها أينما كانت .

زايد: مجلس التعاون الدعامة الأساسية لتأمين القوة لدول المنطقة

اتجهت الرؤية الثاقبة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بعد بناء اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة إلى دول الخليج العربية انطلاقاً من إيمانه العميق بحتمية وحدة الكلمة بين الأشقاء في دول الخليج وأهمية التعاون والتآزر وقناعته الراسخة بأن أبناء الخليج ينتمون إلى أسرة واحدة تربطهم أواصر العقيدة والتاريخ المشترك وصلة الرحم والآمال والطموحات المشتركة .

وهكذا انطلقت أول دعوة لزايد لبناء منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجهوده الخيرة لعقد لقاء قمة بين قادته لتحقيق هذا الهدف النبيل في حديث لصحيفة الأضواء البحرينية يوم 24 يونيو 1973 بعد أقل من عام على قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حين أكد أن هناك مصالح اقتصادية مشتركة وجوانب أخرى من المستحسن تبادل الرأي فيها تتعلق كلها بأمن الخليج واستقراره، وقال إن لقاء القمة لو قدر له أن يتم فإنه يمكن أن يحقق إجماعاً خليجياً على خطة سياسية واحدة وفوائد ومصالح اقتصادية يفيد منها الجميع بما في ذلك الدول العربية غير الخليجية .

وأعقب هذه الدعوة قيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بتحرك واسع ونشط لتبادل الآراء والتشاور مع إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول الخليج العربية في السبل الكفيلة لبناء البيت الخليجي الواحد، وأكد خلال زيارته لمملكة البحرين في 7 نوفمبر 1974 أن الوقت قد حان لكي تعمل دول الخليج العربية على تعزيز التعاون بينها في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية وأن دولة الإمارات تعتبر ان هذا التعاون قد أصبح أمراً ضروريا وحيويا للمنطقة .

وعمل المغفور له الشيخ زايد بعد قيام المجلس على تعزيز مسيرته المباركة ودعم كل أوجه ومجالات العمل الخليجي المشترك، وأكد في أكثر من مناسبة أهمية منظومة مجلس التعاون وحضورها وثقلها البارزين على كل الصُعد الإقليمية والدولية وتحقيق طموحات وتطلعات دول وشعوب المنطقة في الرفاهية والرخاء والاستقرار، وقال في هذا الخصوص إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو الدعامة الأساسية لتأمين القوة الذاتية لدول المنطقة بما يمكنها من القيام بدورها في خدمة الأمة العربية والإسلامية والإسهام في صون أمن وسلام العالم أجمع . وأكد إن مجلس التعاون استطاع أن يحقق انجازات على جانب كبير من الأهمية بما فيه خير ورفاهية شعوب المنطقة وإن مستقبل المجلس يدعو إلى التفاؤل من أجل المزيد من الإنجاز للأجيال القادمة .

جولات محمد بن زايد خطوات على طريق الآباء

الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد في ختام جولة ميدانية لعدد من مناطق الدولة في 4 مايو 2013 إن القيادة الحكيمة تسير وفق النهج الذي وضعه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في الوصول إلى المواطنين في مناطقهم وقراهم والسؤال عنهم وعن أحوالهم والمبادرة إلى حل قضاياهم والعمل على توفير متطلباتهم، مؤكداً سموه أن هذا النهج متواصل ومستمر بإذن الله إيماناً من القيادة الحكيمة بأهميته ودوره في تقوية وتمتين روابط التلاحم والانتماء الوطني .

ويتجلى حرص زايد على بسط العدل والعدالة الاجتماعية ورعاية مصالح المواطنين والارتقاء بمستواهم المعيشي في حديثه أمام المجلس الأعلى للاتحاد يوم 30 مايو 1996 حينما قال لهم إن أولى الواجبات علينا كحكام أن نعمل جميعاً يداً واحدة للارتقاء بالمستوى المعيشي للشعب وإنني أول من تقع عليه مسؤولية رعاية الوطن والمواطنين، وأداء الواجب فرضه الله علينا وأن المتابعة هي مسؤولية الجميع الكبير والصغير لكي نقوم بكل ما نستطيع على الوجه الأكمل لأن الشعوب ترتكز دائماً على القيادة وما تبذله من رعاية .

جوائز تقديرية عالمية

حصلت دولة الإمارات العربية المتحدة بجهود زايد على العديد من شهادات التقدير والجوائز من المنظّمات العالمية والإقليمية تقديراً لجهودها المتميّزة في ميادين الحفاظ على البيئة وتنميتها، كما تمّ اختيارها مقراً للأمانة العامة للهيئة التنسيقية للصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة لصوْن المها العربي وكذلك اختيارها في العام 2000 لمنصب رئاسة جماعة السلاحف البحرية لمنطقة غرب المحيط الهندي التي تتبع للاتحاد العالمي لصوْن الطبيعة وذلك تقديراً لدورها في مجال حماية الأنواع المُهددة بالانقراض من السلاحف البحرية، وتبنى مؤتمر القمة للتنمية المستدامة الذي انعقد في مدينة جوهانسبيرغ في جنوب إفريقيا خلال شهر سبتمبر 2002 مبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول المتقدمة والدول النامية في ميادين المعلومات البيئية .

كما رسخت الجوائز البيئية العالمية التي حملت اسم المغفور له الشيخ زايد تكريماً لإرثه العريق في تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على الموارد الطبيعية وعدم استنزافها لتستفيد منها أجيال المستقبل نهجه الحضاري في الحفاظ على البيئة ومن بينها جائزة زايد الدولية للبيئة التي تبلغ قيمة جوائزها مليون دولار أمريكي وتهدف إلى الارتقاء بالعمل البيئي وقضاياه في الساحات الإقليمية والدولية وتمنح لشخصيات أو جهات عالمية ذات بصمات واضحة على السياسة الدولية في مجال حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة وللمساهمين عالمياً في مجال البحث العلمي والتكنولوجيا الصديقة .

دعم الأزهر للقيام بدوره كمنارة في العالم العربي

عمل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، انطلاقاً من إيمانه بالوسطية والاعتدال في الإسلام على دعم الأزهر الشريف ومساندته ليتمكن من القيام بدوره كمنارة في العالم العربي والإسلامي ومن الاضطلاع برسالة الوسطية في تبليغ الإسلام المعتدل كما أراده الله تعالى رحمة ويسراً للناس .

وأعرب فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تصريحات في 29 إبريل 2013 عن تقديره لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً ولمؤسسها القائد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه في دعم مؤسسات الأزهر الشريف . وقال إن الأزهر لا ينسى العطاء والدعم الكبير للإمارات ومن ذلك تأسيس مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة الأزهر والمشروع الضخم بإنشاء مكتبة حديثة للأزهر تجمع آلاف مخطوطاته .

وأضاف إن هذا المركز الذي يتعلم فيه خلق كثير صورة من صور التعاون الإيجابي والتلاحم الفعال بين الأزهر الشريف وكل من يعمل من أجل إحياء حضارة الإسلام لغة وتشريعاً ومعرفة وبوجه خاص هذا الراحل العظيم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي ترك في كل ركن من أركان العالم أثراً باقياً وعملاً محموداً .

الهلال محطة لقوافل الخير والعطاء للشعوب الشقيقة والصديقة

أرسى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أسس العمل الإنساني وآليات تنفيذه بمبادرته بتأسيس هيئة الهلال الأحمر قبل نحو ثلاثة عقود كما يؤكد ذلك سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم بالمنطقة الغربية رئيس الهيئة بمناسبة الذكرى 29 لتأسيسها في 31 يناير 2012 أن الهيئة ستظل تضطلع بالمسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها سيرا على نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي أرسى صرح الهلال الأحمر الذي تنطلق منه قوافل الخير والعطاء للشعوب الشقيقة والصديقة . وقال إن الهيئة تستشرف عهدا جديدا من البذل والعطاء تعزيزا لمسيرتها الخيرة وتحقيقا للتطلعات والآمال العريضة في الحد من المعاناة البشرية وصون الكرامة الإنسانية .

وأنشأ زايد في العام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية برأسمال يزيد عن مليار دولار لتكون ذراعه الممتدة في ساحات العطاء الإنساني في جميع مجالاته داخل الدولة وخارجها . وتصدرت المؤسسة قائمة الهيئات المساهمة في برامج الأمم المتحدة للاجئين بتبوئها المركز الخامس على مستوى العالم في العام 2001 بالنسبة للمنظمات والهيئات الحكومية العالمية .

وأكد تقرير المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي ترعى أكثر من 65 مليون لاجئ في العالم منهم 70 في المئة من المسلمين أن مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية تُعد أول مؤسسة عربية تتبوأ هذه المرتبة، مشيراً إلى مساهمتها المتميزة في برامج إعادة توطين النازحين في أفغانستان والبوسنة والهرسك والعديد من مناطق العالم وكذلك إعادة إعمار البنية الأساسية والمناطق التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين .

قدوة للعمل الإنساني الراقي

الفعاليات المجتمعية تشيد بعطاء زايد محلياً وعالمياً

ثمن مسؤولون وفعاليات مجتمعية الجهود الإنسانية للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمبادرات التي امتدت لتصل العالم أجمع، حيث يُعرف المغفور له عالمياً بكونه زعيماً رائداً أسهم في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية، وكذلك العالمية، من أجل الدفاع عن حقوق المحتاجين وتقديم المساعدة لهم في شتى المجالات . وأشادوا بجهوده في مجال العمل الإنساني والإغاثة في مختلف دول العالم، فطالما أكد المغفور له بإذن الله أن الخيرات التي أنعم الله بها على الإمارات يجب أن تسهم في رفعة البلاد المحتاجة ومساعدتها على النهوض، وأكدت سياسته دور الإمارات في توظيف قدرات وإمكانات الدولة لخدمة دول العالم والدول التي تعاني الكوارث والمحن . وأكدوا أنه لطالما كان المغفور له بإذن الله عنوانًا للخير والعطاء في مجال العمل الإنساني، على المستويات كافة المحلية والعربية والعالمية، فنجده سباقاً في مد يد العون في كل القضايا ذات البعد الإنساني في أي بقعة من بقاع العالم، بصرف النظر عن البعد الجغرافي أو الاختلاف الديني أو العرقي أو الثقافي .

لبنى القاسمي: وقف التاريخ تقديراً لأفعاله الإنسانية

قالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي، بمناسبة يوم العمل الإنساني الإماراتي، وذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن العطاء الإنساني طيلة مراحل تاريخنا البشري لا يألف دربه إلا رجال قلائل، لأنه الدرب الأصعب والتحدي الأكبر الذي لا يعرف سوى لغة واحدة هي لغة البذل من اجل إسعاد الآخرين، أياً كانت دياناتهم أو جنسياتهم أو دولهم .

وأضافت أن هذه هي لغة وفلسفة لا يعتنقها إلا من ارتأوا أنهم ليسوا لوحدهم في ذلك العالم وقفزوا على حواجز حب الذات والمصالح الفانية، فهبوا بكل ما أوتوا لتقديم العون والغوث للآخرين، فكانوا المأوى لمن فقد وشرد من بيته، واليد الحانية التي تمد يد العون والمساعدة وتطيّب الجراح لمن ألمت به المصائب وتقلبات الدهر وغدر الطبيعة، هي فلسفة ولغة لا يدركها سوى من تعالت نفسه وسمت روحه، لتؤكد أن العطاء قيم نادرة لا يتشبث بها سوى قلائل الرجال .

وأكدت: نحن إذ نتذكر اليوم جميعاً مسؤولين ومؤسسات مجتمع وأفراد في دولة الإمارات وفي العالم اجمع، ذكرى رحيل فارس العطاء بلا منازع، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان،رحمه الله وطيب ثراه، الذي تحل ذكرى رحيله اليوم كبادرة غير مسبوقة، استنها مجلس الوزراء، كيوم للعمل الإنساني الإماراتي، ومعلماً بارزاً في تاريخنا البشري والإنساني، نتذكر أجّل وأسمى قيم العطاء والبذل والتآخي الإنساني في أبهى صورها، كواقع عايشته دولة الإمارات المباركة بفضل الله تعالى في كنف الشيخ زايد، رحمه الله .

وأضافت: التاريخ الإنساني قد يسقط من ذاكرته الكثير والكثير من القادة الذين تولوا زمام المسؤولية وخزائن النعمة فكانوا وبالاً على شعوبهم، ولكنه في ذات الوقت ينقش بأحرف من نور هؤلاء القادة الذين مدوا أشرعة الخير خارج حدود دولهم وشعوبهم، لتمتد وتتواصل مع كل المحتاجين والمعوزين في جهات المعمورة الأربع أجمع .

وقالت: الشيخ زايد رحمه الله هو من هؤلاء العظام، الذي وقف أمامهم التاريخ إعجاباً وتقديراً لأفعاله الإنسانية الممتدة بامتداد دولة ترعرعت على قيم زايد العطاء ونهلت من معين فلسفته، ليأتي من تولى دفة القيادة من بعده نموذجاً ونبعاً آخر في العطاء، وهو صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مستمرين على ذلك النهج الأصيل، فكان السائرون من خلفه كخير خلف لخير سلف من بعده على هديه لا يحيدون قيد أنملة .

د . هادف الظاهري: تأسيس منظومة للعدل

أكد الدكتور هادف بن جوعان الظاهري وزير العدل أن المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، نجح في تأسيس منظومة العدل في الدولة بما يكرس هوية الأمة والتزامها بثوابتها، مضيفاً أن التاريخ سيسجل بحروف من نور حرصه، رحمه الله، على أن يكون العدل هو أساس ملكه، وركيزة حكمه بين أبناء شعبه .

وقال وزير العدل إن جهود الشيخ زايد في ترسيخ منظومة القضاء امتدت لتشمل مختلف ربوع الوطن، وطبقت هذه المنظومة أحدث الأساليب العلمية والعملية في التقاضي وإقرار الحقوق بين الناس، وتشهد هذه المنظومة حالياً نقلة نوعية تعزز من مسيرتها التي يرعاها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله . وأضاف أن الباحثين في مجال التاريخ، سيقفون كثيراً عند جهود زايد الإنسان ورؤيته لتحقيق العدل على الأرض، فلم يعرف أنه في يوم من الأيام تدخل في حكم، أو راجع قاضياً في ما ذهب إليه أو غيرها من ردود الأفعال، ولكن ما يعلمه الجميع، خاصة هؤلاء الذين قاموا بدور في سلك القضاء من قضاة ووكلاء نيابة ومحامين وغيرهم من أطراف أي نزاع قضائي، يعلمون جيداً أن استقلال القضاء كان ولا يزال ركناً أساسياً في مسيرتنا الاتحادية التي أرسى دعائمها زايد .

مريم الرومي: المعلم والرمز في الإنسانية

قالت مريم محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية إننا في دولة الإمارات من مؤسسات حكومية وخاصة، وأفراد مواطنين ومقيمين على هذه الأرض الطيبة التي احتضنتهم برحمة وإنسانية زايد الأب المعطاء لن ننسى عطاء زايد الخير الذي منحنا شعور الأب لأبنائه .

جاء ذلك بمناسبة استعدادات الدولة لإحياء ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى باني نهضة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وفقاً لقرار مجلس الوزراء رقم (7-1-14-295) لسنة 2012 بتسمية يوم ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بيوم العمل الإنساني الإماراتي والذي يصادف 19 رمضان من كل عام .

وتابعت الرومي قائلة إن زايد الإنسان كان أبا للجميع لم يفرق بين جنس أو عرق أو دين،و كان داعيا للخير في كل مكان، ويحث لبذل المعروف والإحسان وإن كان في غير موضعه فقد كان يؤمن أن الخير لا بد أن يثمر خيرا وبركة .

وأضافت لقد أكسب زايد، رحمه الله، شعبه ميزة لم يتميز بها أي شعب آخر وكان دائما ما يرددها في جميع مجالسه وأقواله، وهو أن أبناء الإمارات هم أبناؤه حتى بات معروفاً ويتردد على ألسنة الشعوب بأن شعب الإمارات هم أبناء زايد ساروا على نهجه في غرس الخير والإحسان والرحمة للقريب والبعيد .

وقالت إن يوم العمل الإنساني الإماراتي يهدف إلى التوعية بأهمية العمل الإنساني في تعزيز الأمن المجتمعي، ونشر ثقافة المبادرة الذاتية لعمل الخير لدى الأجيال القادمة بالإضافة إلى الترويج للأعمال الإنسانية الناجحة والمؤثرة في الإمارات وتسليط الضوء عليها .

وأوضحت الرومي أن ملامح إنجازات وعطاءات زايد الخير وإنسانيته كثيرة وممتدة في كل مكان، وقد شهدتها البشرية قولا وفعلا حيث حرص على إنشاء الصروح الروحية من مساجد داخل البلاد وخارجها إيمانا منه رحمه الله بوظيفة المسجد كصرح تربوي يقوم على إشاعة القيم النبيلة كما نشر رحمه الله المصاحف والكتب الدينية بمختلف اللغات العالمية وأنشأ الكثير من مراكز تحفيظ القرآن في الإمارات وفي العالم، وأنشأ المراكز الإسلامية في شتى البلدان، كما اهتم رحمه الله بإنشاء مراكز المعاقين ودور الأيتام وقدم المساعدات السخية لتزويد المراكز والمستشفيات في الدول الفقيرة وأنشأ العديد من المؤسسات التي تعود بالنفع الإنساني داخل البلاد وخارجها، ومنها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والتي أسسها رحمه الله عام 92 والتي تهدف إلى نشر أعمال الخير والنفع العام داخل البلاد وخارجها، كما اشتهرت مقولته التي تؤكد أن الإنسانية تأتي من أولوياته رحمه الله حين قال جملته المشهورة النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي .

راشد بن فهد: قدوتنا ومُلهمنا في عمل الخير

أكد الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه أن يوم العمل الإنساني الإماراتي، الذي يأتي تخليداً لذكرى انتقال فقيد الإمارات والإنسانية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إلى جوار ربه، هو رسالة حب ووفاء لفقيد الإمارات وأقل ما يمكن تقديمه لفقيد الأمة، فقد كان، رحمه الله، قدوتنا ومُلهمنا في عمل الخير، واكتسبت الإمارات بفضل ما قدمه وما أرساه من قِيَم في هذا المجال، السمعة الطيبة والمكانة المرموقة .

وقال إن احتفالنا بيوم العمل الإنساني الإماراتي، فرصة نستذكر ونسترجع من خلالها بعضاً من مواقف الراحل الكثيرة في مجال البر والإحسان، فقد كانت مواقف زايد العظيمة نبراسا واضحا في العمل الخيري والإنساني، فقد عرف عنه رحمه الله بأنه كان يساعد المحتاجين ليس فقط محليا بل دولياً .

وأضاف أن الاحتفال أقل تقدير ووفاء يمكن أن يقدمه أبناء الإمارات له، فذكراه وأعماله الخيرة في كل زاوية وكل مكان، وغرس الشيخ زايد، رحمه الله، في شعبه الرحمة والخير والعمل الإنساني، وحول دولتنا إلى محطة عالمية للعطاء الإنساني، فالإمارات اليوم تعد واحدة من أهم دول العالم في مجال تقديم المساعدات التنموية باعتراف المنظمات الدولية المتخصصة، فوفقاً لتقرير مكتب المساعدات الخارجية بلغت قيمة المساعدات التنموية التي قدمتها الإمارات في عام 2011 حوالي 8 مليارات درهم توزعت على 128 دولة، وشارك في تقديمها عشرات المؤسسات الخيرية العاملة في الإمارات إلى جانب المؤسسات الحكومية المعنية .

وذكر ابن فهد أن مبادرات العطاء لا زالت مستمرة ولم تنقطع، حيث يواصل على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات، وكل شعب الإمارات لعمل الخير وخدمة الإنسانية سباقون .

القطامي: رائد الإنسانية وداعمها

قال حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، إن حلول ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يدعونا سنوياً للوقوف طويلاً أمام قائد نبيل، ورائد للإنسانية، نجد بصماته الخيرية والإنسانية في كل بقاع الأرض، ونجده داعماً للعرب وللمسلمين، بل للإنسانية جميعاً .

استطاع زايد أن يشق لدولتنا - في وقت قياسي - مساراً واضحاً لتكون ضمن طليعة الدول المتقدمة، بأصولها وإنجازاتها وما حققته من طفرات متلاحقة على الصعد كافة وفي جميع الميادين، ولاسيما السياسية والاقتصادية والعمرانية، كما استطاع أن يصنع للإمارات ريادتها في الصف الأول عالمياً، ويضع لها بصمتها المميزة في مسيرة الحضارة الإنسانية، بما تتمسك به من قيم وتقاليد وتسامح، وما تقدمه من خير وسلام لشعوب الأرض على اختلاف أجناسها وألوانها وأعراقها .

وذكر القطامي، ونحن نسترجع مراحل ومحطات مهمة من تاريخ حكيم الأمتين العربية والإسلامية الشيخ زايد، رحمه الله، ونتدارس بكل فخر مواقفه التاريخية على الساحة الدولية، ومآثره وذكراه العطرة، فإننا نقف بكل إجلال أمام نهجه الذي يرعاه ويقوده بحكمة بالغة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات .

عبدالله النعيمي: رائد الحكمة وبعد النظر

قال الدكتور المهندس عبدالله بلحيف النعيمي وزير الأشغال: المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان إنساناً في حياته ويبقى إنساناً بعد مماته، ويعرف عن المغفور له بإذن الله أنه وهب نفسه لبناء وطنه، وخدمة مواطنيه، وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم إلى الحياة الكريمة الرغدة، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر، بإقامة المدارس، ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات الصحية، ببناء أحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من مشروعات المجمعات السكنية، التي شكلت منظومة من المدن العصرية الحديثة التي حققت الاستقرار للمواطنين، إلى جانب دعمه ومساعدته للمحتاجين حول العالم، فلا يوجد بقعة على كوكب الأرض إلا وتجد فيها معلماً أو مسجداً أو مبنى شيده المغفور له بإذن الله، كما انه قدم الكثير استجابة لغوث الملهوفين والمحتاجين .

وأضاف: يُعرف المغفور له عالمياً بكونه زعيماً رائداً ورجل دولة قوياً، يتمتع بالحكمة وبُعد النظر، أسهم أيضاً في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية، وكذلك العالمية، من أجل تحقيق وحدة الصف والتضامن بين شعوبها والدفاع عن حقوقها .

وأكد أن زايد دعم القضايا العالمية بمبادراته العديدة على صعيد العمل الإنساني، وساعدت مبادرته في التخفيف من معاناة الفئات المعوزة والمتعففة في مختلف الدول، من خلال تكثيف مهامها الإنسانية في المناطق المحتاجة حول العالم .

علي ميحد السويدي: حب العمل الخيري أبرز سمات زايد

قال علي ميحد السويدي وكيل وزارة التربية والتعليم بالإنابة، إن ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تذكرنا دائما بواجبنا نحو العمل الإنساني، حيث كان أبرز سماته التي يعرفه بها الجميع هى حبه للعمل الإنساني، وأياديه البيضاء الناصعة التي لم تقتصر على الإمارات وأبنائها والمقيمين عليها فقط ، بل طالت كل دول العالم، وتأتي ذكراه هذا العام تحت شعار يوم العمل الإنساني لتذكر الأجيال بمآثر الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعطينا دفعة قوية في البذل وفي العطاء .

وأضاف: زرع زايد حب العمل الخيري والإنساني في قلوب أبنائه، فمآثره الكثيرة في كل مكان شاهدة على ما بذله من خير وبر وإحسان، وسار على النهج القويم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله .

مروان المعلا: تاريخ دولة

قال الشيخ مروان بن راشد المعلا رئيس دائرة الأراضي والأملاك ام القيوين، ورئيس جمعية ام القيوين الخيرية، تطل علينا ذكرى رحيل قائد دولتنا ومؤسس نهضتها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتجمعنا مجدداً على قيم الوفاء والحب والاعتراف بالجميل، لمن حفر في قلوب أبناء الدولة، بل والعالم أجمع معنى العطاء الإنساني في أرقى صوره، ولتؤكد أروع معاني الوفاء من هذا الشعب الوفي، الذي نشأ وتربى على يد زايد القائد والأب والمعلم .

إن الشيخ زايد رحمه الله في القلب، ورغم الرحيل فقد غرس حبه في قلب كل إماراتي، تأتي الذكرى وحب الشيخ زايد الكامن في صدور كل أبناء الإمارات، سوف يبقى كالنبراس الذي يضيء لنا الطريق .

عزة النعيمي: قدوتنا

قالت الشيخة عزة بنت عبدالله النعيمي المديرة العامة لمؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية: قدوتنا في العمل الإنساني المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فهو أول من أسس للعمل الإنساني داخل الدولة، منذ قام بتأسيس اتحاده والمغفور لهم الآباء المؤسسون من الشيوخ رحمهم الله . وأكدت أن من أبرز أعمال مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية بهذه المناسبة العظيمة، وهي مناسبة يوم العمل الإنساني في ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد، تعتزم اليوم المؤسسة تنظيم إفطار جماعي ل500 نزيل من المؤسسة العقابية والإصلاحية التابعة لشرطة عجمان، بالإضافة إلى تقسيم كسوة العيد والزكاة لكل من أيتام مؤسسة حميد بن راشد النعيمي الخيرية وأيتام لجنة الأسر المتعففة، بحضور حسن علي العاصي رئيس لجنة الأسر المتعففة .

محمد صالح: يجسد منطقة ناصعة في الذاكرة الإنسانية

قال محمد محمد صالح، مدير عام الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: تحل اليوم الذكرى السنوية التاسعة لرحيل الشيخ زايد -رحمه الله - مؤسس الدولة وباني نهضتها، وهي ذكرى غالية على كل مواطن ومقيم على أرض الدولة بل على كل عربي وإنسان على وجه الأرض، فالفقيد يجسد منطقة ناصعة في الذاكرة الإنسانية، يزدهر فيها ما زرعه من حب للناس .

نتذكر في هذه الأيام نموذجاً فريداً في حب الوطن والإخلاص لشعبه وأمته ودينه وعالمه، وفي الوقت نفسه نرى بأعيننا وقلوبنا خطوات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على نفس طريق الوالد والقائد والمعلم .

خلفان محمد الرومي: تطبيق مبادئ زايد الخير والعطاء

أكد خلفان محمد الرومي وزير الإعلام الأسبق، أن الذكرى التاسعة لرحيل القائد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مناسبة متجددة نقف فيها لتجديد العهد على المضي قدماً في تطبيق مبادئ زايد الخير والعطاء، الرجل الإنسان الذي استوعب قلبه الكبير حب البشرية جمعاء، فكان له في كل مكان وقفة حق إنسانية تشهد على عظمة هذا الرجل .

وقال في هذه المناسبة: لقد قدم زايد الخير للبشرية دروساً مهمة في التكاتف والتكافل، من دون أي هدف خاص أو مصلحة، فكانت مشاريع الخير التي أقامها في كل مكان، خير معين لمن كان محتاجاً أو تعرض لمأساة، على صعيد الأفراد والدول .

كان، رحمه الله، يعمل الخير بصمت، من دون ضجيج إعلامي كما يفعل كثيرون من فاعلي الخير على مستوى دول العالم، وعلم أبناء شعبه كيف تمتد أياديهم بسخاء إلى الشعوب والدول المنكوبة بالكوارث والمحتاجة بسبب ضعف الموارد الطبيعية .

وعلى صعيد بلده، فإن المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، شمل الجميع بحبه ورعايته، فلم ينم مرتاح البال إلا وكل واحد من أبناء شعبه حقق أمانيه وحصل على ما يبتغيه .

لقد فتح زايد دور العلم والمصحات والمتنزهات، وأسس بنى تحتية عصرية، وبنى دولة متطورة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وكانت عينه أولاً وأخيراً على الإنسان، الذي اعتبر أن النجاح في بنائه وتأهيله علمياً وعملياً هو نجاح لعملية تنمية المجتمع ككل .

رحم الله زايد العطاء، كان نموذجاً لكل من أراد أن يتعلم كيف يمنح الإنسان الآخرين ما يحتاجون إليه بحب .

الفلاحي: رسالة محبة وسلام لكل المجتمعات

أكد الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تواصل بخطى حثيثة المسيرة التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، منذ بداية تأسيس دولة الاتحاد .

وقال الفلاحي بمناسبة يوم العمل الإنساني الإماراتي، في ذكرى رحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الموافق التاسع عشر من رمضان، إن عطاء زايد ويده الممدودة بالخير وصلت إلى القريب والبعيد من دون تفرقة أو تمييز، فقد كان رحمه الله سباقاً إلى نجدة ومساعدة المكروبين والمنكوبين والمحتاجين أينما كانوا، وكان يحرص على التأكد من تلبية احتياجات الأشقاء والأصدقاء والوقوف إلى جانبهم وقت الشدائد والمحن .

وأشار الأمين العام للهلال الأحمر إلى أن يوم العمل الإنساني الإماراتي هو رسالة محبة وسلام لكل المجتمعات والشعوب، التي تئن تحت وطأة المعاناة الإنسانية، التي تتطلع إلى دولة الإمارات لمد يد العون والمساعدة لها كعهدها دائماً مع الجميع صرف النظر عن أي اعتبارات سوى البعد الإنساني وحده .

واستذكر الفلاحي شمائل ومآثر زايد الإنسانية التي وصلت إلى أقاصي الأرض من شرقها إلى غربها، التي تجسد نظرة زايد إلى الإنسان، باعتباره الهدف والغاية من كل جهد وتنمية وبناء، حيث كان يحرص على ابن الإمارات، حاضره ومستقبله ويعتبره رأس المال الحقيقي والباقي للوطن، كما كان رحمه الله يعمل بجد وإخلاص على ترسيخ أسس التعاون والتلاقي والمحبة بين الدول والشعوب . (وام)

خالد عبدالله عمران: قدوة وإلهام للأجيال

أكد خالد عبدالله عمران نائب رئيس التحرير المدير العام لدار الخليج للصحافة والطباعة والنشر، أن أجيال الإمارات المتعاقبة يحق لها أن تفخر بالوالد القائد المؤسس، باني نهضة البلاد ورافع رايتها بين الدول عالية خفاقة، محبة وصداقة وعوناً للجميع .

وقال في الذكرى التاسعة لرحيل المعلم الحكيم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن الفقيد لحكمته وبعد نظره، وحبه لبلده وللآخرين، وخبرته وتجاربه الحياتية، وصفاته القيادية التي لازمته منذ صغره واكتسبها من مجتمع البداوة الذي عاش فيه، بات نموذجاً يحتذى، وقدوة يتعلم منها أبناء شعبه والآخرون كيف يكون الإنسان الحقيقي معطاء وخيّراً ومحباً للجميع .

لقد عمل الشيخ زايد رحمه الله منذ تولى مسؤولية الحكم في إمارة أبوظبي على أن يسخّر كل خيرات البلد لأهلها، وما إن منح الله شعب الإمارات اتحادهم الذي حققه فقيد الوطن وإخوته الحكام الذين رافقوه في ذلك الوقت، حتى توج صبرهم على مشاق الحياة بثروة النفط التي تلقفتها يد الحكمة والعطاء لتبني بلدها، وتعطي كل محتاج على امتداد العالم وفي جميع قاراته .

د . محمد الكندي: استشرف ملامح الغد البعيد الآتي

الدكتور محمد سعيد الكندي، وزير البيئة والمياه السابق قال، تهل علينا ذكرى وفاة مؤسس الاتحاد، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبقدر ما تحمله هذه الذكرى من أسى الرحيل، ولوعة الفراق، بقدر ما تجود به من ذكريات حافلة بالإنجازات العظيمة، لعل أولها وأهمها تأسيس دولة الاتحاد على يدي الراحل الكبير الذي ولي حاكماً لإمارة أبوظبي سنة ،1966 وخلال أعوام قليلة تمكن بإرادة واعية وبعزيمة صلبة من تحويل هذه البقعة التي كانت منسية إلى أحد نماذج النجاح والتطور في العالم العربي في عصره الحديث . ومن خلال رؤية واعدة استطاع أن يبني وطناً يجمع بين تراثه العربي المسلم والانفتاح على الآخر .

وأضاف، استشرف برؤيته الثاقبة ملامح الغد البعيد، بما قد يطرحه من تحديات تنموية أو تدافُعات اقتصادية أو مخاطر بيئية .

محمد الهاملي: زايد شيّد أركان دولة عصرية

قال محمد محمد فاضل الهاملي، نائب رئيس مجلس الإدارة، أمين عام مؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصّة: تمرّ علينا في هذه الأيّام الفضيلة من شهر رمضان المبارك الذكرى التاسعة لوفاة مؤسّس دولتنا وباني نهضتها الحديثة، والإمارات الغالية تسير من إنجاز حضاريّ إلى إنجاز، وتواصل مسيرتها المباركة في ترسيخ كنوزها من الإرث الإنسانيّ المتنوّع الذي أسّس بُنيانه وشيّد أركانه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يرحمه الله .

وأضاف: وفي التاسع عشر من رمضان كلّ عام، نستذكر بحزن، نحن أبناء زايد، صورة فقيدنا الغالي بابتسامته الحانية، وأبوّته النادرة، وخصاله الأصيلة، وإنجازاته الخالدة، نستذكر الصورة الجميلة التي لم تغِب عنّا يوماً لحضورها الراسخ في ذاكرتنا وفي قلوبنا وعقولنا وأرواحنا .

وقال: وفي الوقت ذاته نشعر بالثقة والأمل والتفاؤل دوماً بمستقبل وطننا، الذي تسير قيادته الرشيدة على هدي النهج الذي رسمه زايد، وتواصل السير على دربه تحت ظلّ قيادة حكيمة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أخذ على عاتقه استكمال بناء هذا الصرح العملاق لوطننا والسير على خطى والده في مسيرة الخير والنماء والبناء والتنمية .

وأضاف: وممّا لا شك فيه أنّ مؤسّسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة وذوي الاحتياجات الخاصّة، التي تتشرف بحمل الاسم الغالي لفقيد الأمة، رحمه الله، تشعر بمزيد من الفخر والاعتزاز وهي تواصل مسيرتها نحو تحقيق أهدافها السامية، وتأدية رسالتها النبيلة، المنبثقة من مدرسة المبادئ الإنسانيّة والاجتماعيّة والتنمويّة الراسخة التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى، والذي أراد لهذه المؤسّسة أن تكون واحة محبّة وحنان، تحتضن في مراكزها وأقسامها وأنديتها فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة العزيزة على قلوبنا جميعاً، وتُقدّم لهم كافة أشكال الدعم والرعاية .

وأوضح ومنذ نشأة الدولة، أبدى الشيخ زايد حرصاً كبيراً واهتماماً بالغاً في رعاية المعاقين والأيتام، وكانت مبادراته الكريمة تعكس إصراره رحمة الله عليه على احتضانهم، وتوفير سبل الراحة لهم، وتأمين أرقى أشكال الرعاية الإنسانيّة لمختلف فئاتهم، كما وجّه بإنشاء مراكز المعاقين ودور رعاية الأيتام والمسنّين في كافة أرجاء الدولة، وتم إنشاء دار زايد للرعاية الأسرية عام 1988 على نفقته الخاصة، يرحمه الله تعالى، بهدف توفير البرامج التربوية والتعليمية والصحية لفاقدي الرعاية الأسريّة وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمع .

مغير الخييلي: أسطورة على مر الأزمان

قال الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم: تهلّ علينا الذكرى التاسعة لوفاة مؤسس الاتحاد، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبقدر ما تحمله هذه الذكرى من أسى الرحيل ولوعة الفراق، بقدر ما تجود به من ذكريات حافلة بالانجازات العظيمة، لعل أولها وأهمها تأسيس دولة الاتحاد على يدي الراحل الكبير الذي ولي حاكماً لإمارة أبوظبي سنة ،1966 وخلال أعوام قليلة تمكن بإرادة واعية وبعزيمة صلبة من تحويل هذه البقعة التي كانت منسية إلى أحد نماذج النجاح والتطور في العالم العربي في عصره الحديث ، حيث استطاع من خلال رؤية واعدة أن يبني وطناً يجمع بين تراثه العربي المسلم والانفتاح على الآخر، فقد كان -رحمه الله- قائداً مخلصاً مستنيراً، وفر لهذا الوطن كل أسباب النمو والرخاء .

وأضاف الخييلي أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ترك رصيداً كبيراً يتجاوز المادي، ولكنه وبكل المقاييس محسوس، رصيداً يتمثل في وطن وقيادة وشعب ورسالة تنمية وتسامح تميّز الإمارات في محيطها الإقليمي والعربي، مشيراً إلى أنه من النادر أن يجتمع شعب بأكمله على حب رجل قاد وطناً بكل ما تحمله القيادة من مسؤولية، لافتاً الى أنه ونحن نتذكر زايد، رحمه الله، في هذه الأيام المباركة ندرك أن كل مواطني هذه الأرض الغالية يفتقدونه بينهم ويدعون له بالرحمة ويعلمون أن دوره في التأسيس والانطلاق يبقى اسطورة على مر الأزمان، حيث تتوالى الإنجازات وتتراص في بنيان شامخ يزداد قوة وصلابة يوماً بعد يوم .

وقال الخييلي إن إنجازات الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كانت انعكاساً صادقاً لمعدنه وصفاته الشخصية، مما يجعل ذكراه العطرة فرصة لاستدعاء مناقبه والدعاء له بأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يجزيه خير الجزاء عن عطائه .

محمد الشمسي: قدم للإمارات طمأنينة وازدهاراً

قال محمد خليل الشمسي، مدير إدارة الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء: تحل اليوم الذكرى السنوية التاسعة لغياب مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقلوب لا تزال تهفو إليه، وتكنّ له كل المحبة والإعزاز والإجلال لما قدمه للإمارات وشعبها من طمأنينة وأمان وازدهار في حاضرها ولمستقبل أجيالها القادمة، فقبل تسع سنوات طوى التاريخ آخر صفحة من مجلد عظيم يدعى الشيخ زايد، آخر صفحة لشخصية أسطورية ستضاف إلى قائمة العظماء، وستبقى في ذاكرة التاريخ لقرون طويلة، مؤسس وبانٍ ارتبط اسمه بأحداث ومواقف لا يمكن فصلها عنه أو ذكرها من دونه .

جمال البح: قدم إنجازات حضارية في الترابط الأسري

أكد جمال بن عبيد البح رئيس منظمة الأسرة العربية رئيس مجلس أمناء جائزة الأسرة العربية أن تخصيص يوم 19 رمضان من كل عام هجري يوم ذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من قبل مجلس الوزراء الموقر بيوم العمل الإنساني الإماراتي خطة تاريخية واستباقية واستثنائية مهمة .

وقال البح: إن زايد الخير رحمه الله قدم تجربة نموذجية في مجال الترابط الأسري الملهم، ودعم الأسرة الإماراتية وقدم لها كل الإمكانات المتاحة حتى أصبحت نموذجاً عربياً بل عالمياً يحتذى به، كما أسهم، رحمه الله، في استقرار الحياة الزوجية بالدولة من خلال إنشاء العديد من المرافق الصحية والاجتماعية التي تخدم الأسرة وتقف كل هذه الشواهد شاهدا على عصر إنجازاته الحضارية في مضمار الترابط المجتمعي وتوفير الحياة الكريمة لها .

وأضاف: لا شك في أن هذه الجهود المخلصة والقدرة التي قام بها الشيخ زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، قد أثمرت وآتت أكلها وتركت أثارها الطيبة في استقرار الأسرة وتنمية المجتمع وتقدمه، ومن هذه الجهود الضخمة إنشاء صندوق الزواج الذي قام برعاية العديد من الزيجات الخاصة بأبناء وبنات الوطن وهو بهذه الخطوة الرائدة يؤكد حقيقة جوهرية وهي مدى اهتمام الإمارات بقضايا الاستقرار الأسري، ومن ابرز المؤشرات المهمة التي قدمها الشيخ زايد الخير للوطن والمواطن في مجال الترابط الأسري انضمام الإمارات إلى جميع الاتفاقيات الدولية التي تعنى بقضايا الأسرة والمرأة والطفولة وحماية حقوقهم جميعا، وتفعيلاً لذلك فقد انضمت الدولة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية التي تعمل من اجل النهوض بالأسرة ومن بينها الاتحاد النسائي الدولي، ومنظمة الأسرة العالمية، ومنظمة الأسرة العربية، ومنظمة التأهيل الدولية .

وأشار رئيس منظمة الأسرة العربية إلى أن ما مقدمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد يعد نموذجاً متفرداً في العمل الأسري والإنساني والاجتماعي الخلاق حتى باتت الدولة مرجعية في مجال العمل الأسري المتميز، لافتاً إلى إقامة المنظمة واحتفالاً بالشهر الفضيل وتفعيلاً ليوم العمل الإنساني الإماراتي أمسية رمضانية تحت عنوان جواهر رمضان . .نور وغفران ألقاها فضيلة الشيخ الدكتور محمد علي حسن أحد ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة .

سعيد الرقباني: الغائب الحاضر بسيرته العطرة

قال سعيد بن محمد الرقباني المستشار الخاص لصاحب السمو حاكم الفجيرة: يصادف يوم 19 رمضان، ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي انتقل إلى جوار ربه تاركاً دولة الإمارات، دولة فتية وحديثة ومتطورة يشار إليها بالبنان كمركز حضاري على مستوى العالم . . ومسلماً المسؤولية إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ليكون خير خلف لخير سلف، وليبدأ سموه مرحلة التمكين بعد أن أنهى المغفور له الشيخ زايد مرحلة تأسيس الدولة . إنه الغائب الحاضر بسيرته العطرة والذي يعيش في قلوبنا وضمائرنا وتذكره دولة الإمارات وشعبها الأصيل، ويتذكره العالم أجمع بمآثره الخالدة .

زايد الإنسان الذي يحتل مكانة بارزة في ذاكرة ووجدان المواطنين وقلوب الأمتين العربية والإسلامية، بعد حياة مشهودة حافلة بالعطاء، وهب خلالها نفسه وكرّس كل جهده، وعمل بتفانٍ وإخلاص، لخدمة وطنه وشعبه، والأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية كافة . وتجمعت وتوحّدت قلوب الناس جميعاً حوله، وأجمعت على مبادلته الحب والوفاء والولاء المطلق .

تعلمنا من المغفور له القيم الانسانية النبيلة القائمة على حب الخير والعطاء وما زلنا نستفيد ونستلهم العبر والدروس من عزيمته، وإصراره وشموخه، وتواضعه وحبه للناس وحب الناس له . لقد حفل سجل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان بصفحات ثرية من المنجزات الوطنية العظيمة، التي أوصلت بلادنا إلى ما هي عليه اليوم، من مكانة ورفعة وعزة وازدهار ورخاء، وما تنعم به من أمن واستقرار وطمأنينة .

ضاحي خلفان: قائد أبهر العالم

رحل عنا زايد، وترك لنا رجالاً كراماً يتحلون بخلق، وكرم، وقيم زايد، يسيرون على نهجه خطوة خطوة . .

بهذه الكلمات استهل الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي، كلمته مؤكداً أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحل عنا لكنه باق في القلوب والأفئدة . . في كل شبر من تراب هذا الوطن . . باق زايد الخير إلى قيام الساعة وكيف ينسى العالم رجل العطاء والإنسانية فهو موجود في عقول ووجدان وعواطف الجميع، ليس في دولة الإمارات بل العالم بأسره، وكان يعين الفقير ويسعى لإغاثة الملهوف ويروي ظمأ العطشى . . ومناقبه كثيرة ومآثر لاتحصى . . ولا يكفي يوم لذكر منجزاته الإنسانية والاجتماعية ناهيك عن سعيه الدائم والحثيث وحرصه في نصرة المظلوم حتى ارتبط اسمه لدى القاصي والداني بعمل الخير والبذل والعطاء .

وأوضح أن هذه المناسبة التي تعلي من قيم العمل الإنساني الذي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رائده داخل وخارج الوطن، ستكون حدثا كبيرا وسنويا على مستوى كل مناطق الدولة لتعزيز قيم الخير التي أرساها زايد في أبنائه وبناته، وكان لها الأثر الأبرز في عون وإغاثة المحتاج أينما كان ومهما كان من دون تمييز، وهي في ذات الوقت عرفان بدور المغفور له في تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في الدولة .

وأشاد بالمبادرات التي اطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسمية يوم 19 رمضان ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بيوم العمل الإنساني الإماراتي، ويكون الاحتفال بهذا اليوم مناسبة سنوية يحيي فيها شعب الإمارات والمقيمون على أرضها ذكرى القائد المؤسس وعرض منجزاته المتميزة التي حظيت بإعجاب العالم والتي توضح مآثر الفقيد الكبير في الجانب الإنساني وذكرى عطرة لأبنائنا من المواطنين والمقيمين الذين نهلوا من خير زايد والذين ينهلون الآن من أفضاله .

الهاشمي: رمز للخير والعطاء

قال سماحة السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة، في ذكرى وفاة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، نستذكر أعماله الخالدة والنهضة الشاملة والإنجازات التي تحققت على الصعد كافة على أرض دولة الإمارات، وما ينعم به أهلها من عيش كريم وحياة آمنة ومستقرة الذي تحقق كله في فترة وجيزة تم خلالها بذل الجهد والعطاء إلى أن وصلت دولتنا إلى تلك المكانة المرموقة على المستويين الإقليمي والدولي .

وأضاف: أن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ستظل ذكراه دوماً رمزاً وعنواناً للخير ومثالاً نادراً في مد يد العون والمساعدة للجميع وبذل الغالي والنفيس في سبيل رفعة الأمة وإعلاء رايتها، وما وضعه المغفور له الشيخ زايد من لبنة قوية وأساس متين تأسست عليه الدولة، وما تبعه من نهضة شاملة وإنجازات في جميع المجالات، إنما هو نابع من رؤية حكيمة ونظرة ثاقبة كان يتمتع بها، ما كان له الأثر البالغ في توفير سبل الحياة الهانئة المستقرة لجميع أبناء الوطن وكل ما من شأنه أن يعود عليهم بالنفع والفائدة ويلبي طموحاتهم وتطلعاتهم .

وأشار الهاشمي إلى أن إسهامات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإنجازاته لم تترك مجالاً إلا وكانت حاضرة، حيث أولى النهوض بالدولة في جميع المجالات جل اهتمامه، وسخر الإمكانات لتحقيق ذلك، ما ترك الأثر الواضح في ما حققته الدولة من مكانة مرموقة إقليمياً ودولياً .

ميثاء الشامسي: حاضر فينا يوحد وجداننا

قالت الدكتورة ميثاء سالم الشامسي، وزيرة الدولة، رئيسة مجلس إدارة صندوق الزواج، في هذا الشهر المبارك، تحل علينا ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما زال شعب الإمارات ينهل من الخير الذي غرس بذوره الوالد المؤسس، لتحمل هذه الذكرى مزيجاً من مشاعر الأسى على الفراق والرحيل، والفخر بالإنجازات غير المسبوقة التي حققها هذا القائد العظيم لوطنه وشعبه، وهو ما جعله عنواناً للعزة والكرامة والإنسانية وحب الوطن .

وأضافت: لقد وحّد زايد مشاعرنا وقلوبنا على حب الوطن والتفاني فيه، وما زال حضوره فينا يوحّد وجداننا على الرجاء والبناء . أحببناه، وبكينا عليه، لكننا تعلمنا منه أن المشاعر تكتسي معناها الحقيقي من العمل المخلص والاستمرار في بناء مستقبل زاهر للأجيال، وعلى هذا سرنا وراء خليفته صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بما اعتدنا عليه من التفاف وولاء لقيادتنا الرشيدة . وأضافت أن الشيخ زايد طيب الله ثراه كان يؤمن أنه لا سبيل للنهوض بالوطن وبأبنائه إلا بالوحدة، ليفتح بذلك صفحة جديدة مشرقة عنوانها العزة والكرامة لأبناء الوطن، فالله عز وجل أراد أن ينعم على بلادنا بالخيرات، وجاء ذلك على يد المغفور له بإذن الله، والذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في قيام الإتحاد، الذي كان أساس النهضة التي نعيشها الآن .

خميس المزينة: رجل الوفاء

قال اللواء خميس مطر المزينة نائب القائد العام لشرطة دبي، مهما أسهبنا في التحدث عن مكارم وفضائل وخصال المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لن نوفيه حقه فيما قدمه للبشرية في جميع أنحاء العالم من أعمال إنسانية جليلة .

وأوضح أن مبادرات زايد الإنسانية في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين ونجدة الملهوفين وإغاثة المنكوبين، وقيم الخير والمحبة التي أرساها في أبنائه وبناته، كان لها الأثر الأبرز في هوية دولتنا العالمية وبعدها الحضاري والإنساني، فبفضل جهود المغفور له بإذن الله تبوأت دولة الإمارات مكانة الصدارة والريادة في ميادين العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً .

وأضاف اللواء المزينة: في هذا المقام لا يسعني إلا أن اشكر سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتسمية سموه يوم 19 رمضان ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بيوم العمل الإنساني الإماراتي، كمناسبة سنوية يحيي فيها شعب الإمارات والمقيمون مآثر فقيد الإنسانية وفرصة لتعريف العالم بأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها مدى وفائهم وإخلاصهم لرجل الوفاء والنبل والقيم وذكرى عطرة للقائد المؤسس ومآثر الفقيد الكبير في الجانب الإنساني حتى ارتبط اسمه لدى القاصي والداني بعمل الخير والبذل والعطاء . . وان هذه المناسبة الغالية على الجميع تعزز روح العمل الإنساني لدى أفراد المجتمع وبخاصة فئة الأطفال في المدارس، من أجل تأصيل العمل الإنساني ونشر ثقافة المبادرة الذاتية لعمل الخير لدى الأجيال القادمة .

محمد المري: مآثر خلَّدها التاريخ

ثمّن اللواء محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة وشؤون الأجانب في دبي، مآثر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، التي خلدها التاريخ له لإخلاصه لله تعالى في سلسلة إنجازاته الكبيرة داخل الدولة وخارجها وحكمته ورحمته وإنسانيته، التي امتد عطاؤها إلى مختلف بلدان العالم، ما جعله في أعين الأجيال قدوة الحكماء .

وأضاف أن نهج الشيخ زايد لا يزال حياً في رؤية ومسيرة خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو حكام الإمارات .

وتمر علينا هذه الأيام ذكرى رحيله، طيب الله ثراه، وصورته في قلوبنا دائما تذكرنا بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، على جميع مواقفه ليغيث الملهوف، ويطعم الجائع، ويكسو المحروم . فكان عطاؤه بلا حدود، وتسجل أعماله الإنسانية بحروف من نور، وبفضل عطائه وكرمه الجزيل، استطاعت الإمارات أن تصبح دولة مرموقة لها مكانتها المهمة على خريطة العالم .

وأشار إلى أن الاحتفال بيوم العطاء الإنساني الإماراتي في ذكرى رحيل زايد، رحمه الله، استذكار لمآثره العديدة ونهجه الخيري والإنساني الذي نسير عليه، وخطاه التي رسمت لنا طريق المستقبل والنجاح الذي سار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأصحاب السمو حكام الإمارات، وأولياء العهود .

إبراهيم المعلا: أنموذج فريد للوحدة

قال العقيد الشيخ إبراهيم بن عبد الله المعلا مدير عام إدارة الإقامة وشؤون الأجانب في أم القيوين، إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، لم يتوان عن بذل الوقت، والجهد من أجل الوطن، واستطاع اختيار الرجال الذين يتحملون المسؤولية ويستطيعون ترجمة طموحاته وأفكاره إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع .

وأضاف أن المغفور له بإذن الله أسهم في رفعة شعب الإمارات والارتقاء بالدولة، وأن علاقته مع أبناء شعبه كانت قائمة على أساس متميز تدل على الأبوة والبساطة في التعامل، حيث شجع رحمه الله على بناء المدارس والمستشفيات وإنشاء الطرق وغيرها، وأن نجاح تجربة دولة الإمارات بتقدمها راجع إلى سواعد رجال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان الذي آمن بالوحدة الاتحادية وسعى لأجلها وكرس وقته وجهده لها، فلا غرو أن تصبح تجربة الإمارات بفضل روح المغفور له أنجح أنموذج وحدوي على مستوى الوطن العربي بل في التاريخ العربي المعاصر .

حسين لوتاه: خليفة خير خلف لزايد

قال المهندس حسين ناصر لوتاه مدير عام بلدية دبي إن الله تعالى عوض شعب الإمارات عن رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بخير خلف لخير سلف، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي واصل مسيرة الخير مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .

إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لم يكن قائداً فحسب، بل كان ينظر إلى بناء الإنسان باعتباره اللبنة الأساسية لأي مجتمع متحضر، حيث قال في إحدى المناسبات: إن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان في الدولة . وأن المواطن الحقيقي هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض . وكان رحمه الله يشدد في العديد من المواقف على العلم والثقافة والأخلاق، باعتبارها منظومة لا يمكن التفريط بأحد مكوناتها الأساسية، ومن أقواله: بدون الأخلاق وبدون حسن السلوك وبدون العلم لا تستطيع الأمم أن تبني أجيالها والقيام بواجبها، وإنما حضارات الأمم بالعلم وحسن الخلق والشهامة ومعرفة الماضي والتطلع للحاضر والمستقبل . كما اهتم بالشباب باعتباره احد أعمدة الوطن الأساسية، وكان يحثه دائماً على القيام بدوره في رفعة الوطن وجعله عصرياً يسير في ركب العالم المعاصر .

محمد الجرمن: نموذج خالد للعطاء الإنساني

قال محمد عبد الله الجرمن، مدير عام مواصلات الإمارات: إن تخصيص الدولة ليوم 19 رمضان من كل عام يوماً للعطاء الإنساني الإماراتي، والذي يصادف ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد وحكيم العرب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو لفتة نوعية متميزة بكافة المقاييس، لما يحمله ذلك من أبعاد مؤثرة وعناصر مهمة على طريق تنمية مفاهيم العمل الإنساني وترسيخ مفاهيم روح العطاء الخيري .

إن هذه المبادرات والحملات والمناسبات الإماراتية الوطنية نتاجاً طبيعياً لما غرسه زايد الخير بين شعب هذا الوطن وأفراده ومؤسساته من ثقافة العطاء ودوافع التطوع والإقبال على خدمة الآخرين .

وذكر الجرمن أن العالم قاطبة يشهد بالمآثر الخالدة التي نقشها زايد العطاء على صعيد العمل الإنساني بكافة أطيافه وإرساء قيم الخير، والمبادرة إلى إعانة كل محتاج وحماية كل منكوب والدفاع عن كل مظلوم في كل مناطق العالم عربياً وإقليمياً وعالمياً دون أن يقترن ذلك بأي تمييز أو تفرقة أو انحياز أو توقف .

وقال إن هذه الأدوار العظيمة التي قام بها ودعا إليها الراحل الكبير انعكست بشكل واضح على تعزيز اللحمة الوطنية وتنمية الترابط الاجتماعي بين المواطنين والمقيمين في الإمارات على حد سواء، وعلى تقدير العالم واحترامه للإمارات قيادة وشعباً، وهذا ما نجني ثماره اليانعة اليوم من خلال تصدر الإمارات صدارة دول العالم في مجال القيم والسلوكيات والترابط المجتمعي، وبقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات .

سالم بالركاض: مبادراته حية في القلوب

استذكر سالم محمد حمد بالركاض العامري عضو المجلس الوطني الاتحادي، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بمبادراته التي لا تزال حية في قلوب كل من عرفه، وقال إن الشيخ زايد هو القائد الإنسان الذي رفع من قيمة الإمارات، ودعمها لتكون في مقدمة البلدان، من خلال تطوير القطاعات في الدولة كافة، وتنمية قدرات المواطنين .

وأضاف أن المغفور له بإذن الله وهب نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر بإقامة المدارس ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات الصحية ببناء أحدث المستشفيات والعيادات العلاجية في كل أرجاء الوطن، وإنجاز المئات من مشاريع البنية الأساسية العصرية .

عبدالله العوضي: جامعة خيرية

قال عبدالله العوضي الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية في هيئة الأعمال الخيرية في عجمان: إن وضع دساتير وكتب في العمل الإنساني للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لا تكفي لسرد آثار الخير لأياديه البيضاء الممتدة في جميع أنحاء العالم، متخطية حدود جغرافيا الوطن إلى المعوزين والفقراء والمساكين والمنكوبين في حضر وريف وبادية دول كثيرة حول العالم . وذكر أن الشيخ زايد رحمه الله يعد بحق أبو العمل الإنساني ومؤسس العمل الخيري، فلم تكن تقع بقوم نازلة في الداخل أو الخارج إلا كان أول المسارعين لمد يد العون للمتضررين، مضيفاً: جميعنا نتعلم من جامعة الشيخ زايد للعمل الإنساني كيف تصان كرامة الإنسان بالإسراع في عونه ومؤازرته .

مؤشرات القيادة عند الشيخ زايد

بقلم: عبد الغفار حسين

ليس من السهولة بمكان، الإلمام بمؤشرات القيادة عند قيادي متميز كالشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، في مقال مختصر كمقالي هذا، ولا بد من إفراد بحث متكامل يقف على مشارف هذه القيادة ومنعطفاتها إذا أردنا أن يكون لموضوعنا شيء من الوضوحية، وقد كتب عن الشيخ زايد كثيرون في حياته وبعد رحيله، وستظل الكتابة عنه مستمرة شأنه شأن الزعماء والكبار الذين لا يتوقف التاريخ عند مرحلة معينة من حياتهم باعتبار أن هؤلاء الزعماء لهم بصمات غير عادية تركوها على تاريخ شعوبهم، وأصبحت هذه البصمات رافداً يجري ماؤه ويسقي كل ذي ظمأ يبحث عن معلومة أو معرفة .

وهكذا يأتي الشيخ زايد بن سلطان ليقف شامخاً بين هذه القيادات التاريخية عند الشعوب، لاسيما في المنطقة الجغرافية التي عاش فيها وهي المنطقة العربية أو الشرق أوسطية، وقد نكون غير منصفين لو اختصرنا زعامة زايد وقيادته على هذه المنطقة الجغرافية وحدها، باعتبار أن زايد كانت له الصفة العالمية، وعرف في الشرق والغرب على أنه يقف في الصفوف الأولى بين زعماء العالم وأصحاب القيادة فيه، ومن البناة الكبار لكيانات الدول التي ولدت في العصر الحديث، كدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تعتبر اليوم في مقدمة الدول المساهمة في إثراء الحياة المدنية والحضارية التي يسعى إليها الشعوب في كل مكان . .

وقد لازمت مؤشرات القيادة الشيخ زايد بن سلطان منذ ريعان الشباب وهو لم يكمل بعد العقد الثالث من عمره، عندما تولى أمور الواحات في العين والبريمي وما يحيط بهما من المضارب والقرى . ومن هذه المؤشرات القيادية التي لفتت إليه الانظار في تلك السنين حوالي العام ،1946 وبعد الوقت الذي أتيح له أن يكون زعيماً في تلك المراحل السابقة الذكر، هو مؤشر الجمع بين الزعامة المدنية والزعامة البدوية، فالبدو أو أهل الوبر على سبيل المثال وهم أصحاب الحول والطول في ذلك الوقت وفي تلك البقاع، كانوا يرون فيه الزعيم غير المنازع وعقيد القوم الذي تشرئب إلى ذكره الأعناق . . والمدنيون أو أهل المدر اعتبروه النوخذة الذي يقود سفينة فيها من كل الأصناف والأدوات التي يتطلبها بناء المجتمع المدني الذي تقوم حياته على الاستقرار والتجارة والزراعة ومؤسسات الإدارة المدنية من قضاء وتشريع ونظم إدارية واجتماعية مختلفة، ومثل هذه الحياة ذات الملامح المدنية كما هي معروفة، كانت تفتقر إليها الواحات، وتختصر على المدن الساحلية في الإمارات من أبوظبي ودبي والشارقة وحتى الشرق في إمارة الفجيرة وكلباء، كل على قدر ما تحتمه الحاجة والظرف والإمكانات المتاحة .

ولم تمر سنوات معدودة وقبل انتهاء العقد الرابع وبدايات الخمسينات من القرن الماضي حتى لاحظ الناس أن واحة العين وما جاورها بدأ فيها تكاثر السكان الذين جاؤوا إليها من أنحاء مختلفة من الإمارات، وأقيمت فيها الأسواق والمزارع والمهن الحرفية بفضل المؤازرة والتشجيع اللذين لقيهما كل هؤلاء من الشيخ زايد بن سلطان، وأصبحت العين مدينة فيها من مظاهر الحياة العصرية الشيء الكثير الذي لم يكن للواحات عهد بها من قبل .

ومما يلفت التاريخ أنظارنا إليه هو أن زايد بن سلطان لم تقتصر زعامته على القيادة المسيّرة للأمور المعيشية للسكان من بدو وحضر في واحات العين في ذلك الزمن، بل إن الشيخ زايد اكتسب من الخصال التكتيكية السياسية ما جعله زعيماً سياسياً وقائداً عسكرياً حسن التدبير، أثار الأعجاب ولفت إليه الانتباه من كل من احتك يومئذ بالظروف التي مرت بها المنطقة في مستهل الخمسينات من القرن المنصرم، ومن يقرأ الكتب التي ألفها الغربيون من سياسيين وقواد عسكريين ورحالين من بعض من وضعنا أسماء كتبهم في حاشية هذا المقال، فإنه يجد مصداق ما نقوله، وللأسف فإن معظم من كتبوا عن المنطقة بعد الخمسينات من القرن الماضي، من عرب الأمصار، لم يكونوا من ذوي إلمام كبير بما مر من الحوادث وما تمخضت عنها من الأمور، وجاءت كتاباتهم عن المنطقة الخليجية عموماً سطحية، ولتساير الأهواء السياسية، الراديكالية التي كانت سائدة في تلك الأيام نتيجة الحركات الانقلابية العسكرية الراديكالية المتوالية لاسيما في الشام والعراق واليمن، بشقيه الشمالي والجنوبي، وكان الكتاب الأجانب أكثر قرباً من الحوادث، نظراً لتعايشهم في منطقة الحدث وقدراتهم الفنية في التحليل، والوقوف على المعلومة، واستقائها من مصادرها الصحيحة حتى ولو تعرضوا للعناء والمخاطرة . .

ولقد واجه الشيخ زايد من المصاعب ما تنوء به الكواهل في هذه الفترة، فترة السنوات التي حكم فيها بوادي العين وحواضرها 1946- ،1966 ولو تناولنا هذه الحوادث لكانت كثيرة ومتشعبة، لكننا هنا نأتي على ذكر أهمها بالعد الرقمي تعميماً للفائدة التي نتوخاها من الاشارة إلى الحقائق التي نادراً ما تطرق اليها المتحدثون والباحثون . .

1- التخطيط لتحضير الرحّل من البدو، ويعد الشيخ زايد أول زعيم يحاول ذلك في تاريخ المنطقة وكان هذا التخطيط له تداعيات حضارية، حيث أدى إلى استقرار الرحّل في الواحات وتقبل الحياة المعيشية للحضر والانخراط في العمل المجتمعي بشكل أو بآخر .

2- المساهمة في تكوين جيش ساحل عمان الذي أصبح فيما بعد نواة للجيش الاتحادي وجعل البدو من مكونات هذا الجيش وجنوده بحيث أصبح البدوي يأمن العمل والاستقرار والدخل المادي الثابت والركون إلى الحياة المنتجة .

3- الوقوف بحزم في مجابهة الأطماع الخارجية المتمثلة في الغزو المفاجئ من قبل عناصر خارجية، وكذلك التصدي للإرهاب الداخلي الذي تعرضت له عمان، وتأليب كل القوى للتصدي، والنجاح الذي رافق ذلك بخروج زايد من المعمعة قائداً مدبراً يشار إليه بالبنان .

4- التصدي بالدبلوماسية والادارة القوية لمحاولات الهيمنة من قبل بعض القوى الراديكالية في العالم العربي التي أرادت بسط هذه الهيمنة في صور من المسميات المختلفة كالإعانات والمشروعات المشروطة والمبطنة بالمآرب .

5- مشروع الشيخ زايد في وضع اللبنات الأولى لقيام دولة اتحادية كبرى في المنطقة بعد تسلمه مهام حكومة أبوظبي عام 1966 .

هذه المشروعات الخمسة الكبرى التي لا تخطئها عين المؤرخ المدقق، وكل مشروع منها، يحتاج إلى بحث متكامل كما قلنا في بداية هذا الحديث . . . وفي رأيي أن هناك شهوداً على العصر من مواطنين وغيرهم، لابد من رصد شهاداتهم وتوثيقها والوقوف عليها خدمة للتاريخ وخدمة لهذه الشخصية الكبيرة التي تقف في الصفوف الأولى في تاريخ الشخصيات العربية البناءة في تاريخ العرب من محيطها إلى خليجها .

وسيظل الشيخ زايد الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم التاسع عشر من رمضان عام ،2004 رافداً يعطي التاريخ الإماراتي زهواً ومفاخر في حركة البناء والاعمار اللذين تشهدهما المنطقة . رحم الله الشيخ زايد رحمة واسعة وأنزله منازل الصالحين ممن خدموا الإنسانية والبشرية .

[email protected]يستذكر جهود القائد المؤسس في ترسيخ نهج الشورى

المجلس الوطني يطلق مبادرة إلكترونية توثق دعم زايد على فيلم وثائقي

أبوظبي - الخليج:

أطلق المجلس الوطني الاتحادي مبادرة الكترونية في ذكرى وفاة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، باسم زايد والمجلس الوطني الاتحادي، تتيح للجمهور الاطلاع على فيلم وثائقي وكتاب وصور، توثق الدعم اللامحدود الذي أولاه يرحمه الله للمجلس لممارسة اختصاصاته الدستورية .

ويعرض المجلس الوطني الاتحادي على موقعه الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي هذه المبادرة، حيث يمكن الاطلاع على فيلم زايد والمجلس، وكتاب زايد والمجلس الوطني الاتحادي، ومقاطع مسجلة من خطابات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد في افتتاح أدوار انعقاد المجلس، إضافة إلى صور تظهر النهج الذي اختطه القائد المؤسس يرحمه الله في تأسيس ودعم المسيرة البرلمانية التي واكبت دولة الاتحاد منذ بداياتها .

قال الدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، إن الذكرى التاسعة لوفاة المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، مناسبة نستذكر فيها الإنجازات التي تحققت في عهده، المتمثلة في وضع دعائم مشروع حضاري متكامل في الإمارات تعيشه الأجيال المتعاقبة وتحصد ثماره .

وأكد أن ما نعيشه اليوم من نهضة وتطور وانفتاح يمثل غيضاً من فيض آبائنا المؤسسين وعلى رأسهم المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، منوهاً بمواقفه الإنسانية العظيمة والحكيمة ومآثره النبيلة وبوصفه رجل دولة حظي بتقدير العالم أجمع .

ويوثق فيلم زايد والمجلس مسيرة المجلس الوطني الاتحادي منذ عقد أول جلسة عام 1972م، والدعم الذي حظي به من قبل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وما يشهده المجلس من دعم موصول من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، راعي مسيرة تمكين المجلس الوطني الاتحادي .

ويتكوّن كتاب زايد والمجلس الوطني الاتحادي من ثلاثة فصول تتحدث عن الفكر والمنهج عند المغفور له الشيخ زايد ونهجه في بناء الدولة العصرية وأهم قضايا التنمية الشاملة ودور المجلس الوطني الاتحادي فيها، وأهم قضايا بناء الوطن والإنسان، والعلاقات الإقليمية والعربية والدولية .

وتعكس الصور والمقاطع المسجلة لخطابات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد في افتتاح أدوار المجلس، حرصه، رحمه الله، على دعم المجلس الوطني الاتحادي من ممارسة اختصاصاته الدستورية التشريعية والرقابية والسياسية .

وحظي المجلس الوطني الاتحادي إحدى السلطات الدستورية الخمس في الدولة منذ تأسيسه، باهتمام ودعم لا محدود من قبل المغفور له، بإذن الله تعالى، القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وذلك تجسيداً لنهج الشورى وبلورة لقناعته بجدوى مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، وكان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات السياسية التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية التنمية .

ومنذ اللحظات الأولى التي تسلم بها المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي في ما يخص قضايا الوطن والمواطنين، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقله وقلبه، وهو نهج ارتضاه في الحكم وأسلوب طبقه في إدارة البلاد، ووضع نصب عينيه قضية تلمس احتياجات المواطنين وكانت أحد أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها، وكان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي الذي كان يرى فيه وجه الأمة ويسمع من خلاله نبضها، ويتعرف إلى فكر ورأي أبناء وطنه، ويقف على وجهات نظرهم، والآراء التي تدور في فكرهم وعلى لسانهم .

ويستذكر المجلس الوطني الاتحادي في الذكرى التاسعة لرحيل المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد التي تصادف في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، دعمه يرحمه الله وتوجيهاته وحرصه على افتتاح أدوار الانعقاد العادية للمجلس، والالتقاء بأعضاء المجلس مستمعا وموجها، ومن خلال مشاركته في بعض جلسات المجلس وفي النقاش والتحاور مع الأعضاء علاوة على استقباله للجان المجلس والوفود البرلمانية الزائرة .

وواكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات، منذ تأسيسه في 12 فبراير/شباط 1972م، مع انطلاق تجربة الاتحاد، وأسهم بتوجيه من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات يرحمهم الله، في تأسيس علاقة متميزة بين السلطات الاتحادية والمحلية، استهدفت إطلاق طاقات الشباب وتحقيق التنمية الشاملة لجميع فئات المجتمع، عبر سن تشريعات وقوانين عززت فاعلية عمل مختلف الأجهزة التنفيذية، وشجعت الاستثمار في مجالات التنمية البشرية وتطوير آليات المشاركة السياسية والعمل التطوعي، مما مكن المجلس أن يكون إحدى الدعائم الأساسية للتجربة الاتحادية الإماراتية في المشاركة والتنمية .

سلطان بن أحمد: المشاركة استفتاء دائم لما صنعه زايد

الشارقة للإعلام تعلن خطة عمل الاحتفال

الشارقة - الخليج:

أعدت مؤسسة الشارقة للإعلام خطة عمل للاحتفال بيوم العمل الإنساني الإماراتي الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، وهو ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .

قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، إن مشاركتهم في يوم العمل الإنساني الإماراتي تأتي عرفاناً وتقديراً لذكرى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ولدوره البارز في العمل الإنساني على مستوى العالم كله، مشيراً إلى أن مؤسسة الشارقة للإعلام ضمن خطابها الهادف تجسد من خلال مشاركتها ببرامج تلفزيونية وإذاعية خاصة بإنجازات المغفور له، بإذن الله، على صعيد العمل الخيري الانساني، نمطاً من روحية العلاقة التي تربط الوطن بالقائد، وقال إن المشاركة هي الاستفتاء الدائم لما صنعه هذا الرجل كي يظل حاضرًا في تاريخ ووجدان الامة، وأكد رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام أن الأسرة الإماراتية تستذكر في ال 19 من رمضان من كل عام ذكرى حزينة، فقد كان رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان فاجعة أصابت وآلمت الشعب الإماراتي، وتأتي هذه الذكرى عاما بعد عام لكي تخلد رجلا عظيما ، قاد البلاد وحماها وأوصلها إلى بر الأمان .

وتنفذ المؤسسة بشقيها الإذاعي والتلفزيوني باقة من البرامج للاحتفاء بهذا اليوم، حيث خصص تلفزيون الشارقة تقريراً خاصاً عن إنجازات المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على الصعيد الإنساني، أبرز مشاريعه داخل الدولة وخارجها، اضافة إلى تغطية خاصة من خلال برنامج النيشان ونشرات الأخبار المحلية التي ستركز على يوم العمل الإنساني الإماراتي، علاوة على استثمار فقرة مدفع الإفطار لتغطية المناسبة، فيما تقدم إذاعة الشارقة باقة من البرامج الخاصة بذكرى الرحيل، منها البرامج المباشرة كبرنامج الاثير الذي يذاع يومياً من الساعة الثامنة وحتى التاسعة والنصف .

بدوره أكد الدكتور خالد المدفع مدير عام مؤسسة الشارقة للإعلام أهمية مشاركة أسرة المؤسسة في إحياء ذكرى وفاة حكيم العرب، مشدداً على أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان ظاهرة إنسانية، خلاقة، ومبدعة تمكنت من جعل الإمارات دولة حديثة مواكبة للتطورات انجازاتها ومساعداتها الانسانية التي عمت أرجاء العالم،

وقال محمد خلف مدير اذاعة وتلفزيون الشارقة إن مشاركتهم في إحياء ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله، والعمل جاهدين على تقديم باكورة من البرامج الإذاعية والتلفزيونية المميزة والغنية بالمعلومات الثرية، تأتي تحقيقاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، مشيرًا إلى أن تخليد هذا اليوم هو بمثابة توثيق لذاك الرمز الإنساني العظيم، الذي ميز شخصية قائد فذ، أحبه شعبه وأحبه كل الذين عرفوه والتقوا به .

تتضمن مبادرات مجتمعية وخيرية

دبي للإعلام تواكب الفعاليات بباقة من البرامج

دبي - الخليج:

أعلنت مؤسسة دبي للإعلام عن إطلاق مجموعة من البرامج والمبادرات الإنسانية والمجتمعية مواكبة للمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتسمية يوم 19 رمضان ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بيوم العمل الإنساني الإماراتي .

وأكد أحمد سعيد المنصوري المدير التنفيذي لقطاع التلفزيون والإذاعة في مؤسسة دبي للإعلام، حرص المؤسسة على مواكبة الفعاليات والأحداث الوطنية التي تشهدها الدولة، كذلك ريادتها في تقديم كل ما هو متميز ويليق بهذه الذكرى الغالية على قلوب الجميع، بعد أن تقرر أن يكون الاحتفال بهذا اليوم مناسبة سنوية يحيي فيها شعب الإمارات والمقيمون على أرضها ذكرى القائد المؤسس، عبر فعاليات توضح مآثر الفقيد الكبير في الجانب الإنساني والذي ارتبط اسمه بعمل الخير والبذل والعطاء، تماشياً مع استراتيجيتها الهادفة إلى التواصل مع مختلف فئات المجتمع، من أجل ترسيخ دور العادات والقيم المثلى وربطها بالوطن والمجتمع، إلى جانب تفعيل دور موظفي المؤسسة، وحثهم على المشاركة في هذه المناسبات، تعزيزاً لمفهوم الهوية الوطنية وتفعيلها إعلامياً ومجتمعياً، بالإضافة إلى تقديم الدعم لمختلف الجهات والمؤسسات، وتفعيل دور البيئة داخل المؤسسة وخارجها عن طريق ربطها بالبرامج والأنشطة الميدانية .

وأشار علي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، إلى أن البرنامج الوثائقي الخاص الذي أعده المركز بهذه المناسبة يقدم نبذة عن المؤسس والقائد، عن زايد الخير والعطاء، والوالد الذي ظلل أبناء وطنه بفكره ورؤيته، كذلك الزعيم الذي رسم في تاريخ الإمارات والمنطقة والعالم أجمع أنقى صورة عن التسامح والتلاقي، والخير والحكمة في التعاطي مع شؤون أبنائه كافة من الشعوب العربية، ومع القضايا الإنسانية كافة، فاستحق اللقب الذي أطلقه عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي: زايد زعيم الإنسانية .

من جهة أخرى ستقوم قناة سما دبي، ببث مجموعة من المقاطع الخاصة تحت عنوان (زايد الإنسان ) على مدار اليوم .

ولفت خليفة حمد أبو شهاب مدير قناة سما دبي، الانتباه إلى أن برنامج السينار سيخصص اليوم، ابتداء من الساعة: 30 .23 بتوقيت الإمارات، الساعة: 30 .19 بتوقيت غرينتش، حلقة كاملة خاصة عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان .

وقالت مريم الأفردي مديرة إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في مؤسسة دبي للإعلام، إن فريقاً تطوعياً من موظفي مؤسسة دبي للإعلام سيقوم بالمساهمة في توزيع وجبات الإفطار عند التقاطعات والشوارع الحيوية في إمارة دبي، اليوم، كعمل خيري وتوعوي ضمن شراكة المؤسسة الإعلامية ومواكبتها لمشروع (رمضان أمان . . معاً رمضان بلا حوادث) الذي تطلقه جمعية الإحسان الخيرية في إمارة عجمان للعام الثاني على التوالي، والمتمثل في توزيع وجبات الإفطار على السائقين في الشوارع والتقاطعات المرورية وقت آذان المغرب، بالتعاون مع القيادات العامة للشرطة في إمارات الدولة وعدد من الجهات العامة والخاصة طيلة أيام الشهر الفضيل .

الهوية تحتفل بفعاليات متنوعة

الخوري: ذكرى رحيل زايد مناسبة لشحذ الهمم وتجديد العهد لبناء الوطن والمواطن

أبوظبي - الخليج:

أطلقت مراكز خدمة المتعاملين التابعة لهيئة الإمارات للهوية، عدداً من الفعاليات والأنشطة الخيرية والإنسانية، في إطار مشاركتها بمناسبة يوم العمل الإنساني الإماراتي، احتفاء بذكرى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه .

وأكدت الهيئة أن ذكرى رحيل الشيخ زايد طيب الله ثراه، فرصة سنوية لتجديد العهد ورد الجميل، والسير على خطى والدنا زايد الخير الذي أفنى حياته في بناء الوطن والمواطن .

كما أكدت الهيئة أن ذكرى رحيل الوالد المؤسس، هي فرصة لأبناء الإمارات لتجديد الولاء وعقد العزم على التفاني في خدمة الوطن، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .

وقال الدكتور المهندس علي محمد الخوري مدير عام هيئة الإمارات للهوية، إن ذكرى رحيل القائد المؤسس مناسبة لشحذ الهمم ومضاعفة الجهود والمثابرة في العمل من أجل رفعة الوطن وعزته والمحافظة على إنجازاته العظيمة ومكتسباته الكبيرة .

وأضاف الدكتور الخوري أن ذكرى وفاة الشيخ زايد، محطة لنتذكر القائد المؤسس، ونتعلم منه العبر، ونمضي بفخر لمواصلة مسيرة البناء والارتقاء بمكانة الإمارات على الصعد كافة، وفي شتى الميادين، لتتبوأ المكانة المرموقة التي تستحقها بين مصاف دول العالم المتقدم، بعد أن نجحت في أن تنافس أفضل النماذج الموجودة على الصعيد العالمي في مستوى العيش الكريم والرفاهية التي توفرها لمواطنيها وللمقيمين على أرضها .

وباشرت مراكز خدمة المتعاملين التابعة للهيئة على مستوى الدولة بتنظيم العديد من الفعاليات والانشطة الهادفة بمناسبة يوم العمل الإنساني التي تقام فعالياتها هذا العام تحت شعار حب ووفاء لزايد العطاء . ونفّذ عدد من موظفي مركز الوحدة لخدمة المتعاملين التابع للهيئة في مدينة أبوظبي، زيارة لذوي الاحتياجات الخاصة في مركز إيواء، تم خلالها الاطمئنان على نزلاء المركز من كبار السن والأطفال، حيث جرى تقديم الهدايا الرمزية عليهم، بهدف إدخال الفرح والسرور على قلوبهم . وقد عبّر وفد مركز الوحدة عن الشكر والتقدير لموظفي إيواء على جهودهم المبذولة لتوفير أفضل الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، وقدموا لهم الهدايا التذكارية ودرع الهوية لإدارة المركز .

بمناسبة يوم العمل الإنساني الإماراتي وكمساعدة سنوية

مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية تتبرع بـ 40 مليون درهم لـ بيت الخير

دبي - الخليج:

بمناسبة يوم العمل الإنساني الإماراتي الذي جاء استجابةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بإحياء ذكرى المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، التي صادفت 19 رمضان، وتذكيراً بأعماله ومبادراته الإنسانية والخيرية قدمت مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية الذراع الخيرية لبنك دبي الإسلامي مبلغ 40 مليون درهم لجمعية بيت الخير كمساعدة سنوية تغطي حاجة 2500 أسرة شهرياً على مدار العام، و6000 أسرة تتلقى مساعدات مقطوعة خلال العام .

وشكر جمعة الماجد، رئيس مجلس إدارة جمعية بيت الخير مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية على هذا التبرع السخي، الذي سيساعد الجمعية على الوفاء بالتزاماتها تجاه الأسر المكفولة لدى الجمعية، إضافة إلى 14000 أسرة تستفيد من الجمعية في رمضان .

وقال: إن مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين الذين يدعمون مسيرة بيت الخير ونشاطاتها الخيرية، وأتوجه بخالص الشكر والتقدير لإدارة المؤسسة على دعمها المتواصل لنا، وأرجو من الله تعالى أن يكتب ذلك في ميزان حسنات كل من ساهم وقدم، وكان وراء هذا الدعم الكريم .

وأشاد الرئيس التنفيذي للمؤسسة عبد الرزاق العبدالله بالدور الذي تقوم به بيت الخير في مساعدة الأسر المتعففة ومحدودة الدخل، وقال: لقد رأت مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية من منطلق التزامها بالمسؤولية المجتمعية، وأداء لزكاة أرباح المؤسسين والمساهمين في بنك دبي الإسلامي، أن تحمل جانباً من العبء الذي تتصدى له الجمعية، بتقديم هذا المبلغ الذي يغطي احتياجات 2500 أسرة تتلقى المساعدات شهرياً، بواقع 1000 درهم لكل فرد منها لمدة عام، ودعم 6000 أسرة ممن يتلقون مساعدات طارئة أو مقطوعة .

وكانت مؤسسة دبي الإسلامي الإنسانية قد جددت اتفاقية التعاون التي تنظم العلاقة بين بنك دبي الإسلامي وبيت الخير بمناسبة مرور عشر سنوات على توقيعها، وزادت من حصة الدعم السنوي للجمعية بعشر ملايين درهم، مواكبة للظروف الاقتصادية والمعيشية، وتتويجاً لرحلة تعاون مثمر، استفادت منها ألوف الأسر والحالات .

دبي العطاء تثمن الدور الريادي للدولة في العمل الإنساني

دبي - الخليج:

يصادف اليوم المناسبة السنوية الأولى لحلول يوم العمل الإنساني الإمارتي، والذي يعد مناسبة مميزة تتزامن مع الذكرى التاسعة لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ويهدف هذا اليوم إلى إبراز الدور الرائد للمغفور له في المجال الإنساني على الصعيد العربي والعالمي .

ولطالما كانت دولة الإمارات داعماً قوياً للجهود الإنسانية على الصعيد المحلي والعالمي . وتمثل حملة كسوة مليون طفل محروم التي تم إطلاقها بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي ستستمر حتى التاسع عشر من شهر رمضان الفضيل، مثالاً ملموساً لهذا الدعم .

وحظيت الحملة بتفاعل كبير واستثنائي من قبل الأفراد ومؤسسات القطاع العام والخاص، وتمكنت من بلوغ هدفها خلال عشرة أيامٍ فقط، وهو ما ليس بغريبٍ على مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة من مواطنين ومقيمين . وتمثل حملة دبي العطاء الرمضانية لسنة 2013 التعليم يقضي على الفقر مثالاً آخر على الجهود التنموية التي تقودها الإمارات، حيث تهدف هذه الحملة إلى نشر الوعي حول أهمية التعليم وإلى جمع التبرعات لتعزيز فرص حصول الأطفال على التعليم الأساسي السليم في البلدان النامية .

وقال طارق القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء: أود بالنيابة عن دبي العطاء أن أترحم على روح المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وأن أتقدم بأطيب التمنيات لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإلى إخوانهم حكام الإمارات وإلى شعب دولة الإمارات العربية المتحدة .

وأضاف القرق: في شهر سبتمبر من عام ،2007 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسسة دبي العطاء بهدف تحسين فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم انطلاقاً من إيمان سموه بأن التعليم هو أحد أكثر الأدوات فعالية في كسر حلقة الفقر . وبالتالي، وفي هذا اليوم التاريخي، أود أن أؤكد التزامنا في مواصلة جهودنا الدؤوبة بهدف تحقيق رؤية صاحب السمو والمساهمة في الجهود الإنسانية التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد المحلي والعالمي على حد سواء .

جمارك دبي تطلق 6 مبادرات إنسانية واجتماعية

دبي - الخليج:

تفاعلاً مع مبادرة يوم العمل الإنساني الإماراتي، أطلقت جمارك دبي 6 مبادرات إنسانية واجتماعية، تزامناً مع المبادرة، التي تُصادف الذكرى التاسعة لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله .

وتعد المبادرات الست التي تم إطلاقها مجموعة من الأعمال الخيرية التي حثنا عليها ديننا الحنيف، حيث تم دعوة الموظفين للمشاركة فيها ولاقت إقبالاً كبيراً واستحساناً من الجميع، والحرص على المشاركة في مثل هذه المبادرات الإنسانية، حيث كانت المبادرة في مبنى الدائرة الرئيسي عمرة البدل عن العاجز أو المريض أو الشخص المتوفى، بالتعاون مع جمعية الإحسان الخيرية، وفي إدارة المراكز الجمركية الساحلية فكانت مبادرة سقيا الماء بالتعاون مع هيئة الأعمال الخيرية، وفي إدارة المراكز الجمركية الجوية، كانت مبادرة رعاية طالب علم بالتعاون مع هيئة الأعمال الخيرية، وفي ميناء جبل علي طرحت مبادرة وقف، بالتعاون مع جمعية بيت الخير، ومبادرة عيدية اليتيم في إدارة عمليات المطارات، وفي مركز جمارك حتا، تم تخصيص المبادرة لمشروع علاج، بالتعاون مع جمعية بيت الخير .

كما تم وضع صورة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان على أجهزة توقيع الحضور والانصراف للموظفين البصمة .

كما أطلقت الدائرة حملة خيرية لجمع تبرعات من الموظفين للمشاركة في الحملة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قبل بداية شهر رمضان المبارك، وهي حملة رمضانية تهدف لكسوة مليون طفل محروم حول العالم، التي وصلت إلى معظم مستحقيها منذ انطلاقها، التي استمرت إلى اليوم الذي يوافق يوم العمل الإنساني .

أمسية لإحياء ذكرى القائد المؤسس: زايد من أهم القيادات الاستثنائية

أبوظبي - الخليج:

تحت رعاية وحضور الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس جمعية كلنا الإمارات، تنظم دائرة أعمال رئيس الدولة ومجلس سيدات أعمال الإمارات بالتعاون مع شركة دار الاصالة بدعم مباشر من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وهيئة تنظيم الاتصالات والاتحاد للقطارات واتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة ومجلس سيدات أعمال أبوظبي أمسية زايد والإمارات مساء اليوم على المسرح الوطني في أبوظبي، تزامناً مع يوم العمل الإنساني لإحياء ذكرى رحيل القائد والوالد والمعلم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، صرحت بذلك المهندسة فاطمة عبيد الجابر رئيسة مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات الرئيس التنفيذي لمجلس سيدات أعمال أبوظبي، حيث أشارت إلى أن تنظيم هذه الأمسية مع دائرة أعمال رئيس الدولة تأتي في ضوء توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال الإمارات لاستذكار مآثر باني نهضة الإمارات الحديثة وإنجازاته العظيمة التي شملت قطاعات المجتمع كافة لاسيما المرأة الإماراتية وان إحياء الذكرى السنوية التاسعة لرحيل القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه تزامناً مع اليوم العمل الإنساني تأكيد على أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، سيظل واحداً من أهم القيادات الاستثنائية في التاريخ الذي استطاع أن يضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولة الإمارات على المستويات كافة ما جعلها تقدم نفسها باعتبارها نموذجاً من أهم التجارب الوحدوية في المنطقة والعالم وتواصل الآن بخطى واثقة الانطلاق نحو آفاق جديدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الذين يستكملون مسيرة البناء والتنمية في مختلف إمارات الدولة .

رفع عيدية الأيتام إلى 1500 درهم

شرطة دبي تجهز خيمة ل3 آلاف شخص للإفطار والسحور

دبي - الخليج:

تنفيذاً للمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتسمية يوم 19 رمضان ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بيوم العمل الإنساني الإماراتي، تحتفل القيادة العامة لشرطة دبي بهذه المناسبة التي يحيي فيها شعب الإمارات والمقيمون على أرض الدولة ذكرى القائد المؤسس بمآثر الفقيد الكبير في الجانب الإنساني حتى ارتبط اسمه لدى القاصي والداني بعمل الخير والبذل وعظيم عطائه ورسالته الإنسانية .

وجهزت القيادة العامة لشرطة دبي برنامجاً حافلاً بالفعاليات المجتمعية والإنسانية لتنفيذ مباردة يوم العمل الإنساني، حيث تقوم بتجهيز خيمة ضخمة تتسع لنحو 3 آلاف شخص بالتعاون مع جمعية دار البر الخيرية بالقرب من مسجد إبراهيم الخليل على شارع الشيخ زايد، وسينظم داخلها الإفطار والسحور ويتخللها برنامج ديني حافل، وستبدأ الخيمة في استقبال الجمهور قبيل صلاة المغرب حتى منتصف الليل، إضافة إلى إطلاق الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي مبادرة أخرى موجهة للأيتام من المنتسبين إلى الشرطة، وأنه تم رفع مبلغ العيدية من 1000 درهم إلى 1500 درهم هذا العام، منوهاً إلى أن كل المنتسبين إلى شرطة دبي سيشاركون في المبادرات الإنسانية .

وبهذه المناسبة تستعرض شرطة دبي من خلال هذه الرحلة السريعة بعض المبادرات الاجتماعية والإنسانية للقيادة العامة لشرطة دبي، التي كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، قائد مسيرة الخير والبناء والنماء، ينادي بها منذ تأسيس مسيرة العطاء الإنساني في الدولة، فشرطة دبي تسعى دائماً إلى تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الاجتماعية من منطلق الشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وقضاياه، وتتعدى برامجها ومبادراتها غير الشرطية الحدود ومنها مساعداتها الإنسانية والخيرية للمنكوبين بالزلزال في إيران وباكستان وضحايا زلزال وموجة تسونامي في إندونيسيا .

على مر العصور كانت الصورة النمطية للشرطة على أنها جهاز صارم ينفذ القانون فحسب، في دبي برز وجه مغاير لهذه الصورة تعكس صورة شرطة دبي كنموذج فريد . وجهودها في تحقيق الأمن ونشر الإحساس بالأمان تسير قدماً مع مبادراتها الرائدة في مجال خدمة المجتمع .

والتزام شرطة دبي المجتمعي ليس وليد اليوم، لترسم صورة رائعة للدور المجتمعي لشرطة دبي، وتتوافق مع الرؤية الثاقبة والمسؤولة لقيادتها الحريصة على المجتمع ومكتسباته .

حقوق الإنسان

وتم تأسيس الإدارة العامة لحقوق الإنسان عام 1995 بهدف تعزيز دور شرطة دبي في مجال رعاية حقوق الإنسان طبقاً لدستور الدولة، الذي ينادي بالمساواة بين البشر من دون تمييز .

وأطلقت القيادة العامة لشرطة دبي في العام 2009 مركزاً يهدف إلى ممارسة دور رقابي لجرائم الاتجار بالبشر، من خلال حصرها وتحليلها بالدراسة والبحث . ويسعى المركز لإقامة علاقات تعاون مع جهات محلية وإقليمية لمكافحة تلك الجرائم .

كما يهدف إنشاء المركز لإرساء دعائم حقوق المرأة والطفل من ضحايا الاتجار في البشر في المجتمع وتحقيق مواقع متقدمة في سجل مكافحة تلك الجريمة .

وتم إنشاء صندوق التكافل الاجتماعي في شرطة دبي منذ العام ،1989 بهدف تنمية روح التعاون والتكافل الاجتماعي بين إفراد شرطة دبي، وتحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي بينهم .

وأطلقت القيادة العامة لشرطة دبي حساباً مصرفياً في بنك دبي الإسلامي للتبرع لنزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية في دبي، على اسم الحساب: حكومة دبي- تبرعات للنزلاء - القيادة العامة لشرطة دبي وعلى رقم (IBAN) الحساب المصرفي الدولي 001520032270001 AE870240 إضافة إلى رعاية أسر السجناء والمساهمة في دفع الديون والديات الشرعية عن المعوزين منهم .

وأطلقت الإدارة العامة للمؤسسات العقابية في شرطة دبي مبادرة جديدة ضمن برنامج عطاء الخير عبر صرف رواتب شهرية لأسر النزلاء من المواطنين والمقيمين تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 درهم شهرياً، بعد دراسة الحالات المستحقة لأسر النزلاء وفقاً لاحتياجاتهم المادية .

ووقعت القيادة العامة لشرطة دبي مذكرة التفاهم بينها ومؤسسة نور دبي، بهدف المساهمة في دعم علاج الإعاقات البصرية في مختلف دول العالم، الذي يأتي ضمن المبادرات الإنسانية التي تقوم بها شرطة دبي لتعزيز الشراكة المجتمعية مع مختلف الدوائر الحكومية والمؤسسات الخيرية والإنسانية .

ووقعت اتفاقية تعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) حول الحملة العالمية (معاً من أجل الأطفال . . معاً ضد الإيدز) من دبي إلى العالم، وتستمر الحملة خمسة أعوام وهدفت وفقاً للاتفاقية إلى الوقاية من انتقال عدوى الإيدز من الأم إلى الطفل، وتشجيع الجهات المختصة على تأمين العلاج اللازم للأطفال المصابين .

سيدات مصر في دبي يقمن حفلاً لإحياء ذكرى الشيخ زايد

أقامت جمعية سيدات مصر في دبي يوم أول أمس حفلاً خاصاً لإحياء ذكرى المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وذلك تلبية لمبادرة يوم العمل الإنساني التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية في دبي .

وأقيم الحفل بحضور مجموعة من أبرز الشخصيات الإماراتية والمصرية من بينهم الشيخة الدكتورة هند القاسمي رئيسة مجلس سيدات أعمال الإمارات والشيخة فاطمة بنت حشر آل مكتوم والدكتورة مها رضوان حرم سفير جمهورية مصر العربية وشريف البديوي القنصل العام لمصر في دبي .

وأقيم الحفل الذي اشتمل على مأدبة سحور، وحضره عدد كبير من أبناء الجالية المصرية في دبي والإمارات إحياء لذكرى المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في شهر رمضان الكريم ويهدف إلى توطيد أواصر الأخوة والصداقة بين شعبي مصر والإمارات الشقيقين اللذين لهما تاريخ قديم من الود والاحترام المتبادل والتعاون على جميع الصعد الثقافية والاجتماعية وغيرها . (وام)

جمعية سيدات مصر في أبوظبي تتذكر أعمال زايد الخيرية

عقدت جمعية سيدات مصر في أبوظبي لقاءها الرمضاني السنوي في إطار فعاليات يوم العمل الإنساني الإماراتي . وتم خلال اللقاء، الذي عقد في فندق ميركيور سنتر أوتيل أبوظبي، بحث سبل التنسيق بين أعضاء جمعية سيدات مصر بأبوظبي وزيادة فاعلية وتعزيز أنشطتهن في الدولة، وتوطيد العلاقات مع دولة الإمارات في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية المختلفة .

وأوضحت افتتان عيد رئيسة الجمعية، أن اللقاء جاء في إطار فعاليات يوم العمل الإنساني الإماراتي، تحت شعار حب ووفاء . . لزايد العطاء، الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، وهو ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتذكير بأعماله الخيرية والإنسانية، ليس لمصر فحسب، بل لكل بلدان العالم . (وام)

أخبار الساعة: زايد عنوان للحكمة والاعتدال والمحبة

أكدت نشرة أخبار الساعة أنه مع اقتراب التاسع عشر من شهر رمضان المبارك ترنو عيون الإماراتيين إلى السماء وتعلو حناجرهم بالدعاء للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي رحل في هذا التاريخ بعدما أرسى دعائم نهضة الإمارات ورسم معالم مسيرتها التطورية المتواصلة من خلال الإماراتيين الذين تتلمذوا في مدرسته ونهلوا من مبادئها الإنسانية والوطنية وفي مقدمتهم القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله .

وذكرت النشرة - الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها تحت عنوان الخالد في ذاكرة التاريخ - أن الوالد المؤسس كرس حياته لدولة الإمارات وشعبها فرفع البنيان وأعلاه حتى صار مضرب المثل وسطر صفحات خالدة في تاريخها، غير أنه رحمه الله لم يكن قائدا محليا فحسب فمشروعاته الهادفة إلى بسط السلام وتعزيز العلاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان وتوفير العيش الرغيد للجميع لم تكن تنتهي عند حدود دولة الإمارات كما لم تعرف طموحاته لإسعاد بني الإنسان وإحقاق الحق حدودا وهذا كله جعله عن جدارة قائدا عالميا تحتفظ شعوب عربية وإسلامية كثيرة بذكراه عبقة في النفوس وترى في اسمه عنوانا للحكمة والاعتدال والمحبة والتسامح والخير .

وأكدت اخبار الساعة أن الكلمات تعجز عن الإحاطة بمكرمات الوالد المؤسس وأياديه البيضاء ليس فقط على أبناء الإمارات وغيرهم من العرب والمسلمين بل على كل محتاج إلى مساعدة في العالم وها هم أهل الخبرة من العاملين في ميدان المساعدات الإنسانية يعتبرون زايد الخير رمزهم الأول ومثلهم الأعلى والنموذج الفريد عالميا .

ولفتت النشرة في افتتاحيتها إلى أن سخاء الوالد المؤسس كان يغمر كل من احتاج إليه أينما كان وهو الذي جعل شغله الشاغل السهر على إعانة المحتاج والأخذ بيد المريض ومساعدة الضحية وذلك بغض النظر عن المذهب والجنسية واللون والعرق . (وام)

في تقرير وزارة التنمية والتعاون الدولي

90,5 مليار درهم قيمة مساعدات الإمارات لدول العالم في عهد زايد الخير

أبوظبي - الخليج:

أكدت وزارة التنمية والتعاون الدولي أن إجمالي قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى العام ،2004 بلغت ما يقارب نحو 5 .90 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات والمعونات الإنمائية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات 117 دولة تنتمي لجميع أقاليم العالم وقاراته، وهو ما يشير بجلاء لمواقف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه الساطعة، وتوجيهاته السامية، وحسه الإنساني .

جاء ذلك في تقرير أصدرته حديثاً الوزارة بمناسبة يوم العمل الإنساني وذكرى رحيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بعنوان زايد الخير . . بصمات على درب العطاء العالمي .

وقالت يوافق يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس الدولة وربان سفينة العطاء رحمه الله وطيب ثراه، إذ كان يوم وفاته دافعاً لاعتباره يوم العطاء الإنساني الإماراتي، بموجب قرار مجلس الوزراء، كبادرة لتسجيل ونقش مواقف ومواقع الرجال بأحرف من نور في تاريخ العطاء الإنساني العالمي .

وأضافت: لا شك أن ذلك اليوم سيترجم في ذاكرة التاريخ والأحداث العظام التي شهدتها البشرية، كنبراس هاد ومشكاة لا ينطفئ وهجها، تستضيء بها أجيال وأجيال من أبناء دولتنا، فالعالم أجمع يرى بصمات الشيخ زايد، على درب العطاء ساطعة بلا مواربة وبلا أغراض أو مصالح ذاتية، بل هو العطاء والعطاء والعطاء، في أجل مفرداته الإنسانية السامية المجردة، وأياديه الكريمة وتوجيهاته، رحمه الله، بدعم الدول لم تستثن دولة تعاني من الفاقة أو شعوباً تعاني من الحاجة لحياة كريمة ولائقة بالإنسان، دونما النظر لجنس أو ديانة أو إقليم .

رسالة العطاء

ولقد كان العطاء رسالته ودربه الذي ألفه، وألفه من بعده وسار على هديه، خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وكل المواطنين والمقيمين على ارض دولة مكنها الله بقيادتها وفكر مؤسسها، أن تحتل مكانة متقدمة ومرتبة السبق على درب أكثر دول العالم عطاء .

والتاريخ شاهد على مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الساطعة والنيرة، كيف لا وقد وجّه المغفور له بتأسيس صندوق أبوظبي للتنمية العام ،1971 وهي ذات الفترة التي كانت تتزاحم مع أعباء وفكر مثقل بتأسيس اتحاد الإمارات المباركة، فأولوية العطاء كانت السباقة في فكره، والمتأصلة في ذاته كأولوية راسخة، وكأنه أراد أن يعلنها صريحة كرسالة للعالم اجمع بأن اتحاد الإمارات أسس على العطاء الإنساني، وأن ذلك الاتحاد الذي جمع 7 إمارات تحت مظلة واحدة عنوانه التعاون والاندماج لما فيه مصلحة شعوب ودول العالم ودويلاته بعدت أو قربت، شرقت أو غربت .

وأشارت: لقد فهم، رحمه الله، مغزى رسالة الإسلام السامية، وهي تقديم العون الإنساني للمحتاجين، فكانت جسور العون والمساعدة والإغاثة العاجلة والاستجابة القياسية السريعة التي قدمتها الإمارات للإنسان، أي كان موقعه أو دياناته أو جنسيته راية خفاقة، تعلو معها قيم العطاء وإغاثة المكروبين والمتأثرين من الأزمات الإنسانية، ويعلو معها اسم الإمارات لتزاحم الدول الأكثر عطاء إنسانياً ومنحاً للمساعدات في العالم .

وأضافت: وقد أعقب تأسيس صندوق أبوظبي للتنمية مبادرات عديدة وجه بها، رحمه الله، هدفت لمأسسة قطاع المساعدات الخارجية للارتقاء بالجدوى وتعزيز المسؤولية وتصويب مسيرة العطاء، لتنطلق من الإمارات اليوم أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية لتغطي مساعدتها جميع دول العالم والشعوب المحتاجة والمتأثرة .

إن حصول الإمارات على المرتبة السادسة عشرة كأكثر الدول عطاءً على مستوى العالم، خلال عام 2012 رغماً من حداثة تأسيس الدولة واتحادها المبارك هو اعتراف من العالم بأسره وبما يؤكد وبلا مواربة، صدق مسيرة العطاء وترسيخ قيم البذل، ونجدة المحتاجين وتطوير قدرات الدول والشعوب .

المساعدات الخارجية

كانت توجيهات المغفور له بإذن الله تعالى، بأهمية تنظيم قطاع المساعدات الخارجية وذلك بهدف تعزيز الجدوى والفائدة للدول المستفيدة، عبر إنشاء وإطلاق منظومة من المؤسسات التي تقوم بالعمل الإنساني وتقدم المساعدات للعديد من دول العالم، لذلك قام الوالد المؤسس بتأسيس العديد من الجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية والخيرية في عهده، وكان صندوق أبوظبي للتنمية هو المتصدر لقافلة العطاء والخير لتلك المؤسسات، حيث وجه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بإنشائه في 15 يوليو/تموز من عام ،1971 بهدف تقديم المساعدة إلى الدول النامية الشقيقة والصديقة ومساندتها في جهودها الرامية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وبذلك أصبح الصندوق ذراع الإمارات التنموية خارج الدولة .

وتميزت حقبة الثمانينات بتأسيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في عام ،1983 لتكون ذراع الدولة لتقديم المساعدات الإغاثية . فقد عملت الهيئة على تقديم المساعدات في عدد كبير من الدول المتضررة من حالات طوارئ حسب توجيهاته طيب الله ثراه، كما قامت بتلبية النداءات الدولية التي تصدر عن المنظمات الدولية .

أخذ المشهد الإنساني والتنموي يتطور وذلك بتأسيس عدد كبير من الجهات المانحة والمؤسسات الخيرية الإماراتية، ومنها مؤسسة رائدة كمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وغيرها من المؤسسات الأخرى، حتى بلغ عدد تلك المؤسسات أكثر من 40 مؤسسة مانحة تعمل على تقديم المساعدات الخارجية، بالإضافة للمؤسسات الخيرية العاملة داخل الدولة والتي تقدم المساعدات لأبناء الجاليات .

ووفقاً للتقرير تنوعت إسهامات الجهات المانحة الإماراتية للعالم الخارجي خلال الفترة من العام 1971 وحتى ،2004 حيث بلغ حجم المساعدات الحكومية نحو 73 ملياراً و102 مليون و610 آلاف و128 درهماً، فيما قدم صندوق أبوظبي للتنمية نحو 15 ملياراً و310 ملايين و387 ألفاً و92 درهماً، فيما قدمت هيئة الهلال الأحمر خلال نفس الفترة نحو مليار و286 مليوناً و260 ألفاً و660 درهماً، كما أنفقت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية نحو 450 مليوناً و188 ألف درهم، وقدمت هيئة آل مكتوم الخيرية نحو 295 مليوناً و362 ألف درهم، وساهمت كذلك مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية بنحو 37 مليوناً و510 آلاف درهم، وقدمت المؤسسات الخيرية الأخرى خلال نفس الفترة نحو 7 ملايين و400 ألف درهم . لتصل في مجموعها إلى نحو 4 .90 مليار درهم .

خارطة العطاء

وأشارت الوزارة في التقرير إلى أن نهج مؤسس الدولة رحمه الله تعالى في منح المساعدات من الدولة كان يتميز بأنه عطاء بلا حدود لا يرتبط بحواجز جغرافية أو أثنية أو قومية أو دينية فنبع وفلسفة عطائه كانا موجهين لجميع الدول، فهي فلسفة واضحة تقفز فوق لغة المصالح والتباينات الأيدولوجية والصراعات السياسية لتصل إلى ما فيه مصلحة الإنسان، أي كانت بلده أو دولته، وأياً كان انتماؤه ومذهبه، وتشير الإحصاءات إلى انه خلال الفترة من 1971 وحتى 2004 بلغ عدد الدول التي قدمت لها مساعدات من الإمارات تنموية وإنسانية وخيرية نحو 117 دولة .

المساعدات القطاعية

وكان فكره، رحمه الله وطيب ثراه، في تقديم المساعدات يرتكز على تحقيق الجدوى من تلك المساعدات ، وتحقيق أفضل نتائج لها ممكنة، وهذا لم يكن ليتحقق لولا تبني نهج شمولي لا يستثني قطاعاً تنموياً دون آخر في الدول النامية المستهدفة بتلك المساعدات، حيث تشير الإحصاءات لبلوغ عدد القطاعات المستهدفة بتلك المساعدات خلال الفترة من 1971 وحتى 2004 بما يقدر ب 21 قطاعاً تمثل أهم القطاعات الاقتصادية، والتي تساهم في تحقيق الرفاه الاقتصادي وتمس الاحتياجات الأساسية للمواطنين في الدول المتلقية للمساعدات الإماراتية .

ووفقاً للتقرير حاز قطاع الحكومة والمجتمع المدني المرتبة الأولى ضمن القطاعات الأكثر تلقياً للمساعدات من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 وحتى ،2004 بإجمالي 70 ملياراً و780 مليوناً و589 ألف درهم، فيما حل قطاع النقل والتخزين في المرتبة الثانية خلال الفترة نفسها بإجمالي 4 مليارات و229 مليوناً و473 ألف درهم، وحلّ قطاع الزراعة في المرتبة الثالثة بإجمالي مساعدات بلغت2 مليار و651 مليوناً و750 ألف درهم .

وقالت الوزارة إن فلسفة ورؤية مؤسس الدولة رحمه الله تعالى، عند توجيه المساعدات للدول النامية في العالم، كانت تعتمد في المقام الأول على بناء القدرات التنموية لتلك الدول .

وتشير الأرقام وفقاً للوزارة لتصدر المساعدات التنموية المقدمة من الإمارات، قائمة فئات المساعدات الإماراتية، إذ بلغت المساعدات التنموية أكثر من 89 مليار درهم ، تليها المساعدات الإنسانية بنحو 1 .1 مليار درهم، ثم المساعدات الخيرية بنحو 267 مليون درهم .

قناة مصر

أشارت الوزارة في تقريرها إلى اكتمال الأعمال الإنشائية في مشروع قناة الشيخ زايد لنقل مياه النيل إلى الأراضي الصحراوية في منطقة توشكى والساحل الشمالي في الإسكندرية بجمهورية مصر العربية الشقيقة لتحويلها إلى أراضٍ زراعية ومشروعات للإنتاج الحيواني، لتضيف بذلك 540 ألف فدان للرقعة الزراعية في مصر .

ومولت دولة الإمارات هذا المشروع من خلال المنحة التي أمر بها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وتغمده بواسع رحمته، وأوامر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث تم تخصيص مبلغ 368 مليون درهم 100 مليون دولار أمريكي منحة لتنفيذ مشروع قناة الشيخ زايد والتي تعد جزءاً من مشروع تنمية جنوب الوادي في منطقة توشكى، تحت إدارة وإشراف صندوق أبوظبي للتنمية، وتم استغلال المنحة في تمويل مشروع قناة الشيخ زايد الفرع رقم 3 ومشروع محطات الرفع والضخ الثلاث ومشروع المزرعة التجريبية، بالإضافة للخدمات الاستشارية .

مدينة الشيخ زايد

تعد مدينة الشيخ زايد المصرية مدينة جديدة من مدن الجيل الثاني حيث تم إنشاؤها عام 1995 بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية - منحة الشيخ زايد - وهي إحدى مدن محافظة الجيزة، كما تعد ضاحية من ضواحي القاهرة الكبرى وامتداداً طبيعياً لها .

هي مدينة كاملة من جميع الخدمات والمرافق بها مستشفيات ومدارس لجميع المراحل وبها كهرباء ومياه نقية ومساحات خضراء كبيرة تبلغ مساحتها 40% من مساحاتها فتجعل للمدينة رونقاً خاصاً يجذب كل من يلقى بالاً عليها .

تنقسم المدينة إلى 20 حياً يقسم كل منها إلى 4 مجاورات، كل حي به خدماته الخاصة .

ميناء طنجة

وفي 18 فبراير/شباط ،2003 قام الملك محمد السادس، بوضع حجر الأساس لمشروع ميناء طنجة، بحضور سمو الشيخ سعيد بن زايد آل نهيان وسمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية والشخصيات الدبلوماسية .

وساهم صندوق ابوظبى للتنمية فى تمويل المشروع بمبلغ 300 مليون دولار، ويتكون المشروع من بناء ميناء بالمياه العميقة على بعد 35 كيلو مترا شرق مدينة طنجة ويحتوي على ممر دخول بعرض 300 متر وعمق 16 مترا، بالإضافة لبناء حاجز رئيسي وآخر ثانوي ورصيف بطول 1100 متر وعمق 15 مترا للحاويات ورصيف للحبوب بطول 500 متر وعمق 15 متراً، ورصيف للبضائع المختلفة بطول 450 متراً وعمق 12 مترًا ومحطتين للمسافرين بطول 200 متر وعمق 12 متراً بالإضافة لمحطة خاصة لحاملات النفط وحوض خاص للسفن الخاصة بالخدمات والصيد البحرى، مع توفير جميع التجهيزات اللازمة لإدارة الميناء .

وسيساهم تدشين ميناء طنجة فى تحقيق طموحات المناطق الشمالية بشكل خاص والمغرب بشكل عام لما تمثله هذه المنطقة من نقطة استراتيجية ومحورية تربط بين أوروبا وإفريقيا من جهة والعالم العربي، وأوروبا من جهة ثانية .

مستشفى الشيخ زايد

يضم المستشفى 300 سرير ويعمل 24 ساعة دون انقطاع، ويعتمد في الأساس على تقنياته العالية في سرعة انجاز العمليات الجراحية والمعالجة حتى يستقبل اكبر عدد من المرضى . ويقود فريق من 18 أستاذا متخصصاً نحو 217 طبيبا وممرضا، ورغم انه لا يعمل حاليا بطاقته كاملة، فقد استطاع ان يجري أكثر من 48 عملية جراحة في اليوم، حيث يتوفر على 12 غرفة عمليات مجهزة بأحدث المعدات الجراحية، ومركز خاص للإنعاش (العناية المركزة) ويضم 25 سريراً .

ومما زاد المستشفى صيتا داخل المغرب، هو استعانته باختصاصيين زائرين من دول مثل سويسرا وكندا وأمريكا وفرنسا، كما أن غرف عملياته مربوطة مباشرة مع شبكات تلفزيونية في مستشفيات 24 دولة .

سد تربيلا

ويقع سد تربيلا في المقاطعة الحدودية الشمالية الغربية لباكستان . وشيد على احد أهم الأنهار، وهو نهر السند، على بعد 103 كيلومترات من روالبندي . واكتمل بناؤه عام 1976 بتكلفة 5 .18 بليون روبية باكستانية .

ويعد في ذات الوقت اكبر محطة توليد الكهرباء في باكستان . . لها القدرة على توليد 478 .3 ميغا واط من الكهرباء ارتفاعه 469 قدم، وسمكه عند القاعدة 264 .2 .

وفي عام 1981 قدمت الإمارات ما يقارب 66 مليون درهم لإصلاح وإعادة تأهيل سد تربيلا، كما يشمل الأعمال الجوفية والخدمات الهندسية والإشراف .

سد مآرب

في إبريل 1982 خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة 3 ملايين دولار أمريكي بشكل عاجل لمساعدة المنكوبين الذين تضرروا من الفيضانات في اليمن، بيد أن الشيخ زايد رحمه الله أدرك أن المساعدة على المدى القصير لا تحل المشكلة، لذا فقد تبرع شخصياً في وقت لاحق من شهر إبريل نفسه بالأموال اللازمة لإعادة بناء سد مأرب، وبذلك وضع حلاً نهائياً للمشكلة الأساسية .

وفي عام 1984 قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أموالاً إضافية لمواصلة العمل في بناء السد، وفي 2 أكتوبر من العام نفسه وضع المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد حجر الأساس لمشروع ينهي الدمار الذي تسببه الفيضانات ويجدد خصوبة آلاف الهكتارات من الأرض الصالحة للزراعة مستقبلاً، وبعد عامين قام الشيخ زايد بافتتاح سد مأرب الذي انتهى العمل فيه قبل التوقيت المقرر له، وهو السد الذي امتدت فوائده إلى جزء كبير من اليمن .

ولم يتوقف دعم الشيخ زايد لاستكمال سد مأرب حيث قام بعدها بإنشاء قناة رئيسية بطول 63 كلم وقنوات فرعية لري المزارع بمدينة مأرب مما أسهم في ري أكثر من 10 آلاف هكتار من المساحات مزروعة بالمحاصيل .

كان القائد المؤسس رحمه الله تعالى يولي الدول والشعوب العربية، بحكم انتمائه العروبي والإسلامي، جل الاهتمام فقد كانت توجيهات سموه بإنشاء المشاريع الإنمائية، كالمدن السكنية ومشاريع المياه و الجسور والطرق واقامة المؤسسات التعليمية للدول العربية الشقيقة الاهتمام الأكبر، وتتصدر جمهورية مصر العربية الاهتمام الاكبر والقسط الأوفر من إجمالي المساعدات المقدمة بنحو 9 .15 مليار درهم وذلك خلال الفترة من 1971 وحتى 2004 بالنظر لتزايد اعدد السكان وتزايد أعباء التنمية، حيث وجهت في مشاريع تنموية تخدم خطط التنمية في تلك الدولة الشقيقة، كما تشير الإحصائات لتزايد حجم المساعدات التي أمر بتوجيهيها الشيخ زايد رحمه الله إلى مصر، في أعقاب حرب أكتوبر ،1973 وذلك لمساندة الاقتصاد المصري في تلك الفترة العصيبة .

وكما بلغت حجم المساعدات التنموية التي وجهت للجمهورية السورية العربية الشقيقة، بما يوازي أكثر من 11 مليار درهم زهاء الفترة من 1971 وحتى العام ،2004 والمغرب بنحو 6 .6 مليار درهم، والأردن بنحو 5 .6 درهم . ولم تكن القضية الفلسطينية كقضية قومية عربية في المقام الأول، بعيدة عن اهتمام ودعم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله تعالى، إذ بلغت قيمة المساعدات المقدمة لفلسطين خلال تلك الفترة ما يقارب 7 .3 مليار درهم . وجههت في معظمها لتقديم الدعم للشعب الفلسطيني الشقيق في محنته جراء الاحتلال الإسرائيلي، كتوفير الدعم للاجئين وتشييد المدن السكنية وإنشاء البنية التحتية وغيرها من أوجه الدعم .

تقدير عالمي

إن اللبنة التي وضعها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، ساهمت في حصول الإمارات على مكانة مرموقة ومرتبة متقدمة على صعيد أكثر الدول عطاء إنسانيا في العالم، حيث حلت في المرتبة السادسة عشر عالمياً العام الماضي ،2012 وفقاً لتصنيف لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية .

100 ألف درهم حصاد المزاد الخيري

حفل سحور يجمع "الأشغال" وبرنامج زايد للإسكان و "المواصلات"

دبي - الخليج:

أكد الدكتور المهندس عبدالله بلحيف النعيمي أن أهمية يوم العمل الإنساني الإماراتي تكمن في تعزيز روح العمل الانساني لدى أفراد المجتمع في دولة الإمارات . وأشار إلى أن هذه المناسبة تتبنى قيم العمل الانساني التي كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رائدها داخل الدولة وخارجها .

وأكد أن مشاركة الجهات الثلاث التي يتولى الإشراف عليها جاءت من منطلق إرساء قيم الخير التي غرسها زايد في شعبه وأن المبادرات التي أطلقتها الجهات الثلاث ما هي إلا ثمرة لرد الجميل وتأكيد أن المؤسسات ما زالت تسير على نفس النهج والخطى في العمل والبذل والعطاء .

جاء ذلك في حفل السحور الذي أعدته وزارة الأشغال العامة وبرنامج الشيخ زايد للإسكان والهيئة الوطنية للمواصلات في فندق انتركونتيننتال بدبي، حيث اجتمع موظفو الجهات الثلاث في حفل ضم العديد من الفعاليات والفقرات، أبرزها إطلاق مبادرات مجتمعية عن كل جهة تزامنا مع يوم العمل الإنساني الإماراتي .

وتؤكد المهندسة جميلة محمد الفندي المديرة العامة بالإنابة لبرنامج الشيخ زايد للإسكان أن مشاركة البرنامج في مثل هذه الفعالية لها عدة أبعاد أهمها إحياء ذكرى وفاة الشيخ زايد رحمه الله، والوقوف في مثل هذا اليوم لترجمة هذا الوفاء بتطبيقات عملية ومبادرات مجتمعية تؤكد أن الوفاء لا يكون إلا بالعمل من أجل الإنسان .

وأطلقت وزارة الأشغال العامة مبادرة مجتمعية من خلال تقديم 10 كراسيّ لذوي الاحتياجات الخاصة لنادي الثقة للمعاقين بالشارقة .

أما الهيئة الوطنية للمواصلات فقد أطلقت مبادرة أعياد وتهان لكسوة الأطفال اليتامى، بالتنسيق مع مؤسسة الاوقاف وشؤون القصر .

وتم على هامش الأمسية بيع 20 صورة متنوعة لمناظر ولقطات عامة أغلبها من دبي تبرع بها المهندس باسم النمر للمساهمة في الحفل الخيري . ووصل إجمالي المبالغ التي جمعت إلى 100 ألف درهم، ذهبت لجمعية الهلال الأحمر الإماراتي، مساهمة في يوم العمل الإنساني الإماراتي لحملتي كسوة مليون طفل ومصر في قلوبنا .

معرض للصور يوثق أعمال زايد الإنسانية

أبوظبي - الخليج:

يفتتح اليوم المركز الوطني والبحوث - بصفته أرشيفاً وطنياً لدولة الإمارات العربية المتحدة - معرضاً للصور بعنوان: زايد الخير والعطاء يوثق بعض ملامح العمل الخيري والإنساني التي اتسم بها الشيخ زايد بن سلطان - طيب الله ثراه - في قصر الإمارات، ويستمر حتى نهاية الأسبوع . ويأتي هذا المعرض تنفيذاً للمبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتسمية يوم 19 من رمضان ذكرى رحيل مؤسس الاتحاد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ب يوم العمل الإنساني الإماراتي، وعلى ضوء توجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للوثائق والبحوث .

نيابة دبي تشارك في يوم العمل الإنساني الإماراتي

دبي - الخليج:

تشارك النيابة العامة في دبي في فعاليات يوم العمل الإنساني الإماراتي، حب ووفاء . . لزايد العطاء، مع حلول الذكرى التاسعة لوفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ووفاءً لسيرته العطرة .

وستتمثل مشاركة النيابة في إقامة مشروعات إفطار صائم لمدة ثلاثة أيام في عدد من المساجد، فضلاً عن تأمين نفقات المير الرمضاني لتوزيعه على الأسر المحتاجة المتعففة .

بمشاركة 12 هيئة وجهة حكومية

إطلاق فعاليات الاحتفال زايد للعمل الإنساني الإماراتي في رأس الخيمة

أطلقت الأمانة العامة للمجلس التنفيذي بإمارة رأس الخيمة، فعاليات الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني الإماراتي الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، ذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بمشاركة الدوائر والهيئات الحكومية بالامارة .

تشمل الفعاليات إفطاراً جماعياً لموظفي ومراجعي الدوائر والجهات الحكومية برأس الخيمة والعمال، واستضافة عدد من اليتامى بالتعاون مع الرحمة للأعمال الخيرية، وتوزيع نسخ من القرآن الكريم بعدة لغات، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، إضافة لتوفير صندوق تخزين الملابس والأغراض الفائضة عن الحاجة للتبرع بها على المحتاجين .

وتضم الفعاليات التي تشارك فيها 12 هيئة وجهة حكومية عدداً من المبادرات الخيرية منها المساهمة في حملة كسوة مليون طفل حول العالم، وإطلاق مبادرة نعم لنسعدهم، وتهدف لتوفير الاحتياجات الضرورية لكبار السن، وزيارة دار المسنين بالإمارة، إلى جانب مبادرة مشروع زكاتك . . نماء لتنفيذ مشروع زكاة المال . وسيتم عرض فيلم وثائقي عن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وافتتاح معرض للصور تعبيرا عن القيم الانسانية التي غرسها زايد الخير في نفوس شعب الإمارات، ما جعل منه رمزا للعمل الإنساني الإماراتي . (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"