عادي

مثقفون: مبادرات سلطان تحقق أحلام الكتاب العرب

05:08 صباحا
قراءة 6 دقائق
ثمّنت مجموعة من المثقفين العرب والإماراتيين مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والمتعلقة بتأسيس مقر دائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وكذلك تخصيص وديعة احتياطية تدعم من يتعثر من المبدعين العرب، وأيضاً توجيه سموه بإقامة مؤتمر الأدب العربي والعالم، واعتبروا أن هذه المبادرات ليست غريبة على سموه، الذي لم يدخر جهداً في يوم من الأيام في سبيل دعم المشهد الثقافي العربي. ولفتوا إلى أن هذه المبادرات تصدر عن حاكم مثقف استطاع أن يحول الشارقة من خلال العمل الجاد والدؤوب على مدار عقود إلى قلب الثقافة العربية النابض، وأشاروا إلى أن مبادرات سموه تتناغم دائماً مع ما يحلم به الكتاب العرب ويتطلعون إلى تحقيقه، فضلاً على أنها تؤكد أن مأسسة العمل الثقافي تأتي على رأس أولويات صاحب السمو حاكم الشارقة.
قال الشاعر مراد السوداني نائب الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب إن المبادرات التي أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة بعد لقائه برؤساء الاتحادات والأسر والروابط الثقافية العربية، جاءت في زمانها ومكانها، حيث لبت حاجات ملحة لاتحاد الكتاب العرب، وتعمل من جانب آخر على ترسيخ الثقافة ودعم مكانتها داخل المجتمع.
وأشار السوداني إلى أن هذه المبادرات غير مسبوقة، وقال بأن المبادرة الثانية المتمثلة في إقامة مؤتمر يهدف إلى تواصل الأدباء العرب بالعالم ستجسر الهوة ما بين العمق العربي الثقافي والعمق الكوني للثقافة بشكل عام، فهذا المؤتمر هو احتياج آخر استجاب له صاحب السمو حاكم الشارقة، وذلك حتى لا نبقى نتحدث عن أنفسنا فقط، فنحن بحاجة للتواصل مع الآخرين وترجمة أعمالنا إلى لغاتهم، وشدد السوداني أن هذه المبادرات مهمة، وينبغي الاحتفاء بها والمراكمة عليها بما يليق بالفعل الثقافي العربي.
أما الكاتب والقاص إبراهيم الدرغوثي نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين فقال: إن إنشاء مقر دائم لأدباء العرب هو حلم كبير تحقق للكتاب العرب، لأن النشاط من دون مقر كان ضائعاً، حيث كان ينتقل عبر كل دولة مما يجعل العمل المشترك عسيراً، ولا أدل على ذلك أننا في هذه الدورة كان مقر الاتحاد في الإمارات، ولكن كل متعلقات الاتحاد المالية واللوجستية ظلت في مصر، لذلك تعطلت الأمور كثيراً وأصبح من العسير على الاتحاد العمل بسلاسة، لذلك فإن ثبات المقر هو تسهيل للعمل وإضافة كبيرة للاتحاد.
ووجّه الدرغوثي الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وبالنسبة للمبادرة المتعلقة بإقامة مؤتمر دولي يجمع بين الكتاب العرب وغيرهم من أدباء العالم، وصف الدرغوثي المبادرة بالواعية؛ فالأدب العربي ظل متوارياً لأنه لم يترجم كما يجب إلى لغات العالم، ولذلك ظل كثير من الأدباء والكتاب العرب الذين استحقوا بإبداعاتهم جوائز عالمية في الظل؛ بسبب أن أدبهم غير معروف خارج منطقتهم العربية.
وأكد الدرغوثي أن مثل هذه المبادرة ستمكن الغربيين مثلاً من أن يطّلعوا على الأدب العربي الجيد، ويترجمونه إلى لغاتهم وبالتالي تمنح المبادرة آفاقاً أوسع للثقافة العربية في علاقتها بالعالم من حولها.
ولفت الدرغوثي إلى أن هذا المؤتمر أيضاً فرصة لتلاقي الأدباء العرب مع الأدباء من مختلف دول العالم وتعزيز الاستفادة المتبادلة بينهم.
الأديب اليمني علوان الجيلاني توجه باسم اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين بالشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة ليس فقط على هذه المبادرات القيّمة التي أطلقها، بل على اهتمامه الدائم بالثقافة العربية ورعايته لها، وأضاف الجيلاني: إن المبادرات التي أطلقها سموه بالأمس قد فتحت باباً جديداً سيلج منه اتحاد الكتاب والأدباء العرب نحو أفق أوسع يستطيع من خلاله تنظيم فعالياته وإصداراته بسهولة ويسر.
الشاعر الفلسطيني معين شلبية قال: إنه لا غرابة في أن يطلق صاحب السمو حاكم الشارقة مثل هذه المبادرات الداعمة للثقافة العربية، ذلك أنه يتمتع بإرث تاريخي قومي مهموم بمشاكل الأمة وثقافتها، إن تلك المبادرات ستعمل على تعميق الصلة بين الاتحادات العربية.
الكاتب البحريني جمال الخياط أكد أن إنشاء مقر دائم للكتاب العرب سيساعد على تسهيل مهمة الاتحاد في عقد دوراته وتنفيذ أجنداته السنوية، وكذلك هناك دعم من جهة أخرى للمثقف العربي بتخصيص إعانة له في ظروف الحياة الصعبة التي قد تواجهه في أي وقت.
وفيما يخص المبادرة الثانية شدد الخياط على أهميتها في تقديم صورة للأدب العربي تتواصل مع العالم مباشرة وتلغي تدريجياً أية حساسيات بين الثقافات وتزيل الصور النمطية التي تتشكل من جراء سوء الفهم التي تصنعها وسائل الإعلام عن العربي بشكل عام.
الشاعر عامر غريب رئيس الوفد العراقي في اجتماع اتحاد الكتاب والأدباء قال: إن مبادرات صاحب السمو حاكم الشارقة رسالة واضحة تؤكد أن الرهان الذي ينبغي أن يراهن عليه العرب هو الثقافة؛ باعتبارها وسيلة للتحرر من ربقة التخلف، وتقديم الصورة الصحيحة للآخر عنا وعن إمكانياتنا كعرب في تأسيس الحوار الندي مع الآخر.
قفزة ثقافية لافتة
الكاتب حارب الظاهري قال إن إنشاء مقر دائم لاتحاد الكتاب العرب خطوة مهمة وقفزة ثقافية لافتة، وأكد الظاهري أن المبادرة ليست غريبة على صاحب السمو حاكم الشارقة، فقد ظل على الدوام يهتم بالثقافة وبالإبداع الثقافي في العالم العربي. ممتدحاً مبادرة سموه الخاصة بتخصيص وديعة تساعد من يتعثر من الكتاب والأدباء العرب، مؤكداً أن المبادرة تستهدف الإنسان المبدع والمثقف، وتمنحه الحافز لكي ينصرف إلى الإبداع.
الشاعرة الهنوف محمد أشارت إلى أن صاحب السمو حاكم الشارقة بمثابة الأب بالنسبة للمثقفين العرب، وأن تلك المبادرات تجعل النشاط الثقافي العربي دائماً ومستمراً، مما يعيد البعد المفقود في العمل الثقافي العربي المشترك والمتمثل في المؤسسية، مؤكدة أن الإمارات تعتبر دولة ترعى مختلف أوجه الثقافة.
وثمنت الهنوف مبادرة دعم الكتاب العرب مادياً، مشيرة إلى أن خزانة الاتحاد في بعض الدول ربما لا تكون كافية لمساعدة المثقفين والمبدعين، وأن المبادرة جاءت لتسد هذه الفراغ، وتؤمن للمثقفين العرب حياة كريمة، مشددة على ضرورة أن يجتمع المثقفين العرب بشكل دوري، وأن يطّلعوا على المشهد الثقافي العالمي عبر لقاءاتهم بالمثقفين في مختلف أنحاء العالم، منوهة بأن المؤتمر العالمي الذي دعا إليه صاحب السمو حاكم الشارقة، يمثل نقطة انفتاح مهمة على العالم الغربي.
بينما أكد الكاتب إبراهيم الهاشمي،على أن صاحب السمو حاكم الشارقة يعتبر شخصية استثنائية في عالم الثقافة، مشيداً بتلك المبادرات التي تصب في مصلحة الثقافة العربية والمثقفين العرب، مشيراً إلى أن سموه ظل دائماً يدعم اتحاد الكتاب والأدباء العرب، كما ظل كذلك يدعم اتحاد الكتاب والأدباء الإماراتيين، معدداً إسهامات سموه في هذا الاتجاه.
وذكر الهاشمي أن مبادرة سموه المتعلقة بدعم المثقف العربي وإقالة عثرة المتعثرين منهم، تعتبر خطوة تستهدف الإنسان المبدع، حتى لا يُذل ولا يُضام، وينصرف إلى العمل الإبداعي وهو محافظ على كرامته، وشدد الهاشمي على أهمية التواصل عبر المؤتمر العالمي التي دعا له سموه، مؤكداً أن ذلك يسهم في الانفتاح على الآخر، ويعزز التواصل الثقافي.
الشاعر عبد الله الهدية أكد أن صاحب السمو حاكم الشارقة عوَّد المثقفين والمبدعين على مثل هذه المبادرات الثقافية، وأن ذلك ليس بغريب على الشارقة التي أصبحت القلب النابض للثقافة العربية، معدداً إسهامات سموه في هذا الصدد، مشيراً إلى مجمع اللغة العربية، وبيوت الشعر في العالم العربي، وغيرها من المبادرات الكبيرة.
وأشاد الهدية، بمبادرة سموه تجاه المتعثرين من المبدعين العرب معتبراً أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها.
وأكد الهدية على أن العصر الراهن صار يُعلي من عملية التخطيط الاستراتيجي وهو ما يتجلى في المبادرتين الأخيرتين، فالهدف النهائي منهما يتمثل في مأسسة العمل الثقافي العربي، وهو ماكانت الثقافة العربية في حاجة إليه منذ عقود.
الثقافة تحلق في سماء الفرح
قال محمد البريكي مدير بيت الشعر في الشارقة: تمتد مبادرات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، للثقافة وتتسع خريطة العطاء، وتطوف سحائب الخير؛ لتمطر دعماً متواصلاً للأدباء أينما وجدوا، فقد تكفل سموه، بتأسيس مقر لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب مع وديعة للمتعثرين، وهي تعبير واضح عن مدى ما يحمله قلبه الكبير الذي يؤمن بالثقافة كملاذ، وينظر إلى المثقف؛ ليمنحه المكان الذي يبث فيه وجده، ويحلق بإبداعاته، ويرتب أفكاره، ويرسم طموحاته، وليس هذا فقط؛ بل يتلمس سموه احتياجات المثقف، ويتابع حالته، ويقيم عثراته؛ ليتمكن من التحليق بروح منطلقة في سماء الفرح، ويتواصل مع غيره، لينقل ثقافة العرب. إن التواصل مع الآخرين عبر مؤتمر للأدب العربي يعمل على تلاقح الأفكار، فليس المهم في الثقافة أن تقتصر على قوم أو فئة، فالأدب يجمع الجميع.
وقد أعطى سموه، خلال لقائه، بالمشاركين في اجتماعات المكتب الدائم للأدباء والكتّاب العرب، إجابة واضحة عن تمسكه بالمجال الثقافي في ظل ما تعيشه الأمم من كوارث إنسانية، وبلغة أدبية بليغة تحمل رشاقة الكلمة وعمق الصورة.
هكذا فهمنا رؤية سموه، واختصر لنا مسافات ضوئية من التفكير في كلمات قليلة موجزة لخصت لنا مشروع الشارقة الثقافي، الذي تنوعت مبادراته وطافت الآفاق، وبدأت تؤتي ثمارها تواصلاً أدبياً وإنسانياً سيسهم بكل تأكيد في رسم صورة للجمال والمساهمة فيه.
إننا نعيش في عصر سموه الزاهر طفرة إنسانية أدبية لا يمكن وصفها، فاحتضان سموه لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب هو حدث يستحق التأمل، ومن ثم النظر في شخصية سموه بعمق، فشخصيته محبة للأدب ورجاله إلى أبعد حد، وتعطي بسخاء، وتأمل في أن تستعيد الأمة العربية ماضيها التليد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"