عادي
خلال ندوة «إعادة قراءة التاريخ في الأدب»

مسرح سلطان يواجه قوى الظلام بالفن الرفيع

04:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
أبوظبي: رانيا الغزاوي

استضاف جناح مؤسسة بحر الثقافة في المعرض، أمس، ندوة بعنوان «إعادة قراءة التاريخ في الأدب.. مسرح سلطان القاسمي»، شارك فيها الكاتب الدكتور محمد حسن عبدالحافظ، والكاتب عبدالفتاح صبري، ناقشا خلالها إشكالية تحويل التاريخ لأعمال أدبية من دون الإخلال بالنصوص الأصلية.
أكد المتحدثان أن الكتابة الأدبية التي تستلهم التاريخ، لها أدواتها ومنهجها، فالأدب ليس معنياً بتأطير التاريخ، بقدر ما يعنى بالزاوية الإبداعية والفنية التي يتناوله فيها، فالتاريخ منهج علمي أكاديمي يهتم بتدوين معلومة منسقة ومؤكدة، فيما يقدم الأدب سواء كان شعرا أم رواية أم مسرحا وقائع تاريخية مضافا إليها خيال المبدع، وتكمن خطورة ذلك بأن يصدق القارئ أن أحداث تلك الواقعة جرت في الحقيقة كما هي الواقع.
عبد الفتاح صبري قال: «نستعرض تجربة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي تجربة فريدة وجديرة بالبحث، حيث إن سموه استوحى واستلهم التاريخ في العديد من أعماله المسرحية، موظفاً لحظات مفصلية في التاريخ العربي والإسلامي ليدلل على جذور ما يجري في واقعنا اليوم، وكيفية استخلاص العبر والدروس من أجل النهوض بهذا الواقع، كما أن كتاباته دائما ما تنتهي بإشاعة الأمل لدى المتلقي».
وأضاف: «إذا أمعنا النظر في مسرحيات سموه التي كتبها حتى الآن، سنجدها جميعاً تستوحي التاريخ بمعاركه وأحداثه وشخصياته، وتقدم الشخصيات المنهزمة التي كانت مسؤولة عن لحظات الضعف والوهن في الأمة، في مقابل النموذج المقاوم للسقوط والانهزام من الشعب، ولسموه لمحة فنية يمتاز بها تتمثل في أخذه شخصيات من عامة الناس مقاومة ولديها القدرة على القيادة، وجل هدفه من كل هذا الاستحضار التاريخي هو بث الأمل، وتوجيه رسالة إلى الأمة الإسلامية بأن تنهض وتنتصر على الهزيمة، حتى يعود لها وجهها المشرق الذي طالما عرفت به».
أما محمد حسن عبدالحافظ فقال: «في كل أعماله اختار صاحب السمو حاكم الشارقة مشاهد ووقائع وشخصيات من التاريخ، ووضعها أمام الجمهور حتى ينبه بمخاطر ما حدث، ووجوب عدم تكراره في المستقبل». وقال «جميع أعمال سموه تتسم بدفع الجمهور لأن يكون فاعلا في النص، فهو يريد تحذيرهم من الوقوع في نفس المصائر السابقة، ومواجهة قوى الظلام بالفن والثقافة والعلم».
وأوضح أن سموه نبه عبر مسرحية «عودة هولاكو» التي كتبها منذ سنوات عديدة، إلى أن ما يحدث اليوم في وطننا العربي (سياسياً واقتصادياً وفكرياً واجتماعياً) شبيه بأحداث قد خلت، قد تتشابه مع الواقع أحياناً وقد تكون مطابقة له في أحيان أخرى، كما أن سموه ينوه في كتاباته المسرحية إلى أن الأحداث حقيقية ولم يصحبها أي تعديلات.
وأشار عبدالحافظ إلى أن سموه مؤرخ فذ، وهو عندما يستلهم التاريخ في كتاباته المسرحية، فإنه يتمسك بالمنهج العلمي من حيث، الاستقراء، والمنطق، والمقارنة، وفحص الروايات، والتأكد من صحة الوثائق.
ورأى عبدالحافظ أن هناك أسباباً عديدة جعلت سموه يختار التاريخ في كتابته للمسرحيات ومنها، إدراكه أن هناك أناساً لم يقرؤوا التاريخ ولم يستفيدوا منه، وهناك من لم يفهموه، وفريق آخر قرأ التاريخ وفهمه ولم يتعظ بالعبر التي تضمنها، لذا فقد سعى ودأب على التوصيل عبر التاريخ من خلال وسيط فني ألا وهو المسرح، لأن هذا الوسيط لعب دائماً دوراً كبيراً في تثقيف الناس وتوعيتهم بظروفهم وأحوالهم، وحثهم على التغيير والخروج من دوامة التراجع والتخلف، فكان أحد منصات التغيير الأساسية في حياة الشعوب وتقدمها، وهو وسيط مرن يعتمد على التشويق والإبداع والرؤية البصرية القادرة على توصيل الأفكار إلى الجمهور بسلاسة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"