انطلقت أمس، الثلاثاء، رسمياً، المحاكمة التاريخية لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مجلس الشيوخ، والتي استبقها الرئيس الجمهوري المشارك حالياً في منتدى «دافوس» الاقتصادي بسويسرا، بشن هجوم حاد على الديمقراطيين، الساعين لإقالته، بتهمة إساءة استخدام السلطة، وعرقلة عمل الكونجرس، ووصف المحاكمة ب«المشينة»، و«المطاردة الشعواء»، في وقت تصر الأغلبية الجمهورية على تبرئته، وبأسرع ما أمكن.
وقبل ساعات من انطلاق جلسات المحاكمة في مجلس الشيوخ، رد ترامب على سؤال لصحفيين عن سبب تواجده في دافوس بسويسراً بدلاً من واشنطن في هذا التوقيت، وقال:«نجتمع مع قادة العالم، أهم أشخاص في العالم، ونعود وبجعبتنا أعمال تجارية هائلة» مشيراً إلى أن المحاكمة «مجرّد إجراء زائف. إنها مطاردة شعواء مستمرة منذ سنوات وبصراحة، إنها مشينة».
وبدأ مجلس الشيوخ، محاكمة لترامب، بعد أربعة أشهر على انكشاف القضية الأوكرانية التي تلقي بظلالها على نهاية الولاية الأولى للرئيس الجمهوري، وقبل أقل من عشرة أشهر من انتخابات رئاسية يخوضها للفوز بولاية ثانية. واستهلت الجلسة بمعركة إجرائية حول ضوابط هذه المحاكمة التي قدمتها الأغلبية الجمهورية وندد بها الديمقراطيون.
واجتمع أعضاء المجلس المئة، برئاسة رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، في غياب ترامب الذي يمثله محاميه، وتم استعراض المستندات الخاصة بآلية العزل، ومناقشة الإجراءات الخاصة بالمحاكمة. وخلالها، يستمع أعضاء المجلس إلى مرافعات تستغرق 6 ساعات يومياً، 6 أيام في الأسبوع. وتقضي مهمة أعضاء مجلس الشيوخ بتحديد ما إذا كان ترامب أقدم فعلاً على استغلال السلطة، وعرقلة عمل الكونجرس كما يرد في اللائحة الاتهامية التي أيدها مجلس النواب الشهر الماضي.
من جانبه، طالب الفريق القانوني لترامب بتبرئته الفورية من الاتهامات الموجهة إليه، في المساءلة البرلمانية التي قد تؤدي إلى عزله. ووصف فريق الدفاع إجراءات العزل، ب«الانحراف الخطر» عن الدستور.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، آدم شيف، إن محاولة مجلس الشيوخ منع استدعاء الشهود، وعرض الوثائق خلال محاكمة ترامب، سيجعلها «محاكمة غير عادلة»، مؤكداً أن أفعال ترامب تستدعي عزله. وأضاف: «إذا لم يسمح مجلس الشيوخ باستدعاء الشهود وعرض الوثائق، فإن السيد ماكونيل سيجعل منها أول محاكمة لإجراءات عزل رئيس، من دون شهود ووثائق. هذا لن يثبت براءة الرئيس، لكنه سيدين المجلس». ويطالب الديمقراطيون الاستماع إلى إفادات أربعة شهود في القضية، بينهم كبير موظفي البيت الأبيض، ميك مولفيني ومستشار الأمن القومي السابق جون بولتون. لكن عليهم من أجل ذلك الفوز في عملية تصويت خاصة بذلك، ما يبدو صعباً في المجلس حيث يشغل الجمهوريون 53 مقعداً من أصل مئة.
وفي قلب قضية العزل اتصال هاتفي أجراه ترامب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في يوليو/ تموز الماضي، طالباً منه فتح تحقيق بحق منافسه في الانتخابات المقبلة الديمقراطي جو بايدن. وتولى الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب التحقيق واتهموا على أساسه ترامب بابتزاز كييف من خلال تجميد مساعدة عسكرية لأوكرانيا، واشتراط فتح التحقيق بحق بايدن لمنحها.(وكالات)
