عادي
في دورته الأولى بالشارقة

«إكسبوجر».. وجهة عالمية للتصوير الفوتوغرافي

04:27 صباحا
قراءة 7 دقائق
الشارقة: أمل سرور

كعادتها تتألق وتنجح في فرض اسمها عالمياً، الحديث هنا عن الشارقة، «الإمارة الباسمة»، حاصدة الألقاب: من عاصمة الثقافة الإسلامية، مروراً بالسياحة حتى الصحافة العربية. ومؤخراً حققت الشارقة إنجازاً ثقافياً جديداً، بعد أن أصبحت وجهة عالمية لمجتمع التصوير الفوتوغرافي، من خلال استقطاب الخبرات والتجارب العالمية، التي تثري المشهد الفني والثقافي محلياً وعربياً وعالمياً، والاحتفاء بها في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر».
تتناول هذه الدورة الأولى من المهرجان، مفهوم التفرّد الذي يضفيه كل مصوّر على لقطته، ليصيغ هويته ويحقق ذاته من خلالها، بأسلوب مميّز ينفرد به وتقنية خاصة يتسم بها عمله.
ما أن تطأ قدماك أرض «إكسبو»، حتى تشعر أنك دخلت إلى عالم آخر، فرغم الحداثة والتكنولوجيا والإعلانات عن أدق التقنيات الخاصة بالكاميرات ومستلزماتها جميعاً، إلا أن ما يخطف بصرك ويشد حواسك هو هذا الحشد من الصور المعلقة على جدران «إكسبو»، يجعلك تتوحد معها، حيث تمثل كل شخصية قامت برصد وتصوير تلك اللقطات، وتسجل تجارب هؤلاء المصورين العالميين الذين قطعوا آلاف الأميال قادمين من بلادهم للمشاركة في هذا الحدث العالمي.
تتنقل عيناك بين دقة الوجوه ونظرات العيون التي تكاد أن تنطق، وبين عوالم الطبيعة بقساوتها وحنانها وضجيجها وجميع تناقضاتها. تذوب ذوباناً مع السفاري في الأدغال، وتسير هائماً على وجهك بين القبائل البدائية. يقشعر بدنك وتسري المرارة في حلقك عندما تقع عيناك على آثار الحروب الدامية التي شهدتها دول عدة، خصوصاً أحداث سوريا والعراق واليمن. لكنك سرعان ما تتنفس الصعداء أمام رائحة يود البحر، التي تنطلق من تلك الصورة لتدخل صدرك دون استئذان.
أنت تقف أمام لوحات عالمية اختارت أرض الشارقة لتكون مستقراً لها، تُرى ماذا يخفي أصحاب هذه اللوحات في جعبتهم من ذكريات ومعاناة وغرائب وطرائف؟ وما هي أدق تفاصيل محطاتهم لكي يصلوا إلى هذا المستوى من المهنية والحرفية؟

خبيرة إفريقيا

أولا لومان مصوّرة صحفية ألمانية ومخرجة أفلام وثائقية، حائزة على شهادة بكالوريوس علوم في إدارة الموارد الطبيعية. عندما تقف أمام لوحاتها سرعان ما تنتقل إلى القارة السمراء، الأجواء الإفريقية تجتاحك، لتشعر معها أنك تعيش مع قبائل «الزولو» أو «الماساي». لومان تصف نفسها بالخبيرة لدى «ناشيونال جيوغرافيك»، بعد أن وثقت رحلتها حول العالم، واجتازت القارة الإفريقية باستخدام الديزل الحيوي فقط.
وعن اختيارها هذه الهواية الصعبة استطردت قائلة: أهوى القراءة والاستكشاف عن الشعوب الأخرى خصوصاً الإفريقية، ولطالما كان حلمي زيارتهم وتوثيق حياتهم وهذا ما فعلته، ونجحت في السفر إلى إفريقيا وأستراليا وجنوب المحيط الهادئ، وقمت بتوثيق حياة الآخرين بالصور والأفلام الوثائقية التي تذاع عبر «ناشيونال جيوغرافيك».
الألمانية لومان جزء من فريق Canon Explorer وسفيرة صندوق معونة شعوب المحيط الهادئ، الهادف إلى مساعدة السكان القبليين في جنوب هذا المحيط. وسواء كانت تتسلق أعلى بركان على وجه الأرض في تشيلي (بارتفاع 6893 متراً)، أو تغوص في الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا، أو تتسلق صخور جبال الألب في الدوموليت، فكاميراتها هي رفيقتها الدائمة.

سبع قارات

ديفيد يارو، شهرته كبيرة في تصوير جماليات الطبيعة النائية، والثقافات المختلفة والحيوانات المهددة بالانقراض. بدأ يتحدث عن نفسه قائلاً: لا أبالغ عندما أقول إنني من أكثر مصوري أوروبا مبيعاً في مجال تصوير الحياة البرية، ومؤخراً بيعت لوحاتي المصورة بما يقارب 60 ألف دولار أمريكي، ويشرفني أن تعرض صوري الفوتوغرافية في متحف بيرو في دالاس، وأن توجد أيضاً ضمن مقتنيات المتحف الجديد للتاريخ الطبيعي في ميسوري.
يضيف:«لقاءات برية» هو إنجازي الحقيقي، وهو الكتاب الذي قمت بنشره ويتضمن أعمالي من سبع قارات، استطعت من خلالها أن أعرض بعض أنواع الكائنات المهددة بالانقراض. وأعتبر نفسي محظوظاً لأنني حصلت على شرف كتابة مقدمة الكتاب من قبل دوق كامبريدج، وسوف يصدر عقب انتهاء مهرجان الشارقة الدولي للتصوير.
وعن مشاركته في «إكسبوجر»، يقول ديفيد: سعدت سعادة بالغة باختياري لأكون عضو لجنة تحكيم في مسابقة المهرجان، وفخور لمشاركتي في جلسة «تقييم الملف الفني» التي ألتقي من خلالها بمحبي التصوير في العالم العربي.

تراب وطني

المصور الإماراتي ناصر البحراني، تخصص وتفوق في تصوير الفنون الجميلة. ورغم أنه لا يزال يدرس الهندسة الكيميائية، إلا أنه يمارس عشقه وانجذابه إلى عالم التصوير الفوتوغرافي. وعن تلك الهواية يقول البحراني: التصوير الفوتوغرافي ليس مجرّد فن، بل يرقى ليكون لغة عالمية تعكس الانطباعات الحسية، وتقدّم الأفكار بطريقة سهلة يمكن للجميع فهمها، والكاميرا ما هي إلا أداة تستخدم لسرد القصص.
البحراني يقدم مجموعة كبيرة من الصور المعبرة عن التراث الإماراتي. وعن سر اختياره هذا الموضوع يقول: لن أجد أفضل من تراب وطني وتفاصيله الجمالية، وعاداته وتقاليده، فهي الإرث الحقيقي الذي نملكه والذخر الذي نفخر به، ومن خلال صوري أشعر بأنني أحمل رسالة إلى العالم أشير من خلالها إلى وطني، الذي حفر لنفسه مكاناً ومكانة تليق بتاريخه.
فاز البحراني في العديد من مسابقات التصوير، وعُرضت أعماله في أكثر من 30 معرضاً محلياً وعالمياً، بما في ذلك الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، المملكة المتحدة.

روايات حول الأوضاع الإنسانية

شهدت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان عدداً من ورش العمل والندوات والجلسات الحوارية ميزتها الروايات المؤثرة التي تناولت الأوضاع الإنسانية بشكل عام.
المصور الفوتوغرافي محمد محيسن الحائز مرتين على جائزة «بوليتزر» قدم جلسة متميزة بعنوان «ارووا حكاياتهم» تضمنت أعماله العديدة في توثيق حياة الأطفال اللاجئين ومعاناتهم الكبيرة من جراء الحروب والكوارث.
وناقشت ندوة «حديقة اللوز» التي وثقها المصور الكندي غابرييلا ماج المعاناة الإنسانية والقدرة على التحمل من خلال مجموعة من الصور من داخل مجموعة من سجون النساء في أفغانستان.
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني محاضرة بعنوان «هواء الصحراء» قدمها جورج شتاينمتز.
وناقشت جلسة «صور الصحافة العالمية - قوة التصوير الفوتوغرافي»، الندوة التثقيفية التي قدمتها أناييس كونجون، قوة التصوير الفوتوغرافي وشاركت رؤيتها حول مستقبل النوعين الصحفي والوثائقي مع جمهور من المهتمين. أما ندوة «المستكشفون»، فكانت جلسة نقاش بين اثنين من أبرز المصورين، بينوسارادزيك وإدي كيو، العضوين في شبكة «كانون» للمحترفين والخبيرين في أنواع مختلفة من التصوير.
وفي ندوة حملت عنوان «التناغم في الفوضى»، شارك مصور الشارع فينيت فورا أفكاره عن المحافظة على النزاهة من خلال عدسته. وركزت ندوة «حماسة أزلية» التي قدمتها الكاتبة والمصورة درينا كابرال، على تحقيق علاقة متناغمة بين الفن والتصميم والشهية البصرية.
واختتمت فعاليات اليوم بمحادثة بين دون مكولين، أحد أهم المصورين في القرن العشرين، وأيدان سوليفان، المصور ومحرر الصور ذو الشهرة العالمية حول «الحقائق المتناقضة». وأقيمت كذلك مجموعة من ورش العمل.

ورش وندوات وحلقات نقاش

استهل اليوم الأول من المهرجان فعالياته بسلسلة من الدورات التعليمية التي استضافها مركز إكسبو الشارقة. وشملت الفعاليات ورش عمل وندوات وعروضاً تقديمية وحلقات نقاش تناولت مجموعة من المواضيع ذات الصلة بالتصوير الفوتوغرافي.
وقدم تيموثي ألن، الحائز سبع مرات جائزة «مصور العام عن فئة تصوير الرحلات»، ندوة بعنوان «حكايات السفر».
وتتضمن فعاليات المهرجان جائزة «منحة تيموثي ألن التعليمية في تصوير الرحلات». وتميزت بمشاركات متميزة من مختلف أنحاء العالم.
وتضمنت سلسلة الندوات التي استضافها اليوم الأول ندوة بعنوان «المنحوتات الصغيرة» أقامها ليفون بيس، المصور البريطاني الشهير.
وقام محمد محيسن، المصور الرئيسي لوكالة «أسوشيتد برس» في منطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان، خلال الندوة التي أدارها بعنوان «التواصل مع الجمهور»، باستكشاف الفرص التي تتيحها وسائل التواصل.
أما إدي كيو، وهو مصور رياضي قدم إسهامات دولية بارزة، فعرض مجموعة من الصور والأفلام الرياضية خلال ندوته «في جزء من الثانية».
ومثلت ندوة «تطوير الأساليب الفنية» التي استضافها إيريك ألماس حلقة نقاش غير رسمية وعرضاً للصور مع الضيوف درينا كابرال، وروبرت جيلبرت وستيفن وايلكس.
واستكشفت الندوة التي أقامها المصور الشهير ديفيد آلان بعنوان «رواة القصص البصرية» عالم التصوير باعتباره اللغة المشتركة الوحيدة في العالم في عصر بات الكل فيه مصوراً.
وتنوعت ورش العمل في اليوم الأول بين دورات للمبتدئين وتعلم الوظائف الأساسية للكاميرا في الوضع اليدوي، إلى الدورات الكاملة للمصورين من المستوى المتقدم، وتعلم التقنيات المتخصصة.

منصة للهواة والمحترفين

كشفت سوني الشرق الأوسط وإفريقيا النقاب عن سلسلة أحدث منتجاتها من الكاميرات المبتكرة ، خلال مشاركتها في النسخة الأولى من المهرجان.
وتوفر «سوني» تجربة تلك المنتجات على أرض الواقع.
وقال يوجي تويوزومي، رئيس التصوير الرقمي لدى «سوني» الشرق الأوسط وإفريقيا: «تعتبر الإمارات أحد أبرز الأسواق لدينا، وتجسيداً لأهدافنا الاستراتيجية المتمثلة في تعزيز التصوير الفوتوغرافي والنهوض به إلى مستويات متقدمة جداً، نعتزم استعراض أحدث كاميراتنا في السوق الإماراتي عقب الإعلان عنها في الولايات المتحدة الأمريكية. ويمثل المهرجان الدولي للتصوير Xposure منصة مثالية نستطيع عبرها الوصول إلى محترفي التصوير والهواة في الدولة لتزويدهم بأحدث التقنيات».
توفر الشركة فرصة لزوار المهرجان لتعزيز مهاراتهم في مجال التصوير من خلال حضور الندوات التي تنظمها خلال مشاركتها في الحدث ويديرها كوكبة من الخبراء مثل عبد الرحمن جابر وبوارن لوين.

دليل لمواقع الشارقة

تعرض «كانون» الشرق الأوسط في المهرجان، طريقة سير عملها من بدايتها إلى نهايتها، والتي تشمل كل شيء بدءاً بعملية التقاط الصور وختاماً بطباعتها على مواد مختلفة.
تعرض «كانون» أيضاً أفضل 16 صورةً من أهم مصوري المنطقة في مجال تصوير الشارع والصور الشخصية والحيوانات البرية والموضة. بيعت هذه الصور في مزاد يعود ريعه لمؤسسات خيرية.
تشارك الشركة مع المصور المقيم في الشارقة، عبد الله القيش لوضع دليل حصري للمدينة يحفل بمواقع الشارقة الجميلة غير المستكشفة، وبنصائح مباشرة عن التصوير.
وتتميز منصة «كانون» ببقعة تجربة الإسقاط، إذ جُذب الزوار بواسطة استعمال تقارب جهازي عرض لإحداث تناغم في محتوى الرسوم المتحركة.
وقال هندريك فيربروغي، مدير التسويق في «كانون» الشرق الأوسط ووسط وشمال إفريقيا: «تعتبر الشارقة مركز الإمارات الثقافي، وهذه الفعالية خير إضافة إلى التراث والتقاليد فيما توفر بيئة داعمة للإبداع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"