عادي

اليوم العالمي للتسامح.. دعوة لتعزيز المشترك بين الثقافات الإنسانية

05:47 صباحا
قراءة 3 دقائق
إعداد: عبير حسين

احتفل العالم في 16 نوفمبر /‏‏الماضي باليوم العالمي للتسامح، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1996 ويصادف الذكرى السنوية للتوقيع على النص التأسيسي لمنظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
وهدف احتفاء الأمم المتحدة والعالم باليوم العالمي للتسامح إلى ترسيخ قيم الاحترام المتبادل بين الأمم والحضارات، ويعد دعوة عالمية لمحاربة التعصب والانغلاق والكراهية، ودعماً لكل ما هو مشترك بين الثقافات البشرية على اختلافها.
تعود فكرة تخصيص «يوم عالمي للتسامح» إلى عام 1995 الذي أعلنته الأمم المتحدة «عاماً للتسامح» بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيس «اليونيسكو». وعقد خلال هذا العام عدة مؤتمرات إقليمية ودولية كانت مناسبات خاصة لتعبئة المجتمعات العلمية والثقافية للاهتمام بقضية التسامح، توجتها مناقشات موسعة شهدتها أروقة «اليونيسكو» بين أعضاء الوفود الدائمة والمراقبة لأكثر من 185 دولة ومنظمة حول إعلان مبادئ للتسامح، وفي نهاية العام توصلت الأمانة العامة للمنظمة إلى صيغة نهائية للإعلان، ناقشه المؤتمر العام وأقرته الدول الأعضاء التي تعهدت باتخاذ كل التدابير اللازمة لتعزيز التسامح واللاعنف عن طريق دعم ثقافة التسامح عبر مؤسسات التربية والتعليم والثقافة والاتصال.

إعلان المبادئ

تميز إعلان المبادئ 1995 بتقديمه أول تعريف قانوني لمفهوم التسامح وهو ذلك القائم على الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير. وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضاً. وبحسب «اليونيسكو» يعد التسامح «الفضيلة التي تيسر قيام السلام، وتساهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب».
وأكد الإعلان على أن التسامح لا يعني المساومة أو التنازل أو التساهل، بل هو موقف إيجابي فيه إقرار بحق الآخرين في التمتع بحقوق الإنسان وحرياته الأساسية المعترف بها عالمياً. وعليه يعد التسامح عماداً لحقوق الإنسان والتعددية( بما فيها التعددية الثقافية) والديمقراطية وحكم القانون.
كما لا تعني ممارسته تقبل الظلم الاجتماعي أو تخلي المرء عن معتقداته أو التهاون بشأنها، بل تعني أن للمرء الحرية في التمسك بمعتقداته، وأنه يقبل تمسك الآخرين بمعتقداتهم أيضاً. الفقرة 1.2 من المادة الأولى.
وهنا أشار إعلان اليونيسكو صراحة إلى ان «التسامح يعني الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم في مظهرهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهم الحق في العيش بسلام وعلى ان يطابق مظهرهم مخبرهم، وتعني أيضاً أن آراء الفرد لا ينبغي فرضها على الغير». الفقرة 1.4 من المادة الأولى.

أمر جوهري

وشددت «اليونيسكو» على أن التسامح بات أمراً جوهرياً في العالم اليوم أكثر منه في أي وقت مضى، فهذا العصر يتميز بعولمة الاقتصاد وبالسرعة المتزايدة في الحركة والتنقل والاتصال، والتكامل والتكافل، وحركات الهجرة وانتقال السكان على نطاق واسع والتوسع الحضري، وتغير الأنماط الاجتماعية. ولما كان التنوع ماثلاً في كل بقعة من بقاع العالم، فإن تصاعد حدة النزاع وعدم التسامح بات خطراً لا يقتصر على بلد بعينه بل يهدد العالم بأسره.
ويبقى التأكيد على أن التسامح قيمة جوهرية لتحقيق الوئام على مستوى الأفراد والجماعات والدول وحتى المستوى الدولي، ويعني هذا أن يلقى التعدد الثقافي الذي يميز الأسرة البشرية قبولاً واحتراماً من جانب الجميع، فبدون التسامح لا يمكن أن يحل السلام، وبدون السلام لا يمكن بناء تنمية أو ديمقراطية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"