عادي
تقرير إخباري

روسيا والمصالحات في سوريا

03:37 صباحا
قراءة دقيقتين
يجلس رجلان مسنان يعتمر كل منهما كوفية حمراء مع ضابط سوري وعقيد روسي حول طاولة بلاستيكية، يوقعان في الوقت نفسه على نسخ من ورقة «مصالحة» في الناصرية الواقعة على بعد نحو سبعين كيلومتراً شمال شرقي دمشق.
ويقدم المسؤولون العسكريون الروس المصالحة التي تمت السبت في قرية الناصرية في منطقة القلمون في ريف دمشق بوصفها مثالاً على دور الوساطة الذي تضطلع به موسكو لإرساء المصالحات بين الجيش السوري والفصائل المسلحة. وأمام مجموعة من الصحفيين الذين وصلوا إلى القرية في إطار زيارة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، يقول يوري زراييف، المسؤول عن فريق روسي يتولى الإشراف على عقد مصالحات في مناطق محيطة بدمشق، «من الجيد أن وصولكم تزامن مع التوقيع». والموقعون على اتفاق المصالحة عادة ما يكونوا من وجهاء القرية ويمثلون الفصائل المسلحة والنظام.
وبحسب زراييف، «تلعب روسيا دور الوسيط» في هذه المصالحات، موضحاً أن التوصل إلى «توقيع الاتفاق في هذه المنطقة احتاج الكثير من الوقت والتحضير، وتطلب عملاً هائلاً».
ويبدأ نص الاتفاق الذي تم توقيعه بعبارة «باسم الله الرحمن الرحيم»، وهو عبارة عن طلب انضمام إلى اتفاق وقف الأعمال القتالية، بحسب ما يشرح الضابط الروسي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اتفاق مصالحة في هذه القرية الواقعة على بعد كيلومترات عدة عن مواقع للجيش السوري وأخرى للتنظيمات الإرهابية كان في طور الإعداد منذ فترة.
وتجري السلطات السورية مصالحات محلية في مناطق عدة، عبر لجنة المصالحة الوطنية التي تأسست عام 2012 وتلاها استحداث منصب وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية في البلاد.
ومنذ بدء العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية برعاية روسية أمريكية في 27 فبراير/شباط، يقوم النظام السوري بحملة منظمة للتشديد على أهمية المصالحات في كل منطقة، معتبراً أنها الطريق الحقيقي لإحلال الاستقرار في سوريا. ويحاول أحد السكان المحليين التكلم إلى الصحفيين الروس الذين يشاركون في الجولة بلغة روسية ركيكة، ويقول «أود كثيراً التحدث عن الوضع هنا، لكنهم لن يسمحوا لي بذلك»، مشيراً بيده إلى جندي سوري يقف بالقرب منه، ويحمل رشاشاً، قبل أن يتم اصطحابه بعيداً عن الصحفيين.

ويقول الروس، إنهم أحصوا إرساء مصالحات محلية في نحو ستين بلدة وقرية منذ بدء تدخلهم العسكري في سوريا، وقعتها قوات النظام مع نحو خمسين فصيلاً مقاتلاً. وأسهم التدخل العسكري الروسي في تعزيز مواقع قوات النظام على الأرض. ويقول المتحدث العسكري الروسي الجنرال ايغور كوناشينكوف «إذا انصب تركيزنا في السابق على القتال ببساطة، فإن تركيزنا الأساسي انتقل في الوقت الراهن إلى عملية السلام». لكن محللين يحذرون من أن روسيا وبعد دعمها قوات الأسد بالغطاء الجوي الناري، تحاول حالياً تجميد النزاع على الأرض خدمة لمصالح دمشق ولتفادي الغرق في نزاع طال أمده.
ويوجه وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر خلال لقائه بالصحفيين داخل غرفة اجتماعات تتصدرها صورة الأسد، اللوم إلى الأمريكيين لرفضهم الاتفاق على نظام للرد على منتهكي الهدنة.

ويقول «نريد أن يكون اتفاق وقف الأعمال القتالية دائماً وليس مؤقتاً فقط»، قبل أن يستدرك «هناك الكثير من الانتهاكات، ويمكن للاتفاق أن ينهار في أي لحظة». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"