عادي
انطلاق مهرجان المسرح العربي في الجزائر بعرض «حيزية»

عزالدين ميهوبي : لا حدود لدعم سلطان لأبي الفنون

00:59 صباحا
قراءة 4 دقائق
وهران: غيث خوري

انطلقت مساء أمس الأول فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي في الجزائر تحت عنوان «دورة عز الدين المجوبي»، بحفل الافتتاح الرسمي الذي أقيم في فندق الميريديان بولاية وهران، بحضور وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، ووزيرة التضامن والأسرة وقضايا المرأة «مونية مسلم»، والأمين العام للهيئة العربية للمسرح «إسماعيل عبد الله»، والمدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام «لخضر بنتركي» و«عبد الغني زعلان» والي ولاية وهران، و«عبدالوحيد طمار» والي ولاية مستغانم.
استهل الحفل بكلمة والي وهران «عبدالغني زعلان»، قال فيها «وهران تأمل أن تعيش معكم وبكم لحظات من الإبداع الفني، وهران باهية الجزائر عروس المتوسط وملتقى التاريخ هي أكثر بهاء الليلة.. المسرح الذي يجمعنا اليوم ما هو إلاّ تلك اللغة العالمية التي تنعكس فيه معاني الحياة بكل تجلياتها وبكل ما تحمله».
«تمام العاشرة» هو عنوان الكلمة التي ألقاها «إسماعيل عبد الله» الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، قال فيها: «اليوم هو العاشر من يناير، يومكم، اليوم العربي للمسرح، كل عام و أنتم بخير ليكون المسرح بخير، كل عام والمسرح بخير لتكون الدنيا بخير.. إنها رجفة قلب المحب إذ يلتقي الأحباب، وهنا قد اجتمع للقلب ما لا يجتمع من البهاء التام إلا بحضوركم. إنها لهفة النفس والتوقُ والشوق، إذ يعلو موج الانتظارات بإطلالاتكم».
وأضاف: «يشرفني بداية أن أتوجه بالشكر باسمي و باسم المسرحيين الذين يقفون على أرض الجزائر اليوم ليرسموا حلمهم، وتصدح أصواتهم بنشيد الحرية، أن أرفع لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أسمى آيات الشكر لتفضله برعاية الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي الأمر الذي يؤشر إلى وعي كبير بدور المسرح في التنمية المجتمعية، و دوره في ترقية الفعل الثقافي والإبداعي، بدوره في التغيير.. كما يشرفني أن أنقل لكم التحية الشخصية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة، الذي تابع ويتابع كل التحضيرات، يتابع ما سوف تنثرون على الدنيا من عبير رؤاكم و نبيل عرقكم، ويشد على أياديكم لأنكم معلمو كل عصر وأوان.
وتابع عبدالله بالقول: «أما أنتم يا من صنع هذا الحدث من المسرحيين، لا بد لي أن أقف محيياً وجودكم هنا، أنتم الذين ركبتم صهوات الحياة و وفدتم من كل فج بعيد، وطويتم بالمحبة المسافات، حاملين شهد إبداعكم، لتضعوه سائغاً مغلفاً بالحب للمسرح العربي والجزائر، فهذه ساحكم، وهذا بلدكم وهذه مسارحكم، فمن مثلكم اليوم وأنتم تدرأون الظلام بنور الجمال؟ من مثلكم و أنتم ترفعون رايات الحب في وجه عواصف الكراهية التي تجتاح العالم؟ من مثلكم بكل هذا الإقدام في غناء المحبة بينما تعلو لغة الغلو والتطرف والجنون؟ من مثلكم و أنتم تحجون إلى وطن يكبر بكم و تكبرون فيه».
وأشار عبدالله إلى الإرث المسرحي الكبير في الجزائر قائلاً: «هي الجزائر إذ تدخلها من مسارحها، تستقبلك كوكبة الذين امتشقوا يراعها وخشباتها، الذين تمنطقوا باسمها، وتلفحوا برايتها ورأيها، يستقبلك محيي الدين بشطارزي، وولد عبدالرحمن كاكي، مصطفى كاتب، عبدالقادر علولة، عزالدين مجوبي، امحمد بن قطاف، كاتب ياسين وآسيا جبار، إنه وطن كتبه الطاهر وطار، محمد ديب، مالك بن نبي، مولود فرعون، أحمد رضا حوحو، مولود معمري، طاهر جاووت ومالك حداد، تراهم في صفحات الشوارع، وجنبات القاعات، وعلى سنام المنصات، تراهم خطاباً معلنا في الحياة، وملامح تذوب في التقاء الأرضين بالسموات، تجدهم في نشيد الحياة المضمخ بالنجيع المِسْكَوِيِ لمليونِ ونصف من الشهداء.
من جانبه قال وزير الثقافة «عز الدين ميهوبي» في كلمته: «هذه الفعالية فاتحة لعام جديد، عام ثقافي نأمل أن يكون مشرقاً مليئاً بالإبداع والثقافة والفن والفكر وكل ما يسعد الإنسان».
وخصّ ميهوبي وهران بحديثه، وهي المدينة التي قدمت الكثير للإبداع والفن من أسماء غالية عززت المشهد الثقافي، ليس في الجزائر فحسب بل في العالم العربي.
وأضاف ميهوبي: «أتابع الدعم غير المحدود الذي يقدمه صاحب السمو حاكم الشارقة للثقافة العربية، رجل تجاوز الحدود في دعمه للمسرح، رجل مثقف وداعم لكل المبادرات المفيدة، لذا فإنّ مباركته لاحتضان الجزائر لهذه الدورة لفتة كريمة لرجل كريم تجاه بلد قدم الكثير للمسرح، من التجارب المميزة، التي تدرّس في الجامعات العالمية، فتجارب علولة في مسرح الحلقة محلّ دراسة واسعة، لأنها نابعة من المجتمع ونقلها من روح الشارع إلى الخشبة».
كما ذكّر «ميهوبي» بمسيرة المسرح الجزائري، قبل وإبان الثورة التحريرية، ثم مسرح الجزائر المستقلة، الذي نجح في التفاعل مع هموم المجتمع، بمختلف الأساليب ولغات النقد والتفاعل الصادق مع ما يملكه المجتمع من زخم صادق، هي أسماء نعتز بها لأنها أسست لفعل ثقافي مقاوم، ودفعت الفاتورة لأن المسرح قوة في وجه التطرف والإرهاب، ولأنه الخشبة وجد لتحمل هذا المجتمع«.
أما رسالة اليوم العربي للمسرح فألقاها الفنان العراقي عزيز خيون نيابة عن الفنان الأردني «حاتم السيد».
كما شهد الحفل تكريم أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الجزائرية، التي كانت من أولى الفرق الفنية والمسرحية في الجزائر، والتي كان لها تاريخ حافل بالنضال والعمل الفني، حيث قدم إسماعيل عبدالله وعز الدين الميهوبي الدروع التكريمية لخمسة عشر عضواً من الفرقة الفنية.
أعقب إلقاء الكلمات والتكريمات، العرض المسرحي الافتتاحي «حيزية» وهو من تأليف: الشاعر عزالدين ميهوبي، وألحان: الراحل محمد بوليفة، إخراج وسينوغرافيا: فوزي بن إبراهيم، مساعد المخرج: رمزي قجة، الكريوغراف: خيمدة عبدالقادر وجوش فريد وقارة توفيق، الأزياء والملابس: شاوي نجاة ونصيرة خطاب وبلقاسمي مراد، الإنتاج الفني والتقني: فريق الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
من جانب آخر انطلقت صباح أمس أعمال الملتقى الفكري المرافق للمهرجان، وقدم إسماعيل عبدالله والدكتور يوسف عيدابي ملخصاً عن الملتقى الفكري ومساراته وعناوينه التي اتخذها لهذه الدورة، والتي تم اختيارها بغية مناقشة مسائل حساسة ودقيقة وتخصصية، تشمل هموم المسرح في أرجاء الوطن العربي قاطبة، إضافة إلى المحاورات والبحوث النقدية والندوات التطبيقية والمناظرات الفكرية، التي ستشغل رواد المسرح من اختصاصيين ومحبين على مدار الأيام العشرة للمهرجان.
وجاءت أولى ندوات الملتقى تحت عنوان «شهيد المسرح الجزائري عزالدين المجوبي»، شارك فيها عدد من الباحثين والأكاديميين المسرحيين، تناولوا خلالها المسيرة الإبداعية الحافلة لأحد أهم رواد المسرح الجزائري والعربي، الذي شغل بفنه قلوب الناس .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"