عادي
ينظمه مركز محمد بن راشد برعاية حمدان بن محمد

علماء من الإمارات ودول العالم يناقشون «نقل المعرفة» في «الفضاء مشروعنا»

05:00 صباحا
قراءة 5 دقائق
دبي : يمامة بدوان

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس مركز محمد بن راشد للفضاء والمشرف العام على كافة مشاريعه وخططه الاستراتيجية والتطويرية، نظم المركز الدورة الأولى من منتدى «الفضاء مشروعنا»، الذي تستمر أعماله حتى اليوم «الأربعاء» في مركز دبي التجاري العالمي، بمشاركة نخبة من علماء الفضاء وكبار المتخصصين من حول العالم والإمارات، لإلهام طلبة الجامعات والثانوية العامة في الدولة، عبر خلق منصة علمية متخصصة عن علوم وأبحاث وتقنيات الفضاء، للاستفادة من الاكتشافات العلمية عن الفضاء، والتعرف على رؤية العلماء والمتخصصين، لمستقبل الفضاء العالمي ومسار البشرية في استكشاف الفضاء، فيما استعرض العلماء عملية تصميم وبناء القمر الصناعي «خليفة سات».
استهل برنامج منتدى «الفضاء مشروعنا»، أعماله بجلسة حوارية تحت عنوان «برنامج نقل المعرفة»، شارك فيها كل من المهندس سالم المري، مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، والمهندس عامر الصايغ، مدير أول إدارة الهندسة الفضائية ومدير مشروع «خليفة سات»، والمهندس محمد الحرمي، مدير إدارة التطوير المؤسسي في المركز، و‬المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، والدكتور بيونغ جين كيم، المدير التنفيذي ل«ساتريك إنيشيتف»، الشريك الاستراتيجي للمركز في برنامج نقل المعرفة في كوريا الجنوبية.
وتحدث سالم المري، عن رؤية وأهداف حكومة دبي، بتأسيس مركز متخصص في الفضاء والتقنيات المتقدمة، كذلك أهمية ودور اعتماد استراتيجية نقل المعرفة في تطوير القطاعات التكنولوجية والعلمية، مشيرا إلى الشراكة الاستراتيجية مع «ساتريك إنيشيتف» وما وفرته من خبرات وتقنيات ومعارف، ساهمت في تمكين المهندسين الإماراتيين من الوصول إلى تصميم وتصنيع أول قمر صناعي عربي على أرض الدولة وقيادة مشروع فضائي طموح لاستكشاف الفضاء الخارجي.
وأوضح أن المركز بدأ ب 10 مهندسين فقط لتطوير المشروع الأول، ضمن برنامج نقل المعرفة في كوريا الجنوبية، ومن ثم زاد عددهم عن ال 150 موظفاً، إلا أنهم يحتاجون إلى زيادة أعدادهم لأكثر من 500 موظف، تماشياً مع توجيهات القيادة في دعم قطاع العلوم والفضاء في الدولة.
وأكد المري إصرار المركز على بناء وتأهيل الكفاءات الإماراتية، للدفع بقطاع الفضاء الإماراتي إلى مراكز منافسة عالمياً.
بدوره، استعرض الدكتور بيونغ جين كيم مسيرة وأهداف «ساتريك إنيشيتف» في مجال تصنيع الأقمار الصناعية والتقنيات الفضائية، متناولاً رؤية الشركة في توفير برامج نقل المعرفة، كما تحدث عن الشراكة مع مركز محمد بن راشد للفضاء منذ العام 2006، مشيداً بكفاءة المهندسين الإماراتيين وقدرتهم على قيادة مشاريع فضائية مهمة.
وتطرق كل من سالم المري وعامر الصايغ وعمران شرف ومحمد الحرمي، إلى تجربتهم الشخصية بالانضمام إلى مركز محمد بن راشد للفضاء، وانخراطهم في برنامج نقل المعرفة بكوريا الجنوبية، وما اكتسبوه من معلومات وتقنيات، مكنت المركز من إطلاق وتشغيل قمرين صناعيين «دبي سات-1»، «دبي سات-2»، فضلا عن تصنيع «خليفة سات» الجاري العمل فيه على أرض الدولة، كذلك العمل على مشروع «مسبار الأمل».
واستعرضوا تجربتهم بعد العودة من كوريا الجنوبية إلى دبي، وما ترتب عليها من نقل المهارات والخبرات إلى المهندسين الجدد، وطلبة الجامعات المشاركين في مشاريع الأقمار الصناعية النانومترية التعليمية.
وأكد عامر الصايغ أهمية المنتدى ودوره في تثقيف المجتمع بأهمية قطاع الفضاء بالدولة، كونه قطاعاً يلامس الحياة اليومية.
ومن جانبه، قدّم الدكتور ‬نورالدين ‬ميليكتشي، عميد كلية كينيدي للعلوم، جامعة ماساتشوتس في لوويل، عضو فريق «ناسا» في بعثة مختبر المريخ، وعضو فريق المريخ بعثة ناسا 2020، محاضرة بعنوان «البحث عن الحياة في المريخ، وعن مرض السرطان على الأرض، ومضة ليزر»، تحدث فيها عن كيفية مجيئه من قرية صغيرة في الجزائر، كي يصبح فيما بعد عالما في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك باستخدام الليزر للمساعدة في الاكتشافات على كوكب المريخ مع وكالة ناسا، والكشف المبكر عن مرض السرطان على الأرض.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
بدورها، عرضت آبيغل ‬هاريسون، مبادرة ‬«جيل ‬المريخ»، قصتها مع الفضاء والمريخ، روت الشابة الشغوفة بالفضاء والمعروفة ب «رائدة الفضاء آبيغل» وما تقوم به لتحقق حلمها في أن تكون أول إنسان يصل سطح كوكب المريخ، مشيرة إلى أهمية وصول الإنسان إلى سطح الكوكب الأحمر، وكيف يمكن للشباب الإماراتي الانخراط في مبادرة ‬«جيل ‬المريخ».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كما ألقى الدكتور مايك براون، عالم الكواكب وعلوم الفضاء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، محاضرة بعنوان «كيف قتلت بلوتو»؟ وشرح كيف ينصب عمله واهتمامه اليومي على البحث عن الكوكب التاسع في المجموعة الشمسية بعدما نزع صفة الكوكب عن بلوتو، حيث اكتشف أن الكوكب القزم «إيريس»، أكبر من «بلوتو».

تصميم وبناء

وتضمن المنتدى ورشة عمل بعنوان «كيف يصمم ويبني المهندس قمراً صناعياً»- «خليفة سات» نموذجاً، حيث قدم المهندس أحمد سالم شرحاً مفصلاً عن مشروع «خليفة سات»، ذاكراً جميع المراحل التي يمر فيها القمر الصناعي، منذ إطلاق المشروع وحتى وصوله إلى الفضاء، وكيفية تشغيله فيما بعد.

استقطاب المهارات

في ورشة عمل أخرى، قدمتها نورة الشحي، رئيس بالوكالة قسم استقطاب المهارات والتوظيف في مركز محمد بن راشد للفضاء، قدّمت تعريفا للطلبة حول مبادرات وجهود المركز لاستقطاب المهارات والكفاءات وبرنامج المنح الجامعية - «انطلق»، حيث تضمنت الورشة شهادات حية لعدد من المهندسين والموظفين الإداريين الجدد.

نور الدين ميليكتشي: الإمارات جاهزة لتصدير روبوتات فضائية إلى المريخ

أكد الدكتور نور الدين ميليكتشي، عميد كلية كينيدي للعلوم جامعة ماساتشوتس في لوويل، عضو فريق ناسا في بعثة مختبر المريخ، وعضو فريق المريخ بعثة ناسا 2020، أن دولة الإمارات جاهزة لتصدير رواد فضاء، عبارة عن «روبوتات» إلى المريخ، خاصة وأن إرسال الروبوتات أفضل من الإنسان، في حالة تعرض الأخير لأية مخاطر.
وأشار إلى أن نهضة دولة الإمارات في قطاع الفضاء، تعد حالة متفردة من نوعها، في ظل وجود قيادة حكيمة، تستبق المستقبل بخطوات كثيرة.
وقال إن الإمارات ستصبح من أبرز الوجهات في تكنولوجيا الفضاء، الأمر الذي يجعلها «ناسا العرب»، كونها تمتلك مشاريع متقدمة في هذا الشأن، فضلا عن وجود عنصر الشباب المواطن، الذي لديه طموح في الابتكار والاختراع، في دولة تمنح المخترعين فرصة كبيرة، عكس غالبية البلدان العربية الأخرى.
وأضاف على هامش الدورة الأولى من منتدى «الفضاء مشروعنا»، الذي ينظمه مركز محمد بن راشد للفضاء في مركز دبي التجاري العالمي، أن تجربة الإمارات متميزة في غزو الفضاء من خلال الأقمار الصناعية ومسبار الأمل، وهي تمكنت من تجاوز العقبات والمخاطر، خاصة مع وجود «كم» المعرفة الواسع الذي يمتاز فيه القائمون على هذا القطاع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"