عادي
تحدثت عن كتابها «علمتني أمي حمدة»

شما بنت محمد: تعلمت العطاء والتسامح من والدتي

03:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

أبوظبي نجاة الفارس:

استضاف صالون الملتقى الأدبي، مساء الخميس الماضي، الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، في جلسة افتراضية تحدثت فيها حول مقالاتها «علمتني أمي حمدة» التي وجدت تداولاً كبيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ لما تحمله من قيم نبيلة ومعانٍ سامية، وأدارت الجلسة أسماء المطوع مؤسسة ورئيسة الصالون، بحضور عدد من الشيخات، وعدد من عقيلات السفراء وعضوات الملتقى.

افتتحت المطوع الجلسة بكلمات ترحيبية تليق بضيفة الملتقى وحروفها الراقية، مستشهدة بعدة عبارات ومقاطع من مقالات «علمتني أمي حمدة»، موضحة أن هذا اللقاء يحمل في طياته حديثاً من القلب إلى القلب ومن العقل إلى العقل، وأن كل البيوت مظلمة إلى أن تستيقظ الأم، مؤكدة أهمية الدور الريادي التثقيفي والتعليمي الذي تؤديه هذه المقالات التي تعكس تجربة حياتية صادقة، وعلاقة راقية بين الشيخة الدكتورة شما ووالدتها الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان.

قالت الشيخة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: «إن وجودي معكم اليوم هو نتيجة لما تعلمته من أمي حمدة، وأن كل ما تعلمته ترك أثراً إيجابياً عميقاً بنفسي، فالحديث مشحون بالتجارب الإنسانية، خاصة أن ما علمتني إياه أمي ليس بالكلمات فقط، وإنما بالسلوك والقدوة حتى كبرت واتسع الوعي لديّ، فالقيمة الأولى التي تعلمتها منها هي قيمة المحبة التي أشعرتني بها، والتي دونها لن يكون هناك عطاء ولا تسامح، فعلاقاتنا لها أهداف إيجابية، حتى محبتي لأمي لها هدف، وهو أن تكون راضية عني، لكن هناك محبة واحدة بلا أهداف ومصالح هي محبة الأم لأبنائها، فهي محبة صادقة، وقد علمتني أمي الكثير كالعطاء والتسامح، وأن أعطي بلا حدود، ولا أنتظر مقابلاً، وأن يكون العطاء واحداً وللجميع».

عطاء بلا حدود

واستشهدت الشيخة شما بعدة مواقف حدثت بينها وبين والدتها خاصة في مرحلة الطفولة؛ حيث كانت تقول لها دوماً يوم تعطين الشيء أعطيه بنيّة صادقة ومن قلبك، حتى لو كنت تريدينه، فالعطاء الحقيقي هو أن تؤثري الآخرين على نفسك، فقد كانت تعلمها بالقدوة والفعل والسلوك لا بالكلمات فقط، ثم طالبت الشيخة شما الحضور أن يسجلوا ثلاثة مواقف من حياتهم تعكس العطاء الصادق في مسيرتهم؛ ليتأملوها مع أنفسهم.

وأضافت: تعلمت من أمي قيماً أكثر من أن تعد أو تحصى، وأذكر منها قيمة مساعدة الآخرين، وأن المساعدة ليست مقتصرة على الإنسان، فقد نمدّ يد العون لطائر أو حيوان، وقد كانت أمي حريصة أن تضع حبّاً وماءً للطيور، وفي يوم وقفت على النافذة وقلت لها: عن ماذا تبحثين؟ فقالت: هناك طائر يأتي يومياً ويشرب ويأكل، لكنه منذ يومين لم يأتِ، أمي تسأل عن الطائر ولم تكتفِ بإطعامه، وعندما بحثنا وجدنا أن الطائر غاب بسبب تصليحات قرب المكان، فطلبت والدتي أن تقف التصليحات حتى يرد الطائر لبقعته، وبالفعل عاد.

إصرار للوصول إلى الهدف

وأضافت: علمتني أمي أن المساعدة لا تكون وقت الحاجة والطلب، وأن الإنسان الطيب، هو من يسعى لمساعدة الآخرين، ثم طلبت من الحضور أن يكتبوا في أوراقهم 3 أشخاص قدموا لهم مساعدة، وهل ما زال هناك تواصل معهم، فكم جميل أن نشعر بالامتنان لمن قدم لنا يد المساعدة.

وقالت: «من أهم القيم التي تعلمتها من والدتي، الإصرار على الوصول إلى الهدف، واستذكرت مقولة غاندي «المجد هو في محاولة الإنسان الوصول إلى الهدف وليس في الهدف ذاته»، وكانت أمي دائماً دافعة لي، وما قدمت يوماً محاضرة أو كلمة إلّا وطلبت مني أن أقرأها لها قبل أن أذهب، فقد كانت مثالاً لكل شيء جميل في حياتي»، وطلبت الشيخة شما من الحضور كتابة ثلاثة أهداف توقفت لصعوبة ما واجهوها، ولكنها ما زالت دافعة إياهم أن يعيدوا المحاولة لتحقيق هذه الأهداف.

وأثنت الحاضرات على الصور الجميلة والبريئة البسيطة في حديث الشيخة شما بنت محمد، موضحات أنها حكايات تشكل منبعاً جميلاً مثل منابع العين، وطالبن أن تكون هذه الحكايات في قصص مطبوعة، تقدم للأطفال كي تظل في ذاكراتهم، والتي تعكس العلاقة الحميمة بين الآباء والأبناء، بدورها أكدت الشيخة شما على أن هذه القيم ستصدر قريباً في كتاب، وشكرت صالون الملتقى وجميع الحاضرات، بمن فيهن والدتها الشيخة حمدة بنت محمد بن خليفة آل نهيان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"