عادي
«إسرائيل» تأسف لاستقالة نيكي هيلي من منصبها وتشيد بـ«المكابية»

ترامب يحلم بإيفانكا ويدرس تعيين المصرية الأصل دينا باول

04:58 صباحا
قراءة 4 دقائق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن ابنته إيفانكا يمكن أن تكون اختيارًا ممتازًا لمنصب سفير لدى الأمم المتحدة بدلاً من نيكي هيلي، لكنه لن يعيّنها لأنه سيتهم بمحاباة الأقارب، وتكشّف الأمر أن هيلي لم تستقل من منصبها حسب ما أعلنت للراحة، فقد اتهمت بقبول تذاكر سفر من رجال أعمال ما يخالف «أخلاقيات الوظيفة العامة»، وأعربت «إسرائيل» عن أسفها لاستقالة هيلي التي قالت إنها قدّمت خدمات جليلة ل «إسرائيل»، و«كافحت نفاق الأمم المتحدة».
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، إنه كان يأمل أن يذهب المنصب إلى ابنته الأثيرة إيفانكا، وأشار إلى أنه يدرس اختيار الأمريكية من أصول مصرية، دينا باول، المسؤولة التنفيذية السابقة في بنك جولدمان ساكس، والمستشارة السابقة بالبيت الأبيض (نائبة رئيس مجلس الأمن القومي)، سفيرة جديدة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، بدلاً من هيلي التي قررت الاستقالة.
وكان ترامب قال مساء أول أمس الثلاثاء أثناء زيارته ولاية آيوا لحضور اجتماع، إنّه اختار خمسة أشخاص سيحلّ أحدهم مكان هيلي، تتصدرهم دينا باول. وقال إن اختياره سيتم خلال أسبوع إلى أسبوعين.
ورغم أن هيلي لم تكشف أسباب استقالتها، واكتفت بالقول إنّه «من المهم أن يفهم المرء أنّ الوقت حان للاستقالة»، بعد سلسلة من الوظائف الصعبة. وقالت إلى مقربين لها إنها ليست ثرية، وإن لديها ولداً في الجامعة وآخر على أعتابها، وإنها تريد استثمار ما تبقّى لها من عمر في العمل الخاص. لكن الاستقالة تأتي بعد ساعات من دعوة مجموعة مكافحة فساد إلى إجراء تحقيق في قبول هيلي رحلات على طائرات يملكها رجال أعمال العام الماضي.
وقد دعت مجموعة «مواطنين للمسؤولية والأخلاقيات في واشنطن» الاثنين، إلى إجراء تحقيق في استخدام هيلي طائرات خاصة وقبول تذاكر لكرة السلة كهدايا. ودعت المجموعة المفتش العام لوزارة الخارجية للتحقيق في سبع رحلات طيران، قامت بها هيلي وزوجها العام الماضي على طائرة تعود لرجال أعمال من كارولينا الجنوبية. وكشفت هيلي، في سجلات مطلوبة من الموظفين الحكوميين، عن قيامها برحلات جوية من نيويورك إلى كارولينا الجنوبية وواشنطن، تقدر كلفتها بنحو 1066 دولاراً، بناء على أسعار الدرجة الأولى في الطائرات التجارية. إلا أنّ المجموعة قالت إنّ كلفة تلك الرحلات من المرجّح أن تكون عشرات آلاف الدولارات.
وهيلي ابنة مهاجرين هنديين، واسمها الأصلي نيماراتا راندهاوا، وقد احتضنها الحزب الجمهوري الذي سعى إلى تعيين نساء وأشخاص من أقلّيات إثنيّة لتوسيع قبوله وتخطّي قاعدته التقليدية من البيض. وفي 2010 انتُخبت هيلي، حاكمةً لولاية كارولينا الجنوبية المعروفة بولائها للجمهوريين.
من جهته أشاد رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو بهيلي التي قدّمت من خلال منصبها في مجلس الأمن دعماً أمريكياً كبيراً ل«إسرائيل». وكتب نتنياهو على تويتر «أشكر السفيرة هيلي على نضالها القوي ضد نفاق الأمم المتحدة»، متمنياً لها النجاح في حياتها المستقبلية.
وكانت هيلي من أشد المسؤولين الأمريكيين تأييداً ل «إسرائيل»، حيث تبنت خطاً متشدداً ضد إيران وقادت الولايات المتحدة للخروج من اليونيسكو ومجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بعد اتهامهما بالانحياز ضد «إسرائيل».
وأشاد سفير «إسرائيل» في الأمم المتحدة داني دانون في بيان بهيلي، وقال «أشكرك على وقوفك إلى جانب الحقيقة دون خوف». وقال وزير التعليم «الإسرائيلي» نفتالي بينيت، رئيس حزب «البيت اليهودي» الديني القومي، «أشكرك على ما فعلته لإسرائيل. لن ننسى». أما الصحف «الإسرائيلية» فقد أشادت بهيلي التي «دافعت مراراً عن «إسرائيل» وانتقدت الفلسطينيين مرات عديدة».
وقد أظهرت هيلي انحيازاً واضحاً ل «إسرائيل» منذ أن تولت أول منصب عام، وهو حاكم ولاية كارولينا الجنوبية. فقد ألغت قانون مقاطعة «إسرائيل» المعروف باسم «بي دي إف» في الولاية.
وتبجحت هيلي في مؤتمر «إيباك» (اللوبي «الإسرائيلي» القوي في الولايات المتحدة) في 27 مارس/آذار 2017 في واشنطن، بالدفاع عن «إسرائيل» بلا هوادة في مجلس الأمن والأمم المتحدة. وقالت بغطرسة فجّة: «أنا ارتدي الكعب العالي ليس مجاراة للموضة ولكن لركل مؤخراتهم»، أي المنتقدين ل «إسرائيل». وأضافت: ولّت أيام انتقاد «إسرائيل». ثم أردفت «عليهم أن يعرفوا أن هناك مسؤولاً جديداً»، وبينما ارتفعت أكف 3000 عضو في المؤتمر بالتصفيق الحار لها، أضافت «سأتحدث في الأمم المتحدة بالنيابة عن إسرائيل»، ثم شرحت للمؤتمر كيف ستستغل منصبها سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومندوبة عنها في مجلس الأمن الدولي، لصالح «إسرائيل».
وتبجحت هيلي وهي تشرح لمؤتمر «إيباك» كيف أنها منعت تعيين الفلسطيني ناصر القدوة نائب المبعوث الأممي إلى ليبيا مكانه، كما أجهضت تعيين الفلسطيني فياض سلام أيضاً للمنصب. وقالت وهي تضحك، يجب إقصاء الفلسطينيين من المناصب الأممية.
كما أنها لم تجد حرجاً للتعبير عن ولائها إلى «إسرائيل» بالقول إنها كانت وراء إبعاد ريتشارد فولك أستاذ القانون الدولي بجامعة برينستون المرموقة بعدما عين مقرراً خاصاً لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأصدر تقريراً اتهم فيه «إسرائيل» بالعنصرية. ووصفت هيلي مواطنها الأمريكي وتقريره بأنه «مثير للسخرية»، حتى اضطر الرجل إلى الاستقالة.
وتعهدت هيلي للوبي «الإسرائيلي» بأن مثل القرار 2034 الذي أصدره مجلس الأمن ضد الاستيطان في ديسمبر 2016 لن يتكرر. وعملياً أجهضت ثلاثة مشاريع قرارات في مجلس الأمن ضد «إسرائيل»، بل قالت إن على الذين يصوتون لصالح المشروعات أن «يخجلوا من أنفسهم»، بل توعدت أيضاً بمعاقبة الدول التي تنتقد «إسرائيل» في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد كانت أول زيارة خارجية لهيلي وهي سفيرة إلى «إسرائيل»، حيث زارت ما يسمى نصب المحرقة «ياد فاشيم»، وزارت الجولان السورية المحتلة، وتعهدت بالعمل على تقديم كل ما من شأنه أن يدعم «إسرائيل».
وقد كافأ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» نتنياهو «صديقة إسرائيل المخلصة» هيلي، بأن سماها «المكابية» التي دافعت عن دولة «إسرائيل» الثانية بعد سقوط الأولى قبل 18 قرناً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"