عادي
أهالي خورفكان يشيّعون الجثمان إلى مثواه الأخير في موكب مهيب

القوات المسلحة تعلن استشهاد عبدالله الحمادي خلال قيامه بمهمة داخل الدولة

07:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
خورفكان:محمد صبري و(وام)
أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة، استشهاد أحد جنودها الرقيب عبدالله محمد عيسى الحمادي خلال قيامه بمهمة داخل الدولة.
وتقدمت القيادة العامة للقوات المسلحة في بيانها أمس «بخالص العزاء والمواساة إلى ذوي الشهيد، سائلة المولى القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان».
«إنا لله وإنا إليه راجعون».
وشيع أهالي مدينة خورفكان مساء أمس جثمان شهيد الواجب الرقيب عبدالله محمد عيسى الحمادي إلى مثواه الأخير؛ والذي نال الشهادة أثناء تأدية عمله في خفر السواحل؛ حيث وُوري جثمانه الطاهر الثرى بمقبرة الشرق بمدينة خورفكان.
وكانت جموع المواطنين والمقيمين قد توافدوا على مسجد عمر بن الخطاب أمس منذ صلاة العصر في انتظار وصول جثمان الشهيد إلى مسقط رأسه بمدينة خورفكان، وذلك للمشاركة في مواراته.
وعقب وصول الجثمان قام الحضور بصلاة الجنازة على المغفور له، بإذن الله، عبدالله محمد عيسى الحمادي، وذلك بحضور حشد من المسؤولين وضباط وضباط صف القوات المسلحة؛ مبتهلين إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
وعقب الصلاة على جثمان شهيد الوطن، وفي موكب مهيب انتقلت الجموع إلى مقبرة الشرق في مدخل مدينة خورفكان حيث ووري الثرى وسط مشاعر من الفخر باستشهاده في سبيل الوطن.
وقال والد الشهيد: «أعجز عن وصف الشعور الذي أعيشه من الفخر والاعتزاز في نيل ابني وفلذة كبدي الشهادة في سبيل الله وسبيل الدفاع عن الوطن، لأنه حينما كانت الأعين نائمة والكل في بيته، آمن مطمئن، كان ابني ورفاقه الأبطال يحرسون ويمنعون أي أعين أخرى تتربص بوطننا الغالي، فمثل هذه المواقف تزيد من تلاحم شعب الدولة، أكثر من ذي قبل وقد تجلت هذه الحقيقة واضحة أثناء توافد شعب دولتنا العظيم والكريم لتعزيتي في استشهاد ابني البطل.
وقال خال الشهيد أحمد القاضي: نجد في هذا الوطن الغالي أن كل أسرة قد تشرفت بشهيد لها في الذود عن أرضنا الطيبة، إما في ساحات الحرب أو أثناء تأديتهم واجبهم، فهؤلاء الشهداء مثال للإخلاص الحقيقي والوفاء، فلا شيء أغلى من الروح سوى حب الله ورسوله والوطن، فأسر الشهداء أصبحوا معروفين بين الناس بصبرهم وقوه إيمانهم، ولفت إلى أن آخر لقاء للشهيد مع والدته كان يوم الأحد الماضي أثناء زيارته لشقيقته للاطمئنان عليها وعلى مولودها الجديد، وكانت تدعو الله أن يحفظ الوطن من شرور الحاقدين، وأضاف:«نحن فخورون بالشهيد وبتقديم روحه فداءً للوطن، فقد كان الشهيد عبدالله شخصاً طيب القلب،محباً لوالديه، وأبنائه، مجداً ومثابراً في عمله، والجميع يعتمد عليه، وكان يعمل على تطوير نفسه، إذ نشعر الآن بأننا فقدنا أخاً صالحاً يحبه الجميع، ودائما نذكره بالخير، لأخلاقه الحسنة، وكان حريصاً دائماً على تعليم ابنائه القرآن، ويحثهم على الاجتهاد في الدراسة».
وقال شقيق الشهيد، فيصل الحمادي، إن الشهيد الراحل يبلغ من العمر 37 عاماً وقد تزوج في عمر مبكر ورزقه الله بأربعة أبناء هم حور 11 عاماً، ومهند 10 أعوام، وماجد 7 أعوام، وأصغرهم حمدان عامان.
وأضاف: للشهيد 11 أخاً وأختاً، وهو يحتل الترتيب الرابع بين الذكور، وهم فيصل، وياسر، وحمد، ومشاري، وإبراهيم، وأحمد، وخمس شقيقات إناث ؛ وقال إن الشهيد الراحل كان بمثابة القدوة والنموذج الذي نحتذي به جميعاً لما اتسم به من صفات تتمثل في طيب ودماثة الخلق وبر الوالدين، لافتاً إلى أن الشهيد كان قد التقى عائلته خلال هذا الأسبوع، حيث قضى إجازته الأخيرة معهم في منزل العائلة قبل أن يغادر مجدداً إلى مكان عمله للقيام بواجبه العسكري، ليلقى ربه راضياً مرضياً ضمن قوافـــــل شهداء العز والكرامة.
وأكد أحمد الحمادي الأخ الأصغر للشهيد أن الأسرة على الرغم مما تحمله من مشاعر الفراق، تشعر بالفخر الشديد بما ناله ابنهم البار من مكانة لا تنبغي إلا لرجال مخلصين صدقوا ما عاهدوا الله عليه؛ مؤكدين أن نداء الوطن ورفع رايته والدفاع عن ثوابته لا شك فيها، والجميع يقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي.
وأضاف: إن الشهيد كان من أطيب الناس وصاحب سيرة عطرة بين الجميع وأورث أبناءه حب الوطن وحب الخير والعطاء، وكان ودوداً رحيماً بوالديه وذي القربى، ولكن عزاؤنا الوحيد أن أخانا استشهد في سبيل أمن وسلامة الوطن والدفاع عن أراضيه.
وقال طارق الحمادي - صديق الشهيد- وداعاً عبدالله.. وداعاً يا أطيب قلب، عرفناك منذ صغرك طيباً ودوداً حنوناً مبتسماً، وذا أخلاق عالية لا يحمل قلبك الحقد على أحد
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"