عادي
أطلقت ديواناً وتغنى بأشعارها الشامي والماجد وخوري والمنور

جنان شاعرة إماراتية تقتحم عالم الكلمة واللحن

03:16 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي - إيمان عبدالله:
قد يكون أول لقاء لها مع الصحافة، لكنه ليس الأول لكلماتها مع اللحن والغناء، فالشاعرة جنان أرادت أخيراً أن تعلن عن ولادة ديوانها الشعري الأول تحت عنوان "جنان"، والمقرر أن يتم الإطلاق الرسمي له في ديسمبر المقبل بحضور نخبة من الأدباء والفنانين الكبار، لتترك بصمة في عالم الشعر، كما تركت أكثر من بصمة في عالم كتابة كلمات الأغاني .
هي فنانة تكتب وترسم الكلمات في لوحات، تصور، وتتعدد مواهبها لتعلن عن هويتها الفنية المميزة . في تعاونها مع الصحافة استعرضت تفاصيل نظرتها وفق الواقع المعاش وتجربتها الشعرية، ومن يقلب في صفحات الشاعرة جنان يجد الكثير من الفنون لتتألق حروفها، ونقطف ثمرات الربيع من رسائلها التي تنقلها لقرائها، وتتراقص قصائدها بألحان المبدعين، لتعزز هذه الخطوة تواجد المرأة الإماراتية على الساحة الشعرية العربية والمحلية والدفع باتجاه تكوين ذاكرة شعرية نسائية في العالم العربي .
وإذا كنا قد عرفنا جنان من خلال أغنيتي "اتخيلك" و"لعمرك لولا الهوى" وغيرهما الكثير، فقد لاقى قرار الشاعرة إصدار ديوانها ترحيباً كبيراً في الأوساط الأدبية الإماراتية لا سيما في ظل مطالب قديمة جديدة من جمهورها بجمع القراءات الشعرية السابقة في ديوان يكون بمثابة مرجع يُضاف إلى المكتبة الشعرية الإماراتية والعربية .
وجعلت من كلماتها فلسفة وأسلوب بحث، لا يجيده إلا الشاعر الأصيل، ليتضمن الديوان عدداً من القصائد التي كانت محط تعاون بينها وعدد من كبار الفنانين والمطربين في العالم العربي من أمثال: وليد الشامي، وراشد الماجد، وأصيل، ومروان خوري واليسار، وأسماء المنور وعدد من المطربين . أما ماذا أضافت الأغنية لقصائدها، فأجابت جنان خلال اللقاء أن القصيدة زهرة، وصوت المطرب هو عطر الزهرة، لتفوح رائحتها في صور جاذبة تدخل السرور في النفوس .
وقرب ولادة الديوان، سطرت إبداعاتها أجمل الشعر وأعذبه كقطرات ندى منسابة من بين الأصابع، وحول تأخر إصدار الديوان، على الرغم من أن نشاطها على الساحة الشعرية يعود ل 16 عاماً مضت، تقول الشاعرة جنان: "أعتقد أن الشاعر في مرحلة تبلور قريحته الشعرية واقترابها من النضوج يغدو دقيقاً جداً في نتاجه ونوعية المادة المقدمة إلى الجمهور، ومنذ نظمي قصيدتي الأولى وردود الأفعال الإيجابية التي تلقيتها، أدركت أن الخاطرة الشعرية التي اجتاحت كياني ورغبت في التعبير عنها لم تعد ملكي وأن هناك جمهوراً واعياً وناقداً يستطيع أن يميز الجيد من الرديء ينتظر أن يسمع ما يرتقي بذائقته، ومنذ ذلك الوقت بات انتقائي للمواضيع المطروحة للقراء أكثر صرامة وبت أستند في كل ما أقدمه إلى قاعدة ذهبية تتمثل في أن الشعر حالة إبداعية تحاكي حواس الإنسان وكيانه، لذا لا بد أن يتضمن أي نتاج شعري قيمة مضافة، إن صح التعبير، للقراء، وكانت البداية قصائد خبأتها بين أوراقي ودفاتري، وبإصرار ابنتي وصديقاتي تشجعت لإطلاق المخزون الشعري في ديواني الأول، واخترت ديسمبر المقبل ليكون ميلاد الديوان والذي يتزامن مع شهر ميلادي، ومن غرفتي المطلة على البحر استلهمت أفكاري من الطبيعة .
ولا يعد ذلك مصدرها الوحيد لاستنباط أفكارها، فجلوسها لساعات طوال مع المتنبي وابن زيدون لتتجول في صفحات كتبها جعلها تستلهم الإبداع من قصائدهم، وذائقتها البصرية اسهمت في تأملها اللوحات العالمية التي تحكي قصصاً لتبوح شعراً وتسطر كلماتها في ديوانها الشعري .
وخرجت الشاعرة من تجربتها بهذا الديوان الشعري، الذي يضم مما تخزنه في دفاترها وفي ذاكرتها ولفتت الشاعرة إلى أن الديوان ينقسم إلى جزأين، يضم الأول الأشعار الفصيحة أما الثاني فهو يشمل الشعر النبطي . وشددت جنان على أن هذا التنوع منبعه حبها للغة العربية الفصحى وقدرتها على توفير الأدوات الشعرية المختلفة للشاعر التي تسهم في التعبير عما يختلج في داخله من أفكار وبراعتها في نقل أدق المعاني وأجلّها إلى القرّاء، أما الشعر النبطي فهو يمثل لجنان الاحتفاء بالماضي العريق والعزف على أوتار الحنين لحياة الأجداد وغوص في أبعاد الهوية، وخطوتها الشعرية الأولى التي أخذت من خلالها بطاقة الدخول إلى نادي الشعراء، وبمجرد نجاح الديوان سوف يترجم إلى لغات أخرى .
وترجمت الشاعرة أحاسيسها إلى قصائد شعرية لفها الغموض والوضوح حينا، واحتواها التفاؤل والرومانسية أحياناً أخرى، فجاءت أشعارها تخاطب الروح والنفس والعقل، وتجلى ولع جنان بالقراءة والموسيقى في قصائدها، حيث يستشف القارئ جرعة كبيرة من الثقافة التي انعكست على تنوع المواضيع وثرائها وأسلوب الطرح الذي يجمع جمال المبنى والمعنى، إضافة إلى الرومانسية التي تطبع روح القارئ بمشاعر إنسانية راقية تأخذه في رحلة إلى عوالم وآفاق تخفف من وطأة الواقع القاسي . كما تجلت محبتها لفن الرسم في قصائدها حيث يستشعر القارئ أن كلماتها كأنما نحتت أو قد رُسمت في قالب منسجم ومتوازن . والشعر ليس كل ما تملكه "جنان"، بل هي تتقن فن الخط والرسم، وهذا ولد برغبة منها في التحدي، ففي طفولتها عندما كانت في الصف الرابع قال لها معلمها "خطك قبيح"، لتظل الكلمة ترن في أذنها، إلى أن قررت تعلم فن الخط، وقبل 4 سنوات اتخذت هذا القرار حتى تعلمت هذا الفن، وكتبت بأناملها قصائدها بالخط الديواني على لوحات فنية .
الثقافة جزء من حياة جنان، فلديها صالون أدبي ناقش أكثر من 36 عنواناً، وتعمل على إصدار كتاب يخص الشباب العربي ويحمل الفكر الثقافي، وتهوى التصوير ولديها الكثير من الصور التي جسدت رحلاتها، وفن الرواية جذبها لفترة لتكتب 170 صفحة، وتوقفت لانشغالها بديوانها الشعري .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"