عادي
بصمات الملياردير الثائر تظهر في جميع أنحاء الإدارة

بيتر ثيل.. «رئيس الظل» في حكومة ترامب

04:40 صباحا
قراءة 4 دقائق
كتب: عمار عوض

بعيداً عن الأنظار في وادي السيليكون يجلس بيتر ثيل الليبرالي الذي سلّطت عليه مجلة «بوليتيكو» الأضواء، وسمته «رئيس الظل» في الحكومة الأمريكية الجديدة، والذي يعتقد الرئيس دونالد ترامب فيه بشكل كبير، والذي يتشارك مع رئيس الحملة الانتخابية ستيف بانون في الأفكار الشعبوية.ولكن بيتر ثيل يؤمن أكثر بقدرة التكنولوجيا، وهو صاحب كتاب «من الصفر إلى واحد» الذي يصنف بأنه مثل الكتاب المقدس لفريق عمل ترامب.
يشير تقرير «بوليتيكو» إلى أن صعود بيتر في عالم ترامب بدا أكثر وضوحاً بعد الفوز المفاجئ للرئيس؛ حيث صار يتحكم ويؤثر بشكل كبير على اختيار الوزراء والمستشارين وشارك في اجتماعات الفريق الانتقالي للرئيس قبل دخوله البيت الأبيض.
ويقول أحد كبار المساعدين في حملة ترامب «بمجرد انتهاء الانتخابات كان ثيل يمثل قوة رئيسية في المرحلة الانتقالية»، ويضيف عن بيتر «عندما يكون لديك مكتب وتجلب له موظفيك وتحضر جميع الاجتماعات وتعطى الكثير من السلطة»، هو ما جعل كثيراً من الموظفين في شركات بيتر ثيل الاستثمارية في سان فرانسيسكو يصفونه بأنه «رئيس الظل».
يقول التقرير إن فوز ترامب المفاجئ جعل بيتر يعمل على مدار الساعة للدفع بأصدقائه إلى مراكز صنع القرار، وهو ما يفسر -بحسب المجلة- كيف أن جيم أونيل، العضو المنتدب لشركة بيتر ثيل هو الآن قيد النظر لتسنّم منصب وزير الصحة، رغم أنه خدم في إدارة جورج بوش ولكن لا توجد لديه خلفية طبية. وهو ما جعل واحدة من زميلات بيتر تقول للمجلة «إنه مشروع انقلاب واضح لبيتر ليكون قادراً على وضع شخص ما، في ذلك المستوى الرفيع في الحكومة».
تشير المجلة إلى أن المسؤولين في وزارة الدفاع كانوا مندهشين جداً عندما علموا أن ترى استيفنز هو الذي سيكون مشرفاً على عملية الانتقال في الوزارة، وهو الذي كان يعمل مع بيتر ثيل في شركته «بلانتير» التي سبق لها وأن رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة وربحتها في المحكمة الاتحادية، التي قضت للشركة بالمزايدة على عقد مشتريات للبنتاغون التي منعت الشركة من المنافسة قبل الحكم.ووفقاً لمصدرين اثنين اطّلعا على المحادثات التي جرت أثناء الانتقال في وزارة الدفاع ركّز ستيفنز على «كيفية إعادة هيكلة عمليات الشراء في وزارة الدفاع لتوفير المال». وقال أحد المصادر، وهو مسؤول سابق رفيع المستوى في البنتاغون كانت تحقيقات ستيفنز «غير عادية، وهذا هو السبب في ما ذكره الناس لي».
وتشير المجلة إلى لعب آخرين مقربين من بيتر ثيل أدواراً حاسمة في عملية الانتقال للحكومة مثل كيفن هارينغتون الذي كان مديراً لشركة بيتر «كابتال»، وهو الآن عضو في مجلس الأمن القومي، عمل على اختيار من سيشغلون المناصب في وزارة التجارة، وهناك مارك وولوي زميل بيتر ثيل من أيام عمله في «باى بال» والذي أوكلت له مهمة اختيار المناصب في وزارة الخزانة، إلى جانب جوش رايت الذي من المرجح أن يشغل قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل، صديق بيتر القديم الذي يعمل بحرص لحصوله على المنصب».
تقول المجلة إن المتحدث باسم ثيل رفض التعليق على هذه المعلومات بينما اكتفى مسؤول كبير في البيت الأبيض بالقول تعليقاً على هذه القصة «بيتر كان من الداعمين البارزين جداً من الرئيس ونحن ممتنون لدعمه».
وتقول المجلة إن الاتصال الأوّلي بين بتر ثيل وترامب جاء من خلال صهره جاريد كوشنر حيث استثمرا سوياً منذ وقت مبكر في (الرعاية الصحية) التي أسسها شقيق كوشنر.واختار الاخوان جوش وتيل وجاريد كوشنر ثيل مندوباً لترامب عن الحزب الجمهوري في ولاية كاليفورنيا. ولم يكتف ثيل بالعمل مندوباً للمرشح الجمهوري فقط، بل ألقى خطاباً في وقت الذروة نيابة عنه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، وساهم بأكثر من مليون دولار لحملته الانتخابية.
يقول أحد كبار المساعدين في حملة ترامب إن الدعم رفيع المستوى الذي يحظى به ثيل يأتي من ذلك الاهتمام والعطف من كوشنر وزوجته إيفانكا ترامب وقال «ثيل هو قوي جداً داخل الإدارة من خلال صلته مع جاريد».
وثيل المتعصب لفيلسوف جامعة ستانفورد رينيه جيرار، صاحب النظرية الأكثر شهرة رغبة المحاكاة التي تقدم فكرة أن الناس يريدون نفس الأشياء والذي يتسبب بالصراع في نهاية المطاف الصراع. وقال ثيل في مقابلة عام 2011 مع جورج باكر في مجلة «نيويوركر» إنه انزعج من قبل كيف أصبح الناس لا يطيقون السياقات المختلفة، وأنه «حاول دائماً أن يكون مناقضاً، للذهاب ضد الحشد، لتحديد الفرص المتاحة في الأماكن التي لا يفكر فيها الناس. وتقول المجلة «ليس هناك أفضل مثال لما قال ثيل من ترشح ترامب وفوزه الذي قلب موازين السياسة والفكر».
وتشير المجلة إلى أن القائمين على حملة ترامب يعتبرون أطروحة كتاب من «الصفر إلى واحد» بمثابة الكتاب المقدس للعاملين في الحملة، وتقول كاتبة التقرير إليانا جونسون «أثناء تصفحي للكتاب، الذي يلخص بعض وجهات نظر ثيل المتمردة، كان واضحاً لي على الفور لماذا كان مساعدو ترامب متقبلين لها. إذ يقول ثيل إنّ التسويق والدهاء لا يقل أهمية عن المنتج اللائق. أو إنه من الأفضل أن تكون جريئاً من أن تكون غير منطقي. وهذه التكنولوجيا بدلاً عن العولمة ستشكل المستقبل».
يشير التقرير إلى ثلاث شخصيات من المقربين لبيتر ثيل في جامعة ستانفورد لعبوا أدواراً كبيرة منهم تلميذه بليك ماستر الذي كان يشاركه في إجراء المقابلات مع المرشحين للوظائف في الإدارات المختلفة، ومايكل كارتيسوس رئيس موظفي ثيل، وتشارلي كيرك العبقري الذي يبلغ من العمر 23 عاماً الذي عمل على تنظيم القاعدة الشعبية وتخصص في تدريب المحافظين الشباب في فن الإقناع في الشبكات الصحيحة.
جاء ظهور ثيل الأكثر وضوحاً في التحول خلال لحظة عابرة في منتصف ديسمبر/‏ كانون الأول عندما قام بتنظيم القمة التي جمعت بعضاً من كبار المسؤولين التنفيذيين في التكنولوجيا في الولايات المتحدة من شركات: أبل، تيم كوك، لاري بيج، وجوجل في برج ترامب لعقد اجتماع مع الرئيس المنتخب حيث التقطته الكاميرات بعد ذلك بوقت قصير، وترامب بلطف يلامس يده بينما كان المديرون التنفيذيون لشركات التكنولوجيا وعدد كبير من الصحفيين ينظرون في دهشة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"