عادي
أكد أن «البيتكوين» لا تقدم قيمة اجتماعية وتشبه «جنون التوليب»

ستيجليتز: التكنولوجيا التحدي الأساسي للعمالة

03:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
قال الدكتور ﺟﻮزﻳﻒ ستيجليتز، اﻟﺤﺎﺋﺰ على جائزة نوبل في علوم الاقتصاد: إن العولمة، وبالرغم من التحديات، أصبحت واقعاً مفروضاً على دول العالم، ويتوقع استمرارها في السنوات المقبلة، رغم ميول الحمائية القائمة عليها سياسات الرئيس الأمريكي ترامب، نظراً لإيجابياتها الكثيرة، مثل زيادة حجم التجارة الدولية، والاستثمارات الأجنبية، والنمو الاقتصادي، ونشر المفاهيم والأفكار الحديثة.
وأوضح، أن العولمة لا تزال غير عادلة بالنسبة لكثير من الأطراف، فهناك الكثير من الدول التي تضررت من جرائها، ولا تزال تعاني أزماتها الاقتصادية، مشيراً إلى أن الدول المتقدمة لم تسلم من سلبيات العولمة، فسياسات فرض الضرائب التي ينتهجها ترامب، على سبيل المثال، أدت إلى تأجيج السخط وعدم الرضا إثر اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في الولايات المتحدة. مضيفاً أن التحدي الأساسي الذي يواجهه القطاع العمالي فيها هو التكنولوجيا وليس العولمة.
ولفت إلى أن سياسات ترامب وميوله للحمائية، يبنيها على أساس تأثيرها في الطبقة العاملة، وعدم عدالتها لأبناء الطبقة المتوسطة، في حين يتجاهل الاستثمار في التكنولوجيا التي تعد برأيه ضرورة للنمو. لكنه قال إن المطمئن، أن أحاديث ترامب ووعوده الانتخابية تبدلت على أرض الواقع، ما يقلل المخاوف من فرص تحقق الكثير من هذه الوعود.
جاء ذلك، خلال إحدى جلسات الدورة العاشرة للمنتدى الاستراتيجي العربي.
وشارك الدكتور ستيجليتز في جلسة بعنوان: حالة العالم اقتصادياً في 2018 التي أدارها الإعلامي مانوس كراني من قناة «بلومبيرج» الاقتصادية.
وأشار إلى تخوف كبير بسبب الهجوم الذي تشنه إدارة ترامب على العلم والتعليم، وتأثيرات هذا الهجوم السلبية في مستقبل التطور العلمي.
وانتقد سياسته التجارية، وقال إنها لا تتفهم تعقيدات الميزان التجاري، وإن «التركيز على العجز التجاري بشكل ثنائي غير منطقي، حيث يركز ترامب على تجارة السلع ولا يبالي بقطاع الخدمات، رغم المحاولات المتكررة لإقناعه بأهمية القطاعات الخدمية كجزء من منظومة النمو الاقتصادي».
وتابع انتقاده مشيراً إلى الاقتراح الضريبي الذي طرحه ترامب وسيؤدي إلى زيادة في العجز المالي للولايات المتحدة، بما يراوح من 2 إلى 3 تريليونات دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
وشدد على ضرورة الاستفادة من إيجابيات العولمة، واتخذ ترامب مثالاً سلبياً على عدم استغلال العولمة بشكل سليم، بسبب بعض السياسات الانغلاقية التي ينتهجها، وتركيزه على استيراد البضائع من دون الخدمات، وتركيزه على الشؤون الداخلية وإهماله للقضايا الخارجية.
وعن عملة «البيتكوين» قال ستيجليتز إنه قال في السابق وقبل الارتفاع الجنوني مؤخراً في سعر العملة الافتراضية الأكثر شهرة، إنها لا تقدم أية قيمة اجتماعية، واليوم لم يختلف رأيه. وشبه ما نشهده اليوم من ارتفاع حاد ومتواصل في سعرها، بجنون «التوليب»، قبل 300 عام، عندما ساد جنون اقتناء بصيلات زهرة التوليب في أوروبا ورفع أسعارها بجنون.
وأضاف، أن هناك من يشير إلى ندرة وحدات عملة البيتكوين وصعوبة تعدينها، لما يقال إنه يحتاج استهلاك كهرباء يصل إلى استهلاك دول بأكملها، لكن هذا لا يمنع أن نرى المزيد من العملات التي تطرح ونشهد حالات ارتفاع مشابهة فيها.
وتساءل عن السبب في رغبة الناس في اقتناء هذه العملة الافتراضية، لافتاً إلى أنها تهم بالدرجة الأولى من لا يرغب في تتبع تحركاته المالية، لسبب أو لآخر، وقال إن أهمية العملة تكمن في القدرة على توظيفها في الشراء والإنفاق، ما يتطلب تشريعها.
وقال إن البعض سيحقق المال من وراء تداول «البيتكوين»، لكن في المتوسط سيخسرون.
وعن وصفة النجاح الاقتصادي للإمارات وغيرها من الدول، لفت إلى أهمية التركيز على الاستثمار في التعليم، مع التركيز على متطلبات أسواق العمل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"