عادي
بهجت الحديثي قرأها ضمن مستويات تأويلية وتحليلية واستنتاجية

“أدبيات القاسمي” تعيد تشكيل ملامح الوعي الثقافي

01:25 صباحا
قراءة دقيقتين
أكد خبراء ومتخصصون بالشأن الثقافي المحلي والعربي أن الصور العديدة التي يرسمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من خلال مجموعاته الشعرية والتاريخية والأدبية والثقافية والفنية، وكذلك من خلال حواراته ورعايته للفعاليات الثقافية والمهرجانات الفنية الهادفة الأخرى، تعيد تشكيل ملامح ومدارات الوعي الثقافي العربي في هذه المرحلة المهمة التي تحفل بالأحداث المتسارعة، وتفرض معها واقعاً يحتاج الى حلول ثقافية عاجلة .
أكد الخبراء أن معرض الشارقة الدولي للكتاب، أثبت بشهادة كبار الشخصيات والعديد من الشعراء والأدباء والكتّاب والإعلاميين الذي حضروا فعالياته، وبما لا يدع مجالاً للشك أن صاحب السمو حاكم الشارقة ماضٍ قدماً في مشروعه الثقافي العملاق لتأسيس ملامح الوعي العربي للمرحلة المقبلة، وأن نظرته العميقة للواقع، تستشرف معالم المرحلة القبلة بما يعزز حضور الثقافة العربية أمام جمهور الوطن العربي والعالمي، بخطى واثقة وتجارب راسخة ومتطورة على الدوام .
جاء ذلك لدى ندوة "قراءة في أدب القاسمي" التي أدارها الكاتب المعروف عبدالرزاق الدرباس، وحاضر فيها د . بهجت الحديثي ضمن فعاليات المقهى الثقافي .
وبيّن الحديثي أن المدخل الصحيح لقراءة أدبيات القاسمي كشأن أي مدخل صحيح، آخر لقراءة تجربة مهمة تنطلق في البداية من فهم معنى القراءة بالدرجة الأولى، حيث لاتقتصر على مجرد تتبع المكتوب، وإنما تستهدف التعرف إلى الدلالات والأدبيات والأساليب الكتابية للمؤلف لا على طريقة النقد، وإنما القراءة في حدود النص "من النص واليه"، وهذا يعزز مفهوم القراءة الواعية التي إذا تعرضت للخلل في أي من جزئياتها انسحب هذا الخلل على المنهجية العامة للقراءة، ومن ثم الخلل في أمانة الفهم والأداء .
واستعرض الحديثي مستويات القراءة المتبعة ضمن 3 مجالات "تأويلية، وتحليلية، واستنتاجية"، حيث يستطيع القارئ أن يحدد التوجه المطلوب لكي يقف على نتاج قراءاته، ويستخلص منها الدلالات والقيم الحضارية والإنسانية، ويمكن تحديد مسارات متميزة للدخول إلى أدبيات القاسمي التي تراوح بين الإصدارات المتنوعة - لاسيما الثقافية والأدبية والفنية والتاريخية، والسير الذاتية وتوثيق الأعمال والإنجازات التي أسهم بها في الشارقة وغيرها - وفهم آفاقها، وتحليل النتائج الحالية لقراءة المستقبل المقبل .
وبيّن الحديثي أن الحديث يتشعب جداً عن إنجازات القاسمي الأدبية، واختار تسليط الضوء على جوانب الرسائل والكلمات التي ألقاها سموه في محافل عدة في الشارقة والوطن العربي والعالم، ومنها: في حفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب ،2011 ومحاضرات أخرى لسموه في الجزائر، والقاهرة، ورسائله للمسرحيين في باريس، والصين، والعديد من محافل الشارقة كمهرجانات ثقافة الطفل، وبينالي الشارقة، ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، واتحاد أدباء وكتّاب الإمارات، ومنتدى الإتصال الحكومي 2013 وغيرها .
واستعرض الحديثي الحس الوطني والقومي في أدبيات القاسمي، مبيناً أن لأصالة سموه، وترعرعه في بيت عريق، وثقافته الواسعة، ووعيه واستيعابه لطبقات التأريخ ماضياً وحاضراً، أثراً كبيراً وبالغاً في تكوين شخصيته الثقافية والقومية والإنسانية، ودوره المتميز في بناء الشارقة، والإمارات، ولمّ الصف العربي بجميع الوسائل الفاعلة كتأسيس جمعيات حماية اللغة العربية، والمؤسسات والمعاهد، وغيرها حتى أصبح قدوة للناس في القول والفعل والتوجه والأصالة التي تجلب الفخر والعرفان والخلود، وتتيح المزيد من الفهم لتجربته الأدبية الكبيرة .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"