عادي
استقبل المشاركين في منتدى تعزيز السلم وحضر حفل سفارة كازاخستان

نهيان بن مبارك: الإمارات تجسد أصدق صور التسامح

04:56 صباحا
قراءة 6 دقائق
أبوظبي: رشا جمال وفؤاد علي و(وام)

استقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في قصره أمس، نورلان إرميكبايف، وزير الأديان والمجتمع المدني في جمهورية كازخستان، بحضور مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري، وزيرة دولة، والدكتور عبدالله المعتوق، المستشار في الديوان الأميري بدولة الكويت، ورئيس المشيخة الإسلامية في جمهورية كرواتيا المفتي الشيخ الدكتور عزيز حسانوفيتش، وعدد من المشاركين في «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة».
رحب الشيخ نهيان بن مبارك بالوزير الكازاخستاني والمشاركين في المنتدى، مؤكداً أهمية تعزيز الوعي بمنهجية الإسلام السمحة وتعاليمه القائمة على السلام والتسامح، وأكد أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» تجسد أصدق صور التسامح والتعاون والمحبة.
وحضر الشيخ نهيان بن مبارك حفل الاستقبال الذي أقامه خيرات لاما شريف سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة بمناسبة اليوم الوطني لبلاده بحضور نورلان ييرميك باييف.
كما حضر الحفل - الذي أقيم بمنزل سفير كازاخستان في أبوظبي - الدكتور محمد أحمد الجابر سفير الدولة لدى جمهورية كازاخستان وعدد من كبار المسؤولين ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية.
وناقشت جلسات ، اليوم الثاني للملتقى الرابع ل«منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة»، عدداً من القضايا المتعلقة بعلاقة المسلمين بالعالم، وأهمية التعارف والتضامن بين الشعوب، وأسباب الخوف من الإسلام.
وعُقِدَت الجلسة الأولى تحت عنوان: «الإسلام والعالم»، وترأس الجلسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، فيما حملت الجلسة الثانية، عنوان: «الإسلام والعالم - مسارات التعارف والتضامن»، وترأسها الدكتور فيصل بن عبد الرحمن المعمر، الأمين العام ل«مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي لحوار الأديان»، فيما ناقشت الجلسة الرابعة: «الخوف من الإسلام: الأسباب والسياقات»، وترأس الجلسة الدكتور محمد السنوسي عضو مجلس أمناء المنتدى، واختتمت فعاليات اليوم الثاني بالإعلان عن الفائز ب«جائزة الإمام الحسن بن علي».
وقال الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري: «إن دول العالم تنفق ما يقارب التريليون و300 مليون دولار على التسليح، يستخدم منها 7% فقط في الحروب».
وأضاف: «إذا تم توجيه تلك النفقات على الرعاية الاجتماعية والاقتصادية لفقراء العالم لتغير الكثير من وجه العالم، وساد السلام في كثير من مناطقنا».
وشدد الوزير المصري على أن إعلان الجهاد ليس حقاً لأحزاب أو أفراد، وشرعاً ليس حقاً لآحاد الناس أو أفرادهم، حيث يخضع للضوابط التشريعية، التي نصت على أن من له حق إعلان الجهاد أو التعبئة العامة وفقاً للمفهوم الحديث، هو الشخص أو الجهة التي نص عليها دستور كل دولة، وإلا إذا أعلن الجميع الجهاد في جهات متفرقة.
وقال الدكتور أحمد العبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إن دول العالم تنفق نحو 93% من الأموال على الحروب والتسليح، غير أن تلك الأموال تذهب سدى.
واقترح الدكتور رضوان السيد، أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية، وعضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، ضرورة وجود رؤية شاملة وسردية جديدة تعيد إلى المنظومة الإسلامية الانتظام، وقال: «الدين الإسلامي له ركنان، أولهما الإسلام والسنة، والثاني هي الجماعة المؤمنة، التي تحتضن السنة، وتمتزج وتعيش معهم».
وأضاف: «على مر التاريخ ومن خلال ذلك المسار، نجد أنه نشأ فقهان، أحدهما للعيش والآخر للدين، ويقوم فقه الدين بضبط العيش من خلال الآليات، التي قامت للتنظيم بينهما».
ذكر مصطفى سيربنيتس، مفتي البوسنة السابق، تخوفات الغرب من مفهوم الجهاد، وأنه ضد الغرب ومؤسساته، وأن بعض أبناء المسلمين حصروا الجهاد في القتال، وأن المنتدى يؤكد أنه ليس لأحد إعلان الجهاد، وإنما هو حق لمؤسسات الدولة، وحسبما ينص عليه دستور كل دولة؛ حتى لا تحدث فوضى عارمة، مشيراً إلى أهمية وضع حد لهذا الأمر.
وقال الدكتور محمد الخلايلة، مفتي الأردن، أن منظمات حقوق الإنسان، توجه انتقادات دائمة للمسلمين، ورغم النص على احترام المعتقدات الدينية في كل المواثيق الدولية، إلا أننا أصبحنا نجد أن هناك قفزاً على الثوابت والمُسلّمات التي تأتي في صلب عقيدة الإسلام؛ بحجة أنها مخالفة لقوانين ومواثيق حقوق الإنسان، وهو ما يستوجب مراعاة العرف وخصوصيات الأديان.

احترام الأديان وتقديس التعاون

أكد وزير الأديان في كازاخستان نورلان إيرميكبايف خلال الملتقى أنه يجب أن يفهم غير المسلمين أنه لا خوف من المسلمين، ونحن في كازاخستان نحترم جميع الأديان، ونقدس قيم التعاون.
وقال: «شاركنا في العديد من الفعاليات والمؤتمرات، التي تحث على التسامح، مثل: «مؤتمر وزراء الخارجية»، الذي شارك فيه أكثر من 60 وزيراً ومفكراً؛ لعقد نقاشات موسعة بين العلماء؛ وتطوير الحوار؛ وتعزيز السلم، كما تخطط الدولة لعقد المؤتمر السادس حول السلم في العالم، وتطوير الجهود؛ لنبذ العنف حول العالم». وأكد ضرورة مواجهة الخوف من الإسلام، ومواجهة الإرهاب والتطرف العنيف، بإحياء القيم الإسلامية، والاهتمام بالعلوم، والتركيز على أن الإسلام دين العدالة.

مواجهة الإعلام التكفيري

شدد الدكتور علي بن تميم، رئيس مجلس إدارة أبوظبي للإعلام، على ضرورة مواجهة الإعلام التكفيري، الذي يقوم على نشر الفتن، الفرقة، والتضليل، معتبراً أن المشروع الإماراتي، الذي يحمل عنوان التسامح، جاء للوقوف في وجه دعاة التطرف ومكافحة الإرهاب.
وقال خلال مداخلته بالملتقى: «مفهوم التعارف إشارة واضحة إلى الاختلاف والتنوع، فعملية التعارف إذا نظرنا إليها على الصعيد الفردي، نجدها تقوم على التواصل الذي يتخطى الحدود والحواجز، أما على الصعيد الحضاري، فيتعدى البعد الفردي؛ ليتطرق إلى تبادل المعارف والخبرات الدنيوية عن طريق معرفة أبعاد الآخر؛ لتكون سبباً للتوصل إلى التفاهم، ومن ثم التضامن».
وأضاف: «فلسفة التعارف في القرآن كانت واضحة؛ إذ يتوجه القرآن بآياته إلى الناس بصرف النظر عن معتقداتهم وعرقهم وجنسهم، ونرى أن الأصل في الحياة هو الاختلاف الذي يبني الخصوصية، الذي ينبغي أن يقود للتعارف، ولا يصنع هويات قاتلة أو قطيعة معرفية، وهو ما يبقي نسيج المجتمع متماسكاً».
وأكد أن المشروع الإماراتي، الذي يحمل عنوان التسامح؛ جاء للوقوف في وجه دعاة التطرف. واعتبر أن قانون مكافحة التمييز والكراهية؛ يهدف إلى إثراء التسامح في العالم.

تعميم خاطئ

أكد الشيخ العلامة عبد الله بن بيه في مداخلة له خلال إحدى جلسات المقتى، أن التعميم فيما يخص معاداة الإسلام من قبل الغرب غير صحيح، لافتاً إلى أن استخدام كلمة «نحن وهم» يعد تعبيراً غير دقيق في ظل الوضع الحالي، معتبراً أن مواقف الغرب غير متحدة، ولا تسير على طريق واحد، وقال: «إن مسألة التعميم خطرة جداً، فإذا كنا نشكو من التعميم ضد المسلمين، فلماذا نقوم بذلك؟»

خريطة طريق

أوضح المفكر والكاتب يوسف الحسن، إننا بحاجة إلى خريطة طريق؛ للوصول إلى بنية المجتمع وتشريعاته، بعيداً عن الشعارات مع ضرورة صنع الضمير الإنساني، والشعور بالواجب الإنساني في مجتمعاتنا؛ نظراً لتغير الديموغرافية السكانية للأديان، وهو ما يستوجب بحث سبل العيش المشترك، وخريطة طريق للتعايش مع الآخر.

تجارب التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا

استعرض المحور الرابع من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة ظهر، أمس، التجارب الرائدة للتصدي للإسلاموفوبيا عبر التعاون وبناء الشراكات بين الأديان، وترأس الجلسة الدكتور محمد السنوسي عضو مجلس أمناء المنتدى.
وشرحت الدكتورة كاثرين أورسبورن المديرة التنفيذية لمنظمة يداً بيد في الولايات المتحدة، دور المنظمة في التصدي لأسباب الكراهية ونبذ التعصب ضد المسلمين والعمل على مد جسور التعاون مع كل الأديان الموجودة هناك، وتأسست على يد مسلمين ويهود ومسيحيين في عام 2010.
ويقول دافيد سبيرستين سفير سابق للحريات الدينية الدولية بالولايات المتحدة: بعد ازدياد جرائم الكراهية وحملات التعصب ضد المسلمين إبان أحداث 11 سبتمبر قررنا تأسيس هذه المنظمة لمواجهتها.
ويضيف جميس زغبي رئيس مركز زغبي للأبحاث والدراسات بأمريكا، حالة العداء بدأت ضد العرب بعدها انتقلت المرحلة إلى الخوف من الإسلام وكلمة الإسلاموفوبيا لها استخدام سياسي. وتجد أن 50% من الناخبين من العرب والمسلمين شاركوا في التصويت للانتخابات وكانوا ضد الاضطهاد.
وأشار قارئ عاصم مستشار الحكومة البريطانية للتصدي لكراهية المسلمين في المملكة المتحدة، إلى أن الدور الذي يجب أن تمارسه القيادات الدينية المسلمة والمسيحية واليهودية في الوقوف جنباً إلى جنب للتصدي لأي حملة كراهية.
وتناول الدكتور فرهاد خسرو أستاذ علم الاجتماع بالجامعات الفرنسية مسألة الهوية والعنف قائلاً: توجد مشاكل اجتماعية واقتصادية لدى المجتمع الإسلامي في الدول الأوروبية، ومسألة الهوية مهزوزة لديهم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"