عادي
في مجلس رمضاني نسائي نظمته الخليج

دعوات لتعزيز ثقافة العمل التطوعي وترسيخ خدمة المجتمع

05:08 صباحا
قراءة 8 دقائق
تغطية:سومية سعد

أكدت المشاركات في المجلس الرمضاني النسائي تحت عنوان «التطوع وفعل الخير عند المرأة الإماراتية» الذي نظمته صحيفة «الخليج» وأقيم في فندق جراند حياة دبي، ضرورة تعزيز ثقافة العمل التطوعي في دولة الإمارات، وترسيخ خدمة المجتمع.
وقلن إن الله أنعم علينا بقادة حريصين على أبنائهم وعلى رفعة دولتهم، وملتزمين بمواصلة المسيرة الخيرة التي بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وخلف قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
وأكدن أن الدين الإسلامي أمرنا بالتطوع وحب الخير ومساعدة المحتاج، وهو قرار ذاتي يتخذه الفرد بنفسه لتقديم طاقته في تحقيق هدف معين وبإمكان هذا الهدف أن يخدم المجتمع ويساعد على تنميته، ورفعة الوطن.
وطالبن بغرس ثقافة التطوع في نفوس النشء وتبني مشكلات المجتمع، على أن يتوافق تكليف المتطوع مع إمكانياته وقدراته، ومراعاة رغبات المتطوع وظروفه، وإعطائه الثقة في نفسه، إضافة إلى إيجاد التسهيلات والحوافز للمتطوعين، وإنشاء مراكز لتجمعهم، وخلق باب للمنافسة فيما بينهم لإخراج أقصى الطاقات الموجودة لديهم، ودفعهم نحو المزيد من المشاركة التطوعية في العمل العام، وتطبيق الأسلوب العلمي من خلال خبراء متطوعين، وصنع قنوات اتصال مع منظمات شبيهة بدول أخرى من دون حساسية أو التزام رسمي، والاستفادة من تجاربها الناجعة القابلة للتطبيق.
ودعون إلى ضرورة تثقيف الجيل الجديد بأسس بناء الأسرة المستقرة، عبر تكثيف الدورات التوعوية والتثقيفية من ناحية تربوية وأخلاقية.

رمز عالمي للعطاء الإنساني

واستهلت علياء العامري اللقاء بالتأكيد على أن المرأة الإماراتية تعلمت التطوع وحب الخير من رائدة العمل الخيري والإنساني «أم الإمارات»، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والتي تعدت عطاياها وأياديها البيضاء حدود الوطن لتصل إلى شتى بقاع العالم، تخفف آلام المعوزين والمنكوبين، وتتجسد في شخصيتها كل معاني الخير والكرم والعطاء، وهو ما تتميز به سموها كإنسانة محبة للعطاء.
وشددت على أن سموها حفرت اسم المرأة الإماراتية والعربية والمرأة الإسلامية على الخريطة العالمية بأحرف من ذهب، فسموّها تمثل رمزاً عالمياً للعمل والعطاء الإنساني الذي لا يتوقف، من أجل النهوض بالمرأة ورعاية الطفولة والأمومة وتحقيق التنمية والسلام. وأشارت إلى أن سموها تقدم نموذجاً مشرفاً للقيادات النسائية في المنطقة والعالم، واستطاعت أن تقدم صورة إيجابية عن المرأة العربية على الساحتين الإقليمية والدولية

مبادرة خيرية

وأشادت أمل الحداد بجهود سمو الشيخة هند بنت مكتوم بن جمعة آل مكتوم رئيسة مجلس أمناء بنك الإمارات للطعام، في التطوع ومبادرتها الخيرية، ومنها مبادرة بنك الطعام، وأن سموها في طليعة داعمي تلك المبادرة الكريمة، مطالبة كل أم أن تكون قدوة لأسرتها ولأبنائها وبناتها في كيفية الحفاظ على نعمة الطعام، وكيفية توجيه الكميات الفائضة عن الحاجة منه التوجيه السليم، الذي يمكن به تحقيق الفائدة لمن يعانون ظروفاً استثنائية، من خلال تقليل فائض الطعام، وتوعية أفراد المجتمع وفئاته المختلفة بأهمية حفظ النعمة، والمساهمة في تعزيز المسؤولية الاجتماعية، والعمل التطوعي في مجالات الخير والعطاء، وضمان الاستغلال الأمثل له.
وقالت: إن المبادرة في الدولة لجهة حفظ النعم وتقليل المهدور من الطعام، وتوزيع الأطعمة على المحتاجين وسكن العمال والفئات المختلفة من المجتمع، تعد من أفضل أنواع التطوع.

فعل الخير

وتعتبر نورة النصيري، الإنسان الخير هو الذي تعود على العطاء، لذلك نرى أن في ديننا الإسلامي ذكر البخيل ومفهوم البخيل هو الذي لا يعطي، وإذا تعمقنا في المفهوم أكثر نجد أن البخل هو ألا تعطي مما أعطاك الله. قد يكون الله أعطاك علماً فيجب ان تعطي من هذا العلم، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «خيركم من تعلم القرآن وعلمه»، وقد يعطيك الله طاقة في الفكر والجسد فلا بد أن تشارك وتعطي.
وبدأت من الصغر أشارك في العمل التطوعي، وفي المدرسة شاركت في تقديم البرامج المدرسية، والتطوع في برامج أخرى، وساعدتني أسرتي على ذلك، وبعدها انضممت إلى جمعية.

التكاتف الاجتماعي

وتطالب نسرين بن درويش الجميع بمساعدة الشباب على التطوع لإقامة أعراس جماعية وعدم الإسراف والابتعاد عن التبذير وبالذات في حفلات الأعراس، تخفيفاً على الأسر ، وتؤكد أنها ساعدت عدداً كبيراً في إقامة أعراس لهم مخفضة من خلال شركتها الخاصة، فسعادة أبناء الوطن واستقرارهم ورسم الفرحة على وجوهم هدف سامٍ. وتؤكد أن التطوع يساعد على إيجاد جو من الإخاء والقيم النبيلة والتكاتف الاجتماعي، فهو كفيل بتنمية القدرات الذهنية وتأصيل المبادئ الإسلامية، والتعاطف المبني على الأسس الدينية، ولقد أوصانا ديننا الحنيف بالمبادرة إلى الأعمال الإنسانية والتفاني فيها، ذلك لأن انتهاجنا لمثل هذه الأعمال القويمة يجلب لنا الخير الوفير في الدنيا والآخرة، فلا بد لكل مسلم أن يكون حريصاً على إماطة الأذى عن الطريق وإغاثة الملهوف والرفق بالحيوان وإطعام المسكين، وغيرها من الأعمال الجليلة.

تأصيل ثقافة التطوع

وتؤكد موزة العامري أن الخير الموجود في أبناء الإمارات ليس وليد اللحظة، بل هو سمة متجذرة، عززها زايد الأب، لتواصل الإمارات بقيادة خليفة دورها الإنساني الريادي على مستوى العالم كله. كما تؤكد تضامن الإمارات مع دول العالم، حتى أصبحت مثالاً يحتذي به الآخرون في إطلاق المبادرات الخلاقة والنافعة لجموع البشر.
ولتأصيل ثقافة التطوع لدى الطلاب، بحاجة للبدء بمجموعة من البرامج والأنشطة التي تدعم المبادرات التطوعية تثقيفياً وتطبيقياً، كما تشمل هذه المبادرات المشاركة داخل المدرسة كأعمال التنظيف والحملات المتنوعة والإذاعات التوعوية بأهمية التطوع، إضافة إلى المبادرات التطوعية كزيارة الأيتام والمعاقين والمسنين، وإقامة المسابقات والتواصل مع الجمعيات الخيرية والتعرف إلى أهدافها ومشاركتها في أعمالها الخيرية.

التطوع خدمة

وتقول هاجر عيسى: إن التطوع لخدمة ومنافع الناس من الأشياء المفيدة في المجتمع والتي تولد السعادة، فاعتياد زيارة المرضى، وكبار السن، وذوي الإعاقة، والمساهمة في بناء المساجد، والمساعدة على كسوة الأيتام تبعث على السعادة. وحين يكون العمل لوجه الله تعالى وبلا مصلحة خاصة، فذلك يعتبر مجرد جزء بسيط من رد الجميل للمحتاجين، وينتج عنه ترسيخ ثقافة العطاء والعمل التطوعي لدى الفرد بما ينعكس إيجابياً على المجتمع.

كفالة اليتيم

تروي يسرا عبدالله الحمداني، قصتها مع عمل الخير قائلة: بدأت منذ الصغر حب الخير، وبأعمال كثيرة يسخّر الإنسان طاقته لإفادة غيره من الناس ممّا متّعه الله به من صحة وقوة وعلم ودراية وخبرة، فينشر علمه وخبرته إلى أكبر مجموعة من الناس الذين يحيطون به.
كنت أساعد في بعض المبادرات، إلى أن عرفت قيمة رعاية الأيتام، حيث اهتم التشريع الإسلامي بأمر الأيتام الأطفال وأن يكون لهم الحق في التعليم والصحة والحياة الاجتماعية وكل سبل الراحة، وبالتالي ستتحقق أهدافهم ورغباتهم وطموحاتهم المستقبلية.
لقد دعت دولتنا إلى التعامل معهم دون أن نشعرهم بأي نقص، وهو ما يمنحهم الثقة والأمن اللازمين ليستمروا بالعيش ويواجهوا تحديات الحياة، وعندما اقتربت منهم وجلست معهم أحسست بأنهم يحتاجون منا إلى أن نعوضهم الحب والحنان الذي فقدوه، ووجدت سعادة عند زيارتهم.
إن الله يجزي من يتطوع بالخير ويزرع في قلب اليتيم السعادة، ويظن كثير من الناس أن كفالة اليتيم تعني فقط النفقة عليه، لكنني على ثقة أن زيارتهم قد تكون أفضل من النفقة عليهم.

عمل خيري وإنساني

وقالت حمدة المر: إن التطوع في عمل الخير بكافة أنواعه عمل خيري وإنساني، له مردود كبير على كثير من الأطفال الأيتام والقصّر وعلى أسرهم، أنها تدخل الفرحة على قلوب هذه الفئة التي تحتاج منا إلى العطف.
ودعت مختلف شرائح المجتمع والمحسنين إلى التفاعل والتعاطف مع الأيتام وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم، مبينة أنه لا يمكن لإنسان أن ينكر خير ومآثر الشيخ زايد رحمه الله، وما قدمه من أعمال إنسانية وإغاثية، ومن بناء للمستشفيات وتشييد للجسور والمساكن والمدن لإيواء المتضررين والفقراء في العديد من أقطار العالم، خاصة العربية والإسلامية.

تضحيات الشهداء

ترى طاهرة حسين، أن تضحيات شهداء الإمارات الأبرار في ميادين القتال أرفع درجات التطوع والبذل لمساعدة الآخرين، وهم مبعث فخر واعتزاز لإعلائهم مكانة الإمارات قيادة وشعباً، أولئك الذين ضحوا بأرواحهم فداء للواجب ونصرة لقضايا أمتنا العربية والإسلامية، معتزين بتفانيهم وسعيهم إلى رفع شموخ الوطن وتأصيل المواقف البطولية، لكي تبقى محفورة في الأذهان ومتوارثة للأجيال.
إن حب التطوع والخير موجود في الإمارات منذ البداية، مستشهدة بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بأن «الخير الحقيقي هو في إحداث فرق في حياة إنسان أو مجتمع أو مسيرة وطن».

التفاني في خدمة الوطن

وتقول فاطمة الهنيامي: لا بد من رد الجميل لهذا الوطن المعطاء، معتبرة أن العمل والإخلاص والتفاني في خدمة الوطن، كل هذه معطيات تصل بالإنسان لتعزيز سعادته، والتطوع من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حثّ عليها الإسلام، وإن الإمارات دولة مبتكرة يمكنها خلق العديد من المبادرات الخيرية في مجال المنح والمساعدات الإنسانية.
الخير والتسامح والكرم من القيم المتجذرة في الإمارات، وحب الخير والتطوع لدى عدد كبير من الإماراتيات يعد دليلاً واضحاً على أنبل جوانب العمل الإنساني المتأصل في شعب الإمارات، فقد أعطى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله المواطن الأولوية القصوى أولاً وثانياً وثالثاً، لتكون حكومة الإمارات بذلك جزءاً فاعلًا، من خلال إشراك الجميع في المبادرات الخلاقة.

مساعدة المحتاجين

وأشارت أروى هزاع إلى أن مساعدة المحتاجين هدف نبيل وهو ما أكدته مبادرات الإمارات ومساهماتها السخية، في مساعدة كل من يستغيث لبلوغ الأهداف الإنمائية المستدامة، وهو أيضاً تعبير واضح عن رؤية هذه الأمة والتزامها بإعطاء دفعة لمستقبل أفضل ومستدام للجميع.
إن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد عمل على تعزيز الجانب الخيري والإنساني منذ البداية، حتى أصبحت الإمارات من أولى الدول التي تواجه تداعيات الكوارث والأزمات التي تلم بالشعوب، فامتدت أياديه البيضاء إلى شعوب العالم وللدول الصديقة والشقيقة، واستمرت قيادتنا الحكيمة على النهج نفسه وفعلته.

ربط التعليم بالعمل التطوعي

وترى هدى الصفار أن غرس قيم العمل التطوعي لدى الأبناء ليس عملاً وطنياً فقط، بل من شأنه أيضاً أن يساعد في خدمة المجتمع وتقدمه من خلال أبنائه، مبينة أن المؤسسات التعليمية في الدولة لا بد أن تعطي مجالاً للعمل التطوعي في كل يوم من أيام الدراسة، من خلال مناهج علمية وأنشطة صيفية تنمي قيم ومفاهيم العمل التطوعي لدى الناشئة، ولا بد أن تسعى إلى ربط التعليم بالعمل التطوعي.
والشعور بالرضا والسعادة الصادقة هو إحساس المتطوع، وخاصة المتطوعة التي دأبت عليه وأقبلت مخلصة متجردة من حب الذات، أو التطلع إلى الوصول لمناصب قيادية.

90 شهادة تقدير و17 درعاً

تقول زينب حسن «أم سعيد» التي تسكن مدينة حتا: إن التطوع من أجل الوطن وحب الناس هدفي الأكبر، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن أشارك في أعمال الخير والتطوع في حتا، وبدأ العمل يزيد، وصرت أساعد الجهات والمنظمين للفعاليات التطوعية ولا أبحث عن مقابل سوى خدمة وطني، وحصلت على أكثر من 90 شهادة تقدير و17 درعاً منحتها لي مؤسسات حكومية وخاصة نظير تطوعي معها.
وسعدت وزدت في العمل، بعد الخطة التنموية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، من خلال استقبال السياح الذين يزورون المدينة لتعرفهم إلى تراث المنطقة.

أبواب الود

تقول زينب قاسمي: إن دولتنا فتحت أبواب الود والمحبة والتراحم والمثابرة أمام نساء الإمارات، فسرن بكل ثقة وطمأنينة في طريق العطاء وخدمة الوطن والإنسانية جمعاء، بأعمال خيرة أسهمت في تخفيف معاناة الكثير من شعوب العالم الشقيقة والصديقة، التي لاتزال تستذكر أيادي دولتنا البيضاء، التي لم تميز بين البشر على أساس عرقي أو مذهبي أو إقليمي، بل وصلت للإنسان حيثما كانت حاجته للعون والإغاثة، وديننا الحنيف يدعونا للتكافل والتراحم والتعاضد والعطاء بلا حدود.
وأرى أن ثقافة التطوع بدأت في الانتشار بشكل كبير، مع التوجه القوي والمؤثر للدولة في مسار العمل التطوعي، ومساهمات الذين هم على دراية تامة بثقافة العمل التطوعي، خصوصاً العنصر النسائي الذي شارك بفاعلية في عمليات التطوع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"