عادي
بحضور 50 خبيراً شرعياً وفلكياً في الملتقى

الشيباني: الاتفاق على معايير إصدار التقويم الهجري لإمارات الدولة

02:17 صباحا
قراءة 4 دقائق
دبي:هاجر خميس

بحضور الدكتور حمد بن الشيخ أحمد الشيباني المدير العام لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، افتُتحت أعمال «ملتقى دولة الإمارات لمعايير التقويم الهجري» في قاعة غاليريا بفندق بلاتزو فيرساتشي بدبي، بحضور 50 خبيراً شرعياً وفلكياً محلياً ودولياً، لوضع معايير مشتركة لإصدار التقويم الهجري على مستوى دولة الإمارات، والاستفادة من ثمرة هذه الجهود على المستويين الإقليمي والعالم الإسلامي.
وقال الدكتور حمد الشيباني رئيس اللجنة العليا المنظمة للملتقى بعد ترحيبه بالحضور من الخبراء الشرعيين والفلكيين في كلمة الافتتاح: إنّ الاتفاق على معايير تتعلق بإصدار التقويم السنوي الهجري لإمارات الدولة، والحرص على ضبطه ونشره بأجمل حلة، هو تمكين حقيقي لريادة دولة الإمارات في هذا المجال على المستويين المحلي والدولي، كما أن تنظيم هذا الملتقى ومناقشاته ونتائجه، وما سبقه من منتديات ولقاءات وحوارات؛ هو نتاج لنجاحات وجهود بذلت على مدار سنوات على مستوى دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وشركائنا في كافة المجالات ذات العلاقة (مركز جامع الشيخ زايد الكبير، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ودائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة، ومركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، ومركز الفلك الدولي)، وهذا العمل سيمكّن الهيئات والجهات المسؤولة من ضبط المناسبات الدينية، وتوحيد الجهود؛ خدمة للدين والناس، وتنظيماً لأوقاتهم في ضوء أسس علمية، ودراسات رصينة، وورش ميدانية فعّالة، اشترك فيها جميع المعنيين من الشرعيين والفلكيين على مستوى الدولة، وكذلك من خارجها.
وأضاف الشيباني: إننا بتوفيق الله تعالى سنحقق بإذن الله من خلال هذا الملتقى توحيد الرؤية حول دخول الشهر القمري، بما يتفق مع قواعد الفلك ولا يعارض الشرع، خدمة للمسلمين. وسنعلن قرارات تشير إلى أفضل المعايير العلمية لحساب بداية الشهور الهجرية، وذلك لصناعة التقويم الهجري، ولينتفع به معدو تقاويم العالم الإسلامي.
وتحدث الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد كبير المفتين مدير إدارة الإفتاء عضو هيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، عن الأحكام الشرعية المتعلقة بالأهلة، في الجلسة الأولى بعنوان «اقتراح معيار للتقويم الهجري وفق الضوابط الشرعية يمكن اعتماده في التقويم الرسمي لدولة الإمارات»، والتي ترأسها أ.د صالح بن زابن المرزوقي، الأمين العام للمجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، موضحاً ارتباط العبادات بالشمس والقمر، ومعرفة السنين والحساب، من خصائص الدنيا أن الله تعالى جعلها محسوبة بالسنين والأشهر والأيام، بل بالأنفاس واللحظات، وجعل كل ذلك مطية الأعمار والأعمال، لأنها محدودة معدودة، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله سبحانه: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدينُ الْقَيمُ» «التوبة: 36» وبينه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاثة متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر، الذي بين جمادى وشعبان».
فأبطل صلى الله عليه وسلم بهذا عادات أهل الجاهلية في التلاعب بالتاريخ الذي كان سائدا، من تحريم الأشهر الحلال وتحليل الحرام، الذي سماه الله تعالى «نسيئاً» وحكم عليه بأنه زيادة في الكفر، أي هو تماد في الغي والضلال الذي كانوا عليه لجاهليتهم كما قال سبحانه: «إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يحلونَهُ عَامًا وَيُحَرِمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلوا ما حرم اللَّهُ زُينَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ» (التوبة: 37) ذلك لأن الزمن ملك لله تعالى فهو الذي خلقه ووقَّته وحلله وحرَّمه وليس ذلك لأحد من خلقه، فالتعدي عليه بتحليل حرامه وتحريم حلاله ناشئ عن مزيد من الضلال والإضلال، وفي الآية الكريمة دليل على ذلك.
الجلسة الثانية تحت عنوان «الضوابط الشرعية والمعايير الفلكية لحساب الأشهر الهجرية»، ترأسها أ.د. حميد مجول النعيمي، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، مدير جامعة الشارقة، وتحدث فيها د. سعد بن تركي الخثلان، أستاذ الفقه بجامعة الإمام محمد بن سعود، من المملكة العربية السعودية، حول الأحكام المتعلقة بالحسابات الفلكية وتقنيات رصد الأهلة المعاصرة، كما قدم الدكتور هيمن متولي، من جمهورية مصر العربية، ورقة عمل بعنوان «تقاويم الدول الأحادية والثنائية، وتناول أ.د. حسن بيلاني، من المملكة العربية السعودية، المعيار التكاملي في حساب الأهلة، وتحدث د. ذو الفقار شاه، من الولايات المتحدة الأمريكية، عن قواعد إعداد التقاويم الهجرية.
وقد شهد اليوم الأول توقيع مذكرة تفاهم بين إسلامية دبي ومركز الفلك الدولي، بشأن احتياجات إعداد التقويم الهجري، حيث وقعها عن الدائرة الدكتور حمد الشيباني، وعن مركز الفلك خلفان سلطان النعيمي، وقد اتفق الطرفان في ضوئها على تبادل الخبرات العلمية، ولاسيما فيما يتعلق بصناعة التقويم الهجري من مسائل ووسائل فلكية معاصرة، ومن الدائرة ممثلة بهيئة كبار العلماء تقديم خبرتها في المسائل الشرعية ذات العلاقة الفلكية، وغيرها من بنود الاتفاق والتعاون المتبادل بين الطرفين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"