عادي

الإمارات تُنجز أول مركز أبحاث فضائي قريباً

04:29 صباحا
قراءة 8 دقائق
حاورته: آلاء عبدالغني

أكد الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، أن دولة الإمارات لديها رؤية ثاقبة للمستقبل للمشاركة في السباق الفضائي العالمي، وأن مشروع «مسبار الأمل» ليس مشروع دولة، وإنما مشروع منطقة لأنه يهدف إلى إتاحة الفرص وخلق بصيص الأمل في نفوس الشباب العربي والمسلم، موضحاً أن الاستثمار في الفضاء من شأنه أن يحقق عائداً كبيراً للدول التي تمتلك برامج فضائية على المدى الطويل.

المشاريع الفضائية للدولة على حقائق وبحوث علمية، والمتوقع الانتهاء من العمل على إنجازها بالتزامن مع نهاية عام 2015 الجاري، مشيراً إلى انتهاء العمل قريباً كذلك من إنشاء أول مركز أبحاث فضائي، بالتنسيق مع جامعة الإمارات وهيئة تنظيم الاتصالات، حيث سيكون هذا أول مركز بحث فضائي على مستوى الشرق الأوسط، ليكون المركز حاضناً للأعمال البحثية والتطويرية والابتكار في مجال الفضاء، ما سيخدم الجامعات والمشغلين والأفراد الذين لديهم الرغبة والإمكانية في المساهمة في الأبحاث الفضائية، كما يجري التنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذ مشروع «مرصد الإمارات»، الذي سيثري مفهوم البحث والابتكار الفضائي على مستوى الدولة، لافتاً إلى أن لدى الوكالة برنامج البعثات الدراسية الذي تطبقه للسنة الأولى، ويتضمن إرسال نحو 15 طالباً إلى خارج الدولة لدراسة علوم الفضاء المتنوعة، إلى جانب البعثات الداخلية للطلبة في الجامعات المحلية.
كشف في حوار مع «الخليج» أن من أبرز مبادرات ومشاريع الوكالة لعامي 2015 و2016 إعداد دراسة تقييمية للقطاع الفضائي الوطني، وأضاف أن عدد المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي التي أطلقتها الوكالة بالتزامن مع اليوم الوطني ال 43 للدولة على المنصات الاجتماعية «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«إنستغرام» و«غوغل بلس»، تجاوز 3 آلاف متابع، كما أن منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوكالة سجلت خلال شهر يوليو/‏ تموز الماضي ارتفاعاً في مستوى التفاعل مع المتابعين بإجمالي تجاوز 35 ألف تفاعل، وفيما يلي نص الحوار:

* أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، قانون مركز محمد بن راشد للفضاء لدعم توجهات الدولة في قطاع الفضاء وتصنيع وإطلاق «مسبار الأمل»، وتأسيس بنية تحتية متكاملة لتصنيع الأقمار الصناعية داخل الدولة ودفع عجلة الابتكار وإطلاق البرامج العلمية والمعرفية في هذا المجال، فما دور الوكالة في دعم استراتيجية المركز وأهدافه؟

- قبل وكالة الإمارات للفضاء كانت مؤسسة الإمارات للعلوم التقنية المتقدمة عام 2007، هناك علاقة بين المؤسسة والوكالة قبل إنشاء المركز لتنفيذ مشروع «مسبار الأمل» وعلاقتنا استراتيجية تكاملية مع مركز محمد بن راشد للفضاء وهذه المؤسسة.
ولقد أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مرسوماً بتأسيس مركز محمد بن راشد للفضاء وهذا المركز قانون تأسيسه واضح، كما أن تأسيسه بحد ذاته إنجاز وإضافة لجهود الدولة في مجال الفضاء، وسيكون مكملاً وداعماً لجهودها في هذا المجال، وعلاقتنا بالمركز استراتيجية، ومشروع «مسبار الأمل» هو مشروع وطني، وكلنا في الوكالة سنبذل كل ما بوسعنا لإنجاح هذا المشروع، والفضاء يعتمد على الشراكات سواء المحلية أو الخارجية.

استقطاب الكوادر

* يعمل ضمن مشروع مسبار الأمل أكثر من 70 مواطناً إماراتياً وسيصل عددهم إلى 150 مهندساً وباحثاً قبل 2020، فهل يتم تدريبهم داخل الوكالة؟ وما البرامج التي تخصصونها لتدريب المواطنين في مجال الفضاء؟

- عملية تأهيل الكوادر المواطنة في مجال الفضاء متكاملة، وتبدأ من المراحل التعليمية لاستقطاب الكفاءات الشابة القادرة على العمل في هذا القطاع، والوكالة اليوم تضع الخطط الاستراتيجية اللازمة لرفع الوعي بالفضاء، ولدينا شراكات استراتيجية مع القطاع التعليمي الأكاديمي للنهوض بعملية التعليم والتدريب في الدولة، ليتم إعداد الجيل المواطن القادر على المساهمة بإيجابية، والذي يمتلك الكفاءات والقدرات للمشاركة بصورة عملية في مراكز ومؤسسات الدولة العاملة في قطاع الفضاء، ولدينا خطط لاستقطاب طلاب المراحل العليا، إضافة إلى طلاب الثانويات لتشجيعهم على دراسة علوم الفضاء، ونركز على الطلاب المميزين لنتبناهم ونرعاهم.
وضمن جهود الوكالة في هذا المجال ندخل في شراكات محلية مع المدارس والجامعات، ولدينا كذلك برنامج البعثات الدراسية الذي نطبقه للسنة الأولى، ويتضمن إرسال حوالي 15 طالباً إلى خارج الدولة لدراسة علوم الفضاء المتنوعة، إلى جانب البعثات الداخلية للطلبة في الجامعات المحلية، وبالتالي فإن عملية إعداد المهندسين، سواء كانوا في مشروع مسبار الأمل أو غيره من المشاريع التي تعمل الدولة عليها، انطلاقاً من أن قطاع الفضاء يعد الأكبر من حيث الحجم والتنوع في المنطقة.

خدمة البشرية

* الإمارات هي أول دولة عربية وإسلامية من بين 9 دول في العالم فقط تطمح لاستكشاف المريخ في 2021، ما هي الخطوات التي تقوم بها الوكالة لتحقيق هذا الطموح؟

- تعمل وكالة الإمارات للفضاء على مشاريع عدة، مثل إنشاء المراكز البحثية وغيرها، و«مسبار الأمل» هو مشروع رئيسي يعتبر باكورة مشاريع الوكالة، وهو ليس مشروع دولة، بل مشروع منطقة، وإلى جانب ضرورة التركيز عليه، فإننا نملك مشاريع أخرى في هذا القطاع.
والمسبار هو الذي سيوصل الدولة إلى الكوكب الأحمر، وأنه مشروع إلهام وابتكار، انطلاقاً من إعلان القيادة الرشيدة أن الهدف منه ليس الوصول إلى المريخ، وإنما ما يصاحبه من إلهام وتشجيع ورفع للمعنويات، وإعطاء بصيص من الأمل للشباب العربي والإسلامي، علاوة على دعم الأبحاث والتطوير وخلق جيل من المهندسين المواطنين للعمل فيه، كما أنه يؤسس لقطاع فضائي مبني على أسس سليمة، ويدفع بمكانة الدولة على الخارطة العالمية إلى المراكز المتقدمة، ويجعلها تكتسب احترام العالم، ومن شأنه كذلك خدمة البشرية، وعلم الفضاء حديث في الدولة، لذا تعمل الوكالة مع الجامعات المحلية في الدولة لتشجيع الإقبال على هذه العلوم والاستفادة منها، ولتخريج وتدريب باحثين في هذا المجال.

مرصد الإمارات

* تم الإعلان مؤخراً عن استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء، فهل تم بالفعل البدء بالعمل بها؟ وما الخطوات العملية لتطبيق هذه الاستراتيجية وأهدافها المستقبلية؟
- إن وكالة الإمارات للفضاء وضعت خطة استراتيجية بعيدة المدى لإرساء أساسٍ صلبٍ لمجتمعٍ قائم على العلم والمعرفة بعلوم الفضاء، مفصلاً المبادرات والبرامج والأنشطة الرئيسة التي تقوم عليها الخطط الاستراتيجية والتشغيلية لوكالة الإمارات للفضاء للفترة 2015-2016، ومن هذه المبادرات مشروع «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ، إضافة إلى عمل الوكالة على تنظيم القطاع الفضائي الوطني من خلال صياغة مسودة سياسة واستراتيجية الدولة في مجال الفضاء مع اقتراح القوانين والتشريعات الضرورية لتطوير وحماية القطاع الفضائي الوطني، وبما أن العنصر البشري هو عماد التطور والاستثمار الحقيقي، فإن الوكالة ضمن خطتها الاستراتيجية تركز على المساهمة في بناء الإنسان القادر على التعاطي مع المستقبل باقتدار، علاوة على إنشاء أول مركز أبحاث فضائي في المنطقة بمدينة العين في إمارة أبوظبي والذي سيتم افتتاحه قريباً، والذي سيكون حاضنة للبحث والتطوير والابتكار الفضائي على مستوى الدولة، وذلك بشراكة استراتيجية مع جامعة الإمارات وصندوق دعم قطاع الاتصالات، إضافة إلى دراسة تنفيذ مشروع «مرصد الإمارات» الذي من شأنه أن يعزز مفهوم البحث والابتكار الفضائي على مستوى الدولة.
كما ستهتم الوكالة بتطوير الشراكات الدولية لتنمية قطاع الفضاء الوطني، والمساهمة في نقل المعرفة في مجال تكنولوجيا الفضاء، إلى جانب تمثيل الدولة في الاتفاقيات والبرامج والمحافل الدولية في مجال الفضاء واستخداماته السلمية، علاوة على دعم المؤتمرات والندوات في هذا المجال المهم والمتنامي داخل الدولة والمشاركة فيها، وتشجيع وتطوير وتنمية استخدامات العلوم والتقنيات الفضائية السلمية في الدولة، وتقديم الدعم الفني والاستشاري في مجال الفضاء لجميع الجهات المعنية في الدولة، إضافة إلى أن الخطة الاستراتيجية ستكون مبنية على خمس قيم هي الوطنية والنزاهة والتميز والالتزام والتعاون والابتكار.

أربع اتفاقيات

* تقومون بجولات على عدد من الدول الأوروبية مثل فرنسا وأمريكا وغيرهما، فما مشاريعكم الجديدة التي تمخضت عنها هذه الجولات؟

- فيما يخص علاقات التعاون والشراكات الدولية الفضائية، تقوم وكالة الإمارات للفضاء بعدة جولات خارجية لعقد شراكات وتوقيع مذكرات تفاهم مع دول لها خبرة في مجال الفضاء مثل أمريكا وفرنسا، إضافة إلى أن الوكالة تدرس أربع اتفاقيات فضائية مماثلة مع بعض الدول الصديقة، بهدف نقل التقنيات والتجارب والخبرات من هذه الدول إلى الدولة، فضلاً عن مشاريعها المشتركة مع وكالة «ناسا» الأمريكية للفضاء، وكذلك تعمل الوكالة على اكتساب الدولة عضوية عددٍ من الهيئات واللجان ومجموعات العمل المختصة بالاستخدام الأمثل والسلمي للفضاء الخارجي، إذ إن الفضاء اليوم يعتمد على الشراكات، كما أن الوكالة تعمل على أكثر من جبهة لتطوير قطاع الفضاء في الدولة.

مشاريع فضائية

* من أبرز مبادرات ومشاريع الوكالة لعامي 2015 و2016 إعداد دراسة تقييمية للقطاع الفضائي الوطني، فما هي أهداف هذه الدراسة، وأين وصل العمل بها؟ متى من المتوقع الانتهاء منها؟

- تهدف هذه الدراسة إلى بناء المشاريع الفضائية للدولة على حقائق وبحوث علمية، إذ إن هذا القطاع يعتمد على خطط واضحة لا تقبل التأويل، إلى جانب التعرف بالإمكانات المتاحة والاحتياجات الموجودة والمستقبلية، وإلى أين يسير العالم في توجهاته، وكل وكالات الفضاء والقطاعات في العالم تقوم بمثل هذه الدراسة ومن المتوقع الانتهاء منها مع نهاية عام 2015 الجاري.

التواصل الاجتماعي

* أطلقتم بالتزامن مع اليوم الوطني ال43 منصات التواصل الاجتماعي لإطلاع الجمهور على مبادراتكم وبرامج استكشاف الفضاء الوطنية، كم بلغ حجم التفاعل مع هذه المنصات حتى اليوم؟

- عدد المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي التي أطلقتها الوكالة بالتزامن مع اليوم الوطني ال43 للدولة على المنصات الاجتماعية «فيس بوك» و«تويتر» و«يوتيوب» و«إنستغرام» و«غوغل بلس»، تجاوز 3 آلاف متابع، كما أن منصات التواصل الاجتماعي التابعة للوكالة سجلت خلال شهر يوليو/ تموز الماضي ارتفاعاً في مستوى التفاعل مع المتابعين بإجمالي تجاوز 35 ألف تفاعل، ما يدل على حجم الإعجاب والإبهار ببرامج الوكالة، والتعطش للمعرفة في مجال الفضاء.

إنشاء متحف فضائي مستقبلاً

في إجابته عن: هل هناك خطط لعمل معارض فضائية دائمة أو مؤقتة لتعريف الشعب الإماراتي بأغوار الفضاء وفوائد الاستثمار فيه على البشرية مستقبلاً، قال الدكتور محمد ناصر الأحبابي:

بهدف زيادة الوعي بقطاع الفضاء، تقوم الوكالة بالعديد من الأنشطة والمسابقات وتنظيم المعارض الفضائية، كما أنها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، ستقوم بالعديد من الفعاليات على مستوى الدولة في «الأسبوع الدولي للفضاء»، الذي يحتفل به عالمياً، كما لديها خطة لإنشاء متحف فضائي في المستقبل.

وأوضح أن وكالة الإمارات للفضاء تسهم كذلك بالمركز العلمي في مركز العلوم والتقنيات في أبوظبي، علاوة على تنسيق الوكالة مع المركز الفلكي في جامعة الشارقة، والذي يعد رافداً للقطاع الفضائي في الدولة.

سباق محموم للسيطرة على الفضاء

قال الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، رداً على سؤال حول كيفية اجتياز الإمارات للسباق الدولي المحموم للسيطرة على الفضاء واستخداماته المتنوعة إن البرامج الفضائية تدعم الاقتصاد الوطني المبني على المعرفة والاستدامة، إلى جانب خلق الشراكات، وثبت علمياً أن الدول التي لديها برامج فضائية فإن اقتصادها ينمو، والعائد على الاستثمار في مجال الفضاء عالٍ جداً على المدى البعيد، والدليل على ذلك تسابق دول العالم في الوقت الراهن على الاستثمار في الفضاء، حتى إن بعضها يستخدم البرامج الفضائية لعلاج المشاكل القائمة على أراضيها، كما تختلف أغراض هذه الدول من وراء هذا الاستثمار، إذ منها ما يهدف لخدمة غايات سياسية أو استراتيجية أو اقتصادية أو علمية أو لاكتساب مكانة بين الدول، ودولة الإمارات لديها رؤية ثاقبة للمستقبل للمشاركة في السباق الفضائي العالمي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"