عادي
نصف قرن في خدمة الصحافة الوطنية

حبيب الصايغ يترجّل.. تاركاً كنزاً من الأدب والثقافة

04:59 صباحا
قراءة 4 دقائق

إعداد: يمامة بدوان

ترجل، أمس، فارس الأدب والشعر والصحافة الإماراتية والعربية، المغفور له حبيب يوسف عبدالله الصايغ، تاركاً وراءه كنزاً من المقالات والإصدارات الأدبية، وغيرها الكثير، حيث تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإيطالية، والإسبانية والصينية.
رحل الشاعر والكاتب الإماراتي، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس تحرير صحيفة «الخليج» المسؤول، عن عُمر يناهز 64 عاماً، بعد أن أمضى ستة وأربعين عاماً في خدمة الصحافة والثقافة، حتى بات الاسم الأكثر شهرة عربياً بين مثقفي الإمارات، وهو يغزل من الحروف قصائد وأعمالاً شعرية، لاقت صداها عالمياً، حتى بات اسمه منارة يستدل عليها كل من يبحث عن الأدب والكلمة الصادقة، وأعطى الإمارات وجهاً جديداً بأبعاد ثقافية وشعرية وصحفية وترجمية وبحثية وتراثية، عززت مكانة الدولة على الساحة العربية وجعلتها في قلب صناعة الحدث الثقافي.


البداية والتعليم


وُلد حبيب الصايغ في أبوظبي عام 1955، وتوجه لكتابة الشعر في سن صغيرة، ثم راح ينظم المزيد من القصائد، ويكتب النثر عن الوطن، وقضاياه، وينشرها في الصحافة عندما كان طالباً في مدرسة «جابر بن حيّان» الثانوية في أبوظبي، ما شاع معه اسمه واحداً من المتفوقين في الكتابة من أبناء الوطن، حيث وصل الخبر إلى مسامع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لم يتردد في اختياره للعمل محرراً في صحيفة «الاتحاد» الناشئة عام 1973 براتب شهري 3 آلاف درهم، من منطلق تشجيع الموهوبين من المواطنين، والأخذ بيدهم.
حصل المغفور له على بكالوريوس الفلسفة عام 1977، كما حصل على الماجستير في اللغويات الإنجليزية العربية والترجمة عام 1998 من جامعة لندن، وعمل في الصحافة والثقافة، وترأس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
والمغفور له الأكثر شهرة عربياً، بسبب نشر إنتاجه عربياً في وقت مبكر، وتناول النقد العربي لذلك الإنتاج، ومشاركته في عشرات المؤتمرات والندوات العربية والعالمية، وقد صدرت عنه وعن إنتاجاته الكتابية دراسات نقدية كثيرة منها «سيرة غيم يهذي» للناقد الفلسطيني سامح كعوش، (تجربة حبيب الصايغ الشعرية) للناقد محمد عبدالله نور الدين. كما أصدرت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة كتاباً عنه بمشاركة ثلاثين باحثاً من مختلف الدول العربية، ورشّح لجائزة نوبل للآداب، وترجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية.
وكان للراحل حبيب الصايغ، دور بارز في الحركة الثقافية بالإمارات، وحضور واضح في الأنشطة الثقافية التي كان يشرف عليها وينفذها عبر مواقعه المتعددة.


جوائز وتكريمات


حصل الصايغ على عدد من الجوائز والتكريمات المحلية والعربية والعالمية، منها «جائزة تريم عمران» (فئة رواد الصحافة) عام 2004، كما كرمته جمعية الصحفيين عام 2006 بوصفه أول من قضى 35 عاماً في خدمة الصحافة الوطنية، وحصل عام 2007 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكانت المرة الأولى التي تمنح لشاعر.
وفي عام 2012، كرمه صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، باختياره شخصية العام الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب.
وفي عام 2016، كرمه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ضمن ملتقى «أوائل الإمارات»، لكونه أول إماراتي يشغل منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
كما كرّمه في يناير/ كانون الثاني 2019 معرض «نيودلهي» الدولي للكتاب الذي شارك فيه ضمن وفد الشارقة، بناء على تكليف من الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.


مراكز ومناصب


شغل الصايغ الكثير من المناصب والمراكز طوال مسيرته الأدبية والإعلامية، سواء على صعيد دولة الإمارات، أو الوطن العربي، ومنها رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع ترجمة الإبداع العربي عام 2013، والأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، ورئيس تحرير مجلة «الكاتب العربي» التي تصدر عن الاتحاد العام، منذ ديسمبر/ كانون الأول 2015 وحتى رحيله، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات منذ عام 2009 وحتى رحيله.
ومن المناصب السابقة التي شغلها، رئاسة تحرير مجلة «شؤون أدبية» التي تصدر عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، للأعداد من 58 - 62 والعددين 71 و 72، ومدير الإعلام الداخلي في وزارة الإعلام والثقافة عام 1977، ونائب رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» عام 1978، وأسس وترأس تحرير مجلة «أوراق» الثقافية الشاملة 1982 - 1995، ورئيس اللجنة الوطنية للصحافة الأخلاقية في الإمارات، ونائب رئيس لجنة توطين وتنمية الموارد البشرية في القطاع الإعلامي في دولة الإمارات، ومدير عام مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، وعضو مجلس إدارة نادي تراث الإمارات، ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة في النادي، والمشرف العام على مجلة «تراث» الشهرية التي يصدرها النادي، ورئيس الهيئة الإدارية لمسرح أبوظبي، ورئيس الهيئة الإدارية لبيت الشعر في أبوظبي، ورئيس وفد المجتمع المدني الإماراتي إلى منتدى المستقبل.
ويعدّ المغفور له حبيب الصايغ، كاتباً مشاركاً في صحافة الإمارات، منذ بداية تأسيسها، وله زاوية يومية لم تنقطع منذ فبراير/ شباط 1978، وحرر أول صفحة تعنى بالأقلام الواعدة في صحافة الإمارات (صحيفة الاتحاد - نادي القلم - 1978) وأسس أول ملحق ثقافي بالإمارات (الفجر الثقافي -1980).


إصدارات وأعمال


أصدر الصايغ إصدارات عدّة، أهمها «هنا بار بني عبس الدعوة عامة» عام 1980، و«التصريح الأخير للناطق باسم نفسه» عام 1981، و«قصائد إلى بيروت» عام 1982، و«ميارى» عام 1983، كذلك «الملامح» عام 1986، و«قصائد على بحر البحر» عام 1993، و«وردة الكهولة» و«غد» عام 1995، و«رسم بياني لأسراب الزرافات» و«كسر في الوزن» عام 2011، و«الأعمال الشعرية الكاملة» جزء1 وجزء2، و«اسمي الردى ولدي» عام 2012، و«في حب الشيخ زايد» عام 2013.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"