عادي
جلسة جائزة اتصالات تناقش آليات عمل لجنة التحكيم

توصيات بضرورة وضع معايير دقيقة بين أدب الأطفال واليافعين

05:13 صباحا
قراءة 4 دقائق
الشارقة: «الخليج»

نظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، أمس الأول، خلال مشاركته في المعرض جلسة نقاشية تناولت عمل لجنة تحكيم النسخة الثامنة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وأسباب اختيار الفائزين، وسلطت الضوء على شروط المشاركة في الجائزة، وما قدمته الأعمال الفائزة من إضافة لمكتبة الطفل العربي، على مستوى المحتوى، واللغة، والأسلوب، والتقنيات المستخدمة في الكتابة.
شارك في الجلسة جميع أعضاء لجنة تحكيم النسخة الثامنة من الجائزة، وهم: الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي في جامعة زايد، وبلسم سعد، المؤسس والمدير التنفيذي لدار البلسم للنشر والتوزيع في مصر، والكاتب السعودي ماجد سليمان، والفنان والرسام الإماراتي عبد الله الشرهان، المدير الإبداعي لبرنامج «افتح ياسمسم»، وجيتا وولف، مؤسسة دار تارا للنشر (الهند)، وأدارتها إيمان محمد، تنفيذي البرامج والجائزة في المجلس الإماراتي.
وبدأت الدكتورة هنادا طه حديثها خلال الجلسة، قائلة:«لقد أحدثت الجائزة حراكاً كبيراً في مجال أدب الطفل واليافعين لم نشهد له مثيلاً من قبل، ولذلك فكان من الطبيعي أن تواجهنا في لجنة التحكيم تحديات كبيرة في عملية اختيار الأعمال الفائزة، حيث كانت هناك أعمال وإصدارات عدة رائعة ورصينة، وشاهدنا جودة عالية في المحتوى، وبناء على ذلك فقد أصبحنا نختار ما بين الجيد والأجود بدل الاختيار بين الجيد والأقل جودة».
ومن جانبها، أعربت بلسم سعد، عن إعجابها وسعادتها بالأعمال المشاركة، وأكدت أن اللجنة قامت بدورها من خلال التزامها بالمعايير المتفق عليها مع إضافة بعض المعايير الأخرى، المتعلقة بالإخراج والرسوم والنص، وتناول المواضيع القديمة بشكل جديد، وأشارت إلى أن المشاركة في فئة كتب الأطفال تميزت بالتنوع، بينما كانت هناك كتب كثيرة قدمت ضمن فئة اليافعين، وهي في الأساس تخاطب الأطفال الذين لم يتجاوزوا السابعة، وأكدت أن معظم كتب اليافعين كانت كتباً ذات طابع ديني، وانخفض فيها عدد القصص والروايات.
ومن جانبه، أكد عبد الله الشرهان، أنهم في لجنة التحكيم كانوا يبحثون في صفحات الكتب عن الجديد الذي يقدم صورة جميلة خارجة عن المألوف التي تحمل إبداعاً متجدداً، وتفتح ذهن الطفل لطرح العديد من الأسئلة، وأشار إلى الخط العربي باعتباره أحد الفنون التي لا تجد حظها من الاهتمام، رغم أن كتابة الخط يدوياً تعطي جمالية للكتب سواء أن كان الخط حديثاً أو كلاسيكياً.
وتقدم الشرهان بمقترح لتضمين فئة القصص المصورة أو ما يعرف برسم الفن المتتابع ضمن فئات جائزة اتصالات لكتاب الطفل، لافتاً إلى أن هذا الفن الذي يلعب صاحب الفكرة فيه دور الرسام والكاتب والمخرج في آن واحد، وبات يمتلك جمهوراً كبيراً ومتابعين كثر على نطاق امتداد الوطن العربي والعالم أجمع.
وقالت جيتا وولف: «من الرائع رؤية هذا التنوع الكبير الذي يزخر به أدب الطفل العربي، فرغم التحديات التي تواجه العديد من الدول العربية التي تعاني عدم الاستقرار، فلا يزال العالم العربي له القدرة على رفد المشهد الأدبي بالمحتوى الغني، وهنا عليّ أن أتقدم بالشكر لجائزة اتصالات لكتاب الطفل وللمجلس الإماراتي لكتب اليافعين على منحهما لي الفرصة للاطلاع على المخزون الثقافي والأدبي الثري الذي تتمتع به إمارة الشارقة بشكل خاص، ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام».
ومن جهته، قال ماجد سليمان: «الكتابة للطفل تعد من أصعب الأعمال الأدبية، وبشكل عام فإن المشاركات المقدمة في فئة الأطفال كانت مدهشة، ولكن كان هناك بعض الأعمال التي ينقصها شيء من الحبكة، أما فيما يخص كتب اليافعين فمعظم الكتب فيها لم تحاكي الفئة العمرية، حيث قدمت أفكاراً أكبر من أو أقل من فئة اليافعين، كما أن أغلب ما كتب كان عبارة عن خواطر وبوح طويل، وهذا بالضرورة لا يصنع رواية أو قصة، لأن القصة والرواية هما امتداد للزمان والمكان وتحرك الشخصيات، كما لاحظنا أن هناك كثيراً من دور النشر عند كتابتها لليافعين لا تهتم كثيراً بالإخراج، وتعتمد أكثر على الوعظ والتأنيب، أما في أدب الطفل فقد شهدنا تنوعاً في المحتوى والإخراج».
وحول استبعاد بعض النصوص، أكدت الدكتورة هنادا طه أن النص هو روح الكتاب، وكشفت عن استبعاد عدد من النصوص مع أنها كانت مقبولة في الشكل العام، وذلك بسبب أنها أظهرت الفتيات بمظهر الضعف مما يعيق جهود تمكين المرأة، إلى جانب أعمال أخرى حملت أخطاء لغوية ونحوية، وأشارت إلى أن كتاب «أريد أن أكون سلحفاة» الفائز بجائزة أفضل نص، يمكن لكل شخص أن يأخذ منه ما يشاء فالأطفال يمكن أن يأخذوا صورته البسيطة، وكشفت عن أنه لامس قلبها لسبب أنه جاء في زمن يضج فيه العالم بالمهجرين، الذين يفتقدون إلى دفء البيت والمأوى، الذين فقدوا كل شيء وحملوا ما تبقى من فتات على ظهورهم.
وحول إشكالية عدم القدرة على تحديد وتمييز الفئات العمرية عند الكتابة لفئتي الأطفال واليافعين، فقد اتفق المشاركون على أن ذلك يمثل أزمة حقيقية، وأوصوا بضرورة وضع نظام تصنيف يستند على معايير محددة يتم تعميمها والاتفاق عليها في كل دول الوطن العربي، كما أوصوا بضرورة أن تهتم هذه المعايير بحجم الخط، ونوع الرسومات، وقرب المفردات والمحتوى من الطفل واليافع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"