عادي
أطلقت تقريرها السنوي بمناسبة يومها العالمي

«حماية العربية»: 8 محاور لتحقيق الاستدامة في الاحتفاء ب«لغة الضاد»

01:40 صباحا
قراءة 8 دقائق

تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف اليوم، بحسب ما اعتمدته المنظمة العالمية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، أطلقت جمعية حماية اللغة العربية تقريرها السنوي للمشاريع العلمية التي تم تنفيذها في خلال العام الحالي 2015، تحقيقاً للأهداف التي أنشئت من أجلها، تحت مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية، وبرعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. وقد أعلن د. علي عبد القادر الحمادي، نائب رئيس مجلس الإدارة، أن إسهام الجمعية في احتفالية اليوم العالمي للغة العربية، يأتي هذه السنة بأسلوب يحقق الاستدامة في الاحتفاء باللغة العربية، عبر العمل على مشاريع علمية وبرامج تقدم إضافة للغة العربية وتطوّر من حضورها المجتمعي وأساليب تعليمها وآليات التفاعل معها وبها.
استمر العمل على هذه المشاريع طوال السنة الحالية، بشراكة مع مؤسسات حكومية، مثل وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم، وجامعتي الإمارات والقاسمية، وكليات التقنية العليا والمركز التربوي للغة العربية، ومركز دبي للإحصاء، وهيئة تنظيم الاتصالات، ونادي الشارقة الرياضي، ونادي سيدات الشارقة.

جوائز

كما أن الجمعية حصلت في عام 2015 على المركز الأول في جائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد للمؤسسات الراعية للطفولة.

التقرير

يتضمن التقرير ثمانية محاور للعمل هي: إعداد منهج متكامل لرياض الأطفال مبني على المعايير، وتأليف سلسلة قرائية موجهة للأطفال لتنمية الوعي الصوتي والطلاقة اللغوية، وإطلاق برنامج (نون الكتابة) لتطوير تعليم مهارات الكتابة العربية، وإعداد مادة علمية لمساق مهارات الاتصال في الجامعات الإماراتية، والعمل على تفعيل اختبار العين للكفاية اللغوية الذي أعدته جامعة الإمارات، وتطوير مهارات الخطابة والقيادة لدى الشباب بوساطة أندية التوستماسترز، وتنظيم الدورات التطويرية للمعلمين والطلاب، وإقامة المسابقات اللغوية.

(1) منهج رياض الأطفال

يهدف إلى بناء تعلم داعم لاكتساب اللغة العربية من خلال تناول جميع الموضوعات في بيئة لغوية عربية سليمة ومشجعة، ويأتي لدعم اللغة العربية بدءاً من الأساس في مرحلة رياض الأطفال كونها العلاقة الأولى للطفل بعالم الكلمة والكتاب والمعرفة، حيث يكون الطفل في أتم استعداد لتلقي المعرفة واكتساب اللغة.
إن المواد العربية في رياض الأطفال تشكل مرتكزا أساسياً للبناء المعرفي والنفسي السليم للطالب، ولذا يتم تقديم تعليم مخصص يتلاءم واحتياجات كل طالب، لدعم مستوى تعلم القراءة والكتابة وتطويره، فضلاً عن مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والجانب الإبداعي، مع تأكيد الهوية الثقافية وغرسها في نفوس الطلاب.
ويركز المشروع على تحقيق التكامل بين مادة اللغة العربية وبقية المواد، فوقت التربية الإسلامية من أفضل الفرص التي يمكن للطفل من خلالها التمكن من المعاني الإسلامية في سياقات فريدة وممتعة. ولذا يقدم المشروع مصادر تعليم مختلفة كالقصة والمادة الفلمية والأناشيد.
ولأن وقت الدراسات الاجتماعية من الفرص المهمة لتعزيز الهوية الوطنية وحب الوطن في نفوس الطلاب، فإن استخدام القصص والأناشيد مهم لتعزيز حب الوطن في نفوس الطلاب.
كما أن البناء العلمي للطفل في الرياضيات والعلوم يحقق دعماً نمائياً للطفل، ويؤكد تكامل المعارف، والتوجيه نحو الشخصية العلمية. ولا غنى للطفل في المرحلة عن وقت الأنشطة الفنية والموسيقية والرياضية. ومن الأهمية بمكان أن تكون متضمنة ومتوافقة بشكل كامل مع المحتوى المعرفي والمهاري لبقية الخبرات. كما أن أهم ما يميّز هذه السلسلة هو ملامستها للروح الوطنية في الموضوعات، والقالب الشكلي للإصدار.

(2) تنمية الطلاقة اللغوية في التعليم الأساسي

يتفق هذا البرنامج مع مبادرة «تحدي القراءة العربي» التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ودعا فيها إلى تكثيف الممارسات القرائية انطلاقاً من المدارس في مختلف الوطن العربي. يوفر البرنامج نصوصا قرائية موجهة ومتوائمة مع معايير اكتساب اللغات، مع التركيز على المعيار الأساسي في اللغات وهو معيار الطلاقة اللغوية والوعي الصوتي.
البرنامج يتكون من 144 قصة في خمسة مستويات مختلفة تخاطب الطالب في مرحلة رياض الأطفال، وفي الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الأساسي، وتقدم له فرصة ثرية لممارسة المهارات اللغوية استماعاً ومحادثة وقراءة. وقد أطلق عليه اسم «أبجد» لأن كل مستوى من المستويات سوف يرمز له بلون وحرف من حروف الأبجدية.
ويقدم برنامج «أبجد لتنمية الوعي الصوتي والطلاقة اللغوية» الحرف العربي وسيلة للدخول إلى عالم الكلمة والكتاب، ليكون وسيطاً مسانداً ومشوقاً، وليس مجرد غاية مقصودة لذاتها، ويهدف إلى أن تألف عين الطفل الحرف العربي في أوضاعه المختلفة من الكلمة. وأن تألف أذن الطفل الحرف العربي بمختلف نغماته.
ويأمل من خلال مستوياته الخمسة بأن يكون انطلاقة إلى قراءة متدرجة قائمة على أساس علمي، تعين على التدرج بالطفل من الاستماع الفعال إلى القراءة الذاتية. ولذا لم تغب المتعة عن القصص، وتضافرت الرسوم مع الحرف لتشكل قراءة أخرى ممتعة للنص.
كما تتضمن هذه السلاسل القرائية دليلاً للمعلم، وكتاب أنشطة للطالب، وتطبيقاً ذكياً تفاعلياً، فضلاً عن علبة فاخرة، ولوحات تعليمية للقاعة الصفية.

(3) نون الكتابة

ولمراحل التعليم المختلفة أطلقت الجمعية برنامجاً علمياً لتطوير تدريس مهارة الكتابة مستنداً إلى نظرية سمات الكتابة، حيث رأى الفريق العلمي للجمعية أن الحاجة ماسة لتصميم وتطوير برنامج علمي للتدريب على تعليم وتطوير مهارات الكتابة، حيث تشترك الأنظمة التعليمية العربية في الشكوى من الضعف الشديد في اكتساب مهارات الكتابة الإبداعية والتحريرية باللغة العربية لدى الطفل العربي. والحقيقة أن هذا الضعف ليس بسبب ضعف قدرات الطفل العربي الكتابية، وليس بسبب صعوبة اللغة العربية، ولكن السبب الأساسي هو عدم وجود برنامج علمي متخصص في تعليم مهارات الكتابة وتطويرها.
وقد أظهرت دراسة بحثية إجرائية أن معلمي اللغة العربية قلما يلتفتون إلى الأنشطة الكتابية في المنهج الدراسي، وأن ساعات التدريب على مهارات الكتابة لا تكون فعالة غالباً بسبب ضعف الإعداد لها، وعدم مراعاة الفروق الفردية، وعدم وجود برنامج علمي محدد يمكن الانطلاق منه والاعتماد عليه.
إن إعداد برنامج متكامل لتعليم مهارات الكتابة وتطويرها لا بدّ أن ينطلق من تلمّس ودراسة واقع تدريس مهارات الكتابة حالياً، واستقصاء المشاريع والبرامج والمناهج الحالية في تعليم الكتابة، ودراسة البرامج في اللغات الأخرى، الإنجليزية تحديداً، وتطبيق هذا البرنامج وتجريبه ودراسة أثره. وكل هذه المحددات الأربعة هي ما سوف يلتزم بها هذا البرنامج. ولذا فهو يعد برنامجاً متكاملاً، متدرج الخطوات، متعدد المراحل، متنوع الموارد.
حيث يستند البرنامج إلى نصوص كتابية حقيقية من الأدب العربي، تتنوع هذه النصوص ما بين النصوص السردية والتوضيحية والإرشادية. وهو قائم على الدراسات النظرية الحديثة والبحوث العلمية الجديدة والممارسة العملية المتطورة. ويمثل ممارسة منظمة لعملية تعليم الكتابة في الصف المدرسي قائمة على معايير واضحة. تحدد المنطلقات الأساسية لعلمية التعلم: ماذا ندرس؟ وكيف ندرس؟ ومن ندرس؟ ومتى؟
يحوي البرنامج، مادة تدريبية متكاملة، وكتاباً نظرياً لعرض الفلسفة والفكرة، ودليلاً للمعلم، ووسائل تعليمية ومصادر متنوعة للمعلم وللطالب وللبيئة الصفية، كما يحوي منظمات للكتابة تجعل من عملية تعليم الكتابة عملية منظمة ومنضبطة بالمعايير.

(4) مهارات لغوية

يهتم هذا المشروع بتطوير تعليم مهارات اللغة العربية في التعليم الجامعي الأساسي.
يأتي العمل على هذا البرنامج لدعم طلاب المرحلة الجامعية في بداية دراستهم الجامعية في ضوء التوجه الجديد المتعلق بالسنة التأسيسية في الجامعات، فالطالب الجامعي في سنته الأولى وفي سنواته اللاحقة أيضاً يظلّ بحاجة إلى دعم فني نوعي ومستمر في المهارات المختلفة وخاصة المهارات اللغوية التواصلية، خاصة أن سنوات التّعليم العام تركّز على المعرفة أكثر من المهارة، وعلى المعلومة أكثر من التطبيق، على عكس مرحلة التّعليم الجامعي التي تمثل الفترة الأخصب لتعزيز هذه المهارات والانتقال من المعرفة إلى النبوغ والموهبة عبر الممارسة اليوميّة والتّطبيق الدائم.
إن تربويات التّعليم والتّعلم في المرحلة الجامعة ما زالت بحاجة إلى ممارسات فضلى في اختيار المادة وبناء الكتاب الجامعيّ وأسلوب المعلم وطرائق التّعليم. وإلى مراعاة للمهارات التي يتطلبها سوق العمل، وهذا ما يحققه هذا البرنامج الذي يلبي حاجة سوق العمل والمجتمع، على حد سواء، فقد أصبحت المهارات التواصلية هي المتطلبات الأساسيّة للحياة العملية، لأن النجاح في التّواصل هو النجاح في الحياة.
يقوم برنامج «مهارات الاتصال والتواصل في اللغة العربية للتعليم الجامعي» على إعداد عمل موسوعي ينطلق من العمل العلمي للغة العربية السهلة الممتعة، والكتاب الجامعي المفيد الرصين مركِّزاً على اللغة العربية مجال عمل، متَّخذاً من مهاراتها الأساسية حجز زاوية، ومن المنْحى التَّواصلي أساس بناء.
يهدف البرنامج الذي يطلق عليه اختصاراً «مهارات لغوية» إلى تنمية المهارات اللغوية التواصلية لدى الطالب الجامعي وتعزيزها، كما يكسب الطالب الجامعي مهارات تواصلية متقدمة في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة تعينه على تلبية متطلبات التعلم الجامعي الفعال. والبرنامج إلى ذلك مبني على نماذج واقعية ومواقف حياتية للتواصل في مستوياته المختلفة.
يتكون الكتاب الجديد من ستة فصول، يهدف الفصل الأول إلى تحديد مفهوم اللغة ووظيفتها، وكذلك الوقوف على سمات اللغة بوجه عام، واللغة العربية على وجه الخصوص، وصولاً إلى إشعار المتعلم بالفخر بلغته العربية الجميلة. كما يهدف الفصل الثاني إلى تحديد مفهوم الاتصال وأشكاله وأنماطه، وكذلك تعرف عناصر الاتصال ومعوقاته، لتكون الفصول الأربعة التالية ذات منهج تطبيقي في المهارات الشفوية وهي الاستماع والتحدث، والمهارات الكتابية وهي القراءة والكتابة.
وتضمن العمل على هذا المشروع رفع خطاب للمجلس الاستشاري للغة العربية لتعميم تجربة جامعة الإمارات في تدريس مساق مهارات الاتصال في اللغة العربية.

(5) تطبيق اختبار العين للكفاية اللغوية

تطويراً للتعاون مع المؤسسات العلمية،أجرت الجمعية محادثات مستمرة مع مركز التعليم المستمر في جامعة الإمارات، للاستفادة من الجهد العلمي الكبير لجامعة الإمارات في تصميم اختبار عالمي ذي معايير عالية للكفاية اللغوية حصل على جائزة محمد بن راشد للغة العربية في الدورة الأولى.
يهدف هذا التعاون إلى تحويل اختبار الكفاية في اللغة العربية إلى واقع ملموس بصورة أكبر بين الشرائح المختلفة في الدوائر الحكومية وغير الحكومية التي يلزم أن يتقن العاملون فيها اللغة العربية الفصحى على المهارات اللغوية الأساسية: الاستماع - التحدث - القراءة - الكتابة. بقصد الارتقاء باللغة العربية لغة الدين والهوية الوطنية، حتى تصير هي اللغة الأولى بجدارة في الاستخدامات الرسمية وغير الرسمية.
ويهدف هذا التعاون إلى الوصول باختبارات الكفاءة إلى أكبر قدر من الشرائح الوظيفية المختلفة في محيط الإمارات الشمالية، وتغذية الدور الريادي لجمعية حماية اللغة العربية في النهوض بلغة القرآن بوسائل حديثة ومتطورة وذات جاذبية حالية، فضلاً عن تفعيل دور الشراكات المجتمعية بين الجمعية والمؤسسات الثقافية في الدولة.
كما يستهدف المشروع جميع الشرائح التي يلزم أن تتقن اللغة العربية الفصحى في مجالات التعليم والإعلام والخطابة والقضاء والمحاماة، وسيقتضي ذلك عمل مذكرات تفاهم وبروتوكولات عمل مع تلك الجهات التي تندرج تحتها تلك الفئات.

(6) تطوير مهارات الخطابة

سعت الجمعية للاستفادة من الإرث العلمي والعملي الكبير لأندية الخطابة والقيادة التي تندرج تحت منظمة التوستماسترز العالمية. وأطلقت أول نادٍ في دولة الإمارات باللغة العربية، وسوف يحتفل النادي باجتماعه رقم 200 في كليات التقنية العليا في أبوظبي يوم السبت التاسع عشر من ديسمبر/‏كانون الأول.

(7) الدورات التطويرية للمعلمين والطلاب

تنظم الجمعية ورش العمل والدورات التدريبية والمحاضرات الثقافية العام للمعلمين والطلاب وأولياء الأمور بمختلف إمارات الدولة ومختلف المراحل الدراسية.

(8) إقامة المسابقات اللغوية

طرحت الجمعية مسابقات لغوية للمعلمين والطلاب من جميع الفئات وفي جميع المراحل الدراسية، ومن أهم هذه المسابقات: «أفضل ملف إنجاز في اللغة العربية» وهي مسابقة تقيمها الجمعية للسنة السادسة على التوالي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للمعلمين والطلاب من جميع الفئات ومختلف المراحل الدراسية على مستوى مدارس الدولة، والقصة القصيرة، والخطابة، وإلقاء الشعر وتأليفه، و«العربية في عيون الناطقين بغيرها».
وأكد عبدالله الريسي رئيس اللجنة الإعلامية في جمعية حماية اللغة العربية، أن التقرير أطلق تزامنا مع الحفل الرئيسي للغة العربية الذي تستضيفه الجامعة القاسمية، تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة.

780 عضواًفي الجمعية

أسست الجمعية في عام 1999 وتتخذ من الشارقة مقراً رئيسياً لها، ويبلغ عدد أعضائها 780 عضواً وتتألف من:
بلال البدور - الرئيس
د. علي عبدالقادر - نائب الرئيس
د. جمال الزرعوني - أمين السر
محمد بن غالب - أمين الصندوق
عبدالله الريسي - رئيس اللجنة الإعلامية
نوح الحمادي - رئيس اللجنة الثقافية
سهيل الكعبي - رئيس لجنة العلاقات العامة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"