عادي

رسالة اليوم ... 14-03-2010

02:45 صباحا
قراءة دقيقتين

ناقوس خطر يدعو إلى وقفة مع الذات

دق ناقوس الخطر أبواب المجتمع . كان ذلك يوم فجع أهل منطقة الراشدية في دبي بالنبأ المروع الغدر بالطفل علي الذي لم يتجاوز 13 ربيعاً ويالهول الحدث فقد سقط الغصن عن الشجرة وذبلت الورود والزهور اليانعة . . ذبلت ليس بفعل ندى الليل الذي انسكب على زهرة الحي علي بل بفعل جهلة لم يعرفوا ولم يتعلموا أو ربما تجاهلوا ما تعلموا عن الروح البشرية ومكانتها الآدمية التي رفع الله شأنها .

ثمة ما وراء الكواليس أو خلف ستار طفولة مرتكبي الجريمة الذين لم تتجاوز أعمارهم 16 سنة فهل الجهل أم الإهمال هم من أخرج هذه التصرفات إلى مسرح الجريمة وكان هؤلاء الأطفال بما لديهم من فهم وطباع وسلوكيات قنبلة موقوتة ولم يكن للطفل علي ذنب سوى أنه خرج من بين جدران الأمان في منزله إلى فضاء الحي الرحب حيث الأمان الأوسع المفترض .

هذا الحدث يتطلب جلسة تقييم ومراجعة ووقفة جادة لنقر ناقوس الخطر ليس بالعبارات والاستهجان والاستنكار والمواساة وحسب وإنما برسم السياسات وإعداد البرامج والتوصيات التربوية والاجتماعية والتعليمية على كافة الصعد وبتعاون وجهود جميع المؤسسات سواء التعليمية أو التربوية أو الدينية والحقوقية القانونية، وعلينا مواجهة أنفسنا ومراجعة أوضاع أبنائنا وتصويب هذه السلوكيات وإصلاح النفوس .

ولكي لا نبتعد عن جو النص فإن حادثة المغدور علي بحاجة إلى قنطار أو قناطير علاج، والأمر يدفعنا ليس إلى العلاج فحسب وإنما إلى أن نعمل معاً وبروح العمل الجاد الدؤوب والوطني الغيور لتثبيت صمامات الأمان وحصون الوقاية من هذه الأحداث والسلوكيات الهجينة في مجتمع الإمارات فالوقاية خير من قنطار علاج .

فاليوم قتل والضحية المباشرة طفل وما هو أخطر من ذلك أن تتحول سلوكيات الأولاد وتجمعاتهم الشللية الى ما هو أبعد من ذلك والدخول في ما هو أسوأ .

هذا غيض من فيض والحديث ذو شجون والوقاية وأساليبها وعناصرها عديدة وكثيرة ومتنوعة ومتفاوتة من بيت إلى بيت ومن مدرسة إلى مدرسة ومن حي إلى حي ومن إدراك إلى آخر، ويصعب حصر ذلك جميعاً في مقال مقتضب أو تعليق صحافي عابر، وما على الجميع وبالأخص الأهل إلا الجلوس ولو لسويعة والتفكير في أوضاع أبنائهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وميولهم قبل التفكير والسهر على توفير احتياجات الرفاهية المفرطة والدلال المدمر لشخصية الأبناء ورسالتهم في المجتمع .

إنها وقفة مع الذات وتقييم لنهج الآباء ومنظومة الأسرة وقواعد ضبط سلوك الأبناء وهنا أركز على الأسرة والأهل بوصفهم السلطة الأقوى والمؤثر الأول في سلوك الأبناء وتنشئتهم في مجتمعاتنا العربية وهذا لا يعفي المؤسسات التعليمية والتربوية والاجتماعية التوعوية من المسؤولية لرسم خارطة طريق ومنحنى سلوك الأبناء .

عاهد يحيى حمارشه - أبوظبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"