عادي
هزاع بن زايد: أعظم وفاء له أن نواصل مسيرته

«شؤون الرئاسة» تنعى شهيد الإنسانية السفير جمعة الكعبي

04:50 صباحا
قراءة 4 دقائق
رأس الخيمة:عدنان عكاشة وحصة سيف

قطع «سفير الشهداء»، جمعة محمد عبدالله الكعبي، (٥١ عاماً)، العهد، في حديث هاتفي مع أحد الأهالي، بأن يعود إلى الإمارات ومع «علم الدولة»، وهو ما تحقق بعد استشهاده فعلاً، إذ عاد ولكن ملفوفاً ب«العلم» الغالي على القلوب والأرواح.
وأكدت أسرة السفير الشهيد أن ابنها (جمعة) ليس فخراً للقبيلة، بل هو «فخر الإمارات والوطن كله»، مشددة على أن مصابها في فقده هو مصاب الوطن، ونعزي أنفسنا وقيادتنا وشعبنا سواء بسواء.

شرح شقيق الشهيد راشد محمد الكعبي، (٤٧ عاماً)، القصة: تحدث الشهيد (جمعة) إلى أحد أهالي منطقة وادي القود، التي ننتمي إليها، وهو من روى لنا ما دار بينهما في اتصال هاتفي، قائلاً له إنه لن يعود إلى الإمارات إلا ومعه «علم الوطن»، وهو ما كان حقاً، بعد أن أسلم الروح لبارئها.
السفير الشهيد «جمعة محمد عبدالله الكعبي»، (٥١ عاماً)، ولد عام ١٩٦٦، وهو خريج ثانوية عامة، التحق بوزارة الخارجية بعد التحاقه أولاً بالقوات المسلحة، ثم عمل قائماً بالأعمال في سفارة الدولة في أفغانستان، حيث قضى ٨ سنوات في خدمة الوطن والإنسانية، كان خلالها، وفقاً لزملائه، من (رفاق الخير والإحسان والإنسانية) نموذجاً في العمل الإنساني وحب الخير.
الأخ والصديق
مصبح عبيد الكعبي، (٦٦ عاماً)، من أهل وادي القور، صديق ومقرب من الشهيد، وصفه بأنه بمثابة الأخ، عاشا معاً ونشآ وتربيّا سوية، وهما من أبناء القبيلة ذاتها، قال: إن آخر مرة رأى فيها «السفير» قبل الاعتداء الإرهابي الغاشم بنحو أسبوع، حيث كان في إجازة بوادي القور، بين أهله، وكنا حينها نلتقي في المسجد و«الفريج»، لم أره كثيراً لكونه دائماً مشغول، لكن حين نجتمع نسأل عن بعضنا بعضاً، ويطمئن كل منا على أحوال الآخر.
ترك «الشهيد السفير» جمعة الكعبي، (51 عاماً)، وراءه 5 أبناء، 3 بنات، وولدين، وحفيدين صغيرين، في حين أن له شقيقين، يصغرانه سناً، و6 شقيقات، مثلما خلّف سيرة طيبة عطرة، تتداولها الألسن والقلوب، بعد رحيله، في قريته الصغيرة (وادي القور)، التي ولد ونشأ فيها، وعاش حياته بين ربوعها، عائداً إلى حضنها الدافئ، و«لمة الأهل» وشمل العائلة، كلما سنحت له الفرصة، لا سيما في عطلاته المتفرقة من ساعات عمله الطويل والمجهد، منذ صغره.

خصال طيبة

وبحسب عدد من أبناء وادي القور وبلدة المنيعي المجاورة، عرف «شهيد السفراء»، الذي ولد عام 1966، بخصال طيبة، وقيم أخلاقه يشهد لها أبناء قبيلته، وأهل منطقته، من أبرزها في سيرة حياته، وعصاميته، وكونه «مكافحاً» من الطراز الأول في الحياة والعمل، إذ اعتمد على نفسه منذ الصغر، وتولى رعاية أسرته التي تضم والدته وشقيقاته الست، وشقيقيه الأصغر منه سناً، بعد وفاة والده، وهو لا يزال مع أشقائه في سن مبكرة، كان لا يتجاوز عمره حينها (١٩ عاماً)، لكنه كبر سريعاً وتحمل المسؤولية، وتكفل بنفقات العائلة، بجانب تواضعه.
راشد، شقيق «شهيد الإمارات»، قال: إن والدة «شهيد الوطن»، (66 عاماً)، على قيد الحياة صابرة محتسبة، يملأها الفخر بفلذة كبدها، في حين فارق والده الحياة وهو صغير، عام 1985 م.
وأكد الكعبي أن أبناء الشهيد «غدير» (32 عاماً)، وهو متزوج، وله طفلان، بنت وولد، ومحمد، (13 عاماً)، في الصف التاسع، و3 بنات، أكبرهن تبلغ (25 عاماً)، وطفلة عمرها عامان فقط، ثم «آخر العنقود»، التي لا يتعدى عمرها الغض 6 أشهر فقط، رزق بها قبل الحادث الإرهابي واستشهاده بقليل، يشعرون هم أيضاً بالعزة والفخر والوطني بوالدهم، الذي قلدهم ب«وسام الوطن» على صدورهم مدى الحياة، رغم الحزن والألم لفراقه.

طيب المعشر

قالت «أم غدير» (50 عاماً)، زوجة شهيد الوطن جمعة الكعبي، غادرنا الشهيد قبل أسبوع تقريباً من الحادثة، وكان طيب المعشر، توفي والده وهو شاب يافع، وتولى بعدها رعاية أشقائه، فيما ربى أبناؤه الثلاثة على تحمل المسؤولية منذ الصغر.

وأضافت «أم غدير»، كان دائماً يحرص على بر والدته، التي تسكن معنا في وادي القور، ودائماً ما يتابع شؤون أشقائه حتى بعد زواجهم، فيما يحرص، رحمه الله، على أعمال الخير بكل صمت، ويؤمن بخدمه وطنه مهما كانت النتائج، وكان صبوراً للغاية ولا يكل ولا يمل من تقديم يد الخير للجميع.
وقال عقيل الكعبي، والد زوجة الشهيد جمعة الكعبي، كان الشهيد متواضعاً جداً وهو بمثابة ابني، ويعاملني كوالده تماماً، وهو أب لولدين وابنة، أكبرهم غدير (28 عاماً)، وأصغرهم محمد (15 عاماً)، ويسكن في وادي القور مسقط رأسه، ومعروف بحسن الخلق والمعشر.
وأكد الكعبي، أن منطقة وادي القور أقصى جنوب رأس الخيمة، تشعر بالأسى لفقدانها رجلاً من رجالاتها، ووقفت أمس، وقفة رجل واحد لتساندنا في محنتنا في فقدان الشهيد، وكلنا فداء للوطن.

تواضع وكرم

وقال محمد بن فهم أخو الشهيد في «الرضاعة»، (51 عاماً)، فقدت وادي القور أمس، أحد رجالها الذي ما فتئ يعمل بكل هدوء في الخير، وكان مثالاً للتواضع والكرم، وعلاقته مع والدته موضع احترام وتقدير، فكان لا يفارقها وتسكن معه في منزله في وادي القور، وبعض الأيام ينقلها إلى أبوظبي حيث كان مقر عمله، وودعنا الشهيد قبل الحادثة بأسبوع تقريباً، ولن نتوقع أن يد الخير ممكن أن تغتال بتلك الطريقة الهمجية.
وأضاف ابن فهم، استشهاد جمعة الكعبي، وهو يدشن مراكز الأيتام، حدث نفتخر به جميعاً طالما لا نلن مع عمل الخير في كل مكان، وكلنا سواعد للخير في دولتنا سواء كان على أرضها أو على أي مكان كان، طالما توجهنا حكومتنا لفعل الخير، وكلنا فخر باستشهاد رجل من رجال وادي القور، رغم تحملنا آلام الفراق الصعبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"