عادي
«باور أوف سايبيريا» الأضخم من نوعه بكُلفة تفوق الـ 55 مليار دولار

أنبوب غاز يربط روسيا بالصين بطول 3000 كم

04:34 صباحا
قراءة دقيقتين

دشنت روسيا، أمس الاثنين، خط أنابيب «باور أوف سيبيريا» لنقل الغاز إلى الصين، بحضور رمزي لقادة البلدين عبر اتصال فيديو. وقال الكرملين، في بيان بهذه المناسبة، إن الخط الذي توجد مصادره في منطقتي ياكوتيا وإيركوتسك بشرقي روسيا، سينقل 38 مليار متر مكعب من الغاز إلى الصين سنوياً.
وأثناء اتصال فيديو بين الرئيسين الصيني والروسي، أشاد بوتين ب«حدث تاريخي فعلاً» سيحمل التعاون الاستراتيجي الروسي الصيني إلى مستوى مختلف تماماً. وقال شي جين بينج الذي بات يُشيد بقربه الشديد من «صديقه» بوتين بعد عقود من الريبة بين البلدين، إن تنمية العلاقات الصينية الروسية هي الآن وستكون أولوية للسياسة الخارجية لكل من البلدين.
على جهتي الحدود، ظهر موظفو مجموعتي «غازبروم» و«بيترو تشاينا» بزيّ أزرق وأبيض للشركة الروسية، وأحمر للشركة الصينية، في صفوف متقاربة جامدين قبل أن يهتفوا بصوت واحد معلنين التدشين الرسمي للأنبوب.
ويهدف المشروع لإشباع الحاجة الصينية الضخمة إلى الطاقة. ويجسّد أنبوب الغاز الإرادة الروسية بالتقرّب من آسيا في مواجهة الغرب الذي تعده معادياً. من الجانب الصيني، يُفترض أن تنهي الصين بناء حصّتها من الأنبوب بين عامي 2022 و2023 لنقل الغاز إلى شنجهاي.
ويرافق مشروع أنبوب الغاز عقد ضخم لإمدادات الغاز إلى الصين تُقدّر قيمته بأكثر من 400 مليار دولار، ومدّته 30 عاماً وقعته مجموعة «غازبروم» الروسية للغاز والعملاق الصيني «سي ان بي سي» في مايو/أيار 2014 بعد عقد من المفاوضات.
وقال رئيس مجموعة «غازبروم» الروسية الحكومية أليكسي ميلر: إن الصنبور مفتوح، في وقت كان الغاز الروسي من حقول الغاز في سيبيريا الشرقية يعبر الحدود الصينية عبر أنبوب «باور أوف سايبيريا»؛ (قوة سيبيريا). ويمتدّ خط الأنبوب على مسافة أكثر من ألفي كيلومتر. وعلى المدى البعيد، سيبلغ طوله أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر. وبحسب «غازبروم»، عمل قرابة 10 آلاف شخص على مدى خمس سنوات؛ لبناء المشروع في ظلّ درجات حرارة متدنية جداً في هذه المناطق؛ حيث بلغت أحياناً 50 درجة مئوية تحت الصفر.
وقدّرت شركة «غازبروم» كُلفة بناء أنبوب «باور أوف سايبيريا» ب55 مليار دولار، وستبلغ في 2022-2023 قدرته على نقل الغاز 38 مليار متر مكعّب سنوياً أي 9,5% من الغاز المستهلك في الصين. ويبقي عملاق الغاز الحكومي تركيزه أيضاً على زبائنه الرئيسيين، وسيدشّن في الأسابيع القادمة أنبوبين آخرين إلى تركيا وألمانيا. وخطّ «نورد ستريم 2» الروسي الألماني الأكثر إثارةً للجدل، وهو ثاني أنبوب غاز عبر بحر البلطيق؛ بهدف الالتفاف على أوكرانيا، الدولة التي يعبر فيها عادةً الغاز الروسي الذي يشتريه الاتحاد الأوروبي.
ويقسم المشروع دول الاتحاد الأوروبي، فبعضها على غرار بولندا ودول البلطيق، يندد بالخطر الذي يشكله الاعتماد الكبير في مجال الطاقة على موسكو، والتخلي عن الصديق الأوكراني الذي يخوض حرباً ضد انفصاليين موالين لروسيا.
في نهاية المطاف، نجحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في فرض المشروع على الرغم من ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وسيسمح تشغيله بمضاعفة عمليات نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الشمال لتصل الكمية إلى 110 مليارات متر مكعّب سنوياً. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"