عادي
الكهرباء تنقطع والبلد يغرق في أزمات سياسية واقتصادية بلا حدود

«الانفجار الكبير» يعصف بأحلام الشباب اللبناني في وقت قاتل

05:03 صباحا
قراءة دقيقتين

نسف انفجار مرفأ بيروت، يوم 4 أغسطس الجاري، أحلام ربيع معوض وشريكته شانتال سلوم في افتتاح مطعمهما الجديد في حي الجميزة التاريخي.
ووفقاً لصحيفة «ذا نيويورك تايمز» الأمريكية، فإن الشريكين كانا يستعدان لافتتاح المطعم الجديد، أمس الاثنين، إلا أن انفجار 2750 طناً من مادة «نيترات الأمونيوم» في مرفأ العاصمة، أسهم في تدمير حلمهما الجديد قبل افتتاحه. وقال مؤسس مطعم «The Barn» الذي يفترض أن يقدم مأكولات صحية، ربيع معوض، إن الانفجار أظهر مدى الحاجة للتغيير في لبنان. وأضاف: «إذا كانت هناك نقطة تحول في لبنان، فهو هذا الانفجار، إن لم يأتِ بالتغيير، فلن يتغير شيء».
وخسر معوض وشريكته شانتال 450 ألف دولار تم استثمارها في تجهيز المطعم الذي يقع في حي الجميزة الذي لا يبعد أكثر من 4 كيلومترات عن مرفأ بيروت. وساهم الانفجار في أضرار بالغة بالمباني الواقعة في هذا الحي، حيث قتل عدد من الأشخاص داخل منازلهم وأغلقت بعض الطرق بالركام. وقال معوض: «لا نريد الاستسلام ولا نريد مغادرة لبنان».
على الجانب الآخر من الشارع ذاته، كانت أنجيل سعادة، 65 عاماً، تقوم بتنظيف شقتها المدمرة، حيث ربت ستة أبناء منذ زواجها عام 1971. وقالت: «قل للعالم إننا بحاجة إلى المساعدة، ليس المال، ولكن للقنابل النووية لإسقاط هؤلاء السياسيين».
وفي ظل انكماش اقتصادي وعملة تنهار ورفض البنوك منح الناس أموالهم، وانقطاع متكرر للتيار الكهربائي، يغرق لبنان في أزمات سياسية متشعبة، حتى قبل وصول فيروس كورونا المستجد الذي عمّق من معاناة اللبنانيين الذين عبّروا عن غضبهم في مظاهرات شعبية واسعة في وسط بيروت، في اليومين الماضيين.
وأعيد بناء لبنان بعد 1990 عقب 15 عاماً من الحرب الأهلية، وذلك باستثمارات دولية، لاستعادة سمعة لبنان المعروفة باسم «سويسرا الشرق»، بعدما كانت دولة جاذبة للسياحة، لكن الاضطرابات السياسية والتهديدات المحيطة بالأمن، أدت لهروب السياح الأثرياء، مما جعل البلاد تبدو وكأنها مدينة أشباح في السنوات الأخيرة.
واندلعت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في أكتوبر الماضي، حيث طالب المتظاهرون بالإطاحة بالنخبة السياسية التي يتهمونها بتدمير البلاد، قبل أن يضرب الانفجار، في وقت قاتل، وسط المدينة، ليعيد المتظاهرين الغاضبين إلى الشوارع من جديد. (وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"