عادي
أكد أنها لم تعد قادرة على قيادة العالم

بريمر: نظام أمريكا بحاجة لإصلاحات أكثر من «الصيني»

03:43 صباحا
قراءة 3 دقائق
قال أيان بريمر رئيس مجموعة يوروآسيا: إن أهم التوجهات الكبرى في العالم في 2018 هي: أن الصين باتت نموذجاً للدول النامية والمتقدمة، خاصة فيما يرتبط بجرأتها وقيادتها للتغيير، وأن الهجرة في 2018 ستتحول من أزمة إلى حالة مزمنة، وأن العولمة عززت الشعبوية باستثناء اليابان، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على قيادة العالم.
وأشار في جلسة تحت عنوان: «أحداث رئيسية ستؤثر على العالم في 2018» إلى أن السنوات القادمة ستثبت أن النظام الأمريكي بحاجة لإصلاحات أكثر مما يحتاجه النظام الصيني، وأن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد قادرة على قيادة العالم، معتبراً أن الصين أصبحت نموذجاً للدول النامية والمتقدمة على حد سواء بعد أن ثبت ضعف النموذج الديمقراطي الغربي في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في 2008.
وأكد بريمر أن الصين استطاعت تحقيق التوازن بين التطور التقني عالي المستوى من ناحية، والقدرة على توظيف العمال ذوي المهارات الضعيفة من ناحية ثانية، وأشار إلى أهليتها لقيادة الاقتصاد العالمي في وقت يفتقر فيه العالم إلى قيادات نموذجية قادرة على التأثير في توجهات الأحداث وبناء التحالفات الفعالة.
وأوضح بريمر أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفقدت أمريكا قدرتها على التأثير في ساحات الصراع مثل بحر الصين وسوريا والتي أعلنت روسيا انتصارها فيها، كما أن انسحاب أمريكا من اتفاقية المناخ وتصريحات ترامب الأخيرة قوبلت برفض دولي واسع يكاد يشمل مجمل السياسات الخارجية الأمريكية.
وحول تصريحات ترامب الأخيرة عن الوضع النهائي للقدس، ودعوته باعتبارها عاصمة ل«إسرائيل» قال بريمر: «لم تعد قضية حل الدولتين أولوية داخل «إسرائيل» حتى من قبل قوى اليسار والوسط، لذا قد تحتل الأزمات العالمية الكبرى الأخرى عناوين المرحلة القادمة على حساب قضية القدس والصراع العربي «الإسرائيلي»».
وتابع بريمر: «يعاني المجتمع الأمريكي حالة التفاوت الاجتماعي الحاد مما أفقد المواطنين الشعور بالأمان وأضعف انتماءهم إلى مؤسساتهم بسبب هيمنة الاحتكارات الاقتصادية الكبيرة التي تمتلك أغلبية الناتج الإجمالي المحلي الأمريكي».
وتابع: «إن الحال في أوروبا وأمريكا متشابه من حيث التفاوت وهيمنة الاحتكارات الاقتصادية الكبرى وهذا أدى بدروه إلى انتشار النزعات الشعبوية في هذه البلدان وتراجع النموذج الاقتصادي الغربي لصالح دول مثل الصين واليابان».
وأضاف: «أن اليابان هي الدولة الديمقراطية المتقدمة الوحيدة التي لا تعاني مشكلة الشعبوية، وذلك لعدم وجود سياسة هجرة وبالتالي تبقى ثقافتهم واحدة».
وحول سؤال عن التنافس بين الصين وأمريكا على امتلاك أنظمة الذكاء الصناعي، أجاب بريمر: «أمريكا تمتلك علماء أكثر من الصين، لكن ناتج جهد وإبداع هؤلاء العلماء سيعود لصالح الشركات وليس للحكومة الأمريكية، على عكس الصين التي ستستفيد بشكل تراكمي من مخرجات الثورة الصناعية الرابعة خلال السنوات العشر المقبلة وستتفوق على أمريكا في هذا المجال».
وتوقع بريمر أن يشهد العالم خلال السنوات القادمة شكلاً هجيناً في اقتصاد السوق.
وتناول سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بقضايا الأمن القومي، وقال: «ليس لدى ترامب خط أحمر كما كان لدى أوباما، والتكهن بتصرفاته ليس دقيقاً لأنه يعتمد على القيادات العسكرية في اتخاذ القرار أكثر من اعتماده على المؤسسات التشريعية التقليدية».
وعن مصير العولمة قال: «لم تخدم العولمة مصالح الطبقات العمالية والمتوسطة، بل عززت التفاوت والفقر والبطالة حول العالم مما يستدعي النظر في السياسات الدولية التي ترسم ملامح السوق وترسي أنظمته وقوانينه».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"