حديقة حيوانات افتراضية في «دبي أكواريوم»

هناك عند الغابة المطيرة، والشاطئ الصخري، ووسط مياه المحيط، الذي يضم بطاريق الهومبولدت والتماسيح الإفريقية القزمة، وأسماك البيرانا، والسلطعون العملاق، والجرذان المائية، وثعلب الماء صغير المخلب، وقنديل البحر، وسمكة المهرِّج القابعة جنباً إلى جنب مع ملك التماسيح وشريكته، ووسط تلك الأعداد الغفيرة من أسماك القرش، تفاجئنا «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية» بتجربة جديدة تقدم من خلالها «حديقة الحيوانات الافتراضية VRZOO» بالتعاون مع شركة Wevr، التي تقوم على تقنيات الواقع الافتراضي، لتسليط الضوء على الفصائل المهددة بالانقراض من البيئة البحرية والبرية في آن واحد، بأسلوب تفاعلي يقدم قيمة تعليمية وترفيهية للزائرين.
أجواء مفعمة بروح المغامرة والتشويق تشعر بها ما إن تطأ قدماك أرض حديقة الأكواريوم في «دبي مول»، فرصة من أجل الترحال تخوضها عندما تقرر الدخول عبر هذا العالم لتتعرف إلى الكثير من المعلومات عن البيئة البحرية التي نجحت حديقة الحيوانات المائية في أن تجعل لها مستقراً بين صفحات مياهها.
لا يمكن أن تخوض العرض التفاعلي الجديد، دون أن ترتدي النظارة الثلاثية الأبعاد التي تستطيع من خلالها أن ترى تلك المشاهد البانورامية لقاع الأكواريوم، والبيئة البرية التي تجسد حيوانات الغابات المفترسة، وكأنك قمت برحلة سفاري عبر أهم الغابات في العالم، وأنت لم تتحرك من مكانك متراً واحداً.
ها نحن نتبع الخطوات والإجراءات الفنية على أعتاب حديقة الأكواريوم، ولحظات ونقف على المنصة لنرتدي تلك السحرية المسماة بالنظارة، مع سماعات أذنية تنجح في أن تفصلك عن العالم الخارجي تماماً، لتتوحد مع المشاهد التي ستراها أمامك على الشاشة، التي لا محالة تشعر معها بأنك في قلب المحيط، أو وسط الغابات.
عرض متفرد يتضمن مشاهد مصورة فعلياً تراها بزاوية 360 درجة، تفاجئ بأنها قد صُورت في مواقع عديدة تشمل أوغندا، وجنوب إفريقيا والمالديف، ومصر، وأستراليا، وجزيرة مافيا، ونجحت النظارة ثلاثية الأبعاد في أن تكسر حاجز المسافة بينك وبين عدد من أروع الفصائل في العالم، والتي أوشك العديد منها على الانقراض.
ننقل من الغابات إلى عالم البحار عبر العروض البصرية بالكمبيوتر (CGI)، لتجد نفسك أمام تجربة الواقع الافتراضي التي تحمل عنوان «theBlu: Season 1»، التي أخرجها جاك روويل، عرض يصحبك معه إلى أعماق البحار في تجربة غامرة بالتشويق، خاصة وأنك تفاجئ بأنك يمكنك التحرك فيها على امتداد قاعة كاملة، تلمس فيها أجمل وأرق وأشرس الحيوانات البحرية.
عندما تخرج من العرض تأخذ مساحة من الوقت لتكتشف بأنك قد عدت إلى عالم الأرض بتفاصيله كاملة بعد أن كنت قد انتقلت إلى عالم آخر، بل ويكون لديك يقين بأن حديقة أكواريوم دبي قد نجحت من خلال تلك التجربة أن تضيف لك الكثير من المعلومات متيقناً بأنها تجربة تعليمية وتفاعلية تمنحك وأطفالك فرصة خوض تجربة العمل كباحثين ومستكشفين لبعض الكائنات الحية الموجودة في عوالم أخرى من الكون.
لم يكن ممكناً أن ننهي تجربتنا عبر الواقع الافتراضي دون أن نتحدث مع ميثاء الدوسري، الرئيس التنفيذي لشركة «إعمار للترفيه» التي بدأت حديثها قائلة: تمثل حديقة الحيوانات الافتراضية VRZOO أحدث مبادراتنا وهي مصممة لتوسع آفاق الزائرين، وتعزز تفاعلهم وارتباطهم بالطبيعة عبر منصات تفاعلية تتكامل فيها القيمة العلمية مع الأجواء الترفيهية. وتؤكد الدوسري عمق الالتزام بإضفاء بعد تعليمي على تجربة زيارة «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية»، مما يساهم في بناء مستقبل أكثر أماناً واستدامةً لكوكبنا بكل ما فيه من كائنات وبشر.
بينما تحدث بول هاميلتون، مدير عام «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية» قائلاً: إن الجميل في هذه التجربة هو التعريف بالفصائل المهددة بالانقراض، وتعزيز وعي الزائرين بالبيئات الطبيعية، وهذا يعد من أهم أولوياتنا، وتأتي حديقة الحيوانات الافتراضية لتمثل خطوة جديدة، لتعزيز المنصات التعليمية التي يقدمها الأكواريوم، وتمنح محبي المغامرات فرصة استثنائية لرؤية فصائل مثل الفيبة الإفريقية وأبقار البحر في بيئة آمنة ومن مسافات افتراضية قريبة لن تكون متاحة في العالم الواقعي.
وأكد هاميلتون، أن تجربة VRZOO تحمل في ثناياها رسالة هامة للغاية، وهي أن هذه الفصائل قد تختفي في المستقبل القريب من كوكبنا، ما لم نتخذ الإجراءات اللازمة لحمايته؛ لذا فإن أهدافنا تتمثل في تشجيع الناس على إعادة اكتشاف شغفهم بالبيئة الطبيعية والفصائل المتنوعة التي تعيش فيها، آملين أن تساهم هذه الجهود في تعزيز الوعي العام وتشجيع أعداد أكبر من الناس على لعب دور أكثر فعالية في مبادرات الحفاظ على البيئة، وعن أسعار تذاكر الدخول إلى الحديقة الجديدة، قال هاميلتون: إنها ستكون مقابل 30 درهماً لتجربة المشاهدة البانورامية بزاوية 360 درجة، و50 درهماً لعروض «theBlu».