كثفت قطر، بعد مقاطعة الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لها بسبب دعمها للإرهاب، من اللجوء نحو أسواق الدين المحلية والخارجية، في محاولة لتوفير السيولة اللازمة لنفقاتها المتنامية، وسط تراجع في الإيرادات المالية، فيما قالت مصادر مطلعة إن مجموعة «إزدان» القابضة القطرية استغنت عن نحو نصف موظفيها في أحدث جولة من إجراءات إعادة الهيكلة، لينخفض إجمالي عدد الموظفين في المجموعة إلى أقل من 300 موظف.
وقال مصرف قطر المركزي، أمس الأربعاء، إنه طرح أذون خزانة بالنيابة عن الحكومة، بقيمة بلغت 700 مليون ريال «192.31 مليون دولار» لأجل 3 و6 و9 أشهر.
وأضاف المصرف - في بيان له - أنه أصدر أذوناً لأجل 3 أشهر قيمتها 400 مليون ريال «110 ملايين دولار» بعائد 2.29%، ولأجل 6 أشهر قيمتها 200 مليون ريال «55 مليون دولار» بعائد 2.43%.
كذلك، أصدر مصرف قطر المركزي نيابة عن الحكومة أذونات خزانة بقيمة 100 مليون ريال «27 مليون دولار» بنسبة عائد تبلغ نحو 2.65% لأجل 9 أشهر.
ودفع هبوط الإيرادات المالية لقطر وتدهور الاقتصاد منذ مقاطعة الرباعي العربي للدوحة، إلى تكثيف اللجوء نحو أدوات الدين لتوفير السيولة اللازمة لنفقاتها الجارية.
من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة إن مجموعة «إزدان» القابضة القطرية استغنت عن نحو نصف موظفيها في أحدث جولة من إجراءات إعادة الهيكلة لينخفض إجمالي عدد الموظفين في المجموعة إلى أقل من 300 موظف.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها القول إن عملية التسريح شملت عمال صيانة وإداريين، مشيرة إلى أن المجموعة القطرية خفضت عدد موظفيها باطراد على مدار عام مضى، حيث تراجع عدد الموظفين بشدة مقارنة بمستواه في 2017 عندما كان 1500 موظف تقريباً.
وبحسب الوكالة، فإن مسؤولي المجموعة القطرية رفضوا التعليق على هذه الأنباء.
يذكر أن «إزدان» كانت في وقت من الأوقات ثاني أكبر شركة مسجلة على مؤشر بورصة الدوحة للأوراق المالية، قبل أن يقرر مساهمو المجموعة تحويلها إلى شركة خاصة في العام الماضي. وتمتلك «إزدان» مراكز تسوق وأكثر من 20 ألف وحدة سكنية و3000 غرفة فندقية، لكنها بدأت تعاني تداعيات المقاطعة الاقتصادية التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر في يونيو/حزيران 2017. وتراجعت إيرادات المجموعة بنسبة 30% تقريباً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أبقت مؤسسة «إس أند بي» للتصنيف الائتماني على تصنيف «إزدان» عند مستوى «عالي المخاطر»، مشيرة إلى احتمالات خفض التصنيف الائتماني للمجموعة القطرية مجدداً، في حين سحبت مؤسسة «موديز إنفستورز سيرفيس» تصنيفها للمجموعة بسبب عدم توافر معلومات كافية لديها لكي تصدر تصنيفاً لها.
يذكر أن القيمة السوقية التقديرية لمجموعة «إزدان» تصل إلى 33 مليار ريال قطري «9 مليارات دولار» ويسيطر عليها مؤسسوها وهم العائلة المالكة في قطر ومؤسسات مرتبطة بها، في حين تم طرح 6% فقط من أسهمها للتداول في سوق الأوراق المالية. (وكالات)
