عادي

مثقفون: قلم الصايغ أحد حراس الوطن

05:03 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: نجاة الفارس

عبر عدد من الكتاب والمثقفين الإماراتيين عن بالغ حزنهم لرحيل حبيب الصايغ مؤكدين أن رحيله خسارة كبيرة للساحة الثقافية المحلية والعربية، فقد كان رائداً من رواد الحداثة الشعرية وفارساً من فرسان الصحافة العربية مع محافظته على الأصالة وتمسكه باللغة والقلم حتى آخر يوم من حياته، وقد كانت تجربته مدرسة تستحق الوقوف عندها.
قال سعيد حمدان مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: كلمات الرثاء صعبة في شخصية الصايغ، لقد كان مدرسة في الشعر وخاض تجربة طويلة وقدم إبداعات عديدة في هذا المجال، ولكن بالنسبة لي كدارس ومتابع للإعلام أتحدث عن تجربته في الصحافة، رغم مشاغله ومناصبه والمواقع التي كان فيها، إلا أن شغف ومحبة وعشق الصحافة، ظل معه منذ صغره ومنذ بداية عمله في الصحافة، كان مسكوناً بهاجس الصحافة، كانت بالنسبة له حرفه وهواية وكان عاشقاً وفياً للصحافة والكتابة، عاش حياته كلها وهو في هذا الميدان، لم يبتعد يوماً عن ممارستها، سخر ملكة الشعر والإبداع وسخر قلمه لها، وجمع هذه الإمكانيات كلها لخدمة وطنه، أحب بكل صدق وبكل قوة وطنه وقيادته الرشيده وسخر جميع ملكاته لخدمة هذا الهدف السامي، لقد عُرف بمحبته الصادقة للوطن وللقيادة، كان قلمه في السنوات الأخيرة وسط الأحداث العصيبة قلماً شرساً وقوياً، كان قلمه حارساً من حراس هذا الوطن ومكتسباته بقوة وشراسة في وجه الآخر، وكان منتقداً انتقاد المحب للداخل، لقد كان حبيب الصايغ مدرسة، ومر بمراحل عديدة أثناء عمله الصحفي، وفي كل هذه المراحل أضاف وقدم الكثير.
لا شك أن الكلمات تعجز عن التعبير عن مدى الحزن العميق الذي سكننا بفقدان هذه الشخصية، ولكن أقول إن تجربة الصايغ لا بد أن تدرس من جديد خاصة في مجال الصحافة كيف تحب هذه المهنة وكيف تخلص لها فقد كان شغوفاً جداً في مجاله تمسك فيه بحب وقوة حتى آخر يوم في حياته رغم المرض ورغم التعب في السنوات الأخيرة لكن ظل القلم سيّالا ومعطاء بالنسبة له حتى آخر يوم في حياته.
من جهته قال الشاعر والباحث الدكتور شهاب غانم: خبر رحيل حبيب الصايغ المفاجئ خبر صادم فاجع، خسارة فادحة للأدب والثقافة في الإمارات والعالم العربي فهو رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في الإمارات وهو الأمين العام للاتحاد العام للكتاب العرب، وهو شاعر مرموق له عدد كبير من الدواوين بدءاً من «هنا بار بني عبس.. الدعوة عامة» وهو صحفي بارز ونال العديد من الجوائز المرموقة في الشعر والأدب والصحافة.
تربطني به صداقة استمرت دون انقطاع منذ عام 1978 عندما كان محرراً ثقافياً في الثالثة والعشرين من العمر في صحيفة الاتحاد ونشر لي قصيدة وكتب في الصحيفة مرحباً بي مبدعاً متميزاً في الاتحاد، وربطتنا منذ ذلك الوقت مودة قوية وتقدير متبادل، وأهديته كتابي من الشعر المترجم «مطر الليل»، كما نشر لي عندما ترأس اتحاد الكتاب العديد من الكتب آخرها «خمسون قصيدة عربية من القرن العشرين» مع ترجماتها ثم هذا العام ديوان «قصائد من الشرق والغرب»، وترجمت بعض قصائده إلى الإنجليزية في عدد من كتبي من ترجمات الشعر الإماراتي وقبل ذلك افتتحت عمودي في ترجمة الشعراء العرب في صحيفة خليج تايمز في مطلع التسعينيات بقصيدة إنسانية أهديتها له، كما ترافقنا في رحلات ثقافية مثل رحلة إلى مهرجان المربد ورحلة إلى معرض الكتاب بباريس العام الماضي وكان نعم الرفيق في تلك الرحلات، لا شك أن المشهد الثقافي سيتأثر بشكل ملموس بهذه الخسارة.
وقال الكاتب محمد شعيب الحمادي مدير اتحاد كتاب وأدباء الامارات فرع أبوظبي: نعزي أنفسنا أولا ونعزي دولة الإمارات وشعبها والمثقفين في كافة أنحاء الوطن العربي بوفاة المغفور له بإذن الله حبيب الصايغ، لقد كان الخبر فاجعة كبيرة بالنسبة لنا نحن فقدنا أبا وأخا كبيرا، كان يضمنا ويضم كتاب الإمارات تحت جناحيه، وكنا نتعلم منه كل يوم شيئا جديدا، وهذا قضاء وقدر لا نستطيع أن نقول سوى إنا لله وإنا إليه راجعون ونسأل الله أن يصبر أهله ويصبر اتحاد الكتاب.
وقال الشاعر والناقد محمد نور الدين: لقد كان يوم رحيل الصايغ من أصعب الأيام وقد توليت مهمة نشر خبر وفاته، مع رحيله خسارتنا كبيرة في المجتمع والثقافة والإعلام لقد كان همه الرئيسي كيف يصل بالثقافة العربية إلى العالمية، وأن يجعل للثقافة العربية موطئ قدم في هذا العالم، وتشهد له بذلك الفترة التي تولى بها رئاسة الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، فهو لم يكن يبحث عن المناصب، بقدر ما كان يبحث عن الإنجازات التي تفيد الجميع، وقد قدم على قدر استطاعته، ورغم الامكانيات المحدودة إلا أنه كان لا ينظر إلى المال والدنيا، ولكن كان يهتم بدعم الثقافة والمجتمع والفكر، والجميع يعلم كيف بدأ في بداية الثمانينات بنشر أوراقه، لقد كان شخصية استثنائية من الصعب أن تتكرر وبفقدانه تفقد الأمة العربية آخر الشعراء الكبار ولكن يظل لدينا الأمل في الأجيال القادمة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"