عادي
39 قطعة فنية شاهدة على إبداعاته في «البيت»

«إرثي» .. ماض عريق بوجه معاصر

02:49 صباحا
قراءة 3 دقائق
الشارقة:أمل سرور

بعد أن أسس له مكانة بارزة على خريطة الفنون المعاصرة والحرف اليدوية على مستوى المنطقة والعالم، افتتح مجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، معرض منتجاته في مكتبة «فندق البيت» في الشارقة. المعرض يضم 39 قطعة فنية من أصل 78، تعدّ أول منتجات المجلس التي أطلقها في العاصمة البريطانية لندن، ليقرر بعدها عرضها في عدة محطات في الإمارات وخارجها.
خطوة جديدة ومتفردة يخطوها «إرثي» عبر المعرض الذي يأتي نتاج جهود كبيرة قادتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس «إرثي» للحرف المعاصرة. ووضعت سموها أسساً قوية لإيجاد بيئة خصبة لدعم وتمكين المرأة الإماراتية في مجال الفنون والحرف التقليدية والمعاصرة، والارتقاء بها لتتصدر قائمة الحضور في الأسواق المحلية والعالمية.
في فندق البيت الذي تحمل بواباته وعتباته رائحة الأصالة وعبق التاريخ، ترتسم في ذهنك الكلمات التي قالها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه، ونطوره، ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة».
مع هذه العبارة العميقة يزداد يقينك بالحكمة التي تقوم عليها الإمارات التي استطاعت بجدارة وبكفاح أن تحقق المعادلة الصعبة بأن تحفر لنفسها اسماً وكياناً بين دول العالم في كل المجالات المرتبطة بالتقدم والتكنولوجيا والعولمة، ولكنها أبداً لم تنس تاريخها وأصالتها وماضيها، فكان تراثها ذخراً وفخراً.
الأعمال المعروضة،تدمج بين الحِرف التقليدية التراثية والتقنيات المعاصرة، خاصة أنها تشتمل على المجوهرات والديكور والأثاث والحقائب، وغيرها من المشغولات الإبداعية والفنية، التي اشترك في تنفيذها فنانون ومصممون وحرفيون محليون وعالميون من فلسطين، وباكستان، واليابان، والولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإسبانيا، وإيطاليا، وكندا، ضمن مشروعي المجلس «مختبرات التصميم» وحوار «الحرف».
البداية كانت من عند مكتبة فندق البيت التي زُينت بأعمال تعكس روح الطبيعة في ابتكارات معاصرة، إذ انقسمت المعروضات إلى ثلاث مجموعات أولاها «الفخار الإماراتي وزجاج المورانو الإيطالي» للمصمّمين الإيطالي ماتيو سيلفيريو والإماراتية فاطمة الزعابي وتشمل مزهرية من الفخار بشكل أسطواني، وشاحنين للهاتف مصنوعين من الفخار والزجاج، إلى جانب ثلاث أوانٍ لتقديم الفاكهة أنجزها المصمّمان الإسباني أدريان سلفادور كانديلا والإماراتية شيخة بن ظاهر، عبر دمج الجلد الإسباني الطبيعي وجدائل التلّي المنسوجة يدوياً، تقترب في تكوينها من منظر الكثبان الصحراوية.
ومن الفخار إلى الزخارف الجدارية ننتقل إلى معرض المصمّم الياباني المقيم في المملكة المتحدة كازويتو تاكادوي، إذ نجح في تجسيد المناظر الطبيعية في الشارقة من خلال استخدامه للعشب الياباني وسعف النخيل الإماراتي وورق الواشي الياباني، في حين قدمت مصمّمة الأزياء الإماراتية خلود ثاني عملين من جلد الإبل، لتوثّق شخصيات أسطورية من أبطال «الخراريف» التي يحتويها التراث الشعبي بالإمارات، هما «أم الدويس» و«سلامة وبناتها».
ومن «الخراريف» إلى العمارة وفنونها ننتقل إلى المعروضات التي صممها الفنانون ندى تريم وفيصل طبّارة وخولة الهاشمي وحملت عنوان «العمارة وأشياء أخرى». ولعل أهم ما يلفت النظر هو ذلك المقعد الذي يستقبلك على أبواب المعرض وهو يشبه الصخر في مجموعة «السباكة الرملية والسفيفة»، وصممته مجموعة من الحرفيات المتخصصات في نسج السفيفة من برنامج «بدوة»، ونسجن غطاءه من جلد الإبل.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"