أعلنت الصين أمس، تحقيق «نجاح استراتيجي» في مواجهة كورونا، فيما أعلنت الولايات المتحدة تنكيس الأعلام ثلاثة أيام حداداً على الضحايا الذين يقترب عددهم من 100 ألف وفاة، فيما توقعت روسيا ارتفاع عدد الوفيات في الشهر الحالي على الرغم من ثبات عدد الإصابات، وباتت البرازيل في عين العاصفة مع ارتفاع عدد الوفيات فيها، وتزايد عدد المتعطلين عن العمل واكتظاظ المقابر في المدن الكبرى، وسجلت بريطانيا ارتفاعاً ملموساً في عدد الإصابات وقررت إيداع القادمين من الخارج الحجر الاحترازي لأسبوعين، وأعلنت فرنسا إجراء الانتخابات المحلية المؤجلة الشهر المقبل.
قال رئيس الحكومة الصينية، لي كي تشيانج، أمس الجمعة، إن بلاده حققت «إنجازات استراتيجية كبيرة» في ردها على تفشي فيروس كورونا المستجد الذي ظهر أواخر 2019 في ووهان .
وأضاف خلال افتتاح المجلس الوطني لنواب الشعب (البرلمان) الصيني: «في الوقت الحالي، لم ينته الوباء بعد»، مشدداً على «المهمة الهائلة» التي لا يزال يتعين إنجازها في مواجهة العواقب الاقتصادية للفيروس. وقال: «نحن أبناء الأمة الصينية وبناتها، بقينا متحدين خلال فترة شديدة الصعوبة، وأقمنا سوراً عظيماً من التضامن».
وأضاف : «حققنا انتصاراً حاسماً في الدفاع عن مقاطعة هوبي وعاصمتها ووهان»، اللتين فُرض على سكانهما حجر صحي لمدة شهرين ونصف الشهر. وقال لي: «يجب أن نضاعف جهودنا لتقليل الخسائر».وكانت الصين أول بلد تضرر من الوباء نهاية 2019، لكنها أيضاً أول من احتواه عقب تسجيل 4634 وفاة،
توقع ارتفاع الوفيات في روسيا
وأعلنت السلطات الروسية أمس الجمعة أنها تتوقع «ارتفاعاً كبيراً» في عدد الوفيات جراء «كوفيد 19» خلال مايو/أيار الحالي، على الرغم من إشادتها باستقرار الوضع الوبائي في ثاني أكثر دول العالم تضرراً. ومقارنة بأوروبا الغربية والولايات المتحدة، تبقى نسبة الوفيات منخفضة نسبياً في روسيا؛ إذ تشير الأرقام الرسمية إلى تسجيل 3249 وفاة من بين أكثر من 326 ألف إصابة.
ويرى منتقدون أن روسيا تتعمد عدم الإعلان عن كامل عدد الوفيات، في حين توفر الأرقام حول زيادة محتملة في نسبة الوفيات العامة، صورة أوضح للكلفة البشرية للوباء.
ونفت نائبة رئيس الوزراء تاتيانا جوليكوفا، وجود أي تزوير في الأرقام، قائلة: «لم نُخف قط الوفيات في روسيا»، مضيفة أن البلد يحدد أسباب الوفاة «وفقاً للشروط الدولية التي وضعتها منظمة الصحة العالمية». بدوره، قدر رئيس بلدية موسكو سيرجي سوبيانين، أن معدل الوفيات سيكون «أعلى بكثير» خلال مايو/أيار، مقارنة بأبريل/نيسان، ودعا إلى إبقاء الحجر في موسكو التي تمثل بؤرة الوباء في روسيا.
أمريكا الجنوبية في عين العاصفة
وتضاعف عدد الوفيات خلال 11 يوماً في البرازيل، البلد الأكثر تضرراً في أمريكا اللاتينية بأكثر من 20 ألف وفاة مسجلة.
وشملت حصيلة الضحايا، الشبان خصوصاً، لكن يعتبر المجتمع العلمي أنها لا تعكس الواقع كاملاً، ولا يُجري البلد الذي يقطنه 210 ملايين نسبة، سوى عدد محدود من الفحوص.
وسيحال نحو 11,5 مليون شخص إضافي على البطالة في أمريكا اللاتينية بسبب الوباء، وفق تقرير للأمم المتحدة.
حداد أمريكي
وأودى وباء «كوفيد 19» ب332,870 شخصاً على الأقل في العالم منذ ظهوره في ديسمبر الماضي، وسجلت أكثر من 5 ملايين و109 آلاف، و296 إصابة في 196 بلداً ومنطقة.
والولايات المتحدة هي أكثر الدول تضرراً بتسجيلها 94,729 وفاة، من بين مليون و577 ألفاً، و758 إصابة، تليها المملكة المتحدة (36042)، ثم إيطاليا (32486)، وفرنسا (28215)، وإسبانيا (27940).
ونكست الأعلام الامريكية امس الجمعة ، تكريماً لضحايا الوباء . وأوضح ترامب أنه أمر بتنكيس الأعلام فوق المباني الفيدرالية في الولايات المتحدة لثلاثة أيام.
وقال ترامب للصحفيين في ابسلانتي بولاية ميشيجان: «علينا أن نعود إلى التجمعات الانتخابية.. أعتقد أن ذلك سيكون عاجلاً وليس آجلاً». ومع بقاء نحو خمسة أشهر على الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر، يتراجع الرئيس خلف منافسه جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي في استطلاعات الرأي العامة ، وفي ولايات تشهد منافسة محتدمة مثل ميجيشان التي فاز بها في انتخابات 2016.
وقال وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، إنه سيكون من الضروري على الأرجح، الإفراج عن أموال جديدة لدعم الاقتصاد خلال أسابيع، بعدما حركت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونجرس ثلاثة آلاف مليار دولار منذ مارس الماضي.
عمليات تسريح في فرنسا
وتوقع وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير، أمس الجمعة، أن تؤدي الأزمة الصحية إلى «عمليات إفلاس» و«تسريح» في فرنسا «في الأشهر القادمة». وستقلص الحكومة اعتباراً من يونيو، آلية الدعم للبطالة الجزئية التي سمحت حتى الآن، بتجنب موجات تسريح للعمال.
وقررت الحكومة الفرنسية إجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في 28 يونيو/حزيران، عقب إلغائها في مارس الماضي في خضم الأزمة. وسيكون وضع الكمامة إلزامياً للمقترعين.
حجر على القادمين إلى بريطانيا
وستفرض المملكة المتحدة حجراً لأربعة عشر يوماً على المسافرين القادمين من الخارج، للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وفق ما أعلن أمس الجمعة، الوزير المكلف بشؤون إيرلندا الشمالية براندون لويس. وسجلت عمليات البيع بالتجزئة تراجعاً قياسياً ب18% في المملكة المتحدة، وبرز ذلك خصوصاً في بتراجع شراء الملابس بأكثر من النصف.
ارتفاع ملموس
وأعلنت السلطات الصحية البريطانية أمس الجمعة، تسجيل 351 وفاة جديدة ناجمة عن فيروس كورونا المستجد خلال 24 ساعة، مقابل 338 وفاة في اليوم السابق، ما يرفع عدد الوفيات في المملكة إلى 36393. كما سجل ارتفاع ملموس في حصيلة الإصابات اليومية، ب3287 إصابة جديدة (مقابل 2615 في اليوم السابق)، وارتفع بذلك إجمالي الإصابات منذ بداية الجائحة إلى 254,195.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أعلن إمكانية إعادة فتح بعض المحلات، وربما السماح للمدارس الابتدائية ورياض الأطفال بفتح أبوابها مطلع يونيو المقبل. (وكالات)
