عادي
4 مرشحات يضعن المنظمة الدولية أمام امتحان شعار «المساواة بين الجنسين»

المرأة إلى قيادة الأمم المتحدة

04:11 صباحا
قراءة 3 دقائق
كتب: عمار عوض

تدخل الأمم المتحدة في امتحان عسير أمام القيم التي ظلت تبشر بها طوال العقود الماضية، بضرورة تمكين المرأة في المجتمع والحياة السياسية، في سبتمبر/‏ أيلول القادم، لحظة اختيار الأمين العام الجديد خلفاً للحالي بان كي مون. وقد ترشح للمنصب 8 أشخاص من بينهم 4 نساء، في وقت تعالت فيه الأصوات بضرورة اختيار امرأة لهذا المنصب الحساس، الذي شغله 8 رجال منذ تأسيس الأمم المتحدة في 1945، والتي انحسر دورها في السنوات الأخيرة. ويرى كثير من المراقبين أن اختيار واحدة من المرشحات الأربعة، ربما يضفي على المنصب فاعلية ويعيد له بريقه السابق.
يرغب نحو ربع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتعيين امرأة لمنصب السكرتير العام للمنظمة الدولية للولاية المقبلة، حسب ما ورد في بيانات وكالة أسوشيتدبرس، وتفيد بأن 65 دولة عضواً في الأمم المتحدة وقعت على بيان تذكر فيه أن الهيئة الأممية، ومنذ تأسيسها قبل 70 عاماً، لم تناقش عملياً شأن تعيين امرأة لمنصب الأمين العام.
ويرى البيان أن الوقت قد حان لتشغل امرأة هذا المنصب الرفيع، وتشمل المجموعة الداعمة لهذه التوجهات ألمانيا واليابان، وهما من كبريات الدول المانحة لدعم موازنة الهيئة الأممية.
وتدعم بريطانيا، الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، ترشيح امرأة لترأس الأمم المتحدة، لكن روسيا، صرحت، أخيراً، بعدم تقديم الأولوية للجنس في المعايير المعتمدة لاختيار الأمين العام المقبل. ولم يصرح بان كي مون، مباشرة بدعمه هذه التوجهات، لكن المتحدث باسمه أعرب عن تأكيد الأمين العام الحالي بأن الوقت حان لتكون سيدة على رأس الأمانة العامة للمنظمة الدولية.
وشهد الاسبوع الماضي خضوع المرشحين للمنصب لامتحانات شفهية تطبق لأول مرة في تاريخ المنظمة الدولية. و جلسات استماع أمام الجمعية العمومية لإعلان المرشحين ترشيحاتهم والدفاع عنها وإقناع مندوبي الدول بها.
وطوال عقود، كان الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن ، يختارون الأمين العام في جلسة مغلقة. ومن جهتها، شددت الجمعية العمومية هذه المرة على أن تتسم العملية بمزيد من الشفافية، ولو من خلال المظاهر ، لأن الكلمة الأخيرة هي للدول الخمس الكبرى، لذلك تطلب الجمعية من كل مرشح أن يقدم ترشيحه خطياً، على أن يرفقه بنبذة ذاتية. وستبدأ عملية الاختيار فعلياً في يوليو بين الأعضاء الـ15 لمجلس الأمن، من خلال دورات عدة للانتخاب السري، وفي سبتمبر/‏ أيلول، سيطرح المجلس اسماً واحداً على الجمعية العمومية للمصادقة عليه.
وتنافس أربع نساء على المنصب من بينهن هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا لعشرة سنوات، ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (يو ان دي بي)، منذ 2009، وايلينا بوكوفا مديرة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» منذ 2009، وتعتبر بوكوفا الأكثر حظاً لأنها من دول شرق أوروبا التي لم تنل المنصب في السابق، وبحسب نظام التدوير الجغرافي، فإن هذه الدورة من نصيب شرق أوروبا، وهو ما يعزز حظوظ بوكوفا التي تحقق شرط المرأة المطلوب للمنصب، وإنها من دول شرق القارة الأوروبية، تزاحمها في المواصفات نفسها الكرواتية بوسينا بوسيتش نائب رئيس برلمان بلادها ووزير الخارجية السابقة، إلى جانب ناتاليا غيرمان نائبة رئيس وزراء مولدوفا السابقة.
ويظل السؤال قائماً هل تنجح الأمم المتحدة في امتحان المساواة بين الجنسين الذي ترفعه شعاراً منذ عقود، أم تقود توازنات الدول الكبرى لاستمرار سيطرة الرجال على المنصب الأرفع في العالم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"