عادي
تشمل 860 مبادرة لتحفيز الإبداع وتطوير الأعمال والابتكار ودعم المواهب

استراتيجية أبوظبي الثقافية تعزز الوعي بالتراث والفنون

05:22 صباحا
قراءة 8 دقائق

أبوظبي: سلام أبوشهاب

عرضت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، الاستراتيجية الثقافية الخمسية لإمارة أبوظبي، على مجموعة من المسؤولين والإعلاميين والمتخصصين الذين زاروا معرض أجندة أبوظبي الثقافية في منارة السعديات صباح أمس.
وتعمل الاستراتيجية الثقافية، التي تمتد لخمس سنوات، على دعم الركائز الأساسية والبنية التحتية للقطاع الثقافي بالإمارة، وحددت خمسة أهداف رئيسية تتمثل في: حماية تراث أبوظبي الثقافي واستدامته، وتعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون وزيادة مشاركة المجتمع المحلي والزوار في أنشطتها، وتحفيز الإبداع باعتباره محركاً للتعليم والتغيير الاجتماعي، وبناء وتمكين الكوادر البشرية الوطنية في قطاع الثقافة في أبوظبي، وأخيراً، المساهمة في النمو والتنويع الاقتصادي.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي: «نفخر بالتقدم الذي أحرزناه لتطوير وإثراء المشهد الثقافي في الإمارة، من خلال معرض أجندة أبوظبي الثقافية، ونعرض المشاريع الكبرى التي أنجزناها والإحصائيات المرتبطة بها، لتظهر المنجزات التي حققناها في فترة زمنية قصيرة نسبياً، ولا يزال أمامنا العديد من المشاريع التي نضع عليها حالياً اللمسات الأخيرة، وأهمها متحف زايد الوطني.. المتحف الوطني لدولة الإمارات، والذي سيكون أبرز صروح المنطقة الثقافية في السعديات، القلب الثقافي النابض في العاصمة، سيعمل المتحف الجديد بصورة متناغمة ومتكاملة مع «متحف اللوفر أبوظبي»؛ لإلقاء الضوء على تراثنا الغني وتاريخنا العريق والصلات التي تربطنا بالعالم على مر العصور، بما يعزز من مكانة بلادنا المتقدمة على صعيد التبادل الثقافي العالمي».

التنويع الاقتصادي

من جهته قال سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «تتوافق استراتيجية أبوظبي الثقافية مع خطة التنويع الاقتصادي في الإمارة، وبالتزامن مع النمو المستمر للمشهد الثقافي في أبوظبي، بما يعزز مكانتها كمركز للفنون والثقافات، لاسيما أن هناك صناعات جديدة تترسخ، والمزيد من الزوار يتوافدون على الإمارة، مما يدعم قطاع السياحة المزدهر، نتطلع في المرحلة القادمة إلى العديد من التطورات الحاسمة والمهمة في السنوات المقبلة، والتي سنواصل خلالها جهودنا في رصد وقياس التأثير الاجتماعي والاقتصادي لسياساتنا ومبادراتنا الثقافية».

28 مليار درهم

وأكدت الاستراتيجية أن أبوظبي ستقوم بتوسيع نظامها؛ لتعزيز قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال 860 مبادرة خلال السنوات الخمس المقبلة، تشمل 168 مبادرة للمكان، و250 مبادرة لتطوير الأعمال، و200 مبادرة للابتكار، و192 مبادرة للمواهب، و50 مبادرة للحوكمة، وستسهم مبادرات قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دعم المجتمع والاقتصاد وتوفير فرص العمل؛ حيث سيتم توفير 45 ألف وظيفة، بينما ستبلغ المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 28 مليار درهم.

منجزات وأرقام

حققت دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي في السنوات الماضية العديد من المنجزات والمشاريع الطموحة، والتي ساهمت في إثراء المشهد الثقافي العام، وقد مهدت هذه المنجزات لصياغة أهداف الاستراتيجية الثقافية الخمسية الجديدة؛ حيث تمضي دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي قدماً بخطوات سريعة نحو إنجازها بالكامل في المستقبل القريب. واستمع الزوار إلى شرح وافٍ عن المنجزات التي تم تحقيقها، والمستهدفات الجديدة التي سيتم تحقيقها في السنوات الخمس القادمة.
وارتفع عدد الزائرين لجميع البرامج الثقافية في أبوظبي إلى 8 ملايين زائر، ويصل مجمل الزوار ل9 مهرجانات إلى نحو 6 ملايين زائر، وإجمالي الزائرين لجميع المتاحف والمراكز المجتمعية 4 ملايين زائر، وهناك تنظيم ل1200 برنامج ثقافي وفني في أنحاء أبوظبي، وهناك 2469 موقعاً محفوظاً ومحمياً ومسجلاً في سجل البيئة التاريخية في أبوظبي، و1360 عنصراً مسجلاً من عناصر التراث الثقافي غير المادي، وهناك 28 موقعاً ثقافياً مفتوحاً للجمهور، و2000 حرفي مرخص.

التراث الثقافي

بذلت دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي جهوداً حثيثة للحفاظ على التراث الثقافي في إمارة أبوظبي واستدامته، وذلك عن طريق مبادراتها في صون التراث المعنوي والبيئة التاريخية في الإمارة، والتي أكّدت ريادة أبوظبي العالمية في هذا المجال، بالتوازي مع تطوير المزيد من المشاريع الثقافية الحديثة المعتمدة على التقنيات الرقمية، ويأتي على رأس أهم الإنجازات في حماية التراث المعنوي، نجاح الدائرة بالشراكة مع المؤسسات المعنية بالتراث والجمعيات والمتخصصين، في تسجيل ثمانية عناصر من التراث الوطني على القائمة التمثيلية لليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وهي الصقارة والسدو والعيالة والتغرودة والقهوة والمجلس والعازي والرزقة، وتواصل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الحفاظ على التزاماتها بهذا الشأن بالشراكة مع المجتمع؛ لتعزيز الوعي بهذه العناصر وإبقائها حية، وفي نفس الوقت العمل على تسجيل عناصر أخرى في المنظمة الدولية.
وفي السياق ذاته، قطعت دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي خطوات متقدمة لتوثيق التاريخ الشفهي، مدعومة بالنجاح المستمر للمؤتمر الخليجي السنوي للتراث والتاريخ الشفهي، وتسهم الدائرة في المشاريع والمبادرات التي تقدمها المؤسسات الأخرى، مثل مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ومبادرة «لئلا ننسى».

مهارات حرفية

ولدعم الحرفيين وتعريف الجمهور بالمهارات الحرفية التقليدية ومنتجاتها، تنظم دائرة السياحة والثقافة -أبوظبي سنوياً مهرجان الحرف والصناعات التقليدية في العين، وشهدت السنوات الأخيرة أيضاً إنشاء «بيت القهوة» و«بيت الحرفيين»؛ للحفاظ على تقاليد إعداد وتقديم القهوة العربية والحرف الإماراتية، وتتضمن الخطط المستقبلية إقامة مهرجان للتراث البحري عام 2020، وبيت للتراث لعرض فنون الأداء التقليدية.

مواقع تاريخية

ويتمثل أحد منجزات دائرة الثقافة والسياحة للحفاظ على البيئة التاريخية للإمارة، في نجاحها في إدراج العديد من مواقع العين التاريخية على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، مثل جبل حفيت وهيلي وبدع بنت سعود والعديد من الواحات، حيث تم تطوير واحة العين لاستقبال الجمهور والتعرف إلى مميزاتها، كما تتواصل أعمال الحفريات والتنقيب والتوثيق وحماية المواقع الأثرية المهمة في أبوظبي، بما في ذلك جزيرة مروّح التي تضم أقدم قرية معروفة استوطنها الإنسان في إمارة أبوظبي قبل حوالي 8,000 عام، وجزيرة صير بني ياس التي اكتشف فيها كنيسة ودير صير بني ياس، أول موقع مسيحي في الدولة، ومواقع بينونة الأحفورية.
وتعمل الدائرة كذلك على صون المباني التاريخية والمعالم الطبيعية التي تعود إلى عصر ما قبل اكتشاف النفط، وتطوير وترميم المعالم والمنشآت المهمة، وإعادة استخدامها كمراكز ثقافية ومجتمعية، مثل موقع الحصن الثقافي، وقلعة الجاهلي في العين التي تعد من أكبر القلاع الدفاعية في الدولة، وتضم معرضاً للرحالة مبارك بن لندن، ومركز القطارة للفنون الذي تم تصميمه على الطراز المحلي وسط مبانٍ قديمة، وقصر المويجعي المشيد قرب الواحات في العين منذ أكثر من 100 عام، وتعتمد دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي أيضاً خطة اليونيسكو لإدارة مواقع التراث العالمي، بالتنسيق مع الدوائر والجهات الحكومية المحلية والهيئات العالمية ذات الصلة، وتطبق خطة إدارة الحفظ الشامل للمواقع الأثرية والمعالم الثقافية الأخرى.

قصر الحصن

وقد استحوذ الافتتاح التاريخي ل «متحف اللوفر أبوظبي» عام 2017 على اهتمام عالمي واسع، حيث رحب في عامه الأول بما يزيد على مليون زائر، بينما يتضمن موقع الحصن في وسط مدينة أبوظبي العديد من المعالم التي رسمت ملامح بزوغ وجهة ثقافية جديدة نابضة بالحياة في قلب العاصمة، وخضع قصر الحصن التاريخي لعملية ترميم وتجديد شاملة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية، ويتوقع أن يستقطب قرابة 200,000 زائر بنهاية عام 2019، بدوره، شهد المجمّع الثقافي، الذي يعد أول مركز ثقافي حديث في الإمارات، عملية تجديد وإعادة تأهيل مرافقه؛ لاستخدامها في جميع أشكال الفنون الإبداعية المعاصرة، ويحتضن المجمّع الثقافي أيضاً مكتبة أبوظبي للأطفال الجديدة، التي تجتذب حالياً أكثر من 5,000 زائر أسبوعياً.

فن أبوظبي

ووضعت مبادرات دائرة الثقافة والسياحة العاصمة الإماراتية محط أنظار العالم، ومن بينها «فن أبوظبي»، الذي يجتذب أكثر من 75,000 مشارك لحضور فعاليات برنامجه المفتوح المستمر على مدار العام، ويستقطب معرض «فن أبوظبي» أكثر من 12,000 زائر سنوياً، وتتجاوز قيمة الأعمال الفنية المبيعة خلاله 18 مليون درهم، وتنظم الدائرة سنوياً «قمة أبوظبي الثقافية» التي استقطبت دورتها الثالثة 488 من رواد الحركة الثقافية من جميع أنحاء العالم، وذلك بالشراكة مع مؤسسات عالمية مرموقة في عالم الثقافة؛ حيث نجحت في مناقشة القضايا الملحة عالمياً، والتحديات أمام تطوير العمل الثقافي، واقتراح حلول عملية لها.
وتتضمن قائمة المشاريع الجاري تطويرها في المنطقة الثقافية في السعديات كلاًّ من متحف زايد الوطني و جوجنهايم أبوظبي، وسيتم قريباً تعزيز المشهد الثقافي في العين بإضافة المزيد من المعالم الفريدة، بما في ذلك متحف العين بعد تجديده، ومنتزه جبل حفيت الصحراوي، وبيت محمد بن خليفة، وقلعة المربعة.

تعزيز الوعي

تنص الاستراتيجية الثقافية أيضاً على تعزيز الوعي بالتراث الثقافي والفنون، وزيادة مشاركة المجتمع المحلي والزوار في أنشطتها، وتحفيز الإبداع كمحرك للتعليم والتغيير الاجتماعي، وتعمل دائرة الثقافة والسياحة على توظيف الفنون والثقافة والتراث؛ لبناء قنوات من التواصل مع الأجيال الشابة وجميع شرائح المجتمع، وإشراكها في هذا الزخم الثقافي، إلى جانب وضع سياسات لدعم وتطوير القطاع الثقافي.
وتنظم دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي مجموعة كبيرة ومتنوعة من البرامج والمبادرات السنوية في المواقع الثقافية في جميع أنحاء الإمارة، والتي تغطي جميع أشكال التعبير الإبداعي، بما في ذلك فنون الأداء، مثل الحفلات الموسيقية والغنائية والباليه والأوبرا في موسم موسيقى أبوظبي الكلاسيكية وبيت العود وبرنامج أمسيات، إلى جانب العروض المسرحية، والفنون البصرية؛ إذ تنظم الدائرة فعاليات فنية طوال العام في مختلف المنشآت الثقافية التي تشرف عليها في مختلف أنحاء الإمارة، مثل منارة السعديات والمجمّع الثقافي ومركز القطارة للفنون، ومجموعة المباني التاريخية في العين، كما تنظم الدائرة أيضاً مجموعة من المهرجانات والفعاليات السنوية من مؤتمرات ومعارض مثل مهرجان الحصن وفن أبوظبي واليوم المفتوح للآثار.وفي خطتها الخمسية، ستقدم دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي المزيد من المبادرات المتخصصة مثل المؤتمرات والمهرجانات والمعارض التفاعلية، والتي تسهم في استكشاف القضايا والموضوعات المتعلقة بالمشهد الثقافي، سواء للاحتفاء بمكوناتها أو لتقديم حلول عملية لها.

تحفيز الإبداع

تبدي دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي اهتماماً خاصاً بمبادرات التعليم الثقافي الموجهة للشباب مثل برنامج تنمية المواهب، بالتعاون مع دائرة التعليم والمعرفة، الذي يقوم باكتشاف الطلاب الموهوبين ورعاية تطورهم الفني. وتنهض بدور رائد في دفع عجلة الحركة الفكرية والثقافية، عبر دعم الأبحاث ونشر الدراسات الأكاديمية والعلمية وتنظيم المعارض وإصدار المطبوعات.
وتبنت الدائرة سياسات واستراتيجيات جديدة لبناء موارد وأصول القطاع الثقافي وتنميته، تماشياً مع قانون التراث الثقافي في أبوظبي.

بناء القدرات

ومع وجود هذه الأسس القوية، تركز دائرة الثقافة والسياحة على تطوير قطاع ثقافي مستدام يدعم بناء القدرات الوطنية، ويوفر المزيد من فرص العمل، وبالتالي المساهمة في النمو الاقتصادي وخطة التنويع. وبناءً على هذه الإنجازات، تتطلع الدائرة قدماً إلى تعزيز الحركة الثقافية، ورصد أثرها الاجتماعي والاقتصادي، وتوسيع نطاق سلسلة العمليات الثقافية لتشمل التوزيع وتحقيق دخل اقتصادي، وخلق الوظائف، والمؤسسات الشريكة.
وتنتشر برامج ومرافق التعليم والتواصل في الإمارة، في حين تشمل مبادرات بناء القدرات في قطاع الثقافة برنامج إحصاء أبوظبي، وشراكات الأبحاث الاستراتيجية مع الأكاديميات والجامعات، وإنشاء برنامج للمنح الثقافية، ووضع سياسات حكومية مشتركة للتطوير الاجتماعي والاقتصادي.
ويضمن الاستمرار في التنفيذ الناجح لاستراتيجية القطاع الثقافي ترسيخ موقع أبوظبي عاصمة عالمية للثقافة، بالتوازي مع جعل الثقافة محركاً رئيسياً للتطور الاجتماعي والاقتصادي. وتعمل دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي على رصد وتسجيل وتحليل مساهمات الصناعات الإبداعية في إجمالي الناتج المحلي والتوظيف، بالإضافة إلى تحديد تأثيرها الاجتماعي.

الدبلوماسية الثقافية

أتاحت العديد من مشاريع أبوظبي لعب دور أكبر في تشكيل المشهد الثقافي على الصعيد الدولي، وذلك انطلاقاً من أهمية الدبلوماسية الثقافية في خلق تأثير إيجابي بعيد المدى على مختلف الأطراف، مع القدرة على بناء روابط عميقة بين الأمم والثقافات، مثل الاتفاقية التاريخية مع الحكومة الفرنسية التي أسفرت عن إنشاء «متحف اللوفر أبوظبي»، واستضافة مؤتمر «الحفاظ على التراث الثقافي المهدد بالخطر» والذي أدى إلى تشكيل التحالف الدولي لحماية التراث «ألف»، إلى جانب «القمة الثقافية» التي تنظمها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي سنوياً، بالشراكة مع خمسة شركاء ثقافيين يمثلون القطاعات المؤثرة في مجالات الفنون والإعلام والتراث والمتاحف والتكنولوجيا.

متحف زايد الوطني

تتواصل أعمال تطوير متحف زايد الوطني، المتحف الوطني لدولة الإمارات، حيث يروي سيرة ومسيرة الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه»، مسلطاً الضوء على تاريخ الإمارات والمنطقة، وعلاقاتها الثقافية مع البلدان في جميع أنحاء العالم. يتمتع متحف زايد الوطني بأهمية خاصة عند شعب الإمارات والمنطقة، وسيكون له صدى عالمي كبير؛ إذ تعرض مجموعته الدائمة أفضل المقتنيات الوطنية، إلى جانب القطع المعارة من المتاحف العالمية الرائدة، بينما سيُسهم برنامج المعارض الخاصة في جعل المتحف جزءاً حيوياً من المشهد الثقافي الوطني والإقليمي والدولي، ولا يمكن تفويت مشاهدة مجموعاته.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"