عادي

خلود الجابري: الفن حياة مرسومة بالفرح

03:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
أبوظبي: نجاة الفارس

تعتبر الفنانة الإماراتية خلود محمد علي الجابري، من أوائل الرواد في مجال التشكيل، وهي من المؤسسين في المجمع الثقافي، حيث عملت فيه مدة 21 عاماً، ثم انتقلت إلى وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وهي عضو في العديد من المنظمات الثقافية والفنية في الدولة، وتتميز أعمالها بالطابع العالمي، والتفرد الشديد، وفي داخلها إعجاب عميق بالمرأة الإماراتية وتميزها في المجتمع ينعكس في أعمالها الفنية.
قدمت مساهمات كبيرة طوال حياتها المهنية من ورش العمل لذوي الهمم، والأحداث، ثم فعاليات، ومشاريع، ومعارض، وملتقيات، في العديد من الدول العربية، والغربية، وحصلت على العديد من الجوائز منذ بداية مشوارها الفني عام 1985.

كيف تنظرين إلى الحركة التشكيلية في الإمارات؟

- الإمارات تعدّ واحدة من أبرز المجتمعات الداعمة للفنون التشكيلية، من خلال دور القيادة الإماراتية الرشيدة، وإذا عدنا للماضي سنجد أنه ‏منذ قيام دولتنا الحبيبة بدأت حركة فنية ناشطة ‏في تنظيم المعارض الفنية في الدولة، ‏وكانت هنالك حركة لعرض لوحات الفنانين من خلال المؤسسات التي تعتني بمجال الفنون التشكيلية، وتم افتتاح كثير من المعارض لفنانين إماراتيين في بداية السبعينات، في الجمعيات الاجتماعية والفنادق، وتم عرض أعمال الكثير من الفنانين، وفي بداية السبعينات تم إرسال الطلبة للدراسة ‏الأكاديمية في الخارج، وبادر عدد من الفنانين التشكيليين بالالتحاق بكليات الفنون الجميلة في الخارج، كي يحصلوا على الاحتراف الفني، عقب ذلك تم تأسيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية عام ١٩٨٠ وتم إشهارها برئاسة الدكتور محمد يوسف، وبدعم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ومارست أنشطتها محلياً، ودولياً.
ثم تم افتتاح المجمع الثقافي ‏في أبوظبي، ‏بتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبرز دور المجمع في الاهتمام بالفنانين التشكيليين، وكان يدير تلك ‏المؤسسات متخصصون في مجال الفنون، ما أثر في التجربة الفنية والثقافية، وساهم في بناء حراك ثقافي نشط جداً، وأصبح المجمع الثقافي محط أنظار العالم كله من فنانين، وشعراء، وسينمائيين، وكتاب، وموسيقيين، داخل الدولة، وخارجها، كما تم تأسيس أول مرسم حر لرعاية المواهب الفنية، وفي أواسط التسعينات تم انطلاق مؤسسات ثقافية رائدة كان لها أثر كبير في تطور الحياة الثقافية عامة، وحركة الفنون البصرية في الدولة خاصة، ‏هذه الجهود العظيمة جذبت المواهب في مجال الفن، وسرعان ما ظهرت على الساحة أسماء جديدة، أثرت حركة الفن في الإمارات، وكانت الأعمال الفنية لبعض الشباب الإماراتيين محل تقدير كبير فترة الثمانينات، منهم أنا، فقد حصدت جوائز وتكريماً سنوياً في معارض الشباب التي تقام في كل عام في دولة خليجية.

ما الخامات التي تفضلين استخدامها في لوحاتك، وما الذي يميزها؟

- كل مرحلة من مسيرتي الفنية لها خامات مختلفة، لكن أفضّل ألوان الحبر، وهي شائعة الاستخدام في شرق آسيا، فهي تذكّرني بشفافية الإنسان، بروحه، وصدقه، كما أنها تمنحني حرية في العمل، وتتميز عن بقية الخامات بأنها صعبة، وتحتاج الى مهارات كثيرة للتحكم فيها، لكني أحبها جداً، تعطيني شعوراً بالسعادة.

من أين تستمدين الإلهام في لوحاتك الفنية؟

- استمد أفكاري من طفولتي، ومن القصص التي قرأتها، ومن الخيال، ومن التجارب الشخصية التي مررت بها، والتي رسمتها على لوحة، رسمت أحلامي، ورسمت كل ما أحبه في المرأة الإماراتية.

كيف تنتقين عناوين لوحاتك ؟

-‏ من الموضوع الذي أرسم عنه وهو يعبر عن نفس الفكرة التي اختار عناوين مختصرة، وقد يشمل العنوان الواحد مجموعة من الأعمال مثل مجموعة البراقع.

ماذا عن علاقتك بالفنون الأخرى كالأدب والموسيقى؟

- الفنون مرتبطة ببعضها بعضاً، ونحن كفنانين جزء لا يتجزأ من الثقافة والموسيقى، بعض أعمالي تعتمد على قراءة القصة، أو الرواية، أو الأشعار، وأنا حريصة على الاعتماد على البحث، وعندما ارسم أحب أن اسمع موسيقى، فأرسم على أنغامها.

ماذا تقولين لمن يمتلك موهبة الفن التشكيلي من الأجيال الصاعدة؟

‏ - الشباب محظوظون بدولتنا، وهنالك الكثير من الفرص التي تقدمها الحكومة الرشيدة للمواهب، وهنالك الكثير من الفرص للشباب للدراسة بوجود الجامعات، وتطور التكنولوجيا في الفن، وأصبح العالم متقارباً، وأهم نصيحة أن يعتمد الفنان على التجربة، والبحث، والعمل الجاد، والسعي لإبراز عمله.

هل حقاً يستطيع المجتمع مقاومة الإرهاب بالفن والإبداع والثقافة؟

- نعم بالتأكيد الفن يستطيع أن يقدم خدمة للعالم لمقاومة الإرهاب، فيستطيع أن يهذب المشاعر الإنسانية، ويعالج القضايا الإنسانية عن طريق الفن، والألوان، ويجب أن نعرض كل أفكارنا في مقاومة الإرهاب لأن الفن لغة عالمية، ومن خلال إقامة ملتقيات عالمية للفن والإبداع، والعمل على بناء ثقافة فنية قادرة على الارتقاء بالشعوب العربية في مقاومة الإرهاب، وضرورة إعادة صياغة سياسة ثقافية عربية تضع الفنون والموسيقى في مرتبة عليا في مجال الثقافة، فالفنان له دور مهم في بناء ثقافة الحياة، وعن طريق الفن نقدر أن نعيش حلماً في الفرح، والأمل في مستقبل باهر، فشعب بلا مبدعين هو شعب بلا مستقبل، وغير قادر على الحلم، ويمكن الدعوة إلى الاهتمام بالنظام التعليمي، وتربية الأطفال عن طريق الفن في المراسم الحرة والمناهج في الرسم والمسابقات لقطع الطريق أمام أي طامع.
وأتمنى أن يتم افتتاح العديد من المراكز الثقافية التي تهتم بثقافة الطفل، وإعطائه فرصة لكسب المهارات لمواجه الإرهاب بالفن، والقراءة، والتوجيه.
وعلى الصعيد الشخصي، ‏أتمنى تأسيس محترفي ومرسمي الفني الخاص، لأنجز أعمالي بكل حرية، وأن أحظى بفرصة تفريغي لتخصيص جلّ وقتي للبحث في مجال الفن، ولإيجاد فرص لتمثيل وطني الحبيب الإمارات، في المحافل الوطنية الداخلية، والخارجية، ومساعدة ودعم الشباب في إيجاد‏ طريقه للفن.

لغة عالمية

الفن لغة عالمية يفهمها الجميع، مهما كان بلده، أو دينه، أو لغته، وكنت مسرورة للغاية لأنني شاركت بصفتي ممثلة لبلدي، وتمكنت من إطلاعهم على تقاليدنا وثقافتنا من خلال الفن، ‏شاركت في معارض خارجية خليجية وعربية وعالمية، ووجدت أنهم ينبهرون بالتعرف إلى أعمالي، ويتفاعلون بالحوار والسؤال عن قصتها، ويطلبون شرحاً عن جماليات اللون والتكوين.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"