عادي
عبدالله بن زايد يلقي الكلمة الافتتاحية

250 عالماً في المنتدى العالمي “تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة” بأبوظبي

05:41 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية تفتتح صباح اليوم أعمال المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" الذي يجمع أكثر من 250 عالماً ومفكراً إسلامياً من مختلف أنحاء العالم .
ويمثل المنتدى أول اجتماع من نوعه لمفكرين وعلماء مسلمين على المستوى العالمي يهدف إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة الإيديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة وللتصدي لشرور الطائفية والعنف التي تعصف بالعالم الإسلامي منذ عقود .
ويلقي سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الكلمة الافتتاحية في المنتدى ثم كلمة للأزهر يلقيها الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، يليها الكلمة التأطيرية لفضيلة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس المؤتمر .
ويأتي المنتدى الذي تنظم جلساته بفندق سانت ريجيس بجزيرة السعديات في إمارة أبوظبي كمبادرة أطلقها الشيخ عبد الله بن بيه الذي يرأس لجنته العلمية ويعد أحد أبرز العلماء المعاصرين ويحظى بمكانة وتأثير كبيرين بين العلماء والمفكرين من أنحاء العالم كافة .
وخلال يومي المنتدى يناقش المتحدثون حلولاً للموضوعات التي تواجه المسلمين في مختلف أنحاء العالم مثل البدع وسوء الفهم الذي سبب التشويش لجمهور المسلمين وأحدث الانقسامات في المجتمعات الإسلامية والتي تهدد كيانها .
وقال ابن بيه: "إن الأسلوب الوحيد لمواجهة القوى التي تمزق العالم الاسلامي يتمثل في معرفة جذور التضليل وسوء الفهم والبدع التي تغذي الإيديولوجيات المتطرفة والأحقاد الطائفية والعنف القاتل والمدمر .
ووصف المنتدى العالمي بأنه مبادرة مهمة تهدف إلى دحض الإيديولوجيات المتطرفة بشكل كامل مع تقديم الفهم الحقيقي للإسلام كدين الحكمة والرحمة والتسامح والصبر كما يبين ذلك القرآن الكريم وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم" .
وأشار ابن بيه إلى أن هناك أربعة انحرافات غذت التطرف وسيتم تناولها في المنتدى وقال فضيلته إن "الانحراف الأول حول مفهوم الجهاد الذي استخدمه المتطرفون الذين يحملون أجندات سياسية لتحريض عامة المسلمين على الكراهية والعنف والانتحار والإرهاب . . والانحراف الثاني يتمثل في بدعة التكفير التي تسمح لمسلم بأن يصف مسلماً آخر بأنه كافر ويبرر قتله على أسس واهية . . والانحراف الثالث هو التفسير الخاطئ لمعنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كرخصة للتدخل وفرض سلوك شخصي إلى درجة تنفيذ العقاب البدني العنيف وغير الإنساني . . أما الانحراف الرابع فيتمثل في الفتاوى من غير المؤهلين لإصدار الفتاوى من الأفراد والجماعات الذين يجهلون الشروط والتخصصات ويفتقرون للمؤهلات اللازمة التي تتطلبها الشريعة الإسلامية لإصدار الآراء الدينية الموثوقة .
وقال إنه بإلقاء الضوء على هذه الانحرافات ودحضها من خلال الحكمة المستنيرة والآراء الصحيحة المعتمدة على الشريعة الاسلامية تسعى كوكبة من العلماء والمفكرين إلى تشكيل أساس لإصلاح المجتمع حسب المبادئ الإنسانية التي تشكل جوهر إيماننا وممارساتنا" .
ومن الموضوعات التي يناقشها المنتدى التحدي المتمثل في استيعاب الخلاف في المجتمعات الاسلامية التعددية التي تضم مجموعات مختلفة ضمن محور "تدبير الاختلاف وثقافة الحوار" .
جدير بالذكر أن من بين المشاركين الذين سيقدمون أوراقا في اليوم الأول للمنتدى المفتي د . محمد التقي العثماني من باكستان و د . شوقي علام مفتي الديار المصرية د . محمد الروكي رئيس جامعة القرويين المغربية د . مصطفى تسيريتش من البوسنة د . أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء وسماحة الشيخ هاني فحص من لبنان .
ويجمع المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" كبار العلماء والمفكرين في العالم في جبهة موحدة لمواجهة الإيديولوجيات المتطرفة التي تخالف القيم الإنسانية ومبادئ الإسلام السمحة . (وام)

مفكرات مسلمات يشاركن في المنتدى

تشارك نساء من أبرز المفكرين الغربيين في المنتدى العالمي "تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" .
يأتي على رأس المشاركات القاضية مارلين مورنينغتون، عضوة الهيئة القضائية في إنجلترا وويلز بالمملكة المتحدة، الخبيرة في قانون الأسرة والعنف المنزلي والإساءة للمسنين .
وتنضم إليها الدكتورة عزيزة آل هبري، الحاصلة على لقب "عالم برنامج فولبرايت الطلابي" وأستاذة القانون وزعيمة للحركة النسوية، وشيخة حليمة كروسن، العضو المؤسس في دائرة الحوار بين الأديان في قسم اللاهوت بجامعة هامبورغ .
ومن النساء المشاركات في المنتدى الدكتورة كلثم المهيري الأستاذ المساعد في معهد دراسات العالم الإسلامي بجامعة زايد دبي، وهي من الرواد البارزين في حقل التعليم بدولة الإمارات، وحاضرت في كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي .
كما عملت الدكتورة كلثم المهيري في التدريس بوزارة التربية والتعليم مدة خمس عشرة سنة، وكمستشارة في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي، وحصلت على بكالوريوس في الدراسات الإسلامية فرع الإعلام من جامعة الإمارات، ودرجة الماجستير ودرجة الدكتوراه في التربية الإسلامية من جامعة اليرموك في الأردن، ودرجة الدكتوراه في الحديث الشريف من جامعة محمد الخامس في الرباط بالمملكة المغربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف .
وقد ألفت الدكتورة كلثم المهيري عدة كتب منشورة، تشمل مجموعة من القصص القصيرة للأطفال .
وتركز مورنينغتون على المحتوى الجوهري للمنتدى وقالت إن "المجتمعات السعيدة والناجحة تبنى على مبادئ تربية الأطفال ضمن بيئات آمنة ويعمها السلم داخل منازلهم وخارجها، إن الحروب والتشرد والمخاطر الداخلية والعنف المنزلي من الأمور التي تدمر الأمان وتتسبب في إحداث أضرار طويلة وقصيرة الأمد في تفكير الأطفال وتنميتهم .
ومن واجبنا جميعا أن نتحمل مسؤولياتنا وأن نعمل على التخلص من الآثار المترتبة على العنف، إن سيرة ومبادئ النبي محمد صلى الله عليه وسلم والقوانين الشرعية الاسلامية تمثل المحتوى الارشادي الذي يمكن للمسلمين حول العالم الاستفادة منه لتحقيق السلم بين الأمم وداخل الأمة الواحدة، وفي بيوتنا أيضاً" .
أما الدكتورة عزيزة آل هبري فهي أستاذة القانون في كلية تي سي ويليامز بجامعة ريتشموند، وفي عام ،2011 عينت من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما عضوا في اللجنة الأمريكية للحريات الدينية العالمية .
وشيخة حليمة كراوسن ولدت في آشين، ألمانيا في عائلة كاثوليكية - بورستانتية واعتنقت الاسلام في أول عمرها وتعلمت اللغة العربية ودرست مع علماء مسلمين زاروا بلادها، كما سافرت إلى عدد من الدول الإسلامية . (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"