عادي
كان نقيباً للفنانين وغنى بعدة لغات

سامي كلارك: حزني على وطني الجريح

00:46 صباحا
قراءة 5 دقائق

ينتمي إلى زمن الفن الجميل ويرتفع صوته عالياً ليغني أرقى وأعذب، جامعاً ما بين الشرقي والغربي، تولى منصب نقيب الفنانين وغنى بالفرنسية والايطالية والأرمينية واليونانية والألمانية والروسية، ونجح في نمط الفرانكو آراب وكان صاحب أول فيديو كليب في العالم العربي. هو الفنان الكبير سامي كلارك الذي كان لنا معه هذا الحوار:

بدأت الغناء بعدة لغات رغم أنك ابن قرية ضهور الشوير؟

لا يمنع أن يكون ابن القرية مثقفاً وأن يتقن عدة لغات وكما هو معروف في لبنان فأغلبية الناس يتكلمون ثلاث لغات، أما عني فأعرف خمس لغات واغني بتسع لغات.

لماذا اخترت أن تغني بعدة لغات؟

لأن ثقافتي الأساسية في المدرسة كانت في اللغات الأجنبية واللغة الفرنسية تحديدا ولكنني اتجهت بعد ذلك إلى الثقافة الشرقية.

ركزت على الأوبرالي الغربي فكيف انتقلت إلى العربي وهل واجهت صعوبات؟

لا أبدا، لأن اللغة العربية لغتي الأساسية وأتكلم بها بطبيعة الحال ولهجتي اللبنانية تساعدني على ذلك. ثم إنني أغني الأوبرالي الغربي، بل الأغنية الحديثة التي اعتمدت على الصوت القوي والحركة على المسرح. ولم أر هذا الفرق الكبير لأنني درست هذا اللون في النمسا لمدة 19 شهراً فقد درست الرقص مع الغناء والحركة المسرحية لأنها تدرس ولا تعتمد على الموهبة فقط.

ما الذي شجعك على الفرانكو آراب؟

إلياس الرحباني أول من أعطاني هذه الأغاني وكانت مزيجا بين الشرق والغرب وكنت أول فنان يغني هذا اللون.

كنت صاحب أول فيديو كليب والآن بعد هذا الكم من تصوير الفيديو كليبات كيف تراها اليوم؟

كل شيء قابل للتطور وبالنسبة لي فقد بدأت في دمشق حيث صورت للتلفزيون السوري ولم يكن الفيديو كليب معروفا في ذلك الوقت ولكنني كنت قد عرفته من أوروبا وأخذت الفكرة وطبقتها.

هل كنت تتوقع أن فكرتك التي أوصلتها للعالم العربي سوف تصبح بهذا الشكل؟

طبعا فلست أنا من ابتدعها وأتوقع أن تصل إلى أكثر من ذلك فالإعلام الغربي له هدف معين وهو تخريب العائلة العربية والمجتمع العربي لذلك أنا أعمل وطنيا وأعمل في مؤسسات من أجل التوعية وأحب أن تأخذ المرتبة الأولى لأنها تحمي المواطن من هذه السموم.

(أمرك حبيبي) هي أول أغنية خليجية لك؟ هل كانت لك تجارب أخرى؟

البنت الحلوة ويا زين ماني مفارقك لدي حوالي تسع أغنيات بدوية خليجية.

ما رأيك في الاغنية الخليجية حاليا؟

تطورت كثيرا ولكن يبقى المزيج بين اللهجتين اللبنانية والخليجية مميزا.

موجة الأغاني السيئة كيف يمكن أن نتخلص منها؟

هنا يأتي دور الإعلام فيجب ألا يعطيها قيمة وألا يسوق لها ويتوجب علينا هنا أن نختار بين الفن الراقي وغير الراقي لأننا يجب أن نراعي عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا في المجتمعات العربية ونلتزم بها، وألا نكون كالتابعين للغرب فهم متفككون ومختلفون عنا بشكل جذري ونحن للأسف لا نأخذ عنهم إلا كل ما هو سيئ.

هل لا يزال هناك مكان للأغنية الجميلة الراقية؟

بالتأكيد هناك أغان رائعة ومواهب شابة مهمة جدا وقد عملت في سبعة برامج لتشجيع هذه المواهب الجديدة وفي هذا السياق نحضر لبرنامج خاص بالمواهب الجديدة بعنوان سامي كلارك شو.

هل تكون راضيا عن نفسك بعد حفلاتك بشكل عام؟

أنا دائما راض عن نفسي وعن الجمهور بالمجمل عادة أحضر نفسي جيدا قبل الحفلة.

عملت كمعد وممثل ومغن فأين تجد نفسك؟

مغن بالدرجة الأولى ومعد أيضاً.

الحزن موجود في العديد من أغنياتك، فما السبب؟

لعل السبب هو وطني لبنان الجريح.

بالنسبة لبرامج المواهب التي قدمتها أين هي تلك المواهب في الساحة الفنية؟

عندما تطلق المواهب يأتي دور المؤسسة لترعاها فإذا كانت الموهبة تفتقر إلى الطموح لا استطيع أن أقدم لها شيئا.

هل تستطيع هذه المواهب أن تصمد في الموجة العارمة التي تجتاح الأغنية العربية؟

إنهم يحتاجون إلى مساعدة كبيرة وإلى مؤسسة تحتضنهم ليصمدوا.

وهل حاولت أن توجد مؤسسة لرعايتهم من خلال خبرتك ومعرفتك؟

لقد شكلت نقابة ولكنها لا تمتلك الصلاحيات ثم إنني لا أحب التجارة وأملك معهدين موسيقيين يخرجان شبانا ويعطيانهم الثقافة اللازمة. والبرلمان الفني في لبنان يكمل فكرة الوزارة الفنية.

كان لك دور في الحرب الأهلية اللبنانية حيث كنت تغني وتعلم النشيد الوطني وكان لك أدوار مشابهة في مراحل لاحقة كيف تقيم أدوارك؟

اجل لقد علمت النشيد في المدارس والشوراع وفي راديو وتلفزيون لبنان أيضاً وفي تجارب لاحقة وكان عملي وطنيا وليس سياسيا لأنني مع المقاومة ولأنني أنتمي لمؤسسة اجتماعية وطنية لخدمة المجتمع والناس دون التمييز بين لغة أو لون.

ما دور الفنان في وقت الحرب؟

الالتزام بكل القضايا الوطنية وأن يكرس الفن لخدمة قضاياه وخاصة أن منطقتنا معرضة للحروب بشكل دائم.

هل يكفي الغناء الوطني؟

بالتأكيد لا، يستطيع الفنان أن يغني في خدمة القضايا الاجتماعية وأن يقيم حفلات ترفيهية للجيش أو لأولاد الشهداء.

تمر العلاقات بين سوريا ولبنان بمرحلة صعبة، هل ترى أن الفن رابط أساسي بين البلدين؟

الفنانون لا يعملون في السياسة وبالنسبة لي فعلاقتي بسوريا لاتزال على حالها ولم تتغير وأنا بالطبع مع أن تسود المحبة والاحترام في العلاقات الدولية لأن الوضع لا يقتصر على سوريا ولبنان بل هو وضع عام ويجب على الدول العربية أن تعرف أن عدوها الأساسي هو إسرائيل.

هل أنت مع أن يكون للفنان توجه سياسي معين؟

يجب أن يكون الفنان ملتزما وطنيا لا سياسيا فيجب أن نميز بين مصلحة لبنان ومصلحة سياسيي لبنان وأنا مع مصلحة لبنان القوي غير المقسم ومع المقاومة.

أفكار مسروقة

برامج المواهب الشابة التي تعرض على الفضائيات اليوم برامج تجارية وتعتمد على الكسب المادي من خلال الاتصالات وتؤدي إلى انحطاط الفن عندما تحوله إلى تجارة، وجميعها عبارة عن أفكار مسروقة من الغرب ولا تتناسب مع مجتمعاتنا لأن في مجتمعاتنا خليطاً من العناصر والأطياف ونحن لا نستطيع أن نقدم شيئاً ما لقسم ونهمل القسم الآخر. ولم يعد هناك أغنية عربية أصيلة بل هي خليط من عدة نماذج، أما عن الذين يحاولون تجديد الأغاني القديمة فيجب أن يحاولوا أن يكون تجديدهم أفضل من القديم وليس أسوأ، لكن ما يجري اليوم هو أن الأغنية عندما تجدد تقصر مدتها وتأخذ شكلاً راقصاً وهذا خطأ وانحطاط للأغنية.

زواج غير متوقع

حققت أشياء كثيرة لم أكن أتوقع تحقيقها في المقابل هناك العديد من الأشياء التي لم أستطع تحقيقها فالقدر يرسم للإنسان طريقة حياته دون أن يخطط لنفسه، وعلى سبيل المثال فقد تزوجت ودفعت ضريبة كبيرة للحفاظ على حياتي الزوجية علماً بأنني لم أكن أتوقع أن أتزوج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"