عادي
مشاهدات بصرية لبيئة المكان

كتاب «الثميد» توثيق أدبي لقيم وعادات سكان الشارقة

01:43 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: محمد ولد محمد سالم

نظّمت دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة مساء أمس الأول في النادي الثقافي العربي أمسية نقاشية لكتاب «الثميد.. وجدانيات وذكريات من صحراء الشارقة» لمؤلفه عبد الحافظ حوارات، الصادر عن الدائرة، وتحدث في الجلسة الدكتور عمر عبد العزيز رئيس مجلس إدارة النادي، وعبد الحافظ حوارات، وأدارها عبد الفتاح صبري الذي لفت إلى علاقة الكتاب بالمكان وانطباعات مؤلفه عنه، ما يجعله أقرب إلى أدب الرحلات.
وقال د. عمر عبد العزيز: «إن الكتاب يلخص عقدين من حياة مؤلفه في منطقة الثميد بالمنطقة الوسطى في الشارقة، ويرصد مشاهداته البصرية للبيئة المكانية فيها، وانعكاسات المعاملة الطيبة والخلق الذي يتمتع به سكانها في نفسه، وأشكال العادات والتقاليد التي تؤطر حياة المجتمع هناك، ما يجعل الكتاب توثيقاً انثروبولوجياً لحياة أهل الثميد في تلك الفترة، وسيرة للشارقة في أحد جوانبه، ووثيقة أدبية تجمع بين التاريخ والرحلة والسيرة الذاتية.
أما عبد الحافظ حوارات فقال: إن كتابه هو رسالة حب ووثيقة جميلة أرادها لسكان هذه المنطقة الذين عشت بينهم لما يقارب عقدين، لم أحس في يوم منها أني غريب، ولم أجد منهم إلا الحب والكرم والمعاشرة الحسنة.
وأضاف: يضم الكتاب تسعة وعشرين فصلا تتناول عدة جوانب من حياة سكان الثميد، التي تقع في المنطقة الوسطى بين الجبال، وتعني الثميد في العربية الفصحى المكان الذي يجتمع فيه الماء ويبقى بعد أن يجف ما حوله.

وأكد حوارات أنه بدأ مؤلفه من رحلته الأولى إلى الإمارات قادما من الأردن عام 1999، موثقاً الدهشة التي أصابته عندما حل بمدينة الشارقة، ورأى ما فيها من عمران زاهٍ شيد على أحدث المعايير الهندسية، وعكس أصالة العمارة الإسلامية بكل بهائها، وكذلك ما تتمتع به المدينة من وسائل خدمات حديثة، ومن حدائق غناء، كل ذلك كان مثار إعجاب ودهشة له، وطبع في نفسه حب هذه المدينة التي تعكس شواهدها أصالة وروحاً ثقافية راسخة جعلتها تفوز بأعلى الألقاب الثقافية العربية والعالمية، ثم بعد أسبوع من مقامه في الشارقة عين مدرساً في منطقة الثميد، وعندما وصل إلى المنطقة كان متوجسا من عدم الانسجام معها ومع سكانها، وتعجب من كون المدرسة شيدت في مكان خال من السكان، لكنه اكتشف لاحقا أن ذلك لحكمة أرادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي أن تتوسط بين تجمعين سكنيين هما: الفيلي والبحائص، حتى يستفيد أبناؤها جميعاً منها، لكنّ توجسه لم يلبث أن تلاشى، ووجد نفسه يندمج مع الناس بسبب ما تلقاه من ترحاب وكرم، وما وجده فيهم من بساطة وتواضع».

استعان حوارات كما أوضح في رصد حياة وتقاليد المجتمع بالرواة المحليين، وخاصة الراوي حمد سالم بن شرارة وهو أحد المخضرمين الذين عاشوا حياة الصحراء قبل قيام الاتحاد، وحفظ الكثير من حكايات وعادات وتاريخ الثميد والشارقة عموماً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"