عادي
«الخدّج» خارج قوائم «التغطية التأمينية»!!

1.4 مليون تكلفة إقامة 5 توائم لـ 60 يوماً بأحد المستشفيات

03:32 صباحا
قراءة 3 دقائق

تحقيق:عايدة عبد الحميد
يحتاج العديد من الأطفال الذين يأتون إلى الدنيا قبل الموعد المحدد للولادة للمكوث في الحضّانة حتى تحسن صحتهم، إلا أنها تكون مكلفة مادياً بالنسبة لبعض الأهالي، مما يوقعهم تحت وطأة الدين، على الرغم من أنهم يحملون وثائق تأمينية. وقال ذوو أطفال خدّج لـ«الخليج» إنهم يعجزون عن سداد فواتير العلاج، التي ترفض شركات التأمين تغطيتها، مؤكدين أنهم يضطرون إلى الاستدانة أو اللجوء إلى جهات خيرية لتحمّل قيمة السداد مطالبين تلك الشركات بـ«عدم استثناء الخدّج من قوائم التغطية التأمينية».
في هذا السياق بلغت تكلفة إقامة خمسة توائم (ثلاثة ذكور وبنتان) لمدة شهرين في قسم العناية المركزة للأطفال الخدّج، في أحد مستشفيات الدولة مليوناً و‬400 ألف درهم، على الرغم من وفاة أحدهم بعد يومين من الولادة.
وقال والد التوائم لـ«الخليج» إنه رزق بأولاده التوائم بعد خمس سنوات من الزواج ونتيجة حمل طبيعي، مضيفاً أن شركة التأمين الصحي رفضت تغطية تكاليف متابعة الأبناء بعد الولادة، بدعوى أن زوجته وضعت أطفالها قبل الشهر التاسع، على الرغم من سداد الشركة تكاليف العملية القيصرية 20 ألفاً، و‬800 درهم، وسعى إلى العديد من الجهات الخيرية في الدولة لتغطية نفقات علاج فلذة كبده.
ولم يكن حال والد أحد الأطفال الخدّج أفضل من حال والد التوائم الخمسة، فقد عجز عن سداد فواتير علاج ابنه، التي تراكمت على عاتقه منذ ولادته، حيث أكدت التقارير الطبية أنه يحتاج إلى علاج بمستشفى حكومي بتكلفة 73 ألف درهم، إضافة إلى فاتورة إقامة الطفل بمستشفى خاص في دبي، التي بلغت 97 ألف درهم، ويرقد الطفل حالياً فيها تحت العلاج منذ شهر. وناشد والده أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة، مساعدته على تدبير كلفة علاج طفله الذي عانى مشكلات صحية، بسبب ولادته في الأسبوع الـ29 من الحمل.
بدوره أعرب والد الطفل «عمر» صعوبة ما يمر به من ظروف مادية قاسية، بينما بلغت فاتورة ولادة وإقامة الرضيع في قسم الأطفال الخدّج 111 ألف درهم، سدّد منها الأب 10 آلاف درهم، ولم تغطِ بطاقة التأمين مصاريف إقامة الطفل، فقدمت له إحدى المؤسسات الخيرية مساعدة بقيمة 20 ألف درهم، وتبقى 81 ألف درهم عجز عن سدادها، بسبب ظروفه المالية الصعبة، فهو إضافة إلى مصاريف عائلته في الإمارات يعول أيضاً أسرته في مسقط رأسه، وكان الطفل الخديج ولد قبل الموعد الذي حدّده الأطباء، مما دفعهم لوضعه في قسم الخدّج لمدة 44 يوماً، والطفل خرج بحمد الله بصحة جيدة، وأصبح يتمتع بنمو وتطور طبيعيين.
تضافر الجهود
من جهته قال البروفيسور حكم ياسين، المدير الطبي لمستشفى الجامعة بالشارقة، استشاري الأطفال حديثي الولادة والخدّج: «إن نسبة الولادة قبل الأوان، تبلغ حوالي 10% من إجمالي الولادات في الإمارات، ويطلق على الطفل خديجاً، نظراً لعدم اكتمال مدة نموّه، وولادته قبل الأسبوع 37، فوزنه يكون قليلاً، فمن أكبر التحديات التي واجهتنا ولادة طفل بوزن 500 جرام أو600 جرام، فكلما زاد وزن الرضيع أصبحت العناية به أسهل، كما أن للخدّج درجات. فالبالغ الذي يولد في أقل من 28 أسبوعاً، يتعرض لإصابات عصبية نظراً لعدم اكتمال نموه، ومع المتابعة يمكن تقليل الإصابة، ولكن لا يمنعها، مثل نزف الدماغ، والتوحّد، فنسبته أعلى من الطفل الطبيعي، وتظهر أعراض التوحّد بعد عمر سنة ونصف، وبعضهم يظهر بعد ذلك».
وأضاف: «الدرجة الثانية هي الخدّاج الشديد للطفل الذي يولد في الأسبوع 28 إلى 32 أسبوعاً، والدرجة الأخيرة الخدّاج المتوسط من 32 إلى 37 أسبوعاً، يخضع خلالها الأطفال لمتابعات دورية، كل أسبوع أو أسبوعين وفقاً للحالة، فبعض الحالات تحتاج إلى معالجة طبيعية لدعمها». وأشار إلى أن نحو 70% من قيمة فاتورة علاج الخدّج تغطيه شركات التأمين، إلى جانب اتفاقيات مع لجنة أصدقاء المرضى، الذين تكفلوا بكثير من الحالات التي لا يغطيها التأمين، موضحاً أنه ينبغي تضافر الجهود للتقليل من معدلات الخدّج، بتوعية الأمهات من مخاطر الولادة المبكرة، فهناك أسباب يمكن تجنّبها كتشوه رحم الأم، كالرحم القرني، أو ارتفاع الضغط، والسكري، والالتهابات التي تصيب الأم، إلى جانب ضرورة المتابعة خاصة آخر شهرين من الحمل، كما يجب التزامها بالراحة لاكتمال حملها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"