عادي
تحرير اليمن كان حلماً يراوده

خليفة الخاطري "شهيد البحر" كان من رجال الصف الأول بالصلاة

06:17 صباحا
قراءة 4 دقائق
رأس الخيمة: عدنان عكاشة

لم يكد الملازم أول بحري خليفة سيف بن سعيد بن سلومة الخاطري،(27 عاماً)، يفرح بمولوده الثاني، والأول من الذكور (راشد)، قبل نحو 5 أشهر، حتى كتب القدر فراقاً مبكراً، لكنه فراق فخر وعز، ارتبط بالدفاع عن حمى الوطن ومكتسبات الإمارات وأمن المنطقة واستقرارها، ملبياً نداء الشرف والعزيمة، والذود عن الحق والشرعية، وزادته قيمة وفضلاً ليلة التاسع والعشرين من «العشر الأواخر» من رمضان، التي قدم فيها روحه نصرة للحق.

"الصف الأول"

وفق رواية ذوي الشهيد ل«الخليج»، كان من أبناء (الصف الأول) في الصلوات الخمس في بيوت الله، لا يخلف موعداً للفريضة في المساجد، ولا يتأخر عن مقدمة صفوف المصلين خلف الإمام، بينما كان تحرير اليمن حلماً يراوده، ومن أجله قدم روحه ودماءه ثمناً زكياً، نصرة للشرعية وترجمة لتوجيهات وتعليمات القيادة.

فرحة الشهيد

للشهيد خليفة الخاطري، الذي احتفل بزفافه في الحادي والعشرين من ديسمبر/كانون الأول من العام 2015، ابنان، ولد وبنت (شيخة) ابنته البكر، تبلغ عامين، وراشد، الذي لم يتعد خمسة أشهر من عمره الغض، والذي فرح به الشهيد واحتضنه بعد ولادته في إحدى إجازاته في ربوع الوطن، عائداً من ميادين العز والكرامة والشرف.
الشهيد «أبو راشد»، من منطقة الحمرانية، الواقعة على بعد حوالي 25 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة رأس الخيمة، حيث يقطن في «ملحق» بمنزل والده، مع زوجته وطفليه، تخرج من كلية راشد بن سعيد البحرية في أبوظبي عام 2012، حاملاً شهادة البكالوريوس.

والدا الشهيد محتسبان صابران

«شهيد البحر» له والدان طيبان على قيد الحياة، بجانب جده من أبيه وجدته من أمه، و12 من الأشقاء والشقيقات، 8 من الرجال، هم علي، محمد، راشد، عبد العزيز، سعيد، أحمد، سالم، صقر، بالترتيب وفق العمر، و4 من البنات، وهو الخامس بين أشقائه وشقيقاته إجمالاً، والثالث بين الذكور.

وجع الغياب

عائلة الشهيد وأقاربه أكدوا أن والدته ووالده صابران محتسبان «فلذة كبدهما» عند الله، تبارك وتعالى شهيداً حياً، بإذن الله، رغم ألم الفراق ووجع الغياب، وهو ما يهون في سبيل الله، ومن أجل هذا الوطن الطيب المعطاء.
وبحسب مصادر العائلة، كانت المرة الأخيرة التي عاد فيها الشهيد خليفة الخاطري إلى حضن الوطن، حيث التقى والديه وأسرته وأحباءه، قبل 3 أشهر تقريباً، قبل أن يغادر مجدداً في سبيل «الواجب الوطني»، ليكون ذلك هو الوداع الأخير.

رضى واحتساب

سيف سعيد الخاطري، والد الشهيد (59 عاماً)، وهو متقاعد من القوات المسلحة برتبة عقيد، قال بعد تلقيه نبأ استشهاد ابنه: أقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ، ولكل أجل كتاب (وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير)، وكل شيء عنده بقدر، مشدداً على أن «هذا أمر الله، والحمد لله دائماً وأبداً»، مؤكداً أن والدة خليفة صابرة محتسبة، راضية بقضاء الله وقدره.

نموذج طيب

الشيخ مفتاح بن علي الخاطري، مسؤول منطقة الحمرانية في رأس الخيمة، هو خال والد «شهيد البحر»، قال عنه: إنه كان نموذجاً مشرفاً لأبناء الإمارات، ممن يتحلون بالشجاعة والقوة والجرأة في الحق، طيباً مصلياً محافظاً على دينه وقيم وطنه وموروث مجتمعه، متشبثاً بمنظومة تقاليدنا وعاداتنا، مطيعاً لقادته وولاة أمره، ذا خلق ودين، تشهد له القبيلة والمنطقة، يحب الناس ويحبونه.
سيف سالم سعيد الخاطري، ابن عم الشهيد، موظف حكومي، (29 عاماً)، أشار إلى أنه التقى الشهيد خليفة للمرة الأخيرة قبل حوالي 3 أشهر، خلال إجازته الأخيرة وعودته إلى أرض الإمارات، في مجلس والده في الحمرانية، تبادلا خلالها الحديث والذكريات، واطمأن فيها إلى أوضاعه، هو ورفاق السلاح من «بواسل الإمارات» في ميدان المعركة والشرف على أرض اليمن.

شغف وأصالة

وأضاف سيف الخاطري: كان الشهيد يحمل من صفات الخير والطيبة الكثير، من أخلاق رفيعة واحترام ومحبة للناس، وكرم ودين، لافتاً إلى أنه كان شغوفاً بحياة البداوة والأصالة، من واقع بيئته وتراثه وانتمائه القبلي، محباً للبر والطبيعة البكر، متعلقاً بهواية الصيد بواسطة الصقور، ومتيماً ب«الإبل»، وكان عاشقاً أيضاً للشعر الذي كان من أقرب هواياته إلى قلبه، وتربطه علاقات صداقة بشعراء من الإمارات والمنطقة، أبرزهم صديقه الشاعر السعودي عايض بن خطاف القحطاني.

شهادة ورسالة تعزية ب«الفيديو» من السعودية

الصديق المقرب من «شهيد البحر»، الشاعر السعودي عايض بن خطاف القحطاني، بعث برسالة تعزية لوالدي الشهيد وأهله وشعب الإمارات، حملت شهادة حول شيم الشهيد ومناقبه، في ظل معرفته به عن قرب، وهو ما بثه في «فيديو» خاص وهو معتكف في أحد مساجد المملكة، في هذه الأيام الفضيلة من رمضان.
وأكد أنه ما عرف هذا الرجل إلا ملتزماً بالمنهج والدين، محافظاً على صلاة الفجر وأخواتها من الصلوات الخمس، سائلاً الخالق سبحانه وتعالى، أن يتقبله شهيداً، هو ورفاقه من أبطال الإمارات وشهدائها الأبرار.
وأشار إلى أننا نعتز ونفخر بأمثال الملازم أول بحري «خليفة الخاطري».

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"